الفصل الثالث عشر

3.8K 139 26
                                    

الفصل الثالث عشر
افاقت من ما هى فيه لتهز راسها فى الم كان  الصداع يعصف برأسها فى قوه و ذلك الكابوس لا يفارقها لتحاول فتح عينيها فى صعوبه و لكنها لم تستطع فى البدايه  و تجد من يناديها لتفتح عينيها مره واحده لتفاجىء بصديقتها امامها  كانت عيناها تلمع بالدموع و نظراتها  تمتلىء حزناً  و إشفاقاً عليها و حباً لها كما ان السواد الدى ترتديه جعلها تدرك ان ما مرت به لم يكن كابوس بل واقع مؤلم عليها  مواجهته  و تحمله لا الهروب منه حاولت ان تعتدل و لكن الالم يمنعها بدات تفقد أعصابها و تنهار مره آخرا حينما ادركت ما هى فيه الان  فتمتلىء عيناها بالدموع و تبدا فى الصراخ  كادت سما  ان تنادى الطبيب ليتصرف كما  كل مره ليعطيها ما يهدئها و يبعدها عن واقعها المؤلم و يرسلها الىًغيبوبه لا تفيق منها  و لكنها ولاول مره ل تفعل بل اقتربت منها تحتضنها فى حب و تواسيها و تقول بصوت باكى
- اهدى يا هدى عشان خاطرى انا  عارفه ان اللى بتمرى بيه مَش سهل على اى واحده و ربنا يصبر قلبك بس لازم تهدى و تكونى اقوى من كده مَش عشانك عشان ولادك اللى مبطلوش سؤال عنك و عن ابوهم اصلهم يا  حبايبى ميعرفوش اى حاجه لتنظر لها و هى تجيب باكيه
- عصام عصام يا سما خلاص راح  منى كده و مَش هاشوفه ابدا ثانى مَش هيربى ولاده و لا هايفرح بيهم معايا مَش هانكبر مع بعض و نفتكر أيامنا الصعبه سوا و نضحك خلاص يا سما خلاص كل ده راح و انتهى  و مَش هايرجع ثانى ابدا لتتساقط دموعها  و هى تقول لها بصوت مرتعد
- هدى عصام دلوقت عند اللى احسن منى ومنك بين ايادى ربنا بس انتى مَش ضعيفه انا عارفه انك بتتعذبى  بس انسى نفسك شويه و فكرى فى اولادك وولاد عصام الامانه اللى هو  سابها ليكى  مين لهم غيرك يربيهم  و يكون لهم أب و ام لتجيبها الاخرى فى انهيار
- هيتربوا أيتام يا سما زيى  انا ما صدقت يكون  ليا زوج و بيت و حياه كنت طول عمرى لوحدى و لما الدنيا ضحكت ليا  شويه و بقى عندى اللى يحبنى و أعيش معاه و انسى وحدتى و يتمى اللى  كان الاقى الدنيا غدرت بيا و خدته منى  فجاه
- استغفرى الله يا هدى و فكرى فى ولادك هما  حياتك و عمرك اللى  جاى ملهمش غيرك انتى  دلوقت بعد ربنا  و بعدين انتى عمرك ما  هاتكونى لوحدك ابدا احنا اه معاكى وحواليكى وجنبك و عمرنا ما هانسيبك   ابدا صدقينى
كانت تبكى فى مراره و ان هدأت قليلا لتتركها تفرغ ما فى قلبها من احزان فما لها غير للدموع الان لتواسيها  ثم تقدمت منها و جلست بجوارها
- هدى الدكتور  كتب لك على خروج  و طلب منى انك تخرجى من هنا و قال معدش لازمه وجودك هنا و ان حالتك مستقره يعنى لولا اللى حصل و الانهيار اللى انتى فيه كُنتُى خرجتى من  زمان
- ايوه بس
- انا فاهمه بس اطمنى و  من غير ما تتكلمى او حتى تطلبى انا هاكون معاكى و جنبك و هاساعدك لحد ما تقفى على رجليكى  و هانكون سوا و مع بعض واحده واحده
- و انتى ذنبك ايه يا سما تعطلى نفسك و توقفىً حياتك و  تسيبى بيتك عشانى
- كده يا هدى و مين اللى وقف معايا و ساب الدنيا كلها  لما احتجت له و لا نسيتى يعنى هو انا مَش اختك ولا ايه   و هو الأخوات ايه غير كده
- ربنا ما يحرمنى منك يا حبيبتى و يخليكى ليا يمكن وجودك جنبى ده هو اللى مصبرنى  شويه 
- دا انا أمشى  بقى معدش ليا لازمه كان هذا حسام يقف على باب الغرفه و يستمع لحديثهم هذا  و بجواره زوجته تبتسم
لتنظر له هدى بين دموعها
- حسام مَش معقول جيت امتى  و ازاى ؟
يعنى كُنتُى عايزه  اننا نعرف الظروف و اللى حصل  و مانجيش  ازاى يعنى يا هدى
- ايوه بس تعبت نفسك و مراتك تعبانه حرام
لتجيبها الاخرى فى ود و  تعاطف
- انتى اختنا يا هدى البقاء  لله يا حبيبتى ربنا يصبر قلبك لتغيم عيناها  مره اخرى بالبكاء فتقول سما
- هدى احنا قلنا ايه
- غصب عنى يا سما  
جلست معهم قليلا ليطلب منها حسام ان تتركها معهم و تعود الى منزلها لترتاح وتطمئن على اولادها و اولاد هدى  لم تكن ترغب فى ذلك و لكن وجودهم و حاله هدى التى استقرت قليلاً جعلها ترغب فى العوده و الاطمئنان خصوصا على حمزه  و طفلها الرضيع  و ادهم الذى فضل البقاء فى الفيلا و لم يكلف  نفسه عناء الحضور رغم انها أخبرته بعوده  حسام ووجوده اليوم  و انه يتمنى لقاءه و لكنه لم يهتم او يبالى
رجعت الى الفيلا  لتغير ملابسها و تطمئن  على الاولاد  و تجد ادهم  ادهم جالساً فى الحديقه يتحدث فى الهاتف  باهتمام لينظر اليها ثم ينهى المكالمه
- سما
- مساء الخير يا ادهم
- انتى رجعتى امتى ؟
/ لِسَّه حالا و كنت هاطلع أغير هدومى  و اطمن على الولاد و استريح شويه قبل ما ارجع المستشفى 
-  طيب بس انا كنت حابب انى اتكلم معاكى شويه
- فى ايه ؟
- طيب  لما تستريحى و تاكلى حاجه الاول 
- هابقى اكل بعدين انا  ماليش نفس دلوقت خير 
- انتى ناويه تعملى ايه ؟
- فى ايه يا ادهم مَش فاهمه ؟
- بصى يا سما انا مقدر الظروف و الصدمه و ان اللى حصل كان مَش سهل على هدى و موت عصام الله يرحمه و فاهم و مقدر وفاءك وأنك تقفى جنب صاحبتك
طيب الحمد لله  ليقاطعها و يقول
بس دا مَش معناه ان حياتنا تقف  عشان خاطر هدى انا عارف  هى عزيزه عندك اد ايه و زى اختك بس انتى عملتى الواجب وزياده لازم بقى نرجع نشوف بيتنا و حياتنا و هى ربنا يتولاها برحمته
- انت بتقول ايه يا ادهم
- بقول اللى لازم يحصل و اللى انتى لازم تفكرى فيه مشكلتك يا سما انك دايما بتتعاملى مع الامور بقلبك و عواطفك بس لتجيبه فى مراره 
- مَش احسن ما  الغى قلبى خالص  يا ادهم
- سما انا مقولتش حاجه انا بس بقولك حكمى العقل شويه دلوقت الدكتور بلغنى ان صاحبتك ممكن تخرج و ترجع بيتها من بكره يعنى هى ممكن ترجع لحياتها و احنا كمان
تفتكر يا ادهم تفتكر هاتقدر انها تعمل كده و بالبساطه دى  هدى محتاجه حد يساعدها و يكون جنبها خصوصا فى الفتره دى  و انا كنت متوقعه منك انك تساعدنى و تقف جنبى و جنبها فى الظروف دى
-  مَش فاهم طيب انتى ناويه تعملى ايه  ؟
