الفصل التاسع و العشرون

4.4K 135 19
                                    

الفصل التاسع و العشرون
- انتى بتقولى ايه يا سما معقول
- زى ما بقولك كده يا هدى مازن لِسَّه قافل معايا السكه  و حكالى على كل  حاجه و مكنش عارف يعمل ايه عشان كده اضطر انه يكلمنى  هايدى تعبانه فعلا  بس هو محتار  عايز يفضّل جنبها و معاهاو فى نفس الوقت خايف على اخته الصغيره الموضوع واضح انه صعب و على حسب ما فهمت منه ان مرضها ده خطير و محتاج صبر ووقت  و هو مَش قادر انه يبلغ لارا بكده خايف من رد فعلها لما تعرف  هو مستنى انى ارجع و احاول انى أمهد لها الموضوع  و أبلغها  انا بطريقتى لانه عارف  انها ممكن تنهار و مش هاتقبل الوضع دا بسهوله عشان كده انا عايزاكى  تنزلى و تجيبى لارا عندك و متحاوليش انك تفتحى الموضوع معاها انا عارفه انها هاتتعبك بس معلش انا كلمت الدكاتره هنا و طلبت منهم إذن خروج لحمزه  بس لِسَّه فيه شويه  اجراءات و لازم تتعمل انا هاحاول انى ارجع فى اقرب وقت عشان مازن ميبقاش لوحده فى الظروف دى  ظلت صامته و هى تتعجب من تصاريف القدر أيمكن ان يحدث ذلك أتكون هايدى مريضه فعلا و بهذا الشكل اهو انتقام الله اللهم لا شماته
هدى رحتى منى فين  سالتها سما لتجيبها
لا ولا حاجه بس متعجبه من حكمه ربنا  ظلت صامته لم تجبها فلا تعرف ردا على كلامها
  انا مَش شمتانه  و الله يا سما محدش يفرح فى الالم و المرض بس ربنا دا عادل اوى لتجيبها فى رجاء
- هدى عشان خاطرى انسى اى حاجه دلوقت و افتكرى ان دول ولادى ولاد اختك و فى موقف صعب اوى و بيتالمًوا و احنا لازم نقف جنبهم و نساعدهم
طيب ما مازن يكلم ابوه و يبلغه هى مَش كانت مراته و ام ولاده و هو يقدر انه يتابع و يتصرف احسن مننا لتجيبها فى احراج
  هدى انتى عارفه ان كان فيه مشاكل كبيره اوى بينهم و مفيش بينهم اتفاق و مَش من دلوقت من سنين و اعتقد ان صعب اوى مازن يلجا لوالده و خصوصا فى الظروف دى انا عارفه طبيعته كويس اوى دا ابنى و انا اللى مربياه
الصراحه يا سما هى هايدى و بتصرفاتها و اللى عملته   مسبتش حد يقف معاها او يحب انه يساعدها
هدى عشان خاطرى كفايه
- طيب و بعدين يا سما ؟
- و بعدين ايه مَش فاهمه
- يعنى انتى هاترجعى مع حمزه و الحمد لله بقى كويس و عدى المرحله الصعبه دى بس انتى عارفه دا اخد وقت و مجهود و مصاريف اد ايه  هاتخرجى من ده كله  عشان ندخل فى موضوع مازن و هايدى  ولارا و انتى يا سما انتى ناسيه انك وراكى حاجات كثير متعطله و ولادك و حياتك لو  مازن مَش هايقدر يقول  لوالده تقدرى تبلغيه انتى و تبررى ده لمازن لما ترجعى و اعتقد انه هايقبل  و يقدر و جوزها اقصد طليقها الدكتور ادهم  زى ما قلت لك قبل كده دكتور و عنده خبره بالحاجات دى  اكثر مننا و  يقدر انه يتصرف ومهما كان دى كانت مراته و ام ولاده
- دول ولادى انا يا هدى و مَش هانرجع للكلام  ده ثانى و بعدين ابنى كلمنى و بيستنجد بيا و الله اعلم لما لارا هاتعرف هايحصل ايه  و خدى بالك انها مريضه و ان كان فعلاً  يبقى  لازم كلنا نقف جنبها و نساعدها 
- بعد كل اللى هى عملته ده
- دا ماضى يا هدى وعدى و محدش بيشمت فى المرض كفايه اللى هى فيه و بعدين مَش عشانها عشان الولاد
- انا يا سما هاشمت فيها كده يعنى الله يسامحك
- انا مقصدش يا حبيبتى حقك عليا انا اقصد انك قلبك طول عمره ابيض يا هدى و سبق جربتى الالم  و انتى اقدر واحده تقدرى و تسامحى
- خلاص بس انا اللى غايظنى فى الموضوع ده كله  طيبه قلبك دى و اللىًمش عارفه هتودينا لحد فين
- كل خير يا حبيبتى كل خير ان شاء الله
كانت منهمكه فى العمل و تشعر بالإرهاق و التوتر ما بين لارا و أسئلتها  المستمرة عن ما يحدث و بين  اشغالها التى لا تنتهى بغياب سما و اولادها الذين أهملتهم فى الفتره السابقهفهى تعمل اكثر من طاقتها و تتركهم اغلب اليوم بالحضانة  لتزفر فى ضيق و هى تغلق عينيها و تحاول ان تستجمع افكارها لتنتفض مع صوت الهاتف يدق بإلحاح
-  الو الاستاذه   هدى
- ايوه مين معايا يا فندم
- انا حازم
- حازم مين مَش فاهمه ليصمت و قد احس بالإحراج من سؤالها المباشر و الجاف فى الحديث و ان التمس لها بعض العذر فهى لا تعرفه و لم يسبق لها الحديث اليه  ليجيب بصوت اقرب للاعتذار
- انا حازم الملحق الثقافى لسفاره مصر فى لندن اعتقد سما كلمت حضرتك عنى و هى طلبت منى  انى أتواصل مع حضرتك و.... لتقاطعه بنبره اسفه
- اه فعلا يا استاذ حازم انا اسفه  لحضرتك هى سما سبق و  ادتنى فكره عن الموضوع و طلبت منى انى أتعاون مع حضرتك شخصياً بس انا متابعتش عشان كنت مشغوله جدا و ليقاطعها
- طيب خلاص انا اسف مره ثانيه اذا كنت أزعجت حضرتك و انا مقدر انشغالك و مَش هازعج حضرتك  مره ثانيه و هاحاول اتصرف  شكرًا هم ان يغلق الخط لتهتف هى بانفعال
- لا استنى  اولا انا بس نسيت الاسم مَش اكثر لكن انا عملت كل المطلوب منى و هو جاهز فعلاً انا حجزت لحضرتك فى الفندق و هادى لحضرتك رقم الحجز و راجعت المطورين العقاريين و السماسرة و فيه اكثر من عرض كويس لا ممتاز بس لازم نتقابل عشان اشرح لحضرتك التفاصيل  و... ابتسم فى نفسه من تسرعها و تهورها فى الحديث و حدتها ايضا و تساءل فى نفسه  كيف  تكون هى و سما أصدقاء بهذا الشكل  فهى صوره اخرى تختلف كثيراً عن سما بهدوءها و حمد ربه انها لا تستطيع ان تراه
- ايه يا استاذ حازم رحت منى فين ؟
- ها ابدا ولا حاجه انا طبعا شاكر لحضرتك كل التعب ده بس انا هاقدر اتصرف لوحدى و... لتقاطعه مره اخرى 
- تتصرف ازاى يعنى اولا دا موسم و اسكندريه زحمه جدا و مَش هتلاقى حجز و اذا لقيت فهيكون  بأسعار خرافيه و انا خلاص تعبت و عملت الحجز
- طيب حضرتك ادينى اسم الفندق و رقم الحجز و شكرًا انا هاتصرف من هنا
- طيب و هانتقابل امتى تعجب  من اسلوبها المباشر و الحاد فى الحديث و الذى لا يشبه صديقتها باى حال من الاحوال انهم على طرفى نقيض فكيف تقابلا
- استاذ حازم
- ها انا اسف اصل الظاهر الشبكه هنا سيئه و انا لِسَّه مَش متعود لتجيبه فى سخريه
- لا حضرتك من هنا ورايح هاتتعود على حاجات كثير ثم تكمل مع حضرتك ورقه و قلم ولا تحب انى ادى العنوان للسواق و اكلم انا الفندق ليجيبها بعصبيه لم يعهدها فى نفسه
- لا مَش للدرجه دى انا مصرى و صعيدى يعنى اقدر اتصرف لوحدى و كويس اوى
- طيب خلاص اللى تشوفه و انا هاكون عند حضرتك بعد ساعه من دلوقت تكون طلعت شنطك و استقريت
- و انا هاستنى حضرتك ....
- ها يا دكتور طمنى؟
- كان نفسى اطمنك يا مازن بس الوضع زى ما انا شرحت لك و يمكن أسوا كل الاشعه و التحاليل الجديده بتأكد  كده
ليخفض راْسه الى الارض فى الم و لا يتكلم
- مازن انا عايزك تكون راجل يعتمد عليه و تقف جنب مامتك فى الظروف الصعبه دى خصوصا انها شبه منهاره و حالتها النفسيه سيئه 
- هى عرفت اللى انت بتقوله ده ؟
- طبعا الدكتور الأخصائي بلغها و خصوصا انه هيبدا معاها بكره جلسات الكيماوي المكثفة و كان بيشرح لها الأضرار و اثارها الجانبيه انا كنت أفضل انها تفضل هنا لفتره تحت العلاج و خصوصا انها هاتتعب جدا فى البدايه خصوصا من الآثار الجانبيه  بس هى رفضت
- ورفضت ليه بس ؟
- طلبت انها ترجع بيتها بعدها ومش حابه ان حد يشوفها و هى كده
- طيب و هى هاتقدر
- الصراحه يا ابنى مَش عارف الموضوع بيختلف من شخص للثانى و علىًحسب تقبله لفكرته ود رجه تحمله عموما خلينا نبدا الموضوع خطوه خطوه و هانشوف هانمشى ازاى
ان شاء الله انا مَش عارف اشكر حضرتك على وقفتك دى معانا
ازاى تقول كده  لا يا مازن انا زى ابنى و انا تحت امرك فى اى وقت
- ربنا يديم المعروف  يارب
- طيب عن اذنك دلوقت عشان عندى مرور ليتركه بينما كان الاخر يفكر فى القادم و كيف سيواجهه معها
- استاذ حازم
- ايوه يا فندم حضرتك الاستاذه هدى ؟
لتجلس و هى تجيب
- ايوه انا هدى
- طيب تحبى تشربى ايه ؟
- لاشكرا  ولا حاجه اتفضل لتضع امامه مظروف به مجموعه من الاوراق و الخرائط
- ايه دا ؟
- دى بعض المشاريع  الجديده اللى بتتبنى هنا و فيها عروض كويسه جدا لا ممتازه
- ايوه يا أستاذه هدى بس انا كنت عايز حاجه جاهزه و على التسليم  عشان اكسب وقت
- ايوه بس انت كده هاتدفع مبلغ كبير جدا اللى انا باتكلم فيه أقساطه  و دفعات التعاقد معقوله تقدر ان حضرتك تدفعها و بسهوله
- الفلوس مش مشكله  الحمد لله انا حابب انى الاقى حاجه جاهزه و استقر
- حتى لو استلمت دلوقت اولا هاتدفع مبلغ كبير يعنى اغلب ثمن الوحده و كاش و اغلب المشاريع دى الوحدات بس هى اللى جاهزه و بيكملوا فى المرافق و اللاند  سكيب يعنى كده كده هاتنتظر شويه
- طيب انتى شايفه ايه انا مَش هاقدر انى اقعد فى الفندق فتره طويله بالشكل دهً
- ممكن  يا استاذ حازم تعمل زيى يعنى تاخد شقه قانون جديد لسنه او سنتين
- طيب و التجهيزات ؟
- ممكن اى حاجه حضرتك هاتشتريها تكون عمليه. تنفع فى المكان اللى حضرتك  هاتختاره بعد كده
- الحقيقه مَش عارف  انا كنت فاكر انى ممكن اشترى شقه جاهزه و متاسسه وخلاص
- الحاجات دى بتبقى قليله و غاليه و محتاجه وقت لم يجبها و هو يفكر
- على الاقل حضرتك ممكن تتفرج على العروض دى و تاخد فكره و تدرسها و بعدين تختار و كمان تبلغنى الميزانيه بتاعت حضرتك كام عشان نقرر و برضه ممكن نطلع ناخد فكره سريعه عن الأماكن المتاحه  العربيه معايا بره والأماكن كلها قريبه من بعض و مَش بعيده عن هنا
- طيب تسمحى .... كان يطالع الاوراق و الرسومات التى قدمتها له  ليرن هاتفها  فتعقد حاجبيها فى تساؤل
- معلش انا مضطره ارد على المكالمه دى
- طبعا اتفضلى لتقوم من مكانها و تتركه و ان لم تبتعد كثيراً
رفع وجهه عن الاوراق و نظر اليها بعد لحظه ليفاجأ بشحوبها و دموعها التى تلمع فى عينيها و هى تهدد بالسقوط ذكرته باخرى فى موقف  مشابه منذ زمن و ان اختلفت شخصياتهما كل عن الاخرى كانت تتحدث بعصبيه و شبه انهيار لتغلق الهاتف فى سرعه ثم تتجه نحوه  او اتجه هو نحوها  قالت له بصوت يظهر فيه قلقها و توترها
- معلش يا استاذ حازم انا مضطره انى استأذن ودلوقت حالاً كانت تلتقط حقيبتها لتسقط من يدها و ترتطم بالأرض و تتناثر محتوياتها كلها  لتزفر هى فى ضيق و هى تحاول ان تجمعها فى سرعه و دون انتباه
- هو فيه حاجه يا أستاذه هدى ؟
لتجيبه فى سرعه و توتر 
- لا ظرف طارىء شخصى و لا زم امشى حالا انا اسفه مره ثانيه و هاكلم حضرتك ثانى و نحدد  ميعاد
- طيب حضرتك محتاجه حاجه يعنى اقدر  اساعدك بحاجه
- لا  شكرًا لحضرتك انا هاتصرف عن اذنك دلوقت لتنصرف فى سرعه و هى تترك له الف سؤال عن تلك التى حضرت و ذهبت كالطيف او كالإعصارثم اختفت   دون ان يفهم شيئا  جلس مكانه و  هو يتعجب من سلوكها الحاد و الجاف فى الحديث  و سرعان ما نسى الامر  استغرق للحظات فى الاوراق التى امامه ليلفت انتباهه شىء يلمع على الارض  ليمد يده أسفل المقعد و يلتقطه كانت مفاتيح سياره فيبدو انها لم تنتبه  اليها او لسقوطها أسفل المقعد  و هى تجمع محتويات الحقيبه من على الارض فى سرعه ترى ما الذى جعلها تتصرف بهذا الشكل هم ان يلتقط هاتفه و يحدثها و يطلب منها العوده لتسلمها و لكنه فكر للحظه ثم جمع الاوراق بسرعه وقد قرر ان  يلحق  هو بها بالجراج  الخاص بالفندق فلابد  من انها تبحث عنها  الان نزل فى سرعه و بحث فى المكان بعينيه فلم يجدها لم يكن يعرف ما شكل سيارتها حتى من الأفضل ان يحادثها هم بان يصعد الى الاعلى مره اخرى لولا ان سمع صراخ غاضب من احد الأركان ليتقدم بضع خطوات ليجدها و قد القت محتويات الحقيبه كلها على غطاء محرك  السياره و هى تبحث بجنون و تصرخ و تحدث نفسها فى غضب بينما دموعها تتساقط  بغزارة دون ان تستطيع ايقافها
- أستاذه هدى رفعت عينيها فى تساؤل  و قد صدمها ان هناك من يراها الان و يحدثها و هى بتلك الحاله  ليتقدم هو و هو يمد يده بالمفاتيح اليها
- انا لقيتها لما حضرتك مشيتى واقعه على الارض و كنت هاكلم حضرتك ترجعى تاخديها بس قلت اكيد انك مستعجله فقلت الحقك بنفسى لم تجبه و انًما مدت يدها تلتقط المفاتيح فى لهفه و هى تلعن نفسها لم يسمعها و انًما احس بذلك فابتسم ثم دار ى ابتسامته و هو يرى دموعها و هى تحاول ان تجمع محتويات الحقيبه مره اخرى بارتباك و سرعه فمد يده بتردد يساعدها و هو يسألها
- أستاذه هدى هو فيه ايه طمنينى ؟
- لا مفيش حاجه انا كويسه و اسفه لتعب حضرتك و شكرًا على المفاتيح
ليوقفها و هو يقول
-  انا سبق و قلت لحضرتك انى صعيدى و مَش هاينفع اسيب حضرتك و انتى بالشكل ده
- انا كويسه  و مَش محتاجه مساعده نطقتها فى عصبيه و قد ضمت حقيبتها و هى تتجه  الى مقعد السائق فى سرعه و.دموعها تتساقط لتحجب الرؤيا عنها حاولت ان تفتح الباب و لكنها عجزت لارتعاشه  يدها و لان دموعها تتساقط بشده وقد عجزت عن ايقافها و كانها عجزت عن احتمال المزيد  ليمد هو يده  و ياخذ منها المفاتيح دون كلام و قد تلامست أيديهم و ان لم تلاحظ هى ذلك لما هى فيه و هو يقول
- مهما حضرتك قلتى مَش هاينفع اسيبك تسوقى و انتى بالحاله دى من فضلك اركبى و انا هاوصلك المكان اللى انتى عايزاه
ايوه بس مَش هينفع  نطقتها فى اعتراض و غضب لتكمل بعدها  - أولاً  انت متعرفش اسكندريه و كمان معندكش رخصه و بعدين هاتيجى معايا فين نطقتها بكل توتر
ارجوك بقى و هى تحاول ان تلتقط منه المفاتيح مره اخرى
- حضرتك قوليلى على الطريق و انا معايا رخصه دوليه و اتفضلى لانك مهما قلتى او عملتى مَش هاسيبك و انتى كده
نظرت اليه للحظه ثم حسمت امرها و اتجهت الى الجانب الاخر فى سرعه لتركب الى جواره و يجلس هو مكان السائق
- هانروح  فين ؟
سالها فى اهتمام و هو يدير السياره
مستشفى الشاطبى  للاطفال  و بسرعه ارجوك قالتها فى قلق و هى تحاول ان تمنع دموعها من الانهمار مجددا فاجأه قولها للحظه ثم   ادار السياره و هو يتجه الى المكان فى سرعه  كان يتابعها بعينيه و هى تحاول ان تتحدث فى الهاتف مره اخرى دون مجيب لتلقيه فى حقيبتها بيأس  مره اخرى و دموعها تتساقط بغزارة  ليناولها منديلا و هو يقول
متقلقيش خير ان شاء الله عموما احنا قربنا نوصل لم يكن يعلم ما  يتحدث عنه  حتى و لكنه اشفق عليها و على حالها ليصلا بعد دقائق اخرى الى المكان فتقفز هى من السياره و هى تكاد تسير بينما اتجه هو ليركنها بالمكان المخصص ثم تبعها لم يكن يعلم ما يبحث عنه فبحث عنها  دون هدى للحظات حتى وجدها تقف امام احد أبواب الطوارىء تتحدث بعصبيه الى احدى السيدات و هى تمسك بطفله صغيره مذعورة تبكى دون توقف اخذ يتابعها للحظه ثم تقدم ليستمع الى جزء من الحوار و يعلم ان ابنها بالداخل ليفهم الموقف على الفور و لكنه لم يفهم اين زوجها من كل ذلك و لما لم تتحدث اليه و تخبره  او تستنجد به فى مثل تلك الظروف أحالها كحال سما هل انفصلت عنه مثل صديقتها و لكن ذلك لن يمنع ان يهتم بابنه  و خصوصا بمثل تلك الظروف ام  انها لا تريده ان يعلم او تخشى ذلك و لكن لما يسال نفسه كل هذه الاسئله فهو لم يعهد بنفسه كل هذا الفضول تجاه امراه و لكنها امراه مختلفه رغم قصر معرفته بها الا انها نجحت فى جذب انتباهه و بشده فهى تجمع كل المتناقضات معا و فى شخصيه  واحده  القوه و الضعف الشده و الرقه و قد جمعته الظروف بها ليشفق عليها حينما راى دموعها و يجذبه اليها شىء قوى  لم يعلم ما هو حتى الان .
- مساء الخير يا حبيبى
- شيرى مساء النور كُنتُى فين ؟
- مَش اجازه كنت باعمل شويه شوبينج ما انت قاعد فى البيت بقالك يومين و مَش راضى انك تخرج معايا او تتحرك و بتقول انك تعبان
- طيب يا حبيبتى اللى تحبيه  قوليلى هو احنا هانرجع مصر امتى ؟
- ليه  مستعجل  على الرجوع 
- لا  ابداً بس انا عرفت ان  حمزه  الدكتور سمحله بالخروج بعد بكره و هيسافر على مصر و كنت بافكر اننا نسافر معاهم على الاقل أساعده و أسنده
- و ايه لزمته طيب ما هى الدكتوره موجوده
- لا يا شيرى اولا دا ابنى انا ثانياً سما هاتكون مشغوله بالولاد و ترتيبات السفر و انا مَش عايز الولد يحس انى بعيد عنه و مَش جنبه و خصوصا فى الظروف دى لتنظر له للحظه و هى تقيم حديثهما معا ثم تجيبه
- و ماله يا حبيبى اللى تشوفه  هو انا ليه بركه الا حمزه دا زى ابنى برضه
- بجد يا شيرى
- طبعا يا ادهم امال انت كنت فاكر ايه انا كمان بأحب ولادك و مستعده اعمل اى حاجه  عشانهم
- خلاص يا حبيبتى انا هاحجز التذاكر و اخلص اجراءات السفر و ابلغ حمزه ليتركها و هى تعض على شفتيها من الغيظ و هى تفكر  فى القادم و تقول لنفسها
- طيب يا ادهم ماشى اصبر عليا  لولا بس انى مَش عايزه مشاكل فى الفتره اللى  جايه دى كنت اتصرفت معاك تصرف ثانى بس معلش كل حاجه فى وقتها حلو .....
مضى بعض الوقت و هو يتابعها من بعيد كانت تنظر الى الباب المغلق على ابنها و هى تفرك يديها فى قلق و تتحرك بلا توقف بينما تنظر اليها الاخرى بخوف و قد أمسكت بالطفلة و بقوه و التى بدات تتململ و تبكى  ليتنهد و هو ينظر اليهم فى إشفاق ثم يحسم أمره و يتقدم منهم
- أستاذه هدى
رفعت راسها و هى تنظر اليه فى تساؤل و قد كانت نسيت أمره تماما
- انا اسف بس كنت حابب اعرف ان كنت اقدر اساعد حضرتك بحاجه  لم تجبه للحظه و كانها  لم تستوعب كلامه او ما يقول  كانت شارده عن كل ما حولها تفكر و تلمع  فى عينيها الدموع  ثم انتبهت الى نظراته اليها لتجيبه اخيرا بصوت مختنق و قد انتبهت على نفسها قليلا
- لا شكرًا يا استاذ حازم حضرتك متعطلش نفسك تقدر تتفضل دلوقتى و انا اسفه تعبك وعلى حل اللى حصل
- محصلش  اى حاجه يا فندم و بعدين انا مَش متضايق و لا حاجه وًكمان معنديش اى ارتباطات النهارده وًكنت باقول أفضل مع حضرتك يمكن لتجيبه فى عصبيه
- قلت لحضرتك انى كويسه و مَش محتاجه حاجه و ثم انتبهت الى عصبيتها الزائده عليه لتتنهد و هى تقول
استاذ حازم انا اسفه انا عارفه ان حضرتك حابب انك تساعدنى  بس ...
انا فاهم و مقدر الموقف كويس و مَش محتاج انك تفسرى ليا اى حاجه و كاد ان يكمل حديثه لولا ظهور الطبيب  امام الباب لتتجاهله هى تماماً و تندفع ناحيه الاخر لتسأله بقلق
- ابنى يا دكتور طمنى ارجوك
لينظر الطبيب لها فى عمليه و يجيب 
- حضرتك الاشعه اللى عملناها للمريض وضحت ان  الخبطه كانت جامده شويه وفى مكان حساس فى الرأس هى عملت تجمع دموى و ارتجاج شديد فى المخ احنا خيطنا  الجرح و هو حاليا هيفضل ٢٤ ساعه تحت الملاحظه
- يعنى ابه نطقتها فى عصبيه و هى لا تكاد تتمالك أعصابها ليتقدم هو و يرجعها الى الوراء بعد ان استمع الى الحوار  كادت ان تنهره و تفلت يديه لكنه بادر بصوت  حازم و هو تحدث الى الطبيب
- اعذرها يا دكتور هى ام و قلقانه على ابنها
- انا مقدر ده كويس اوى يا فندم
- طيب التصرف الوقت ايه من وجهه نظر حضرتك
- زى ما قلت لحضرتك حاليا هو وضعه مستقر و تحت الملاحظه و مفيش قدامنا غير الانتظار عشان نشوف التجمع الدموع دا هايعرف لوحده ولا محتاج تدخل جراحى عموما   انا شايف ان مالوش لزمه ان حضراتكم تفضلوا دلوقت هنا  كده الزياره اصلاً ممنوعه ممكن حضراتكم تتفضلوا دلوقت و ...لتتقدم الاخرى و تجيبه فى عصبيه و قد كادت ان تفتك به
- انا مَش هاسيب ابنى لوحده هنا  و امشى مهما  كان
- خلاص اللى حضرتك تشوفيه  بس الانتظار  ده حضرتك مفيش منه فايده
همت بان تجيبه بحده لولا ان تدخل هو و اجابه منهياً الحوار
- شكرًا يا دكتور و يا ريت لو فيه اى تطور فى الحاله تبلغنا
ليمد يده و يسحبها فى رفق بينما هى تنظر اليه بثوره و غضب و قد همت ان تفرغ كل قلقها و توترها فيه فمن يكون هو ليعطى لنفسه الحق فى التصرف بهذا الشكل او ان يمنعها و كان ينظر الى تعابير وجهها  و قد ادرك بفطنته ما يجول فى خاطرها كما كان يدرك انفلات أعصابها و حالتها النفسيه ليجيبها فى رفق و هو يترك يدها بعد ان انصرف الطبيب مبتعداً
انا اسف انى اتدخلت انا عارف انى ماليش اى حق  فى ده و انه ابنك و انتى قلقانه عليه بس العصبيه مع الدكتور اللى بيعالجه مَش هاتفيد بحاجه يمكن بالعكس همت ان ترد و لكنه أشار الى الطفله الصغيره المرتعبه  و التى تبكى بشده بين يدى الاخرى و تحاول الإفلات من يديها
شايفه البنت مرعوبه ازاى و هى شايفاكى بالشكل ده اكيد موضوع اخوها مَكنش سهل عليها و انتى عماله  تصرخى و تعيطى قدامها  انا عارف ان الموضوع مَش سهل عليكى كام بس ارجوكى ممكن تهدى شويه و تحاولى تتمالكى نفسك   عشان خاطرها هى حتى  نظرت اليه للحظه وهى لا تعى نصف ما قاله و ان كان هناك صراع يحتدم بين قلبها و عقلها قلبها ألذى  يتمزق خوفاً و قلقاً على فلذه كبدها الذى بالداخل و لا تعلم مصيره يطالبها بالاستسلام و الانهيار و عقلها الذى يأمرها ان تتماسك و تكون اكثر قوه امام ذلك الغريب و ان لم يكن من اجله فمن اجل ابنتها التى ترى حالها الان فمن ينتصر كانت تتألم فى حيره و هى لا تعلم و قد ادرك هو ذلك ليجيب و هو يتجه بها ناحيه ابنتها ليصرف انتباهها عن الغرفه التى يتواجد بها ابنها و لو قليلا
  مدام هدى انا عارف ان الموقف صعب بس ان شاء الله خير سلمى امرك لله  و شوفى بنتك لتنظر لها  المشرفه و التى تقف ممسكه الطفله  فى رعب و قلق  و هى تقترب منها
- و الله يا مدام ما قصرنا بس كل شىء قسمه و نصيب لتجيبها الاخرى فى ثوره و قد همت ان تفتك بها
قسمه ونصيب  دا إهمال و استهتار بحياه اطفال انتم مؤتمنين عليهم بس حسابكم مَش دلوقت حسابكم معايا  هايبقى بعدين لما اتطمن على ابنى بس الاول   ثم تجذب ابنتها من بين يديها و هى تنظر لها فى غضب و احتقار لتعض الاخرى على شفتيها فى احراج و لكنها لم تنطق فقد كانت تعلم انها على حق فى كل ما قالته لم تستطع مواجهتها بعد ذلك لتقول بصوت منخفض و هى تنظر الى الارض
لو حضرتك مَش محتاجانى انا هامشى دلوقت و ابقى اجى بكره اطمن  لم تكلف نفسها عناء الرد عليها حتى و هى تحتضن ابنتها التى اخذت تبكى و ترتعد بين أحضانها بينما نظر الاخر اليهم فى صمت و ان لم يدرى ماذا عليه ان يقول او ان يفعل . مضت ساعتين و هى جالسه بنفس المكان لم تتكلم او تتحرك كانت ابنتها قد نامت بين أحضانها من البكاء و التعب بينما جلس هو على المقعد المقابل  امامها  لا يدرى ماذا يفعل هل يستأذنها و ينصرف هو الاخر انها لن تمانع و لكن كيف له ان يتركها و هى بمثل هذه الحاله و فى تلك الظروف ليتعجب من حاله لما يهتم بها بهذا الشكل و لا يستطيع ان يذهب  كما فعل غيره الم تكن هى نفس المراه التى يتعجب من حدتها و قوتها منذ عده ساعات و لكن لا لقد راى وجهها الاخر الذى لا تظهره  ضعفها ورقتها ليشفق عليها و لا يستطيع ان يتخلى عنها هى او تلك الملاك الصغير بين أحضانها ليعتدل فى جلسته و قد حسم أمره فهو لن يذهب او يتراجع مهما كان هم ان يتحرك و يحدثها ليحاول ان يشغل انتباهها  او يسرى عنها لولا ان تململت طفلتها و هى بين أحضانها لتناديها
- ماما انا جعانه نظرت اليها بصدمه للحظه فهى تنام و تطلب الطعام رغم ما هم فيه ثم تعود و تؤنب نفسها فهى طفله صغيره لا تعى ما هم  فيه  نظرت اليها بعجز فهى لا تدرى ماذا تفعل اتخرج بها من المكان لتطعمها  و تتركه و هل تستطيع ام تحاول ان تطلب لها شيئا عن طريق الهاتف ام تستعين باحد العاملين هنا لتنتبه على صوته يناديها و يحدثها و هو يجلس فى المقعد المجاور لها و يقول
- مدام هدى تسمحيلى انا اسف انى بادخل مره ثانيه بس فعلا قعدتك هنا كده طول الليل مفيش لها لزمه و البنت كمان تعبت و جعانه
لتنظر له للحظه و قد همت ان تفقد أعصابها مره اخرى ثم تنتبه الى امر ما لتسأله بدهشه
- هو حضرتك لِسَّه  موجود لحد دلوقت  ليه يا استاذ حازم  ممكن حضرتك تتفضل و شكرًا على تعبك معانا ليبتسم فى هدوء و هو ينظر اليها ثم يقول
ولا تعب ولا حاجه يا مدام هدى و بعدين تفتكرى حضرتك انى ممكن اسيبك فى الظروف. دى  ممكن انك تحتاجى حاجه او لتنظر له فى دهشه من شهامته و تصرفه معها  ليكمل
طيب انا عندى اقتراح و ارجو من حضرتك انك تقبليه و من غير عصبيه
- اتفضل
- البنت تعبت و جعانه و اكيد حضرتك كمان ممكن نطلع  الكافتيريا نطلب لها اكل و نشرب فنجان قهوه لترد فى احراج
- ايوه بس ليقاطعها
- لِسَّه فاضل وقت لحد  الصبح و مَش هاينفع ان حضرتك تفضلى هنا على الكرسى كده طول الليل على الاقل ناكل البنت لتتنهد و قد ادركت صواب موقفه لتحاول القيام من مكانها و قد تيبست مفاصلها من الجلوس الطويل لتتعثر و هى تكاد ان تسقط و هى تحمل ابنتها ليمد يده و يمسكها لتنظر لها بحده للحظه و تبتعد
- انا اسف
- لا ولا حاجه الظاهر ان رجليا خانتنى من القعده الطويله عموما حصل خير
- طيب تسمحى
- ايه مَش فاهمه
- البنت انا هاشيلها لحد تحت لتجيب فى احراج
لا ميصحش و بعدين هى مَش هاترضى لانها متعرفش حضرتك لينظر لها بابتسامه و هو يسألها
طيب تيجى يا حلوه عشان نجيب اكل و شوكولاته لتمد يديها اليه و هى تبتسم برضا ليأخذها و يضعها على كتفه بينما تنظر لهم الاخرى بدهشه وهى تقول بإحراج
- غريبه دى اول مره تقبل ان حد يشيلها بعد ثم تقطع كلامها و هى تتنهد بحزن ليشير هو لها باتجاه المصعد و يقول
- اتفضلى  لتتبعهم فى صمت 
جلست فى الكافتيريا تتناول قهوتها بصمت و هى تتابعه يطعم ابنتها بصبر لتقول
- طيب ما كنت تسيبنى أأكلها انا يا استاذ حازم ايه لزمته بس التعب ده ليبتسم و هو يقول لها و هى لا تعلم ما به 
- على قلبى زى العسل يا أستاذه هدى
- دى بتدلع على فكره هى تقدر انها تاكل لوحدها و
- معلش النهارده كان  صعب و مرهق عليها و بعدين انا و هى بقينا صحاب
- طيب هو حضرتك مَش هاتشرب القهوه بتاعتك  دى بردت خلاص
- مَش مشكله ممكن اطلب غيرها  لم تدرى بما تجيبه كانت تعلم ان وجودهً  و ما يفعله غير صائب فهى لم تتعود ان يساعدها احد و يقف الى جوارها دون مقابل ربما سما بحكم صداقتها و اخوتها لها منذ الصغر و ربما حسام بحكم صداقته لهم لسنوات طويله و لكن هذا الغريب الذى اقتحم حياتها منذ ساعات قليله ما الذى يدفعه الى ذلك كله
و كانه يقرا ما يجول بخاطرها ليبتسم و هو يجيبها
طيب انا هاعفيكى من الحيره دى و اسالك نفس السؤال اللى فى بالك ده نظرت له بانتباه و صدمه و لم تجبه ليكمل
ايه اللى خلاكى تساعدينى و تعملى ليا كل ده مع انك متعرفيش اسمى او انا مين اصلا لترد فى عناد
ايوه  بس ده عشان سما صاحبتى و اختى طلبت منى  ده لكن
- لكن انا محدش طلب منى حاجه صح لم تجبه و انًما ظهرت الاجابه على وجهها
- طيب انا هارد عليكى انى راجل صعيدى و مقدرش اشوف انسان فى ضيقه و انا اقدر أساعده و أتأخر تفتكرى ان ده غلط
- لا بس
- بس ده صعب فى الزمن ده مَش كده
- بصراحه اه لا مستحيل اغلب الناس  بيبقى عايز منك مصلحه  و مَش بيساعد حتى لو طلبت منه ده
- طيب انتى مَش بتثقى فى سما
لتبتسم فى حب و هى تقول برقه
- طبعا  دى اختى و توام روحى
- خلاص هى اللى عرفتنا على بعض و طلبت منك انك تساعدينى عشان هى بتعزنى  كأخ و صديق و تثق فيا
- انا اللى اساعدك يا استاذ حازم مَش العكس
- انا اساعدك انتى تساعدى المهم الظروف و القدر  هى اللى بتحكم مَش احنا يا مدام هدى
- يمكن فعلا عندك حق عموما انا مقدره نبل أخلاقك و مَش هانسى معروفك معايا  ده ابدا ولا وقفتك جنبى ليبتسم و يقول
- مفيش بين الأصدقاء ده و لا ايه و لا يضايق حضرتك ده
- لا ابدا انا يشرفنى صداقه حضرتك طبعا ثم تنظر الى ساعتها فى قلق و تسالهً
- طيب مَش كفايه كده و  يلا بينا  نرجع الطوارىء
٢ البنت هنا بتلعب و مبسوطه و الليل طويل وزى ما قلت لك المكان هناك مَش مجهز انك تفضلى انتى و البنت طول الليل
- مهما  حضرتك قلت او حاولت انك تقنعنى انا مَش هاسيب ابنى هنا لوحده و امشى حتى لو سواد الليل
ليصمت و هو يفكر ثم يقول
- طيب ممكن حضرتك تستنينى هنا شويه
- ليه مَش فاهمه
- معلش هاعمل مكالمه و ارجع لحضرتك ننزل علطول
- استاذ حازم انت مَش مجبر تستنى ممكن انك تمشى و انا هاستنى و كفايه اوى اللى عملته لحد الوقت
- احنا مَش قلنا كفايه كلام فى الموضوع ده و انا كمان حابب انى اطمن و ان شاء الله خير عن اذنك
- اتفضل
ظلت تنتظره   لفتره و هى تنظر الى ساعتها بقلق لربما نسى انها هنا هى و ابنتها و انشغل بمكالماته و أعماله لربما عليها ان تعود الان الى الطوارى و هو يعلم اين يجدها اذا عاد لتتناول حقيبتها و هى تهم بالنهوض لتجده امامها
- اسف انى اتاخرت عليكى لتجيب بضيق
- لا ابدا بس حضرتك قلت ربع ساعه و عدى ساعه الا ربع
- انا اسف مره ثانيه بس الموضوع اخد وقت اكبر شويه منى
- طيب ممكنً نقوم بقى انا حابه انى اطمن على الولد
- اطمنى انا ليه مكلم  الدكتور فى الورديه المسائية و قالى ان الحاله مستقره و ان الحمد لله 
- شكرًا ليك بس انا عايزه اطمن بنفسى
- طيب اتفضلى امسك بالطفلة و هو يتجه الى المصاعد لينزل الى الدور الاول و يخرج بها لتتبعه الاخرى فى دهشه
- دا مَش طريق الطوارىء يا استاذ حازم هو حضرتك رايح فين ليتقدم و هو لا يجيب لعده خطوات حتى يقف امام احدى الغرف و يفتحها
- اتفضلى
- ايه دى
- دى غرفه خاصه بمدير المستشفى مَش هانقدر نحجز غرفه او مرافق الا لما  الولد يتنقل هنا و عشان كده انا كلمت المدير و هو سمح ليا بمفاتيح الاوضه دى
- و ليه ده كله سالته هدى فى نبره مندهشه ساخره ليجيبها فى صبر
- لانك مَش هاتستحملى يوم كامل بالشكل ده قاعده على كرسى فى الطوارىء و اذا انتى قدرتى البنت لا
- ايوه بس ازاى
- انا بصراحه استخدمت علاقاتى و نفوذى و الحمد لله قدرت اتصرف لتجيب فى عناد
- مهما كان انا مَش هاقدر اسيب ابنى تحت و انا هنا يبقى عملت ايه
- عملتى كثير على الاقل تقدرى لما البنت تنام تروحى و تطمنى عليه كل شويه
- ايوه بس
- ارجوكى اقبلى انا على العموم هاسيبك دلوقت براحتك و ابقى اجى الصبح اطمن و لو احتجتى حاجه تليفونى مع حضرتك
لترد هدى
- استاذ حازم شكرًا  على كل حاجه انا عارفه انى صعبه شويه و مش باقدر اتكلم بس فعلا شكرًا على كل  حاجه عملتها 
- العفو عن اذنك
- طيب ممكن تاخد العربيه و ترجع بيها بكره ان شاء الله انا مَش هاحتاج لها
لا مفيش داعى  خليها و انا هاخد تاكسى عن اذنك ليخرج و يتركها لتذهب الى الطوارىء و تطمئن على ابنها ثم تعود الى الغرفه لتستلقى على الفراش فى ارهاق و هى تحتضن ابنتها التى استغرقت فى النوم مره اخرى على الفور لتنظر هى لها و هى تفكر فى ذلك الفارس الغريب الذى اقتحم حياتها دون انتظار ليقلبها رأساً على عقب .

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن