أولا احب انى اعتذر لكل المتابعين عن التأخير اللى مكنش بارادتى و انتوا متابعين و عارفين انى دايما بأحب الالتزام مع القرّاء
ثانيا احب اشكر مل اللىًاهتموا و سالوا عليا و رينى ما يحرمنى من اهتمامكم و شكرًا مره ثانيه
ثالثا ربنا يعلم انى عشانكم و عشان التزامى عملت ايه عشان اخلص الحلقه الاخيره و الروايه بس طبعا لانها مليانه بالاحداث و المفاجآت اضطريت انى اقسمها الى جزئين و الاحداث هاتعجبكم و النهايه غير متوقعه انا هانزل الجزء الاول النهارده و الثانى بكره باْذن الله بس عايزه رايكم و تعليقكم على الاحداث شجعونى بقى و اعرف انتم رايكم ايه مستنيه الفوت و التعليقاتالفصل الاخير ( الجزء الاول )
مدام سما مساء الخير
اهلًا يا متر مساء النور
انا اسف انى كلمت حضرتك متاخر كده بس حضرتك قولتى ليا اكلمك لو فيه جديد
خير يا متر
كفاله الدكتور ادهم اتحددت يا مدام وكيل النيابه حددها بمليون جنيه لتصمت و لا تجيب
انا طبعا ًعارف ان المبلغ كبير جدا و فوق كل التوقعات انا نفسى اتصدمت بس مع الاسف القضيه كبيره جدا و الاعلام عمل تأثير كبير سلبى و الا دله كلها ضد الدكتور ادهم زى ما انت عارفه
و الحل يا متر
مفيش حل يا دكتوره غير ان الكفاله تتدفع و فى اقرب وقت ممكن و الا الدكتور هيفضل فى الحبس الاحتياطى لحد ميعاد نظر القضيه
ايوه بس هو برىء و لازم انه يخرج عشان يحاول يدور على ادله او قرائن تثبت براءته او يشوف اى حل
حضرتك عارفه رصيد الدكتور ادهم الحالى كام يا مدام
و انا هاعرف منين يا متر حضرتك عارف اننا منفصلين من فتره
انا تواصلت مع المحامى الخاص بيه و رصيده اللى فاضل فى البنك ميكملش كام الف جنيه يعنى مَش هايقدر يدفع الكفاله
الكفاله هاتدفع يا متر و بكره الصبح ان شاء الله
ازاى يعنى مَش فاهم
حضرتك تعدى عليا بكره نروح البنك و بعدها نسدد الكفاله ليصمت
ايه يا متر فيه حاجه؟
مدام سما انا طبعا اسف انى بادخل و خصوصا انه موضوع حساس و خاص بس حضرتك عارفه انى انا مَش مجرد محامى لحضرتك لا انا اخ و صديق و حضرتك ليكى عليا حق النصيحه و ارجوكى متزعليش منى و من اللى هأقوله لكى دلوقت
لا ابدا يا متر اتفضل انا سامعاك
حضرتك عارفه و متاكده انتى بتعملى ايه كويس اقصد ان المبلغ كبير و كمان القضيه صعبه و مَش كده و بس اصل لتقاطعه
انا فاهمه حضرتك تقصد ايه بس هوًمعنى ان المبلغ كبير والقضية صعبه انى اتخلى عن الدكتور ادهم و انا عارفه و متاكده انه برىء... لا و سمعت ده و كنت شاهده عليه
ايوه يا مدام اذا كانت الدكتوره شيرى دى كذابه و هى اللى عملت القصه دى كلها فدا مينفيش ان الدكتور ادهم كان عارف او مشارك معاها لترد فى غضب
انت بتقول ايه يا مترليكمل
طيب بلاش حضرتكُ عارفه الصحافه و الاعلام هاتتكلم فى حق حضرتك ازاى و خصوصا بعد ما تدفعى الكفاله و بالمبلغ ده و تقول ايه
عارفه يا متر و مَش مهتمه انا اتظلمت كثير و اتقال عنى كثير قبل كده عادى وًكده كده هما بيتكلموا
ايوه يا مدام بس حضرتك منفصله عن الدكتور و كان بينكم قضايا ومحاكم و كمان كان فيه اتهامات فى القضيه دى بالذات حضرتك عارفه معناها ايه انك تدفعى له المبلغ ده كله وًمن حسابك الخاص
معناها انه ابو ولادى و انه برىء و ان من حقه ياخد فرصه يتصرف و يدافع عن نفسه و حياته و اسمه اللى بينتسب له اولادى
خلاص يا دكتوره يمكن انتى عندك حق انا مَش هاتكلم اكثر من كده حضرتك اكيد عارفه بتعملى ايه كويس انا ليا حق النصيحه عموما انا تحت امرك تحبى نتقابل امتى بكره
الساعه تسعه ان شاء الله يا متر قدام البنك و بعدين هانروح على النيابه و نخلص كل الاجراءات
ان شاء الله .....
مبروك يا دكتور
خير يا فندم
الكفاله اندفعت النهارده الصبح و حضرتك تقدر تتفضل دلوقت بس زى ما فهمت حضرتك قبل كده ممنوع انك تغادر البلاد او تزاول مهنه الطب لحد ما القضيه و تحقيقات النيابه تنتهى و يفصل فيها وطبعا القرار اللى هتاخذه النقابه بعدها بناء على التحقيقات دى لم يكن يستمع الى اى شىء ممن يلقيه على مسامعه كان ينظر فى ذهول اليه
مين اللى دفعها يا فندم
الدكتوره سما و المحامىُ الخاص بيها كانوا هنا من شويه و خلصوا كل الاجراءات
نظر اليه فى ذهول و صدمه
سما سما هى اللى دفعت كل الفلوس دى وبعد كل اللى حصل طيب ليه لينظر له وكيل النيابه للحظه و يخلع نظارته ثم يجيبه
تعرف يا دكتور انا نفسى سالت نفس السؤال ده للمحامى لما هما كانوا هنا المفروض انها تاخد موقف و تبعد و خصوصا بعد كل اللى حصل و توريطها فى القضيه و بعدين حفظها بالنسبه لها بعد كلامك لكن انها تدفع الفلوس دى كلها و هى ملهاش اى علاقه و انت طليقها و بينكم مشاكل لينظر له للحظه ثم يقول
حضرتك افتكرت كلام شيرين و فكرت ان يمكن فعلا بينا مصالح و اتفاقات و اننا متامرين مع بعض ليصمت الاخر ثم يقول
منكرش ان الاحتمال ده كان بيدور فى عقلى و هما بيخلصوا الاجراءات بس المحامى وضح ليا و قالى انه بلغها بالكلام ده امبارح و حذرها ان حاجه زى دى ممكن تحصل و ان ممكن يبقى فيه دعايه سلبيه و اعلان و اتهامات و انها ممكن ترجع تتورط فى الموضوع ثانى بناء على اللى بتعمله او اقل حاجه ان الكل هايفكر زى ما انا فكرت ليسأله ادهم و هى ردت قالت ايه ؟
ليرد الاخر و يجيب
هو قالى انها سكتت و بعدين سالته
ازاى ضميرى يسمح ليا ان انسان برىء و انا سمعت و حضرت كل اللى حصل و اتقال و عرفت انه برىء و اتاكدت بنفسى يضيع او ميملكش فرصه مجرد فرصه انه يحاول يثبت براءته هو صحيح غلط مَش هانكر و كمان كان انانى بس قى النهايه هو ابو اولادى و اسمه على اسمهم و هما منتسبين له فى المجتمع عشانهم حتى مَش عشانه و أيا كان اللى هاشوفه او هايحصل فانا متعوده عليه فى حياتى و دى مَش اول مره
سما قالت كده نطقها بمراره ثم قال
فعلا عندها حق انا كل لحظه باكتشف اد ايه كنت غبى و انانى و مَش بافكر غير فى نفسى و مجدى انا و بس يمكن ربنا بيحبنى و حب يدينى درس عمرى لينظر له الاخر و لا يجيب و كانه يقول دون كلام
فقت بس بعد فوات الاوان لم يعلم اذا كان هذا صوت المحقق ام صوت ضميره الذى يعاتبه و يلومه
عموما تقدر تتفضل دلوقت يا دكتور
بعد اذنك خرج و اغلق الباب خلفه لينظر الاخر للحظه للباب المغلق و هو يتمنى لاول مره ان ينجح الاخر فيما فشلت القنوات الرسميه و الاوراق و المستندات فى تحقيقه ليس من اجله و انما من اجل من أمنت به و ببراءته وضحت من اجل ذلك نعم هو يجل كل انواع التضحيه و خصوصا انه نموذج نادر بهذا الزمن ليتنهد ثم يرتدى نظارته مره اخرى و ينظر الى اوراقه باهتمام و تركيز .....
وضعت فنجان القهوه على المكتب امامها ثم ابتسمت و هى تقول برقه
انا مَش عارفه اشكر حضرتك ازاى يا متر . على تعبك معايا النهارده بجد من غيرك انا مكنتش هاعرف اعمل ايه
العفو يا فندم دا واجبى
و كمان اسفه انى عطلتك عن شغلك
لا ابدا عموما انا هاستاذن دلوقت لان عندى ارتباطات ثانيه مهمه
طبعا اتفضلى يا دكتوره
شكراً مره ثانيه خرجت لتركب سيارتها و هى تتجه الى شقه شيرين و التى تعرف عنوانها جيدا و هى مصممه على اتمام المواجهه التى تأجلت كثيرا ....
انتى رايحه فين يا ماما
عندى مشوار مهم يا حبيبى وًمش هاقدر انى ااجله
ايوه يا ماما بس انتى تعبانه
معلش يا مازن عموما انا مَش هاتاخر ساعه و هارجع
طيب تستنينى دقيقه واحده هالبس و اجى معاكى
لا نطقتها بحزم لينظر لها بدهشه
طيب ليه
ما ن انا مَش طفله و ارجوك متتعبنيش اكثر من كده و لا تسالنى عشان خاطرى و اوعدك انى هافهمك كل حاجه بس فى الوقت المناسب
لينظر لها بقلق ثم يسألها
ليه يا ماما هو انتى رايحه فين ؟
لترد عليه بغموض و هى تتناول حقيبتها
- حق ضايع من زمان يا بنى و انا لازم أرجعه لاصحابه ثم تتركه قبل ان يسألها مره اخرى و تسرعه الى الباب لتغلقه خلفها ....
هاتروح فينً يا ادهم و هاتعمل ايه كان يسال نفسه فى غضب و حيره
ازاى هاتثبت دلوقت انك برىء بعد كل اللى قالته و عملته العقربه اللى انت أمنت لها و أتجوزتها بس تعرف انت اللى تستاهل كل اللى يجرالك. و الثانيه اللى هاتجننى باللى بتعمله و مثاليتها اللى هاتجننى ازاى عملت كده بعد كل اللى حصل لا وومؤمنه انى هاقدر اثبت برائتىًاًًاعمل حاجه ....، اعمل ايه معاكى يا سما انتى النهارده و النهارده بس حسستينى انى فعلاً صغير و صغير اوى كمان قدامك يمكن كنت باحس ده فى اوقات كثير جوايا وكنت باتجاهله او بانكره و يمكن. ده اللى كان بيعمل حاجز بينىًً بينك فى اوقات كثير كنت باتضايق من نفسى و أوجه غضبى ده كله عليكى انتى بس خلاص لا يا ياسما انا لازم اثبت للكل و اولهم انتى وولادى انى استاهل التضحيه دى و ان ادهم انسان نظيف رغم كل اللى حصل يمكن انانى او به زى كل انسان له عقوبه بس عمره ما كان حرامى او تاجر و سمسار بارواح البشر ليتنهد و هو يحدث نفسه بغضب و ضيق
كله من العقربه شيرين عموما الحمد لله ان ربنا خرجنى من اللى انا كنت فيه عشان اتصرف معاكى كويس وكويس اوى كمان ايوه يا شيرين هانم جه وقت الحساب و ادهم اللى فاكره انك ضحكتى عليه هايعرف يتصرف معاكى كويس و نهايتك قربت جدا اوعدك بده و على ايدى انا .....
خرجت من العماره تمد خطواتها فى ارتباك حائر كانت لا تتوقع ما حدث بالداخل كيف حدث ذلك و لماذا كانت غاضبه ثائره من نفسها و من كل ما حولها بينما غامت عينيها بالدموع تحركت فى سرعه و هى تجر ساقيها جراً لتبتعد عن المكان و قدماها لا تكاد تحملها لتخرج من المكان بينما وقف رجل الامن يتابعها فى فضول ليقوم من مكانه و يسألها
فيه حاجه يا هانم اى خدمه او مساعده واضح ان حضرتك تعبانه لم تجبه و انًما نظرت له و كانها لا تسمعه اصلا لتقف للحظه ثم تجر ساقيها مبتعده عنه نحو الباب لينظر لها و هى تخرج الى الطريق و هو يهز راْسه متعجباً من تجاهلها المتعمد له رغم انه أراد مساعدتها ثم يعود ليجلس على مكتبه فى هدوء للحظات عندما يناديه احد السكان ليساعده فى حمل الحقائب الخاصه به الى الجراج ليتلقى ندائه مسرعاً فى رضا سعيا وراء رزقه . خرجت و هى لا تكاد ترى امامها لتتنهد فى صمت لم تتذكر حتى اين وضعت سيارتها لتلتفت حولها فى ارتباك بينما بدات دموعها بالتساقط لتفاجا بيد توضع على كتفها لتنتفض و تصرخ لتجده يناديها و هو ينظر لها بقلق و خوف هل انكرته للحظه و كانها لا تستوعب انه يقف هنا امامها و الان لتقول بصوت مذهول شارد
عاصم لم تضف كلمه او حرف واحد بعدها و كانها كانت فى عالم اخر تفكر شارده لابد انها تحلم لا انه كابوس ما الذى اتى به الى هنا ولماذا الان ماذ ا عليها ان تقول او تفعل لقد كان محقاً و لكنها لم تستمع له او لنصيحته الصادقه و ها هى تتمنى لو انها فعلت و لكن بعد فوات الاوان انفجرت فى البكاء لتغرق دموعها وجهها لينظر لها عاصم بدهشه و صدمه فقد كانت تلك هى المره الاولى التى يراها بتلك الحاله و هذا الضعف ليقف بالسياره و ليعطيها منديلاًو هو يقول برقه
سما انتى كويسه هو ايه اللى حصل انا عمرى ما شوفتك بالشكل ده ابدا كانت شارده عنه غارقه فى دموعها بل انها لم تكن تستمع حتى الى سؤاله او الى ما يقول لتتنهد بعد فتره و قد هدأت حده بكائها قليلا ثم تقول بصوت بارد جاف لا حياه فيه
عاصم من فضلك روحنى لينظر لها بدهشه ثم يقول معترضاً
ايوه يا سما بس لتقاطعه فى حده و عصبيه لم يعهدها قيها من قبل
عاصم ارجوك انا مَش حابه اتكلم دلوقت فى اى حاجه حصلت لا انا معنديش اى قدره على الكلام اصلا هتروحنى دلوقت و لا اخد تاكسى او ادور على عربيتى نظر لها بدهشه للحظه فهو لم يعدها بهذا الأسلوب من قبل و لكنه لم يعلق فمن الواضح انها فى حاله صدمه من امر لا يعرفه بل و يخاف منه ليدير السياره فى صمت و يتجه الى الفيلا حتى وصل الى الباب لتخرج من السياره و تتركه دون كلمه واحده ظل واقفا فى مكانه يتابعها فى خوف و قلق حتى اختفت عن ناظره خلف الباب المغلق ليتنهد بضيق و يحادث نفسه قائلا
يا ترى وراكى ايه يا سما عمل فيكى كده و خلاكى بالشكل ده.... اخد ينظر لم يصدق عيناه و هو يخرج من العماره ليراها تحاسب سائق الاجره و تتحرك فى بطء كان منظرها غريباً حتى انه لم يكد يعرفها فقد بانت اثار للهزال و المرض على وجهه و تغطى راسها بوشاح سميك و تخفى عينيها بنظاره سوداء سميكه كما انها فقدت الكثير من وزنها ربما لم يراها منذ مده تتجاوز الشهور و لكن كيف لعينيه ان تنكر تعرفها على من كانت زوجته لماذا اتت الى تلك العماره و فى هذا التوقيت بالذات و الى اين تذهب و لكن لما له ان يهتم بشأنها فليهتم بنفسه و بما فعله دون تفكير كيف له الان ان يخرج من مأزقه الذى وضع نفسه فيه دون ان يحسب العواقب. لقد أراد مواجهتها و اثبت براءته فما الذى كسبه الان بما فعل لقد ضاع و ضاعت براءته الى الأبد و الأسوأ انه لم يستطع ان يفى بما عاهد به نفسه ان يفعل هل يذهب الان و يختفى عن وجه الحياه ام يعود الى النيابه مره اخرى و يوفر على نفسه و عليها ام.... تنهد و هو يسير بلا هدى و قد احس ان حياته و مستقبله قد ضاعا الى الأبد بطريق لا رجوع منه الان ...
عادت الى المنزل بعد عده ساعات طرقت الباب ليفتح لها مازن الباب قائلا
- ماما حمد الله على السلامه
نظرت له نظره خاويه دون معنى ثم اجابت بصوت بارد
الله يسلمك يا حبيبى نظر لها بقلق فقد كان وجهها شاحبا بشكل غير عادى بل انه يحاكى شحوب الأموات
ماما انتى كويسه اكيد تعبتى من المشوار و الحركه ما انا نصحتك و قلت لك بلاش او انى اجى معاكى و انتى اللى رفضتى و ...
مازن صرخت عليه بعصبيه ثم ادركت انها فقدت أعصابها لتخفض صوتهافى ارهاق و تقول
معلش يا حبيبى حقك عليا بس انا فعلا تعبانه و اليوم كان طويل اوى عليا
طيب اطلب لك الدكتور يا ماما يطمنا او اساله عشان لتقاطعه بحده
مازن انا كل اللى عايزاه دلوقت انى اروح أوضتى و استريح ووقتها هابقى احسن صدقنى
ايوه يا ماما بس و لكنها قطعت الحديث كله و هى تتجه الى حجرتها لتقول
تصبح على خير يا حبيبى دلوقت لتدخل و تغلق الباب خلفها بأحكام بينما يتابعها هو فى قلق ....
الو ايوه يا هدى انا عاصم انا اسف انى بازعجك بس
ولا ازعاج ولا حاجه يا باشمهندس انا اصلا فى الشغل لان سما مَش هنا
عارف يا هدى و عشان كده انا باتكلم سما يا هدى مَش طبيعيه خالص انا لِسَّه كنت معاها و قلقان عليها اوى انتى عارفه انها كان المفروض انها تقابل شيرين النهارده و انا نصحتها انها متعملش كده او على الاقل حد مننا يكون معاها بس هى مسمعتش الكلام انا بصراحه يا هدى خفت قلقت عليها و كنت متابعها من بعيد لبعيد عشان بس اطمن هى راحت النيابه ووصلت المحامى و بعدها على بيت شيرين فضلت هناك حوالى نص ساعه و خرجت كانت فى حاله مَش طبيعيه ساكته و مذهوله و لما شافتنى قدامها محاولتش حتى انها تسالنى انا هنا ازاى او ليه انا أخدتها معايا وفى السكه انهارت تماما و فضلت تعيط بحرقه انا اول مره اشوف سما بالشكل ده انا خايف عليها اوى يا هدى انا حاولت انى اسالها او اطمن بس هى فضلت ساكته و طلبت منى انى أوصلها و من ساعتها التليفون مقفول
انت بتقول ايه يا عاصم طيب ليه هو ايه اللى حصل
معرفش يا هدى و عشان كده انا كلمتك يمكن تقدرى تفهمى منها اى حاجه او على الاقل تكونى جنبها و معاها
طيب انا جايه حالا يا عاصم مسافه السكه .
فيه ايه يا مازن مالك
ها لا ولا حاجه بس قلقان على ماما شويه
ليه
اصلها خرجت النهارده انا قلت لها بلاش لحسن تتعبى ورفضت انها تقعد و كمان انى اخرج معاها و طبعا رجعت تعبانه و دخلت أوضتها و قالت محدش يزعجها و الباب مقفول انا حابب انى بس اطمن عليها
معلش يا ماز ن انت عارف حالتها و اى مجهود بيتعبوا و دا صعب عليها لانها مَش متعوده على كده عموما احنا نسيبها كده ساعتين تهدى تستريح و بعدين ندخل لها لارا تطمن و تدخل لها العشا
طيب ماشى بس ربنا يستر ...
طرقت الباب لتفتح لها الخادمه لتسالها فى قلق
هى سما فين ؟
فوق فى الاوضه يا مدام لتتركها و تصعد مسرعه و تحاول فتح الباب لتجده مغلقاً
- سما افتحى الباب انا هدى طيب طمنينى عليكى و بعدين انتى قافله الباب ليه هو ايه اللى حصل حرام عليكى افتحى
لتفتح لها الباب فتجد عيونها محتقنه من البكاء لتنظر لها فى صدمه فقد كانت بالفعل فى حاله انهيار لتقول فى توتر و هى تدخل الى الحجره
- سما هو فيه ايه انا عمرى ما شفتك كده و حتى فى الأوقات الصعبه كُنتُى قويه مالك
لم تجبها و ان ظلت صامته ساكنه
- طيب طمنينى انا اول ما عاصم كلمنى جيت جرى هو ايه اللى حصل بينك و بين الشيطانه دى خلاكى بالشكل ده فهمينى
لتجيبها باستعطاف
- هدى انا مَش قادره اتكلم دلوقت عشان خاطرى انا فعلا تعبانه و حتى الولاد ناموا من قبل ما أشوفهم او اطمن عليهم انا عايزه استريح شويه و لما افوق هانقعد و احكيلك على كل حاجه
- طيب انا هاروح اجيب الولاد و اجى اقعد معاكى النهارده
- هدى عشان خاطرى انا بلاش تحسسينى انى ضعيفه و منهار ه اكثر من كده كفايه اللى انا فيه لتصمت الاخرى و تقول
- يعنى هاتطردينا لو جينا
- لا طبعا البيت بيتك و الاولاد ولادك بس متحاوليش اننا نتكلم عن اللى حصل الا لما اكون انا مستعده
- طيب يا سما بس على الاقل طمنينى هى عملت معاكى حاجه
لا و مَش هاتقدر تعمل و انتى عارفانى
امال مالك لتجيبها الاخرى فى عصبيه
ثانى يا هدى كفايه اسئله بقى تعبتى اعصابى انا عشان كده حابه انى اقعد لوحدى شويه و من فضلك نظرت لها هدى فى صدمه فهى المره الاولى فى حياتها التى تتعامل معها بهذا الأسلوب و تلك العصبيه بل و تكاد ان تطردها لتدرك الاخرى انها قد تجاوزت كل الحدود مع صديقتها وانها اخطات لضيقها و لانفلات أعصابها و الازمه التى تواجهها لتقول بصوت نادم
هدى انا اسفه بس ارجوكى عشان خاطرى و خاطر الأخوه اللى بينا تسيبينى النهارده بس من غير اى كلام او سؤال دا لو ليا معزه عندك و سامحينى على اللى باقوله او باعمله انا مَش عارفه انا باقول او اعمل ايه دلوقت اصلا و صدقينى بكره ان شاء هانقعد و نتكلم زى ما انتى عايزه
خلاص يا سما اللى تشوفيه لتتركها الاخرى و تغلق الباب خلفها و كانها تنعزل ورائه عن الدنيا لتنظر لها الاخرى فى. دهشه و خوف و تتحرك ناحيه الباب لتخرج فلم يعد لديها ما تفعله هنا الان و عليها الانتظار الى الغد لتعلم رغم ما يحمله الانتظار من قلق و خوف لتتحرك عده خطوات فتسمع أنينها و بكائها خلف الباب المغلق ليغلبها الخوف و العناد و همت ان تعود و ليحدث ما يحدث و لكنها تذكرت رجاء الاخرى و استعطافها لها لتتركها مع نفسها لتعض على شفتيها فى قهر و هى تجبر نفسها على الابتعاد لتخرج من الفيلا و هى عازمه على العوده اليها فى الصباح لتفهم ما يحدث ثم تتناول هاتفها و تتصل بعاصم الذى كان يقف فى الشرفه ليجيبها بلهفه
- كنت مستنيكى يا هدى و كنت هاكلمك اول ما شفتك خارجه بس انتى خرجتى علطول طيب ايه الى حصل ما بينكم و هى قالت لكى ايه انا اسف انى بأتدخل بس
- لا ابدا يا عاصم بس هى مقالتش ليا حاجه زياده بالعكس يما اول مره فى حياتها تكون معايا بالعصبيه دى و تطلب انها تكون لوحدها
- يعنى ايه معرفتيش حاجه يا هدى
- عاصم انا ادرى بصاحبتى اكثر من اى حد و عموما هى قالت ليا اننا هانتكلم بكره ان شاء الله و نفهم منها كل حاجه يمكن الثانيه ضايقتها او حصل ما بينهم حاجه انت عارف انها شيطانه و سما رغم انها قويه بس مَش هاتعرف تتعامل مع اللى زى شيرين دو دا هايدى كانت ارحم منها بمراحل
- طيب يا هدى يعنى انتى رايك ايه
- هى هنا و فى بيتها و مع اولادها و كويسه الحمد لله يمكن أعصابها تعبانه شويه مَش هانقدر نعمل اى حاجه قبل ما هى تتكلم معانا و تطلب مننا المساعده او نفهم منها عموما انا هاكون هنا بكره من الصبح ان شاء الله
-؟ايوه بس انا قلبى مَش مطمن يا هدى لتصمت هدى فقد احست بمشاعره و حبه لسما و خوفه عليها دون او يقول او يصرح بها و انًما ينطق بها كل تصرف من تصرفاته و قلقه و لهفته عليها
- هدى انتى لِسَّه معايا
- ايوه يا عاصم و عموما كلها سواد الليل و ربنا يطمنا انا هاروح للولاد
طيب يا هدى انا اسف انى تعبتك دا مَش عشانك او عشان اى حاجه
انت عارف سما بالنسبه ليا ايه يا عاصم
- عارف و فاهم عموما تصبحى على خير
- و انت من أهله لتتحرك الى سيارتها و هو تفكر فى حال تلك الموجوده بالداخل و تقول فى نفسها
- جيب العواقب سليمه يا رب ....
مضى الليل بظلامه وأحزانه و مخاوفه على ابطالنا ليشرق صباح يوم جديد يحمل اخبارا كالصاعقة على كل ابطالنا
- هدى صباح الخير
حسام صباح النور هى الساعه كلم دلوقت ليتجاهل هو سؤالها و يسألها بانزعاج
تبقى زى ما تبقى يا هدى انتى عرفتى ايه اللى حصل مصيبه يا هدى و الاخبار ماليه الدنيا و الكل بيتكلم و محدش فاهم حاجه انا حاولت انى اكلم سما بس كل تليفونها مقفوله انا سبت لها اكثر من رساله و كنت هاروح لها الفيلا بس الوقت مَش مناسب و لتسأله بانزعاج و قد طار النوم من عينيها
ليه يا حسام هو ايه اللى حصل
شيرى اتقتلت يا هدى الجيران بلغوا الامن ان باب شقتها مفتوح و لما قلقوا و خبطوا على الباب محدش رد عليهم فافتكروا انها محاوله سرقه الشقه و بلغوا حارس الامن و دخلوا هما و هو لقيوها ميته و مرميه على الارض و مضروبه بسكينه اكثر من طعنه طبعا بلغوا البوليس و النيابه و التحقيقات مستمره لتصرخ الاخرى بصدمه و هى تقول بدون وعى
ايه انت بتقول ايه يا حسام طيب ازاى و مين اللى عمل كده و امتى و ثم قطعت أسئلتها و هى تفكر بحال صديقتها و انهيارها و دموعها منذ الامس و حالها الذى لم تعتدها فيه ثم هزت راسها فى استنكار و هى تحدث نفسها و تقول
لا مَش ممكن تكون هى و بعدين هو انتى متعرفيش سما يا هدى سما مَش ممكن اصلا تعمل كده بس الثانيه مجرمه و ممكن تكون ...
لا يا هدى انتى احيد اتجننتى او هاتجننى سترك يا رب
هدى انتى بتكلمى نفسك هو فيه ايه انتوا كلكم جرالكم ايه بالضبط لتتجاهل سؤاله و تساله
طيب انت انت عرفت اى اخبار ثانيه من هنا و لا هنا
لِسَّه مفيش عندى اى خير و فيه تعتيم كامل على الموضوع يا هدى و بعدين اللى يهمنى دلوقت مَش القضيه اللى يهمنى انا حابب اعرف سما فين و مَش بترد على التليفونات ليه
هى كانت تعبانه شويه امبارح و اكيد نايمه عموما انا مسافه السكه و جايه يا حسام
طيب هاستناكى يا هدى
ارتدت ملابسها على عجل ثم نزلت لتطرق الباب ليفتح لها مازن بعد فتره و هو ينظر لها بدهشه
اسفه يا ما ن اذا كنت أزعجتك بدرى كده
_ لا ابدا يا طنط و لا يهمك
- انا مضطره انى انزل دلوقت و الولاد فوق نايميين ممكن اول ما تصحى لارا تطلع لهم او تنزلهم يكونوا معاكم
- طبعا يا طنط بس
- بس ايه
- هو فيه حاجه يا طنط مهو مَش ممكن تخرجى بدرى كده من غير سبب اخذت تفكر هل تخبره ام و لكنه سيعرف على كل حال لتقول - شيرى اتقتلت فى بيتها امبارح و محدش عارف مين اللى عمل كده و الدنيا كلها مقلوبه لتتجلى ملامح الصدمه على وجهه
- انتى بتقولى ايه يا طنط طيب ازاى
- انا معر فش اى تفاصيل لحد الوقت يا مازن بس اوعدك اول ما أوصل لحاجه هابلغك تركته ليدخل و يجد حمزه يفتح باب غرفته و قد استيقظ من النوم
- هو فيه حد كان هنا يا مازن
- ايوه طنط هدى كانت هنا لينظر الى الساعه و يقول
- دلوقت و بدرى كده طيب ليه ليخبره بما حدث و ما أخبرته به هدى للتو
انت بتقول ايه يا مازن
بقول اللى حصل
تفتكر مين اللى عمل كده لينظر له بخوف و قلق
اكيد حد كان عايز ينتقم منها يا حمزه دى كانت كتله شر و لها أعداء كثير ممكن يكون حد منهم حب انه يتخلص منها
تفتكر حد يكون له علاقه بالقضيه تقصد ايه يا حمزه
انا مقصدش حاجه بس ربنا يستر