الفصل العاشر

4.2K 99 10
                                    

- صباح الخير هى  ماما فين ؟
-  مَش عارفه يمكن لِسَّه نايمه
- غريبه دى عمرها  ما عملتها 
- يمكن تعبانه و بعدين النهارده اجازه و هى عارفه ده و اكيد امبارح نامت متأخر
- ايوه بس احنا كمان  صحينا متاخر و هى عمرها  ما عملتها  و انا جعت
- طيب نعمل ايه ؟
- تيجى نبص عليها
- لا مايصحش نعمل كده
- طيب تعالى ندخل المطبخ نشوف حاجه  نأكلها ليسمعوا صوت مالك يبكى بينما تخرج نور من حجرتها و تفرك عينيها  و تسال ببراءه
- هى ماما فين
؟- اكيد لسه نايمهلتطرق هى  الباب و تدخل فى سرعه و هى تقول
- ماما انتى لِسَّه نايمه مالك فالق نفسه من العياط اكيد جعان  لتقوم من مكانها و هى تحاول ان تُمسح دموعها فلا تراها ابنتها
- طيب يا حبيبتى  معلش انا اسفه روحى انتى اغسلى وشك و غيرى هدومك و انا هاخرج وراكى على طول هما أخواتك صحيوا
-  ايوه يا ماما حمزه ولارا بره من الصبح
- طيب انا جايه وراكى علطول و هاحضر لكم الفطار حالا لتخرج ابنتها بينما تدخل هى الى الحمام الملحق بالغرفه لتغرق وجهها بالماء البارد علها تفيق ثم تتجه فى اليه الى الباب لتقوم بأعباء البيت و الاطفال كالعاده
- يلا يا اولاد الفطار جاهز  افطروا و بعدين نشوف ورانا ايه كانت تطعم مالك  و هى تبتسم له فى حزن و شرود  بينما كان حمزه  و لارا ينظر كل منهما الى الاخر فى تساؤل بينما كان مازن ينظر الى طبقه فى صمت دون ان يهتم  بما يدور حوله كالعاده و ان لم يخفى عليه ملامح الحزن و القلق الباديه على ملامحها و ان تظاهر بالعكس . حضرت المربيه بعد قليل لتاخذ منها مالك فتعد هى لنفسها كوبا كبيرا من القهوه  و تجلس وحدها فى الشرفه صامته  تفكر ليتجه اليها حمزه ببطء 
- مالك يا ماما  لتبتسم  فى وجهه محاوله ان تخفى ما بها من الم و احزان
-  لا ولاحاجه يا حبيبى انا بس تعبانه شويه النهارده
- ما انتى كُنتُى كويسه امبارح ايه اللى حصل
  - فعلا بس يمكن معدتش باستحمل الخروج و السهر يمكن من التعب
- طيب لوًتعبانه استريحى النهارده و انا ....لتقاطعه و هى تسال باهتمام
- هو انت مَش عندك جلسه علاج طبيعى النهارده يا حمزه بعد ساعه
؟  - ما انا بقول لحضرتك استريحى انتى النهارده و مكن اننا ناجلها و ...- لا يا حبيبى انا كويسه و بعدين مينفعش اننا نهمل فى صحتك  او ناجل  الدكتور قال لينا ان مهم جداً اننا نتابع الجلسات بانتظام
- طيب انا ممكن اكلم بابا و هو يتصرف و
- لا يا حمزه قالتها بحزم متكلمش حد يا حبيبى و بعدين  انا موجوده و كويسه الحمد لله مفيش فيا حاجه انا هاشرب القهوه بتاعتى و اخد شاور و هابقى جاهزه فى الميعاد متقلقش انت نفسك بيا روح انت البس و جهز نفسك - طيب يا ماما اللى تشوفيه خرج و قد ارتسمت على ملامحه علامات التفكير و الحيره انها تخبره انها بخير و لكن ملامحها و احمرار عينيها يؤكد العكس انه لن يعد طفلاً و يفهم فى تلك الامور