- هاتخرج زى ما الدكتور بيقول و هاخليها تيجى تقعد معايا هنا فتره لحد ما بس تقدر انها
- ثانى يا سما طيب و انا و الولاد و حمزه و حياتنا انتى ناسيه جلسات حمزه اللى لازم  يعملها كمان يومين و كمان الدراسه قربت و انا
- ادهم انا مَش بأنسى حاجه و خصوصاً لما تكون متعلقه بأبنى و صحته انا كلمت الدكتور بتاعه و شرحت له الموضوع  و فيه دكتور متخصص هاييجى يشوف هدى و يعمل لها علاج طبيعى و كمان هو هيتابع حمزه مؤقتا اما بالنسبه الدراسه فمش هاتبتدى الا بعد شهر من دلوقت
طيب و انا  انتى عارفه انى مقدرش اسيب شغلى  و مسئولياتى هاتسيبينى لوحدى هناك  و تفضلى قاعده هنا مع صاحبتك و الاستاذ حسام  لتنظر له فى عتاب و لوم
- ادهم لو انا مَش عارفه انت قصدك ايه و عارفه انك بس محتاجنى معاك و جنبك  كنت اتضايقت من الكلام ده بس انا عارفاك كويس حسام زى اخونا و بعدين هو مَش لوحده هنا دا معاه مراته و رغم انها حامل  و تعبانه الا انها فضلت تيجى و تساعد لان قلبها طيب
يعنى الكل عنده انسانيه و رحمه
الا  انا مش دهً اللى تقصديه يا سما ؟
- ادهم  انت ايه اللى جرالك هو ليه انت واخد الموضوع بعصبيه كدا الموضوع كله مؤقت يعنى كام يوم بس لحد لما هدى تشد حيلها شويه و تتعود على الوضع الجديد دىًلسه فايقه من الغيبوبه و تعبانه و انت عارف  وبعدين انت علطول مشغول عننا فى الشغل و مَش بترجع الا بالليل
- و هو ده معناه انك تبعدى عنى و تسيبى بيتك  يا سما
- انا مقصدش بس انت ممكن تيجى  على نفسك شويه و تقضى  معانا اليومين دول او حتى كل جمعه و سبت. اعتبرهم اجازه ثم تنظر اليه
- ادهم انا مَش باطلب منك كثير و انا عارفه انك رغم الكلام ده كله  انسان و هاتقدر و ترحم و تعذر
- طيب يا سما خلاص انا هاسيبك براحتك اعملى اللى تحبيه بس انا أفضل ان حمزه يرجع معايا  وخلى الولاد معاكى
- طيب ليه  انت مَش هاتكون فاضى له و مَش هاتقدر تتابع الجلسات معاه
- حمزه ماشى كويس مع الدكتور بتاعه و انا مَش حابب ان ده يتغير و نبدا من اول و جديد و بعدين انا هاقدر اخد بالى من ابنى كويس 
-  ايوه بس 
- سما متقلقيش و بعدين القسم الجديد عندنا فى المستشفى  عامل دوره تأهيليه  لمده شهرين للى فى حالته و دا هايفرق معاه كثير انا كنت متردد انه يشترك فيها لانها مع بدايه الدراسه بس اعتقد انها هاتفيده  كثير هو هايقعد اسبوعين هناك و يرجع ايام الجمعه و السبت بس يعنى ممكن يقضيهم  معايا او معاكى
- طيب ناخد راى حمزه 
- انا ابوه و ادرى بمصلحته يا سما
- معلش يا ادهم هو اللى هايروح ولازم يكون متقبل الموضوع ده و انا اتعودت اخد رأيه  فى كل  حاجه
- خلاص اللى تشوفيه و لو انىًعارف انه مَش هايمانع
ظلت تتابعهم الى ان غابت السياره عن الأنظار لتتنهد فى صمت و هى تشعر بافتقادها رغم انهم لم يتركوها الا منذ دقائق فقط رحب حمزه بالسفر فهو يشعر بالملل لانشغال سما  بصديقتها و بما هى فيه هذه الفتره كما و انه لم يرد ان يثقل عليها او ان يكون السبب فى مشكله بينها و بين ابيه  .
رن الهاتف لتجد المتصل حسام وزوجته
- سما هانروح امتى نجيب هدى
- اللى تحبه ممكن دلوقت بس هارتب مع المربيه و ابلغك
- بصى انا شايف ان  كفايه احنا و خليكى فى البيت و انا هاروح أجيبها
- ازاى يا حسام  مَش هاينفع
- اسمعى بس انتى خليكى مع الولاد و خليهم يستعدوا و يستقبلونها كويس كده دا هايفرق فى نفسيتها اوى  و انا هاروح أجيبها انا والمدام دى حتى لبست و مستعده  
- ايوه بس
- ولا بس ولا حاجه دى مسافه السكه انتى مصممه انها تكون معاكى زى ما  اتفقنا  و لا مَش هاتقدرى من غير اى زعل انا عارف ظروفك و ممكن
- انت بتقول ايه يا حسام طبعا لا و عموما ادهم سافر هو و حمزه من شويه رجعوا اسكندريه  و اتفقت انا و هو انى هأفضل مع هدى فتره  هنا على ما تشد حيلها و تتعود
- طيب كويس اوى انا كنت خايف ان ده يعمل لك مشكله بس واضح ان ادهم انسان عاقل و عنده قلب ربنا يخليه ليكى يا سما لتشرد هى فى كلامه و تسترجع الحديث الذى كان بينها و بين زوجها
ها يا سما روحتى فين
- ها و لا حاجه فعلا انت عندك حق عموما انا هاروح اجهز الولاد و استعد و انت روح هات هدى
- طيب ماشى
مضت عده ايام  بطيئه ليمر اسبوع و اخر كانت هدى تستعيد صحتها فى بطء و ان كانت دائماً صامته تنظر الى اولادها فى شرود كانت سما  فى تلك الفتره تحدث ادهم و لكنه كان يتباعد عنها و يحدثها بجفاء او تجد تليفونه مغلقاً فى اغلب الاحوال  كانت تعلم انه غاضب من بقاءها فى القاهره و تركه وحده و لذا لم  يفكر لحظه ان  يراها او يتواجد معها كما وعد   بينما لم تنقطع المحادثات المستمرة بينها و بين حمزه ليحكى لها عن كل  ما يراه و يمر به كان راضياً بالتجديد او يتظاهر بالرضا كى يسعدها لم تستطع ان تعلم كانت ايضا تسأله عن اخوته و تطلب منه ان يتواصل معهم و يحدثهم باستمرار لتعرف حالهم. و اخبارهم فهم اطفال قلبها و لا تستطيع ان تتجاهلهم او تنساهم مهما فعلوا  و لكنه كان يتجاهل الحديث عنهم  او يصمت متعمداً لتعلم انه لا يريد الخوض فى هذا الحديث معها  فآثرت الصمت و السكوت
جلست تبتسم و هى تنتظره فى منزلها  و تتصور ما سيكون  منه عندما يراها امامه كانت قد عادت مبكرا  رتبت المنزل و استعدت للقاءه فقد اشتاقت اليه بعد غياب أسبوعين كاملين عنه و أعدت ما يحبه من طعام و جلست تنتظره ليتأخر هو كثيرا عن موعد عودته حتى انها  وجدت ابناءها قد ناموا بانتظاره  لتحاول الاتصال به بعدها فتجد هاتفه مغلقاً لتشرد هى مفكره  أيمكن ان يمكث فى المشفى و لا يعود  الى المنزل ربما يفعل فهو لا يعلم بعودتها   ظلت جالسه حتى غلبها النوم فى مكانها
استيقظت و قد اشرق الصباح وهو لم يعد بعد لتحاول الاتصال به مره اخرى و ترسل له العديد من الرسائل تطلب منه ان يتواصل معها و هى تتعجب ربما هو مشغول بعمله و ما يفعل و لكن لما يغلق هاتفه باستمرار و يجعلها غير قادره على التواصل معه او الاطمئنان عليه عليها ان تعاتبه على ذلك و تطلب منه الا يفعل  و لكن له عذره فهو لا يتوقع عودتها قبل اسبوع اخر على الاقل لتتذكر حديثها مع هدى و حسام منذ  بضعه ساعات
- سما انا عايزه منك طلب و يا ريت متقوليش لا
- خير يا هدى 
- انا  اتكلمت مع حسام و عايزه ارجع بيتى النهارده
لتصمت و هى تنظر لها
- طيب ليه انتى لِسَّه لتقاطعها
- لِسَّه ايه انا دلوقت باقدر اتحرك لوحدى و بعدين انا رتبت مع ست تيجى تساعدنى  و كمان حسام موجود و قال انه هايقعد فتره هنا مراته عايزه تفضل هنا فتره  و اتفقت معاه انه هايطمن عليا كل شويه يعنى خلاص بقى  كل حاجه  تمام كفايه عليكى كده
- ايه يا هدى انتوا لتنفقوا من ورايا و لا ايه و لا زهقتى منى
-لا ابدا يا حبيبتى بس كفايه كده انتى لازم ترجعى لبيتك و حياتك و جوزك و اناًكمان لازم ابدا أتعود على حياتى  الجديده  و اعتمد على نفسى
- ايوه بس
- انا عارفه انك خايفه عليا بس اطمنى دا انتى اللى قلتى ليا انى هابقى قويه و أعيش عشان ولادى عموماً احنا هانتكلم فى كل  حاجه  و اشوف هانعمل ايه بس بعدين تكونى انتى رجعتى و استقريتى  فى بيتك و انا اكون شديت حيلىً شويه
هدى انتى متاكده ولا حابه انك تريحينى و خلاص 
-طبعا يا سما هو انا عيله هاخاف اقعد لوحدى و بعدين لازم أتعود النهارده او بكره مضطره اعمل كده
- طيب ما تخلينى معاكى شويه كمان عشان اطمن
- سما ارجعى للدكتور ادهم كفايه كده زمانه متضايق و انتى بعيده عنه كفايه انه استحمل ورضى انه يسيبك الفتره اللى فاتت دى كلها عشان خاطرى
-طيب خلينى لآخر الأسبوع و بعدين
- لا يا  سما  حسام هاييجى يودينى  البيت بعد شويهً انا خلاص رتبت كل حاجه اما انتى فأرجعى لبيتك و  لجوزك و اعملى له مفاجاه حاوه كده و ربنا يسعد أيامكم يا حبيبتى لاحتضنها فى رفق و حب و انا ادعو لها بالرضا و الصبر .....
حاولت مره اخرى ان اتصل به ولكن لم يتغير شىء  ليصيبنى القلق  و افكر فى الاتصال  باحد زملائه او بالمشفى لأسال عنه ليمضى النهار  و انا متردده ان افعل لاجد  اتصالا منه بعد ذلكً
- ادهمً
- خير يا سما فيه حاجه انا لقيت اتصالات كثير اوى منك انتى كويسه و الولاد بخير
- ايوه اطمن انا بس حبيت انى اكلمك و اسمع صوتك بس التليفون علطول مقفول 
اه معلش اصلى كنت  مشغول شويه  و اعتقد انك انتى كمان  كُنتُى مشغوله
- طيب خلاص ماشى طيب انت فين ليجيبها فى سخريه
- يعنى هاكون فين فى الشغل طبعا
- طيب هاترجع امتى
- ارجع فين و بعدين خير هو فيه حاجه يا سما
- ادهم هو فيه ايه انا بأسأل انت هاترجع البيت امتى انا هنا من اول امبارح و  انت مَش موجود و مرجعتش البيت اصلاً ليصمت للحظه ثم يسالنى
- ليه هو انتى رجعتى من القاهره
- ايوه هدى رجعت بيتها ورالحمد لله الامور استقرت و حسام وعدنى انه هياخد باله منها الفتره اللى جايه و  انا كمان اتفقت معاها انى هاتصل بيها باستمرارًً مَش هاسيبها
- اه طيب ربنا يصبرها
لتسأله فى خجل
- طيب انت هاترجع الساعه كام  الولاد كانوا حابين انهم يشوفوك و انا كمان
- مَش هاينفع انى أوجع دلوقت يا سما اصل انا عندى شغل و
- مَش مشكله ارجع ساعتين و اتغدى معانا  او اتعشى و بعدين ممكن ترجع المستشفى ثانى احنا ممكن نستناكً ليصمت ثم يجيب فى حيره 
مَش هاينفع اصل انا مَش فى اسكندريه  اصلا اما فى شرم  الشيخ صمتت فى صدمه للحظه و لم تجب لينادى
سما انتى معايا
- شرم الشيخ طيب ليه و بعدين انت مقلتش ليا انك هتسافر 
عادى يا سما انا كنت لوحدى و بعدين انا قلت انك مشغوله و مَش  فاضيه
بس ده مَش معناه انك تسافر من غير ما حتى تقولى يا ادهم
- اللى حصل  انا كنت لوحدى و الدكتور زميلى اعتذر فجاه و مقدرش انه يسافر و انا حسّيت بالملل و البيت من غيركم فاضى قلت اسافر انا اليومين دول أغير جو عادى يعنى  يا سما من نفسى  صمتت و هى تشعر بعدم الراحه من حديثه هذا
- انا نش معترضه بس كان ممكن تكلمنى و تقولى على الاقل طيب و هاترجع امتى ؟
- لِسَّه قدامى يومين كمان على ما المؤتمر يخلص  عموما حمد الله على السلامه يا سما
- طيب تروح و ترجع بالسلامه بس يا ريت متقفلش  تليفونك دايما عشان اقدر انى اطمن عليك 
- حاضر ان شاء الله اشوفك على خير  أغلقت الخط  و هى تتعجب من أسلوبه فى الحديث  وعدم  اهتمامه بها او ترحيبه بعودتها كان به شىء مختلف لا يريحها و يشعرها بالقلق اعتصرت قبضه بارده قلبها لتشعر بانقباض لا تعلم سببه و لكنها تجاهلت ذلك لتتصل على حمزه ثم صديقتها لتظمئن عليهم ثم تجلس صامته تفكر و تتنهد و هى تقول
- جيب العواقب سليمه يا رب
- حمد الله على السلامه يا ادهم اخذ ينظر اليها فى دهشه  و الى المنزل و اطفاله كانت جميله رقيقه كزهره تفتحت فى الربيع و قد تزينت و أعدت له كل ما يحبه لينظر لها فى دهشه فقد مضى وقت طويل منذ ان كانا  معاً
- ايه دا كله  يا سما لتبتسم و تقول
- ايه انت وحشتنى جدا و كمان وحشت الولاد و بقالنا كثير اوى مقعدناش مع بعض  و بعدين انا حبيت انى اشكرك على كل حاجه و ليمسك يدها و هو ينظر فى عينيها
- انا لو اعرف ان  كنت سبت المؤتمر و الشغل و جيت علطول
لتقترب منه و هى تضمه بشوق و حب و تقول
وحشتنى اوى  يا ادهم ياه البيت كان وحش اوى فى غيابك ربنا ما يحرمنى منك ليبتسم و هو يضمها و يقول
و لا منك و لا من وجودك يا حبيبتى عشان تعرفى حالتى و انتى مَش موجوده
خلاص الحمد لله كانت ظروف و ربنا ما يجيب حاجه وحشه ثانى ابدا
امين يا حبيبتى كانت نور تنظر اليهم مبتسمه ثم جذبت والدها بقوه لتقول
ايه كل السلامات و الأحضان دى لماما يا بابا طيب و هو انا موحشتكش ولا ايه لتضحك سما وهى  تقول
شايف بنتك  ليرفعها و يضمها اليه و يقول
لا طبعا يا نور دا انتى حياتى و عمرى و كل حاجه انتى وحشتينى فعلا و اوى كمان  و كمان المجرم الصغير ده امضوا وقتا سعيدا يخلو من  الهموم   لينام الاولاد فى نهايه اليوم و يخلو العشاق  الى بعضهم  البعض يبث كل منهم للاخر مشاعره و أشواقه .
مضت عده ايام لم تاتى بجديد كانت  تطمئن فيها على هدى و  حمزه و تترقب اخبار باقى اولادها الغائبين لتعلم انهم قد سافروا مع امهم لبعض الوقت لقضاء الاجازه كان ادهم فى تلك  الفتره نعم الزوج المثالى يحدثها و يطمئن عليها و يعود الى المنزل ليمضى بعض الوقت معها و مع اطفاله كلما سمحت أعماله و مشاغله بذاك كانت تظن ان الدنيا قد صفت لها و انها سوف تعيش بعض الوقت فى هدوء و سلام و لكنها لم تتوقع ان ذلك الهدوء هو ما يسبق العاصفه بل اعصارا يدمر حياتها باكملها
بدا الامر برساله  مجرد رساله من رقم مجهول طنت انه احد المعاكسات التى لا تخلو الحياه منها و لكن الامر استمر ليطلب منها الانتباه لزوجها  ظنت ان الامر لا يتعدى محاوله  اخرى لتعكير صفو حياتها و ان لها ان تشك فى رفيق  عمرها و حياتها  اتسك فى نفيها لتمسح الرسائل و تحجب رقم المتصل ليمضى يوم و اخر ثم تعود الرسائل مره اخرى ومن رقم اخر كادت ان تمسحها و تحجب هذا الرقم ايضا فقد اعتادت هذه المضايقات  فى الفتره الاخيره و لم تشأ بأخبار زوجها بالامر و تعكير صفو حياتهم مره اخرى و لكن الفضول فقط  هو ما  دفعها لفتح تلك الرساله لتتسع عيناها من الصدمه لما تراه امامها.....
اهذا  هو رفيق عمرها وزوجها الذى أحبته كانت تقلب فى الصور بصدمه وذهول و قد عجزت عن استيعاب ما ترى لتغلق الهاتف و تتساقط دموعها فى صمت لم تدرى ما الذى عليها ان تفعل لتواجهه ان تصمت و لكن الصور واضحه لا تحتاج لإيضاح و بما سوف يرد  عليها اليست  هذه هى رحلهً شرم الشيخ و المؤتمر الذى حكى  لها عنه ايعقل ان يكون زوجها كذلك ظلت تهز راسها و هى تكرر فى صدمه
مَش معقول مَش معقول لتظل هكذا و يمضى الوقت  لتسمع صوت زوجها و قد عاد فتتظاهر  بالنوم و تغطى راسها و وجهها كى لا يرى اثار دموعها فى عينيها لم تكن ترغب فى مواجهته  الان او الثوره عليه انها تريد ان تهدا و تفكر قبل ان تتخذ القرار  كان مندهشاً من عدم استقبالها له او انتظارها إياه كالأيام  السابقه و لكنه ظن انها ربما مريضه  او مرهقه لم يخطر فى باله انها تتجنبه ليدخل الى الحمام كعادته لتقوم من مكانها و  لتتناول  هاتفه و هى تحاول ان تعرف  المزيد و لكنها لم تستطع فتحه رغم  انها قد حاولت و لاكثر من مره كان قد اتخذ حذره من المره السابقه وًكل ما  حدث ليضع كلمه حمايه لا تعرفها عليه  كادت ان تجن و هى تحاول التظاهر بالنوم بعد ان عاد لتمضى الليل  كله ساهره  لم يغمض لها جفن بينما نام  هو ملىء عينيه.
كانت تنظر اليه و هو مستغرق فى النوم كالأطفال و كانه برىء لم يرتكب جرماً  و كيف و قد رأت جريمته بعينيها منذ قليل أتكون تلك الصور خدعه أعدت بإتقان كى تفرق بينهما لتسأله و ماذا ان انكر بل ماذا ان اعترف كيف ستتصرف معه وقتها عليها ان تفكر و جيدا قبل الأقدام على اى خطوه  اخرى مضت ساعات و هى تفكر حتى الفجر  لتغمض عينيها فى ارهاق  و تعب و قد احست ان جبالاً من الهم تجثم على صدرها فتخنقها حتى فى أحلامها التى تحولت الى كوابيس  لتستيقظ بعد مده على يد ابنتها تهزها و تطلب منها الاستيقاظ لانها جائعه و كذلك اخيها  لقد ادركت انه قد ذهب و ربما لن يعود الا بعد ساعات لتقوم من مكانها   لتتحرك فى المكان كاله تؤدى عملها دون احساس او شعور   ليمضى بعد الوقت لكن القلق و الالم لم يتركها لتهدأ او ترتاح لتاتى لها المزيد من الرسائل التى تستفزها  و تستنفذ أعصابها لتمسك بهاتفها ولاول مره تجد نفسها تقدم على ما لم تفعله  من قبل و لم تكن تفكر حتى انها قادره عليه و لكنها تعبت كن كثره القلق و التفكير فى دائره مغلقه لا تستطيع الخروج منها  فترسل رساله الى الرقم المجهول تكذبه و تطلب منه التوقف  لماذا لم تحظره كما فعلت من قبل لا تدرى و لكنه حدس الأنثى الذم منعها هذه المره و ايضا الم تفعل من قبل ليرسل لها بعد ذلك من  رقم اخر جديد انتبهت من خواطرها على صوت رساله جديده   و يأتيها الرد اكثر استفزازا و إنهاكا لأعصابها لتغلق هاتفها و هى تتنفس بصعوبه ثم تلقيه و هى تحاول ان تتمالك نفسها و لكنها بعض لحظه لحظه واحده تتناوله مره اخرى لتتصل  بزوجها وتتأكد من وجوده  بعمله لاول مره بحياتها  تقلق و تشك فيه و لكنها لم تعد تحتمل المزيد
اغلقت الهاتف و دموعها تتساقط فى الم  فتليفونه مغلق و قد أرسل من يطلبه الى بريده الصوتى لتتصل على مكتبه و تطلب من سكرتيرته ايصالها به فتخبرها انه لم يحضر  حتى اليوم  من الأساس.
   هل يمكن ان يفعل هل ما قراته وأرسل لها حقيقى لم يبقى امامها الا خطوه واحده هل تخطوها  كانت كالمجنونة لا تعلم ماذا عليها ان تفعل او الى من  تلجأ  فقد ذهبت نصيرتها و تركتها وحيده تواجه أيامها و ليس بمقدورها الحديث الى هدى صديقتها الوحيده و هى بتلك الظروف  ماذا عليها ان تفعل  لتتناول هاتفها و تتصل به مره اخرى و لا مجيب لترتدى ملابسها و تتناول حقيبتها لم يعد بمقدورها الانتظار اكثر من ذلك عليها ان تتاكد لتخرج و تركب سيارتها بعد ان طلبت من المربيه انتظارها حتى تعود لتمضى فى طريق قد لا يكون منه عوده هل مضت ساعات ام دقائق  عليها و لكنها كانت تحترق من الحيره و هى تقود سيارتها الى العنوان الذى حصلت عليه هل ما تفعله هو الصواب ام انه خطا سوف تندم عليه  لم تكن تدرى و لكنها كانت  على يقين ان عليها اليوم ان تقطع الشك باليقين و تقضى على مخاوفها التى ظلت  تؤرقها و الى الأبد وصلت الى المكان و الذى دلها عليه هاتفها لتتوقف امام عماره كبيره فى احد الشوارع الراقيه القريبه من المستشفى توقفت وهى تنظر الى المكان فى حيره ماذا تفعل هنا هل تشك فيه و ماذا يتبقى لها ان فعلت ان ما بينهما بنى على الثقه و الحب و الاحترام هل تفقد الثقه فيه الان و ان فعلت اليست بذلك تحكم علىً نفسها و حياتها لا لن تفعل عليها ان تعود الان قبل ان ينتبه احد  اليها  و لكنها لم تكد تدير سيارتها و تهم بالتحرك حتى لمحت سيارته  تقف امام المكان لتتجمد للحظه و هى تنظر لها و تتساقط دموعها فى صمت و هى تحاول  ان تكذب مخاوفها و شعورها لتترك السياره و تتجه الى المبنى لتجد حارسه يجلس  على احد المكاتب بالمدخل لتسأله بصوت بارد  خالى من  الحياه
- من فضلك لينظر الى ملابسها و هيئتها
- تحت امرك يا هانم   لتبتسم فى وجهه  باليه و تسأله
- هى شقه الدكتور ادهم الدور الكام
- الخامس يا فندم  رقم ....و فيه هنا أسانسير
- شكرًا لحضرتك
- العفو تحت امرك  لتصعد الى الاعلى و هى تشعر  انها تحكم على نفسها و حياتها معه  و بالإعدام لكن  ماذا بيدها ان تفعل لقد كان هو من فعل لتضغط على الجرس و تنتظر فى صمت ليفتح الباب و ينظر اليها مصدوماً من وجودها و تغلق معه صفحه فى حياتها  بل حياتها باكملها معه هو. 

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن