الفصل الخامس عشر
- مساء الخير ازيك يا هدى عامله ايه ؟
- انا الحمد لله اتفضل يا حسام
- سما لو وقتك يسمح ممكن نتكلم شويه مع بعض
- طبعا انا كنت مستنياك اصلاً و انت عارف من فضلك طمنى عملت ايه ؟
- طيب عن اذنكم انا لتنظر اليها و تقول
- رايحه فين يا هدى احنا مَش هانتكلم فى حاجه سر او انتى متعرفيهاش انا مَش باخبى عليكى حاجه اصلاً و انتى عارفه ده كويس
- معلش هاعمل لكم شاى و اجى علطول لتتركهم فالتفت هى الى حسام
- ها يا حسام طمنى ايه الأخبار المحامى أتواصل معاه و راح النهارده عنده . خلصتوا كل حاجه و الا لِسَّه و اتفقتوا على ايه ؟
ليجلس امامها صامتاً و هو يستجمع أفكاره ليقول لها ما يريد
- مالك يا حسام ماتكلم و فهمنى ايه اللى حصل مَش النهارده كان ميعاد المحامى معاه حصل ايه اتكلم ليتردد للحظه ثم يجيب
- فعلا يا سما و هو راح له و قعد معاه فتره طويله كمان
- و بعدين اتفقوا على ايه ؟
- رفض يتمم اجراءات الطلاق يا سما و طلب انه يتكلم معاكى الاول نظرت له للحظه و كانها لا تستوعب ما يقول ثم قالت فى غضب
- يعنى ايه مَش فاهمه هو مَش خلاص رمى عليا اليمين مَش فاضل غير انه يتمم اجراءات الطلاق و كمان هو مَش خلاص اختار انسانه ثانيه تشاركه حياته و مستقبله ممكن افهم هو عايز ايه منى ثانى بالضبط هانتكلم فى ايه ثانى ليصمت حسام ولا يجيب محرجاً
-حسام طيب هو انت كنت هناك معاهم واتكلمت معاه فهمنى هو عايز ايه منى ثانى بالضبط ؟
- سما هو بيقول ان انتى كل حياته وأنه مَش هايقدر انه يستغنى عنك و لا عن ولاده و انه بيحبك و مَش هايقدر يعيش من غيرك لتنظر له فى سخريه ثم تقول
- ها و قال ايه كمان احب اعرف ؟
- هو بيقول انه حابب انكم تتقابلوا و تتكلموا و تتفاهموا و ان بينكم.... لتقاطعه فى ثوره و غضب
- مفيش بينا اى حاجه خالص خلاص يا حسام و هو قبل الكل عارف ده و متاكد منه كويس اوى يمكن عشره و اطفال ملهاش ذنب بس بينى و بينه كل السكك مقطوعه و بعدين يا حسام هو انا بعتك عشان تتكلم بالنيابه عنى و تنهى اجراءات الطلاق و تكون حاسم معاه و لا تكون همزه وصل ما بينا و طرف فى الصلح و ها نتكلم فى ايه بالضبط مَش فاهمه ما خلاص كل حاجه خلصت و انا لولا الاولاد و العشره ما بينا و انى لِسَّه باقيه على اللى كان كنت ثم تتنهد و تقول نهايته و بعدين الموضوع انتهى على ايهً يا حسام؟
- سما انا كان ممكن اضغط عليه اكثر من كده و أنهى الموضوع كله بس
- بس ايه يا حسام ليتردد ولا يجيبها لتكمل هى
اه فهمت كنت فاكر انى هاضعف كالعاده و كنت خايف انى اتضايق منك او اخد موقفنشكده و يمكن اعاتبك و اقولك ليه عملت كده يعنى انى ممكن سما ترجع فى كلامها و تتراجع قلت تدينى فرصه افكر ثانى و من جديد و خصوصا انًه هو اللى طلب مَش كده يا حسام ؟
- سما انا عارف انتى اد ايه بتحبيه و .... لتقاطعه بحزم
كنت بحبه.،... تفرق كثير اوى يا حسام الحب ده كان ماضى و انتهى من حياتى خلاص فى لحظه معينه
- انتى متأكده من ده يا سما انا اسف بس ؟
- لا انت عندك حق كلكم عندك حق تقولوا و تفكروا كده و اكثر كمان بس تعرف محدش غلطان غيرى انا و انا اللى فعلا استاهل كل اللى بيحصل ليا دا
سما ارجوكى انتى عارفه انك زى اختى و اكثر و انا عمرى ما هاسيبك و لا اتخلى عنك مهما كان و مهما كان قرارك بس يعز عليا اللى انتى فيه ده و ... لتقاطعه
لكن انت قلت فى نفسك سما ضعفت و اتنازلت قبل كده عشان بتحب و ممكن تتنازل عشان الحب ده مره ثانيه انت عندك حق تفكر كده يا حسام انت مَش غلطان تعرف انا كان ممكن أتنازل فعلا لانى بحب و مَش مره انا اتنازلت فى حياتى عن حاجات كثير عزيزه عليا و بحبها و كان عذرى لنفسى فى كل مره انى بأحب و باضحى عشان الحب ده يعيش و يستمر و كان ممكن أفضل كده طول حياتى بس فى لحظه واحده اتغير كل شىء و الحب اللى فى قلبى ده كله مات تعرف امتى يا حسام لما لاقيت الانسان اللى حبيته و ضيعت عمرى معاه و جنبه مَش حاسس بيا اصلا و لا باللى فى قلبى و اختار واحده ثانيه تشاركه الحب ده
و اللى عذبنى اكثر انها عمرها ما هاتحبه و لا هاتحس بيه زيى انا. انا كنت فاكره انى حبيبته و حياته و كل حاجه حاوه له فى الدنيا زى ما هو كان كل حياتى و النفس اللى باتنفسه لكن حياتى ديه انتهت لما شفته معاها و اتاكدت انى مهما ضحيت و لا اتنازلت عمرى ما هاكسب قلبه بالعكس انا باخسر نفسى و كرامتى وبس تقدر تعيش من غير حب و من غير كرامه يا حسام اعتقد انت تعرف انى مقدرش لانى بضيع نفسى و باخسر
باخسر سما اللى عمرى ما فكرت فيها و اللى دفنتها بالحيا عشانه و عشان حبه هى اللى قامت بتصرخ فيا من تحت التراب و بتقول ليا كفايه بقى فوقى و اتحركى عيشى و اخرجى من الوهم اللى انتى عشتى فيه عمرك اللى فات كله لكن خلاص مَش هاستنى فى الذل ده لحظه واحده من عمرى اللى جاى حب ادهم كان طوَّق بيخنقنى و انا خلاص كسرته و هاحاول اخرج للدنيا و الناس ثانى لِسَّه فاكر انى ممكن اتراجع او أتردد ثانى يا حسام لينظر لها مشفقاً ثم يقول
ياه يا يما كل ده جواكى و انتى مَش بتقولى او بتكلمى بس هو كده اللى بيحب اوى بينجرح اوى بس اقولك حاجه لاول مره هاقدر اقولهاو كنت عايز اقولها ليكى مَش من دلوقت لا من زمان بس مكنتش اقدر وقتها و انا شايفك بتحبيه اوى ادهم ميستهلش الحب ده و لا حتى انك تفكرى فيه و لو للحظه او انك تضيعى عمرك الى فات او اللى جاى اللى زى ادهم ده لازم انك تنسيه لا تمسحيه من حياتك خالص تعرفى ليه لانه انسان انانى و غبى
ايوه غبى لانه مقدرش يقدر القلب الطيب ده و لا الروح الصافيه اللى عشقته الانسان بيفضل عمره كله يدور على حبيبه و شريك حياته و
لما بيلاقى نصه الثانى اللى بيحبه و بيقدر يعيش معاه اللى باقى من عمره بيتمسك بيه و بالسعاده معاه لكن ادهم ده أتنازل عن سعادته بايده و من غير ثمن وراح يدور عليها و هى قدّامه و هايفضل يدور عمرهً كله يندم و يدور على حاجه مَش موجوده و عمره ما هيلاقيها ابدا مع انها كانت فى ايده و قدّامه بس هو اعمى و مَش شايف او حاسس لتصمت و لا تجيب لتمضى لحظات لا يتحدث فيها الا القلب لتسأله بعدها
طيب يا حسام هانعمل ايه؟
- ولا حاجهً
مَش فاهمه
خلاص انا فهمت و عرفت نيتك يا سما و اتاكدت من رغبتك و طالما كده اوعدك انى هانفذها وًكل شىء هاينتهى و بكره ان شاء الله و من غير ما تقابليه او يلمحك حتى طالما انتى مَش حابه ده
- انا مَش رافضه انى أواجهه و لا خايفه منه يا حسام انا خلاص زى ما قولت لك كل شىء انتهى بس انا مَش بأحب المشاكل و مَش عارفه هاعمل ايه لو شفته دلوقت ثانى
- خلاص يا سما انا فهمت
- طيب هاتتصرف ازاى فهمنى؟
- ولا حاجه انا هاخلى المحامى يكلمه بكره و يبلغه انك رفضتى تقابليه او حتى تتكلمى معاه و يطلب منه انه يتمم اجراءات الطلاق و الا
- الا ايه يعنى هانهدده متنساش انه ابو ولادى و انا ...
- متخافيش يا سما انا اعرف اتعامل مع اللى زى ادهم ده كويس كفايه اوى انه يهدده بالفضيحه و كلام الناس و انك هترفعى دعوى طلاق ضده و هو هايتراجع علطول و خصوصا انه اتجوز بدون ما يبلغك
- تفتكر
لا انا متاكد يا سما خبرتى فى الحياه و الناس بتقول كده ادهم من الناس اللى بتحب تحافظ على المظاهر اوى قدام الناس
- طيب و حضانه الولاد
- هاتكون ليكى انتى طبعا و من غير مشاكل هو انتى تفتكرى انه يقدر على رعايتهم او تربيتهم ولا المدام الجديده هاتقبل تقوم بالمهمه دى ولادك و كل حقوقك هاتكون عندك يا سما و انا عمرى ما قولت كلمه و مقدرتش انى أنفذها
- بس انا متنازله عن كل حقوقى يا حسام مقابل الطلاق
- لاطبعاً انتى بتقولى ايه حقك و حق ولادك و لازم تاخديه و بالقانون و الشرع
- و انا مَش عايزه الحق ده مَش عايزه منه اى شىء يفكرون بيه - سما أنتى حره فى حقك انتى لكن حق ولادك لا مَش من حقك انك تتنازلى عنه و بالبساطه دى و لواحده انتى اكثر واحده عارفه انها واخده واحد متجوز و مَش مره لا اثنين و عنده اولاد تبقى ايه غير انها داخله على طمع كالعاده
- ميهمنيش يا حسام انا الحمد لله و مَش محتاجه منه حاجه غير انى اطلق ى كل واحد يروح لحاله انت عارف انى الحمد لله مَش محتاجه و
- ماشى انتى حره بس حق ولادك لا لترد باستسلام
اللى تشوفه يا حسام المهم ان كل شىء ينتهى و فى اقرب وقت ممكن
- ان شاء الله
لتدخل هدى و هى تضع ما فى يدها
- الشاى يا جماعه
- معلش انتوا اشربوه بالهنا و الشفا لانى راجع تعبان و جيت عليكم علطول و زمان مراتى هاتتجنن عليا و انا سبتها كثير النهارده لوحدها هاروح اطمن عليها بقى
- ربنا يخليكم لبعض و ميحرمكوش من بعض ابدا انا اسفه يا حسام انى تعبتك معايا و عطلتك بس
- بس ايه احنا لِسَّه بتقول ايه اننا اخوات و ان انا تحت امركم و عمر ما هاتخلى عنكم ابداً و لا ايه
- ربنا يديم المعروف يا حسام
- تصبحى على خير
- و انت من أهله
- يعنى ايه يا متر ؟
- زى ما قلت لحضرتك يا ادهم بيه المساله مسأله وقت لكن الدكتوره سما لو رفعت دعوى زى ما المحامى بلغنا احتمال كبير جدا انها تاخد حكم و فى اقرب وقت دا غير الشوشره و الفضائح
- ازاى انت مَش فهمتنى ان دا صعب
- ايوه دا لو بالتفاهم حضرتك و بينك و بينها بس هى لو لجات للقانون و الاجراءات القانونيه هيكون عندها حق لان حضرتك انجوزت غيرها و بدون عذر شرعى و بدون ما تبلغها حتى و دا مَش قانونى و كمان من حقها ترفع دعوى خلع لو حضرتك رفضت الطلاق
- ايوه بس سما نفسها كانت زوجه ثانيه و بعدين ليقاطعه
انا فاهم حضرتك بس الظروف هنا مختلفه مدام هايدى مطلبتش الطلاق وقتها بالعكس و كمان اننازلت عن حضانه الاولاد لكن الوضع هنا مختلف و كلام الناس و الفضائح و الشوشره وحضرتك عارف ان انت دلوقت بالذات مينفعش
- طيب و الحل؟
- ممكن اسال حضرتك سؤال ؟
- اتفضل
- هو حضرتك ليه رافض الطلاق بالتراضى وممكن اننا نتفق على انها تتنازل عن حقوقها و اذا كان على حضانه الاولاد فمن الممكن اننا نتفاهم عليها و خصوصا انها مَش هاترفض ده
- ايوه بس انا مَش حابب انى اطلقها انا
- ادهم بيه نصيحتى لحضرتك انك تفكر فى الموضوع كويس حضرتك عارف ان الدكتوره مَش ممكن هاتقبل الوضع ده نهائى ولا ان حضرتك تتجوز عليها مهما حضرتك حاولت و حتى لو واقفت هاتطلب انك تنفصل عّنها مقابل الصلح و حضرتك مَش هاتقدر تطلق الدكتوره شيرى دلوقت يبقى كل اللى قدامنا دلوقت اننا نتفاوض قى اجراءات الطلاق و حقوق مدام سما و نحقق اكبر مكسب ممكن او نضغط عليها بحضانه الاولاد
- لا يا متر انا مَش ممكن اعمل كده دى مَش اخلاقى اصلاً انا متمسك بسما عشان بحبها مَش عشان احرمها من اولادها او من حقوقها لينظر له المحامى و ملامح وجهه تنطق بالتعجب منه و من كلامه الذى يناقض نفسه و ان كان لا يصرح بذلك
- طبعا حضرتك مستغرب كلامى و عندك حق بس سما انسانه طيبه وزوجه ممتازه بتحقق ليا كل الى اطلبه منها و من قبل ما اطلب و كمان دايما بتتنازل عشان ترضينى مهما كان التنازل ده و حتى لو على حساب نفسها و حياتها و انا كنت محتاج واحده تقولى لا تناقشنى او تعترض سما فضلت تقول حاضر و طيب لحدما انا تعبت من حبها و استسلامها ده ودورت على اللى تكون ند ليا و تواجهنى و تناقشنى احياناً الانسان بيكون محتاج حد يقف فى وشه يقول له لا نظر له المحامى دون كلام و ان كان يرفض هذا المنطق و ذلك التفكير
- انا عارف ان ممكن تفكيرى ده يكون غلط بس ده اللى انا كنت محتاجه و ملقتوش عندها ودورت عليه بره و شيرى كانت وفتها قدامى و جنبى و حصل اللى حصل يمكن اكون اتصرفت غلط فى حقها لا انا متاكد انى فعلا غلطان لكن كان عندى امل انها تتراجع و تتنازل زى عادتها لانها بتحبنى بس خلاص اللى حصل حصل لكن من الصعب عليا انى أسيبها او اتخلى عنها سما كانت و هاتفضل جزء مهم من حياتى و عزيز عليا اوى
ادهم بيه كل الكلام ده كويس بس احنا دلوقت بنتكلم فى واقع مَش مشاعر او احاسيس. و هى دلوقت هاتلجا للقضاء و حضرتك عارف وضعنا كويس و احنا فى ظروفنا دى مَش مستحملين اى شوشره اوًنزاع حضرتك عارف اننا مقدمين على قرض عشان تجهيزات المستشفى الجديده و الخلاف ده لو وصل للمحاكمة مَش هايكون كويس غير انها فى النهايه هتاخد حكم و تحقق كل اللى هى عايزاه القانون فى صفها و بالنسبه لينا كل شىء هاينتهى فى لحظه يعنى كل اللى حضرتك بنيته فى سنين هايتهد و فى لحظه
- طيب تنصحنى بايه يا متر ؟
- انا هاتصل باستاذ حسام و المحامى بتاعها و أبلغهم اننا موافقين على الطلاق و ان حضرتك هاتتم الاجراءاتً كلها النهارده و هاتجهز لها كل حقوقها
- ايوه بس
- دا أفضل حل يا ادهم بيه و ارجوك أتنازل شويه و متنساش ان بينكم اولاد و لازم يكون فيه بينكم احترام و موده عشانهم ومين عارف ممكن بكره يحصد ايه ؟
- فعلا يا متر انت عندك حق مين عارف بكره هايكون فيه ايه
- خلاص انا هاتصرف
- طيب انا هاستاذن دلوقت عن اذنك
- اتفضل و انا هتتولى ترتيب كل حاجه و ابلغ حضرتك ليخرج من المكتب و قد احس انه خسر الكثير بقبوله التوقيع على وثيقه انفصاله عنها و لكن ماذا كان بيده ان يفعل الم يضع هو بيده و بارادته نهايه حياتهما معا عليه ان يتحمل الان نتيجه اختياره. مهما كان نادماً حيث لا ينفع الندم
- اتفضلى يا سما
- ايه ده يا حسام ؟
- كل اللى وعدتك بيه ورقه الطلاق و اتفاق الحضانه و حقوقك و حقوق الولاد هو أتعهد انه يجهزها الحقيقه انا كنت متوقع انه ممكن يماطل او يساوم فيهم بس الحمد لله هو فى النقطه خيب ظنى
ادهم تربيه ماما زوزو الله يرحمها و هى ربته على انه يدى الحق لاصحابه ثم صمتت و هى تتعجب من نفسها اتدافع عنه بعد ما كان و هى تمسك بيدها و ثيقه تخليه عنها و خيانته لحبها و عهدها معه
انا اقصد
- انا فاهم كل اللى تقصديه يا سما و من غير ما تقولى كلمه واحده بس خلاص كفايه كلام فى الموضوع ده و طالما الحمد لله انتهى و على خير يبقى ممكن ننسى و نفكر فى بكره
- تقصد ايه ؟
- اقصد انتى ناويه على ايه يا سما ؟
لتصمت و هى تشرد الى البعيد فهل من الممكن تحقيق ما تفكر فيهً ام انه مستحيل و لكن حتى المستحيل يمكن ان يبدا بخطوه خطوه صغيره فقط تتبعها العديد من الخطوات لتبتسم و هى تنظر اليه و تجيبه
- هاقولك يا حسام
- انت بتقول ايه يا حمزه مَش ممكن انا مَش مصدقهً
- زى ما بقولك كده يا لارا انا حكيت ليكى اللى حصل كله انا غبت أسبوعين هما بس أسبوعين فى المعسكر و كنت على أنصال معاهم باستمرار ما عدا اخر يومين و رجعت لقيت كل حاجه اتغيرت فى يوم و ليله
- يعنى بابا اتجوز واحده ثانيه غير ماما سما و فجاه كده بدون أسباب
- ايوه يا ستى وًهى عرفت طبعا و سابت له البيت و طلبت الطلاق
- طيب وًمالك و نور هايحصل معاهم ايه زى اللى حصل لينا قبل كدهً
- لا يا لارا الوضع هنا مختلف افتكرى انها ماما سما مَش حد ثانى و هى هى عمرها ما هاتفرط فيهم او تبعد عنهم بالعكس
- طيب ليه بابا عمل كده وًايه السبب انا كنت فاكره لا كنت متاكده انهم بيحبوا بعض و متفاهمين يمكن المشاكل اللى حصلت بس فى الفتره الاخيره بس ده مس ممكن يوصل للطلاق وً بالسرعه دىً
- مَش عارف يا لارا انا اتصدمت صدمه عمرى لا ولما حاولت اسئله مردش عليا باى حاجه و دايما كان بيحاول يغير الموضوع علطول
- طيب و ماما سما عملت ايه ؟
- هاتعمل ايه يعنى ربنا يكون فى عونها انا مَش عارف بيحصل معاها كده ليه استغفر الله العظيم مع انها أطيب قلب انا شفته فى الدنيا دى كلها
- طيب انت كلمتها
- الصراحه ايوه انا مقدرش استغنى عنها اصلا و هى كمان بتكلمنى علطول و تطمن عليا
طيب و قالت لك ايه عن اللىً حصل لما سالتها ؟
مقالتش اى حاجه يا لارا كل اللى قالته ليا ان كل شىء قسمه و نصيب و انهم ما اتفقوش مع بعض و ان بابا اختار انسانه ثانيه تريحه و تكمل معاه حياته
- انا مَش مصدقه و لا كلمه من الكلام ده يا حمزه
- الصراحه و لا انا و لا هى مقتنعه باللى بتقوله بس هىً كانت بتحاول تبسط ليا الموضوع و تهون عليا وًكمان مكنتش حابه انها تشوه صوره ابويا او تقول حاجه مَش كويسه عنه انتى عارفه ماما سما كويس
- طيب هى اقصد عملت معاك ايه؟
- مَش فاهم تقصدى ايه يا لارا
- اقصد ان الوضع دلوقت اتغير بالنسبه لنا كلنا يا حمزه سما دلوقت معدتش مرات بابا و لا فى مقام امنا سما بقت طليقه بابا و ام اخواتنا و بس هى معدتش مسئولهً عننا زى الاول
انتى- بتقولى ايه يا لارا انتوا ليه كلكم مَش عارفين ماما سما او يتحسسوا بيها دى كانت هاتتجنً عليا لما رجعت و كانت بتتصل بيا كل شويه عشان تطمن و كمان عرضت عليا انى اروحً أعيش معاها هى و نور و مالك
و انت قلت لها ايه يا حمزه
مَش هاينفع ده يا لارا انا قولت لها مَش هاينفع على الاقل دلوقت انا حياتى هنا و دراستى و اصحابى كمان الدكاتره بتوعى و العلاج و التزامات ثانيه ياما و حرام أحملها هم فوق همها كفايه اللى هى فيه و بعدين اسيب بيتى و أسيبكم ازاى لتقول بصوت باكى
- تعرف انت وحشتنى اوى يا حمزه و كنت باتصل عشان عندى امل ان يمكن انى اقدر ارجع ثانى بس بعد اللى حصل ده و اللى حكيته ليا معدتش ينفع انى اسيب هنا خلاص على الاقل دلوقت لما افهم و اعرف ايه اللى بيحصل بالضبط ليسألها فى قلق
- لارا انتوا كويسين يعنى مبسوطين عندكم و هى بتعاملكم كويس ؟
ايوه يا حمزه احنا كويسين و ماما بتعاملنا كويس و مَش يتضايقنا خالص يمكن مفيش علاقه بينا اصلا لانها دايما مشغوله عننا اه عندى حريه و ممكن اعمل اللى انا عايزاه بس انا حاسه ان العيشه هنا مش زى بيتنا ابدا انا كمان كان وحشنى البيت اوى و انت و اخواتىً و كل اللى فيه حتى ماما سما و حنيتها و قلقها عليا و اهتمامها بكل حاجه انا كنت لتصمت و لا تكمل
- انتى عرفتى و اتاكدتى ان بيتك هنا و مكانك هنا فقتى يا لارا و عرفتى اد ايه ماما بتحبك بس للاسف متاخر متاخر اوى كمان
- غصب عنى يا حمزه مازن و ماما وحاجات ثانيه وقتها ضغطوا عليا و خلونى معرفش افكر صح و الله ماما هنا مَش بتضايقنا ابدا بس
بس انتى مشتاقه لام و صاحبه و صديقه و اخت سما كانت كل ده بالنسبه ليكىً كدهً لتنفجر فى البكاء دون كلامً و كانها تعبر به عما فى صدرها منً حديث و ندمً لا تستطيع التصريحً لهً
- طيب هو مازن فين ؟
- مازن علطول مشغول بحياته الجديده و اصحابه فى. دنيا غير الدنيا وًمش بيذاكر خالص انا حتى ابتديت انى اخاف عليه و محدش بيقول له غلط او او لا مَش عارفه اعمل ايه و لما كلمت ماما و طلبت منها انها تعاتبه و تنصحه قالت ليا انه راجل و مَش هاتقدر انها تعمل كده معاه
- طبعا واخد راحتهً على الاخر
- لا يا حمزه متطلموش تعرف رغم كل حاجه انا ساعات بأحس انهً مًع كل اللى عمله و اللى حصل هو نفسه هو كمان يرجع البيت ثانى و يرجع لحضن سما و يعتذر لها بس مَش عارف يعمل كده ازاى او يقول ايه
- خلاص يا لارا حتى لوًحب معدش ينفع كل شىء اتغير ومعدش يرجع زى الاول ثانى تعرفى هى كان عندها امل و لحد اخر لحظه انكم هاتفوقوا و ترجعوا الحب هايرجعكم ثانى لها بس لما حصل ده معدش عندكم حاجه ترجعوا ليها هنا بابا باللى عمله معاها قضا على اخر امل اننا نرجع عيله واحده من ثانى و اللى انكسر عمره ما هايتصلخ ابدا لتبكى هى فى حرقه
- بتعيطى دلوقت يا لارا حسيتى دلوقت بيها حسيتى بقلبها و حبها ليكى ندمتى على كل اللى كان بس هى خلاص تعبت تعبت مننا و من مشاكلنا ولازم تبعد و ترتاح هى أدت حب و عطف و حنيه و ملقتش غير نكران و جحود و قسوه و مَش من واحد بس لا مننا كلنا عموما انا عارف لا متاكد انها هاتبقى احسن من غيرنا و ان ربنا هايعوضها على تعبها و صبرها معانا خير و احنا بقى ربنا يتولانا برحمته
- طيب و انت هاتعمل ايه ؟
- انا مقدور عليا هأفضل زى ما انا لوحدى كده حتى بابا كان طلب منى انى احضر شنطتى لانه هياخدنى معاه عند الهانم الجديده بس انا رفضت و مَش هاروح مهما قال او عمل وبعدين انا عارف و متاكد اننا مَش هانستحمل بعض اصلا لان انا بصراحه مَش طايقها من قبل ما اشوفها حتى و اعتقد الشعور متبادل
- ما انت مَش هاينفع تقعد لوحدك يا حمزه
- انا هاستنى هنا فى بيتى و بيت امى هاستناكى و هاستنى مازن مَش هاسيبه او ابعد عنه و اللى حابب انه يكون معايا يتفضل البيت مفتوح و ماما سما كانت عارفه ده و متاكده منه و عشان كده سابت المكان زى ما هو يمكن تحبوا ترجعوا تعيشوا عنا معايا
- يا ريت كان ينفع با حمزه يمكن لو كانت ماما موجوده كنت هاقدر ارجع و اترمى فى خضنها و اعتذر لها عن كل حاجه حصلت بس دلوقت مَش هاينفع مَش هاقدر اصلا انى اعمل كده
- طيب خدى بالك من نفسك وكلمينى باستمرار طمنينى عليكى يا حبيبتى و قولى لمازن حمزه اخوك الصغير زعلان منك و انك وحشته اوى تصبحى على خير دلوقت
و انتى من أهله لتغلق الهاتف و تنفجر فى البكاء حزنا و الما على كل ما حدث حيث لا ينفع الندم بعد فوات الاوان ليدخل مازن بعد فتره و يجدها على هذا الحال
- لارا مالك ايه اللى حصل بالضبط طمنينى يا حبيبتى؟ لتنظر له لين دموعها و تجيبه
- طيب و هو يهمك اصلا يامازن دا انت مشغول علطول و معدتش بتسأل او تهتم بحاجه او بحد
- حقك عليا يا لارا بس معلش طمنينى فيه ايه لتقص عليه كل ما دار من حديث بينها و بين حمزه
- انتى بتقولى ايه يا لارا معقول بابا يعمل كده
- طيب و هو فيه تفسير ثانى يعنى
- انا مش قادر اصدق يعنى بعد دا كله و كل اللى حصل كل حاجه تنتهى ما بينهم و بالسرعه دى لا و بابا يتجوز فى نفس الفتره انتى عارفه دا معناه ايه
- طبعا عارفه وفاهمه معناه ان ماما سما كانت مظلومه معناه ان بابا كان يعرف عليها واحده ثانيه و ساب كل حملنا عليها و هى عمرها ما اشتكت بالعكس كانت دايما بتستحمل عشان بتحبنا معناه اننا قابلنا حبها ده بايه يا مازن اننا ظلمناها و نسينا كل اللى عملته معانا و عشانا بعدنا من غير حتى ما نقول لها شكرا على تعبك ده و سنين عمرك اللى ضاعت يمكن كان نفسنا نرجع و نطلب منها انها تسامحنا لكن خلاص معدش ينفع و هانفضل طول عمرنا نندم تعرف ليه لاننا هانفضل نفتكر بيتنا و حياتنا و امنا اللى سبناها و لتخلينا عنها و من غير اى ذنب و كمان هانفضل نسال نفسنا يا ترى لو كنّا فضلنا معاها و جنبها كانت هاتقدر تبعد و تتخلى عنا و تسيبنا مهما بابا عمل و لا يمكن كنّا قدرنا نغير حاجه من اللى حصلت لتبكى بحزن و انهيار
- لا يا لارا كفايه بقى عشان خاطرى يمكن فعلا تكون سما مظلومه و يمكن احنا اتصرفنا غلط و اتسرعنا و ندمنا و يمكن مَش هانقدر نصلح حاجه من اللى عملناه معاها و فيها بس كمان امك دى انتى شايفه هى اد ايه غليانه و بتحاول انها متضايقناش مديانا حريتنا و فرحانه اننا معاها و جنبها
- يمكن يا مازن بس انا خلاص حاسه انى ضايعه و مش عارفه افكر ازاى او اعمل ايه كل اللى اعرفه انى نفسى دا كلهً يطّلع حلم لا كابوس و ارجع الاقى نفسى فى بيتى و مع امى و اخواتى
- لارا فوقى بيتك بقى هنا و امك هنا و اذا كان على سما فاحنا ممكن نكلمها و نعتذر لها و نحاول لتقاطعه
- هاتقدر يا مازن طيب هانقول لها ايه و نبرراللى عملناه فيها بايه
- خلاص سيبى كل حاجه شويه يمكن تتحل من نفسها لتنظر له للحظه بحزن ثم تساله
تفتكر يا ماز ن الزمن يقدر يحل حاجه او يرجع اللى راح تفتكر