- رايح فين يا حمزه؟
- هاغير هدومى عشان ميعاد  الجلسه - طيب ماما مالها سالتها ....سالته لارا بفضول - بتقول ا نها تعبانه و عندها شويه صداع  من السهر امبارح
- طيب و مقلتش لبابا ليه و هو يتصرف انتى عارفه ماما مَش بتشتكى او بتقول حاجه  ابداً انا حتى عرضت عليها اننا ناجل الجلسه او نكلم بابا و هو يتصرف او يروح معايا بدالها  بس رفضت و قالت انها هاتكون مستعده فى الميعاد  انا هاروح البس بقى  عشان متاخرش نظرت هى الى مازن الذى كان يتابع الحديث و فى عينيه نظره انكار و سخريهانت ايه رايك يا مازن فى الكلام  ده
- وًاحنا مالنا - يعنى ايه مَش فاهمه ؟
- اقصد انتى تاعبه نفسك ليه تعبانه متخانقه مع بابا مخنوقه احنا مالنا ايه اللى هنستفاده لما نعرف نظرت له لارا بدهشه و هى لا تفهمه او تفهم منطقه اللامبالى
- انت بتقول ايه يا مازن مَش دا بيتنا و دى ماما سما اللى ربتنا و اى حاجه تخصها تخصنا و بعدين احنا عايشين معاهم هنا و فى نفس البيت  يبقى لازم نعرف و نفهم فيه ايه بالضبط  - و لما تفهمى هاتعملى ايه يعنى
؟- مَش فاهمه
- اقصد افرض انك عرفتى انهم اتخانقوا هاتعملى ايه ؟
- و هما فعلا اتخانقوا يا مازن طيب انت عرفت منين و ليه ليبتسم ابتسامه كلها مكر و هو ينظر باتجاه غرفه حمزه ليتأكد من عدم ظهوره
- بصى انا هاقولك بس اوعدينى متجبيش سيره لحد و خصوصا حمزه
- طيب ليه ؟
- خلاص يا لارا انا مَش هاتكلم اصلا انتى عيله و مَش هاتسكتى و حرام الكلام  معاكى اصلاً
- طيب قول و انا مَش هاتكلم بس فهمنى ايه اللى حصل لينظر الى الغرف المغلقه ثم يقول بغموض
- استنى بقى لما هما يخرجوا و انتى هاتسمعى و تعرفى لوحدك
- ازاى مَش فاهمه ....مضى بعض الوقت ليخلو البيت من اغلب اصحابه و تظل نور مع مالك و المربيه بينما أشار  مازن الى لا ا لتتبعه الى غرفته ليدخل و يغلق الباب خلفه فى حذّر
- ايه يا مازن هو فيه حد فى البيت اصلا عشان تقفل الباب
- الحيطان لها ودان
- و لو انى مَش فاهمه انت بتعمل كده ليه انًما مَش مهم طيب اتكلم بقى استنى بس ليخرج هاتفه و يطلب رقما مسجلا باسم احد اصحابه  و هو يقول هو فين الرقم اه كانت لارا تنظر الى الشاشه فى دهشه و فضول فمن الذى سيطلبه مازن الان لتسأله فى غضب و توتر و هو ده وقته تكلم حد من أصحابك يعنى جبتنى  و قفلت الباب و بعدين هاترغى فى التليفون مع أصحابك انا ماشيه
- استنى هنا كان  يقولها فى حسم و يستمع الى محدثه فى الطرف الاخر يرد عليه - ايوه ياماما ايوه يا حبيبتى ازى صحتك دلوقت ايوه هى هنا جنبى خدى كلميها
- خرجت لارا من الغرفه بعد عده دقائق و ملامح الدهشه ترتسم على وجهها مما سمعته للتو ليتبعها هو
- عشان كده مكنتش عايزنى اقول لحد بقى بتكلم ماما المده دى كلها و مسجلها  باسم صاحبك كمان و كلنا منعرفش
- طيب و فيها ايه و بعدين انا خايف لتحصل مشاكل يا لارا لو عرفوا اننا بنكلمها و انتى عارفه
- و التليفون انت عارف ان بابا قافل عليه
- و ايه يعنى ما انا عارف مكان المفتاح  و بعدين ماما هى اللى  طلبت ده و انتى عارفه هى تعبانه و  مَش ناقصه مشاكل معاهم عموماً انتى حره لو عرفوا اننا بنكلمها او بنزورها هتبقى مصيبه لها و لنا احنا كمان
- طيب ليه لى امنا و من حقنا اننا ليقاطعها قائلا
- احنا هنا ملناش راى و لا اى حقوق
- طيب  و حمزه مَش هانقوله ما هو ابنها هو كمان
- مَش دلوقت لما نحس   انه مستعد نبقى نتكلم معاه بس هو لِسَه متاثر بسما - تقصد ماما سما ليقول بغضب
- لارا متقوليش الكلمه دى ثانى احنا ملناش الا ام واحده بس و محتاجه لنا سما مرات ابوكى مَش امك
- لا يا مازن حرام عليك  انت كده ظالم هى عمرها ما قسيت علينا او زعلتنل  بالعكس
- اه ده كان زمان قبل ما يكون عندها اولاد بس بعد كده خلاص دى حتى بقت بتخاف مننا و مَش بتسمح لنا نقرب منهم
-  لا طبعاً انت بتقول ايه يا مازن 
- بقول الحق و اللى  مَش عايزه انك تشوفيه انتى مَش فاكره لما طلبت منها مالك يقعد معايا و مع اصحابى  و هى رفضت
- ايوه بس هى خايفه عليه عشان صغير و صحابك ممكن يأذوه او يتعاملوا  معاه غلط  لكن دا مَش معناه انها مَش بتثق فيك او فيا- مهما قلتى مَش هاقتنع  غير انها مَش عايزانا و مَش بتثق فينا
- حرام طيب ما هى مع حمزه علطول و بتهتم بيه و بتروح معاه و تسيب ولادها دا حتى بابا مَش بيعمل معاه كده و علطول مشغول
- ما هو دا اللى هى  بتعمله عشان  تحاول تكسب تعاطفنا و رضانا اذا لقينا اخونا كده
-  مَش عارفه يا مازن انا اتلخبطت و مَش عارفه افكر
- و انتى تفكرى ليه و فى ايه انا كل اللى باقوله ليكى لو حابه انك تشوفى ماما ثانى او تسمعى صوتها يا ريت نسكت و منقولش حاجه لحد
- حاضر  يا مازن المهم اكون معاها و جنبها انا مصدقت انها رجعت  لينا ثانى  و بقت امى فى حياتى واذا كان على انى اسكت هاسكت و مَش هاتكلم خالص
-  برافو عليكى  شطوره و بتسمعى الكلام يلا بقى اخرجى اطمنى على أخواتك  و اقعدى معاهم شويه عشان هما قربوا يرجعوا طيب حاضر انا هاروح اشوف لارا لتخرج و يبتسم هو راضيا  بما فعله و حديثه معها ايوه انا هايدى اسمعى انتى فين ؟ .....-
- طيب انا عارفه انك مشغوله دلوقت بس احنا لازم نتقابل و فى اقرب فرصه  لاننا لازم نتفاهم  ......-
- ايوه فيه تطورات جديده حصلت النهارده و لازم نتكلم و نشوف هانعمل ايه بعد كده
- طيب النهارده فى نفس المكان الساعه ٧ كويس .......
- ماشى هاستناكى لتغلق الخط و هى تبتسم فى مكر و يدور فى راسها ما سمعته من ابنها منذ قليل
- ايوه يا ماما ازيك يا حبيبتى
- مازن وحشتنى اوى كده تغيب عنى المده دى كلها  و مسمعش صوتك
- غصب عنى ما انتى عارفه و موصيانى و مَش باتكلم الا لما اطمن ان مفيش حد هنا زى ما قولتى
- طيب و انت ازيك و ازى اختك
- لارا اه  جنبى هنا و هاتكلمك 
- كويس بس انتوا لوحدكم هى مرات ابوك مَش موجوده
- لا خرجت  مع حمزه عشان ميعاد الجلسه
- طيب الأخبار عندك ايه
؟- سما  مَش طبيعيه  النهارده خالص وواضح ان فيه مشكله كبيره بينها و بين بابا و خلاف جامد لتسأله و هى تحاول ان تدارى لهفتها و فضولها
- و عرفت ازاى يا حبيبى ؟- انا سمعتهم الصبح يا ماما هما كانوا بيتخانقوا الصبح و كان صوتهم عالى بس انا مفهمتش اوى كل اللى عرفته انها متضايقه من واحده بتشتغل  معاه و عايزه انه يستغنى عنها  لكن بابا كان مَش راضى و بيقول انها بتكبر الامور و فضلوا بعدها يتكلموا كثير اوى
- ها و عرفت اتفقوا على ايه ؟-
- بصراحه لا انا مَش بأعرف اتصنت كويس و بعدت اول ما حسّيت انهم هايخرجوا من الاوضه و خصوصا بابا انا مَش  عايز اي. مشكله تحصل بسببًى - طيب متعرفش اى حاجه ثانيه
- لا بس كل اللى فهمته ان بابا كان غضبان و اتعصب جامد و سابها و مشى.  هى فضلت منهاره و بتعيط و قاعده فى أوضتها
-طيب عرفت منين يا مازن ؟
- من عنيها اللى كانوا بلون الدم مهما حاولت تدارى و مَش انا بس  اللى لاحظت ده حمزه و لارا كمان -
- و محدش سالها هى مالها ؟- طبعا حصل  و قالت انها تعبانه - طيب و ايه ثانى ؟
- بس يا ماما هو ده اللى حصل
- طيب كويس اوى  كده اسمع بقى يا مازن لتضخ السم فى عروقه باسم الأمومه و الحب و ما حدث بحقها من ظلم .... دخلت الى المنزل مرهقه متعبه هى و حمزه  لتجد كل منهم فى غرفته بعالمه الخاص لتدخل الى اولادها و تمارس حياتها بلا روح شغلت نفسها بكل ما يمكن ان تفعله و خلقت العديد من المهام و الواجبات التى لم يكن من اللازم ادائها حتى ان الاولاد لاحظوا مدى تغيرها و انتباهها الكامل لكل التفاصيل مما عدوه تدخلا لم يتقبلوه و عده مازن بالذات تعدى على حريته   خصوصا بعد انشغالها عنهم فى الفتره الاخيره بينما هى كانت تحاول ان تشغل نفسها عن التفكير فيما تواجهه و تهرب من واقعها  بالانشغال الدائم حتى لا تجد لحظه واحده للتفكير فى مشكلتها  التى اصبحت تواجهها  هل تحول قلب ادهم عنها هل هناك اخرى بدات تشغل حيزا من حياته و  تفكيره ... الم تعد هى وحدها مَش تشغل عقله و قلبه اسئله حائره لم تجد  لها اجابه كلما خلت لحظات الى نفسها لتتساقط دموعها فى صمت و الشك يحرق قلبها و يدمر روحها ببطء قاتل لم تكن  تحدثه بعد تلك الليله و كانت تتعمد النوم قبل حضوره او تتظاهر به انقطعت لغه الحوار فيما بينهما و كانها تخشى مما سينطق به لسانه او سيحكم به قلبه و لكنها تمسكت بالصبر حتى تمر  العاصفه و هل مرت ؟- سما سما ممكن تقومًى انا عارف انك صاحيه و لسه منمتيش ممكن نتكلم شويه- قامت فى بطء و هى تنظر اليه فى ترقب دون كلام  و ان كانت عينيها تنطق بألف عتاب  و حديث - ممكن اعرف فيه ايه انتى مالك  اليومين دول متغيره معايا عمرك ما كُنتُى بتنامى قبل ما اجى و كُنتُى بتستنينى  مهما أتأخر و تطمنى عليا و تكلمينى  ممكن افهم فيه ايه انتى اتغيرتى اوى يا سما و  قلبك الطيب ده بقى بيقسى عليا  نظرت له بحيره لا تعلم بما تجيب فاى كلمه ستقولها تعلم انها قد تجرحها  هى قبله ليجلس الى جوارها و يسألها  برقه
   - طيب مَش هاتردى عليا   او تكلمينى نظرت له وعيونها  تلمع بألمها و شكها طوال الايام الماضيه و كل دمعه خنجر يخترق الصمت لتبوح بما تشعر به دون كلام
- طيب  يا سما انا مَش عايز اعرف حاجه و لا اسمع منك انا عارف كل اللى انتى بتخبيه  عينيكى دايما حبيبتى و بتقولى على كل حاجه لتجد صوتها و هى تعاند قلبها الذى يأمرها ان تستجيب لكلماته و لمساته و تقول - و طالما انت عارف يا ادهم و بتحبنى زى ما  بتقول ليه بتعذب قلبى و تحيره ليه بتخلينى أعيش فى الحيره دى انت عارف ده ممكن يعمل فيا ايه ؟ليجيب فى بساطه-  انتى اللى محيره  نفسك و بتبالغى فى حاجات بسيطه و بتخلقى منها قصص ملهاش وجود بس عذرك الوحيد عندى انك بتحبينى و الغيره باينه فى عنيكى لتجيب فى عناد
- ادهم انا مَش باغير و حتى لو كنت فده من حقى انت حبيب عمرى و حياتى كلها و صعب اوى احس ان فيه حد ثانى بيحاول يدخل حياتك و يشغل و لو حيز صغير من تفكيرك غيرى لو بتحبنى و حاسس بيا زى ما  بتقول و احنا واحد يبقى لازم تعرف أللى انا كنت حاسه بيه و انا باشوف و باسمع و بعدين انت فين انت بعيد عنى من  فتره و انا... ليضع أصابعه  على فمها ليمنعها من الاسترسال فى  الكلام
- احنا هانضيع الليله الحلوه دى فى العتاب و الكلام  سما انتى وحشتينى اوى نظرت له بصدمه و هى تتراجع فى خجل
  - ادهم مَش وقته و بعدين انا باتكلم جد  انت كل يوم بحال ايه اللى غيرك كده و مره واحده ليضمها الى صدره و يقول فى رقه
- اللى غيرنى انى بحبك و مَش باقدر ازعلك ابدا او اشوفك زعلانه لتحاول الابتعاد و قد فقدت اتزانها مما يقول او يفعل و قد كانت  فى شوق الى مثل هذا الحديث و تلك الضمه
- ادهم انت عارف كويس انى بحبك و انى ضعيفه قدامك و الضعف ده هو اللى مَش بيخلينى  باقدر ابعد او اقسى بس ليقاطعها
- بس ايه طيب ما  انا كمان زيك بدليل انى مقدرتش  اشوفك متضايقه  او زعلانه او بتبعدى عنى
- طيب و هو انا بعدت من غير سبب انا
- خلاص يا سما انسى كل  حاجه و فكرى انكً معايا  و بين أيديا دلوقت و انا يا ستى مستعد اعمل اللى انتى عايزاه مهما كان لا انا عملت خلاص لتنظر له فى حيره  و ارتباك و تسأله
- تقصد ايه مَش فاهمه؟
- مَش انتى كُنتُى  متضايقه من جراه شيرى الزايده و اهتمامها  ثم يغمز فى خبث  و يقول بيا مَش هاقول بتغيرى لحسن تزعلى
- و هو كان اهتمام و بس يا ادهم دا
- خلاص يا سما انا وكلت الدكتور وجدى انه يساعدها و يهتم بالرساله بتاعتها وًكمان هى مبقتش المساعده بتاعتى انا عملت قسم جديد فى المستشفى  و كلفتها تكون مسئوله فيه و دا هيشغلها الفتره اللى جايه  كلها ها استريحتى يا ستى هو انا اقدر على زعلك ابدا يا حبيبتى نظرت له فى دهشه  غير مستوعبه لحديثه اى ما يقوله لها لتسأله كطفل  صغير  يعده والده بالحلوى
- ادهم انت بتتكلم جد يعنى اللى قلته ده حصل فعلا دا انت من يومين قلت ليا انى بابالغ و انك مَش هاتسمحلى انى ليقاطعها قائلا
- انا عارف كل اللى قلته كله يا سما و مَش محتاج  اسمعه ثانى بس  لما قعدت مع نفسى و فكرت لقيت ان الموضوع مَش مستحق اننا نزعل من بعض عشانه و انك تستحقى انى أتنازل و لو مره عشانك حتى لو كنت مَش مقتنع بده كفايه انى احس انك بتحبينى اوى كده لم تنطق و هى تنظر له غير مصدقه لما يقول لتحتضنه فى صمت و دموعها تغرق خديها و قد شعر قلبها بالراحه و نفسها بالسكينه ليقول لها بصوت منخفض
- انا عارف انى احيانا  بكون صعب و برمى  الحمل كله عليكى  بس فى الاخر انا و انتى واحد  يا سما مَش كده  انا هاحاول  الفتره الجايه انى اهتم بيكى و بالولاد اكثر من كده و أخفف من الشغل شويه بس اذا قصرت اوعى تزعلى منى او تخاصمينى و الا اقولك ازعلى براحتك و انا هاصالحك  زى زمان فاكره يا سما لتبتسم و قد لمعت عينيها بذكرياتها الحلوه معه  ليقضيا الليل كله  فى حديث للعشاق لا ينقطع حتى مطلع  الفجر . فتحت عينيها فى الصباح التالى و كانها  بدنيا غير  الدنيا انها تحلم بل تطير من السعاده لتنظر الى النائم بجوارها مغلقاً عيناه و هى تبتسم فها هى الدنيا تبتسم لها و هى هى تفتح عينيها لتجده الى جوارها  منذ زمن طويل يسقيها الحب الذى حرمت منه لفتره طويله ولكن لما تشعر بتلك النزغه فى قلبها اتخشى على سعادتها تلك ان تضيع او تختفى  لتقوم من مكانها فى نشاط و هى تبتسم و تحدث نفسها-  
- ايه يا سما الظاهر فعلا انك بقيتى نكديه و شكاكه خايفه تفرحى يوم افرحى و عيشى مع حبيبك  انتى تستحقى الفرح ده وربنا العالم .
كانت فى المطبخ تعد الافطار لتجده يحتوي خصرها فى تملك و يقبلها يدها  هامسا فى اذنيها - صباح الخير يا حبيبتى لتحاول التملص منه و هى تردد بخجل 
- ادهم وبعدين معاك انت ايه اللى جرالك و بعدين حد من الولاد ممكن يصحى و يشوفنا
- طيب و ايه يعنى انتى لِسَّه بتكسفى منى بعد السنين دى كلها يا  سما دا انا جوزك و حبيبك
- ايوه طبعا بس - مفيش بس و بعدين انتى بتعملى ايه
- باحضر لنا الفطار - بعدين هو انتى لازم تتعبى نفسك  دايما كده
- تعبكم راحه و بعدين انا مبسوطه النهارده و حابه ان كلنا نفطر مع بعض ليغمز لها فى مكر
-  طيب مبسوطه ليه احب اعرف
- ادهم و بعدين معاك ليضحك و هو يقول
- خلاص خلاص دا انتى خدودك بتحمر  علطول من اى كلمه الواحد ميعرفش يقول لك اى حاجه  مضى اليوم كالحلم يتبعه عده ايام اخرى و قد ظنت هى ان سفينه حياتها قد هدئت و استقرت  و لكنه كان الهدوء الذى يسبق العاصفه
- ايوه يا مازن ازيك يا حبيبى
- الحمد لله يا ماما ازيك انتى و ازى صحتك روحتى للدكتور و عملتى التحاليل زىً ما طلب منك
- لِسَّه بعدين يا حبيبى هابقى اروح
  -طيب ليه انتى بتعملى فى صحتك و  انا خايف عليكى
- متخافش يا حبيبى انا كويسه و  بعدين انت عارف ان التحاليل دى بتتكلف كثير و انا لتصمت
- معلش يا حبيبتى اوعدك انى هاحاول  اوفر لك مبلغ عشان لتقاطعه فى خبث
- لا يا مازن متشغلش انت بالك يا حبيبى انا بأشتغل وعمليا فلوس بس لازم أعيش على ادى يعنى
  - ايوه يا ماما بس
- سيبك منى المهم الاخيار عندك ايه
- ولا حاجه البيت عندنا هادى والظاهر انهم اتصالحوا مع بعض و بابا بقى بيقعد معانا اليومين دول و متفرغ لنا خروج و فسح و عشان كده  مكنتش قادر انى اتكلم معاكى لتصمت ولا تجيب و هى تستمع لحديثه و تفكر
- ماما انتى لِسَّه معايا
- ايوه يا حبيبى بس بأفكر
- فى ايه
- ها ولا حاجه مازن بس انا قلقانه شويه
- من ايه يا ماما مَش فاهم
- عليك انت يا حبيبى
- انا من ايه
- منها من سما
- مَش فاهم يا ماما طيب و هى هاتعمل ايه يعنى معايا بالعكس دى بتتعامل معانا كويس اوى اليومين دول
- دا تمثيل  بس عشان خاطر ابوك  موجود يا مازن بس هى هاتستغل اى فرصه و تخلى ابوك يغضب عليك و هانشوف
- طيب ليه ؟
- انتم كُنتُم الوسيله اللى  هى خطفت أبوكم بيها منى و هى كانت مبتخلفش  اولاد و قدام أبوكم كُنتُم انتم اولادها و انا كنت صغيره و مَش فاهمه الدنيا و سمحت لها انها تستغلنى و تبعدنى عنكم و عنه لكن الوقت الوضع اختلف
-فى ايه مَش فاهم يا ماما ؟
- سما خلفت و بدل الولد جابت اثنين و دلوقت انتم معدش لكم لازمه فى حياتها بالعكس
- يعنى ايه
؟- يعنى هى هاتحاول انها تستولى  عن أبوكم لنفسها و لأولادها و تبعدكم عنه واحده بواحده - لا يا ماما معتقدش  سما مَش من النوع ده
- تفتكر  بس انت اللى قلبك طيب و مَش بتاخد بالك طيب هى بتسمح لك تقرب من ابنها او تكون معاه مَش هى اللى اشتكت لباباك  من خروجك و دخولك مَش هى اللى بلغته بنزول مستواك فى المدرسه  و عملت لك مشكله - لا يا ماما الرسائل وصلت ليابا من المدرسه على الموبايل و هو اللى سال - و تفتكر مين اللى بلغ المدرسه بالرقم ما هى اللى بتابع علطول اشمعنى المره دى بالذات بس هاقول ايه ما انت لازم تدافع عنها مَش عايش معاها و جنبها بس انا امك و انت  عندى اغلى من حياتى  كلها ولازم أنبهك للى بيدور حواليك لانى باخاف عليك اكثر من نفسى ليصمت و كلامها يدور فى عقله و يشغل حيزا من تفكيره
- انت سكت ليه يا مازن زعلت من كلامى هو انا غلطانه يا بنى بس غلطتى انى بحبكم و مَش هاقدر أسكت و لا اقول وانا مالى  خد بالك منها و من تصرفاتها يا حبيبى و متتغرش بالابتسامة و الطيبه اللى هى بتتظاهر بيها هى اخدت جوزى و عمرى و حياتى بالاسلوب ده و مَش هتستريح الا لما تعمل فيكم تفس اللى عملته فيا بالضبط
- طيب ليه يا ماما مَش فاهم تعمل كده ليه
؟- لانكم ولادى انا و لانكم حته منى و لانها طول عمرها بتغير منى و تكرهنى يا مازن و عايزه تدمر حياتى هى نجحت انها تاخد منى جوزى و تكون مع ولادى لكن مَش هاسمح لها انها تضركم  ابدا كانت تقولها و صوتها باكى و دموع التماسيح تظهر فى صوتها ليصدق المراهق الصغير كل ما تقول و يقتنع به  و كيف لا يفعل فهى فى النهايه امه   ليسكن الحقد قلبه  الغض الذى لم يعرف الا الحب و الحيره
- طيب يا ماما اعمل انا ايه انصحينى
- انا هاقولك يا حبيبى لتضخ السم فى عقله و قلبه لتدمر حياه تلك الغافله التى لم تعرف من الدنيا سوى الحب و التضحيه . لتغلق معه الخط بعد ان حصلت منه على ما تريد لتطلب رقما اخر و تستمع الى محدثتها
- الو ازيك انتى فين بقالك فتره مَش بتكلمينى و لا بتسالى عنى و لا خلاص معدش ليا لزوم دلوقت
.......
- طيب انا عايزه اقابلك النهارده ضرورى. عشان نتكلم
.........
- نفس الميعاد و المكان
.............
ماشى هاستناكى

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن