الفصل الثلاثون
- حمد الله على السلامه
اتسعت ابتسامتها و هى تنظر اليه بود و تجيب
حازم مَش معقول انت عرفت موعد وصولنا منين و كمان ازاى دخلت لحد هنا كانت تساله و هو يتناول منها جوازات السفر الخاصه بهم غافله عن النظرات التى تتبعها بصدمه وغضب من بعيد ليجيبها فى هدوء و بابتسامه واسعه
عرفت يا ستى من هدى لما بعتى لها ميل بميعاد الوصول و جيت هنا ازاى انتى ناسيه انى دى جزء من شغلتى كديبلوماسى ثم يلتفت الى حمزه الجالس على المقعد المتحرك و يقول
و بعدين هو انا مَش وعدت حمزه انى هاكون مستنيه هنا فى المطار و استقبله اول ما يوصل و اخلص له اجراءات الدخول بنفسى و انتى عارفه انا عمرى ما خلفت وعد و الحمد لله حمد الله على السلامه يا بطل و ان شاء الله كلها كام يوم واخدك النادى نتسابق سوا على التراك و الا ايه لينظر له حمزه فى امتنان و يجيب
شكرًا يا عمو انا مبسوط اوى انى لقيتك هنا و كنت فعلا اتمنى انى اشوفك شكرًا على كل حاجه
ازاى يعنى انت مَش عارف ماما دى عزيزه عليا اد ايه و انت كمان يا حمزه من ساعه ما قابلتك و انت معزتك من معزتها دا غير انك كمان دخلت قلبى و من اوسع أبوابه لتضحك فى براءه و تهم ان تجيب عليه لولا ان وجدت عينان تنظران لها بغضب و تكاد ان تشتعل
اهلًا يا استاذ حازم نطقها ادهم فى برود ليمد حازم يده فى ود و يقول اهلًا يا دكتور ازى حضرتك انا اسف معرفش انك هنا
امال هاكون فين يعنى طبيعى انى ارجع مع مراتى و ابنى و خصوصا انه محتاجنى فى الفتره دى نظرت له فى غضب من أسلوبه البارد و تعليقه على الصله بينهما فلم يعد هذا لقبها او حياتها و لكنها تمالكت نفسها فهم فى مكان عام و معها الاولاد و لا يصح ان تتجادل معه الان لتصمت و ان ظهر على وجهها الغضب و الامتعاض بينما اجاب حازم فى هدوء
ربنا يخليك له بس سما كانت قالت ليا ان حضرتك مشغول و عندك ارتباطات كثير اوى سواء هنا او فى لندن و مكنتش متوقع بصراحهً انك ترجع معاهم استفزه رده كثيرا ليجيب فى سرعه
مفيش اى حاجه ممكن تشغلنى عن ابنى و بيتى يا استاذ حازم نظرت له فى صدمه من حديثه ثم ظهرت ملامح السخريه على ملامحها و ان لم تتكلم او تتجادل معه بينما تجاهل هو ذلك و اكمل باستفزاز اكبر
بس الحقيقه انا مكنتش متوقع وجودك هنا و انك تهتم و تستقبلنا بنفسك علم الاخر انه يستفزه و لكنه اجاب بهدوء و اعصاب قويه بارده اكتسبها من خبرته
لا ازاى يا دكتور انت متعرفش معزه الدكتوره سما فى قلوبنا كلنا احنا نخدمها بعنينا هى و كل اللى يخصها مهما كان دا كنت لِسَّه حتى باقول الكلام ده لحمزه قبل ما حضرتك تظهر و الا ايه يا بطل؟
فعلا يا اونكل نطقها حمزه بحسن نيه و كانه يؤمن على كلامه و هم ادهم ان يرد بأسلوب اكثر استفزازاً لولا ان تقدمت هى لتقول
حازم هو احنا هنفضل واقفين كده مَش هانخلص اجراءات الدخول و الا ايه ؟
فعلا عندك حق انا اسف حمزه لازم يرجع البيت و يستريح
انا مَش تعبان و نفسى انى اقعد معاك اوى و نتكلم لينظر له ادهم فى غضب و لكنه لم يستطع الكلام
انا هاروح اختم الجوازات و انتى اتفضلى معايا انا عملت ترتيباتى و هاتدخلى من صاله كبار الزوار
مكنش فيه داعى لكل ده يا حازم
انا معملتش حاجه على فكره يا دكتوره يمكن استخدمت علاقاتى شويه بس انتى طلعتى حاجه ثانيه خالص لتنظر له فى دهشه و تقول
مَش فاهمه تقصد ايه ؟
دا انتى اتضح انك مشهوره جدا و عندك متابعين و معجبين كثير جدا هنا انا مكنتش أتخيل ان الدكتوره سما الخجوله تبقى كده دا انا اًول ما عرفتهم اسمك و انتى مين كل حاجه أتنظمت و خلصت و فيه اللى طلب يسلم عليكى او يتصور معاكى او ياخد منك توقيع لتضحك هى فى مرح
ياه كل ده يا حازم واضح فعلا انى انا مشهوره و انا مَش عارفه تصور كانا يسيران و هى تحتضن طفلها و تمسك بيد طفلتها بينما كان ادهم يسير خلفهما يدفع كرسى حمزه و هو يحاول ان يتابع حديثهما و يكاد ان ينفجر بينما سارت شيرى وحيده فى الخلف تتابع هذا المشهد و كلها حقد و غيظ مما يحدث وصلوا الى الباب ليلتفت حازم الى الدكتور ادهم و يقول
ممكن جواز سفرك يا دكتور عشان اخلص الاجراءات بس معلش هتنتظر حضرتك هنا شويه لانى مكنتش اعرف ان حضرتك هتوصل معاهم و معملتش ترتيباتى بس هاحاول ليجيبه ادهم فى غيظ
لا معلش شكرًا انا هاعرف اخلص إجراءاتى لوحدى و من غير مساعده من حد
طيب اللى حضرتك تشوفه نطقها حازم فى بساطه و هو يمسك بالمقعد الجالس عليه حمزه منه
بتعمل ايه ؟
بساعد حمزه لاننا هاندخل من هنا و طالما حضرتك مَش هاتدخل معانا يبقى احنا هانشرب حاجه و نستريح فى الكافتيريا لحد ما حضرتك و المدام تخلصوا اجراءات الدخول عن اذنك لياخذ حمزه و يتركه و تتبعه سما فى صمت و هى تلقى بنظره على ذلك الذى يحترق غيظاً و غضباً من خلفهم لتدخل و تصل شيرى فى تلك اللحظه
- ادهم انا زعلانه منك انت سبتنى و مشيت و لا كانى مراتك
- ها لا ابدا يا شيرى معلش انا اسف بس انتى عارفه و مقدره كان لازم انى أوصل حمزه الاول و اتطمن عليه لتنظر له للحظه ثم تبتسم بخبث و تقول بلهجه ساخره
من اللى انا شايفاه يا حبيبى حمزه حبايبه كثير اوى و مَش محتاج حد يوصله و لا يهتم بيه اللى بيساعدوه. كثير اوى ليلتفت لها و هو يسألها فى غضب نمت عنه ملامحه ونبرات صوته
شيرى تقصدى ايه بالضبط مَش فاهم و ضحى كلامك انا مش ناقص لترد فى براءه مفتعله
انا مقصدش حاجه يا حبيبى اقصد كل خير انت عارف انى ماليش غير فى الخير بس نا انت شايف بعنيك و سامع بودانك يعنى مَش محتاج كلامى فى حاجه ليرد فى ثوره
طيب يبلا بينا نخلص اجراءات الدخول و نجيب الشنط
يلا يا حبيبى ما هو احنا مَش هنلاقى حد يستقبلنا و يساعدنا زى غيرنا و الا ايه
شيرى و بعدين معاكى انا مَش ناقص
طيب و هو انا قلت حاجه .....
- حازم هى فين هدى مجتش ليه دى حتى مَش عوايدها ابدا انا كنت فكراها مستنيانى هنا سالته سما فى اهتمام و هى تنظر له فى تساؤل لم يعلم بما يجيبها فهو لا يريد ان يكون رسول الأنباء السيئه و صديقتها لم تشأ ان تخبرها بما حدث رغم انها قد هاتفتها اكثر من مره وتحدثت معها بل و اعطته موعد الوصول و طلبت منه ان يكون مكانها لانها لا تستطيع ليرد فى ارتباك
اصل لتنتبه له سما و تسالهً بجديه و قد احس قلبها بالخطر
حازم هو فيه ايه هدى مالها ؟
ارجوكى متقلقيش اوى كده بصى هو فى الحقيقه هدى عندها ظروف طارئه و عشان كده مقدرتش تيجى و طلبت منى اكون مكانها لتنظر له فى دهشه ووهم تساله
ظروف ايه انا مَش فاهمه حاجه و بعدين انا مكلماها امبارح مقلتش ليا ليه بس كان صوتها متغير انا حسّيت بده بس مرضتش انى اضغط عليها و قلت انه من الإرهاق و التعب لانى ضغطت عليها اوى فى الفتره اللى فاتت و الشغل كله كان عليها فتره غيابى حازم ارجوك فيه ايه؟
اصل ابنها فى المستشفى نطقها بسرعه قبل ان يفكر او يتردد مره فى أخبارها لتنظر له بصدمه و خوف ثم تساله
ايه اللى حصل ليتنهد و هو يقص عليها كل ما حدث منذ لقاءهما الاول معاً و بالتفصيل
بس اطمنى هو الحمد لله دلوقت الدكتور طمنا حالته مستقره و بدا ياكل و يتكلم دا حتى أتنقل غرفه عاديه و مامته معاه وجنبه و مَش بتسيبه لحظه واحده و الدكتور قال هايكتب له على خروج بعد يوم او اثنين بالكثير
الحمد لله هدى غلبانه و مَش هاتستحمل صدمه ثانيه زى دى أوقفته تلك الكلمه فلم يعلم ما معناها ليسألها بفضول
تقصدى ايه يا سما مَش فاهم
ولا حاجه اقصد جوزها و اللى حصل
تعرفى انا كمان سالت نفسى لو منفصلين حتى ليه مجاش الوقت. ده كله يسال على ابنه و يطمن عليه لتنظر له سما فى غير استيعاب لما يقول ثم تجيب
اه فعلا عندك حق ما انت متعرفش هدى الا من فتره قليله و اكيد متعرفش ظروفها كويس هدى ارمله فقدت جوزها فى حادثه كبيره من فتره و كانت هاتفقد فيها حياتها و ولادها كمان بس الحمد لله ربنا كريم لطف بيها ولادها الحمد للهكتار اصابتهم بسيطه لكن هى كانت حالتها اصعب شويه و قعدت شهور تتعالج من مضاعفات و كسور احنا تعبنا اوى على ما قدرنا اننا نخرجها شويه من اللى كانت فيه و على فكره انا محكتش ليك الا عشان شفت شهامتك معاها من اللى حكيته
- انا مقصدتش اقول حاجه انتى اللى سالتينى عن التفاصيل و بعدين انتى عارفه دا واجب يا سما هى ساعدتنىً من غير ما تعرفنى كُنتُى عايزانى أسيبها لوحدها فى الموقف ده
- انا عارفاك كويس يا حازم و مَش من دلوقت و كمان انا محبتش انك تظلم جوزها او تجيب سيرته قدامها لانه هيبقى صعب عليها وممكن متتقبلش ده منك
- الله يرحمه انا اسف مقصدتش
- خلاص يا حازم حصل خير و انت اصلا مكنتش تعرف انا هاوصل حمزه البيت و بعدين نروح نشوفها و نطمن عليها
- طيب ما تروحى و تستريحى شويه و بعدين روحى بعد الظهر
- لا يا حازم مَش هاقدر دى صاحبه عمرى و زى اختى و ابنها زى ولادى و مَش هاستريح الا لما اطمن بنفسى
- طيب اللى تحبيه عموما انا تحت امرك كان ادهم قد خرج من الدائره الجمركية هو و زوجته ليحملوا حقائبهم و يخرجوا جميعاً ليضع حازم الحقائب الخاصه بها و بحمزه فى سيارته
- هو حضرتك هاتيجى معانا ساله ادهم فى حده
- امال مين هيوصل حمزه و سما البيت مَش معقول هاسيبهم ياخدوا تاكسى يعنى لتبتسم شيرى فى سخريه و هى تتابع الحديث من بعيد
- هو انت جبت عربيه يا حازم الف مبروك
- الحقيقه لِسَّه انا بس اجرت واحده من يومين عشان اقدر اتحرك فى البلد بسهوله
- طيب مَش يلا بينا سما نطقها ادهم بعصبيه ثم اكمل موجها الحديث لها سما انا أفضل ان حمزه ييجى معايا بدل ما يرجع الشقه لوحده دلوقت
- لا مَش هايحصل إجابته فى هدوء اولا حمزه مَش هايقبل ده ثانيا انت اكيد عندك شغل و مَش هاتقدر انك تاخد بالك منه
-،يعنى انتى اللى فاضيه ما انتى اكيد هاترجعى لحياتك و شغلك.
على الاقل عندى مربيه و أخواته كمان هيكونوا موجودين معاه انا هاخده على الفيلا عندى
- ايوه بس لتنظر له فى استفهام
- انا كده مَش هاقدر أتابعه او اطمن عليه
- ليه تقدر تيجى الفيلا فى اى وقت يا دكتور اهلًا و سهلا دول برضه اولادك عن اذنك لان ورايا حاجات كثير مهمه لازم اعملها لينظر لها فى غيظ و هى تتركه كان حازم قد انتهى من مساعده حمزه لتركب السياره و تنطلق بهم بينما يتابعهم هو بعينيه ....
- مَش بلا بقى يا حبيبى و لا هانفضل واقفين هنا فى الشارع كثير نطقتها شيرى فى غيظ و هى تتابعه بعينيها و تحترق من الغيره و الغيظ
- ها فعلا يلا بينا ....
- احنا هانروح على فين يا ماما دا مَش طريق البيت سالها حمزه لتجيبه
- لا يا حبيبى احنا هانروح الفيلا دلوقت
- الفيلا طيب ليه هو انا مَش هاروح على البيت لتجيبها
- لا يا حمزه مَش هاينفع
- طيب ليه و مازن ولارا زمانهم مستنيين ارجع دلوقت انا بعت لهم رساله بميعاد الوصول و ممكن يقلقوا عليا
- لارا مَش فى البيت اصلا فى بيت طنط هدى بقالها يومين تقريبا و هاعدى عليها أجيبها النهارده من هناك
- ليه امال فين مازن لتنظر له فى تردد لاحظه هو فى عينيها ثم أجابت
- مازن مع واحد صاحبه عنده مشكله صحيه بقاله يومين و هو اتصل بيا و استأذن انه يفضّل معاه و انا كلمت هدى وقتها و طلبت منها انها تاخد لارا عندها عشان متقعدش لوحدها
- مين هوصاحبه ده انا اعرف كل صحابه و بعدين يسيب اخته لوحدها و يروح لصاحبه
- معلش يا حمزه اصل صاحبه تعبان جدا على ما فهمت منه و حالته متاخره و بعدين لارا مكنتش لوحدها كانت مع هدى و لولا مشكله ابنها و اللى عرفتها من حازم كنت رجعتك هناك مع اختك و تحت إشرافها
- ليه ايه اللى حصل لتتنهد و هى تقص عليه كل ما اخبرها به حازم ومنذ قليل
- يعنى طنط هدى فى المستشفى دلوقت
- ايوه و انا هوصلك انت و الولاد و اروح اطمن عليهم و اجيب لارا
- طيب انا عايز اروح معاكى و لتقاطعه
- بلاش دلوقت يا حمزه انت لازم تستريح تعليمات الدكتور واضحه و احنا ماصدقنا و مش عايزين مشاكل كفايه تعب السفر ممكن تكلمها فى التليفون او اقولك انا لما أوصل هناك المستشفى هاخليك تكلمها و تتطمن عليهمً
- ايوه بس
- حمزه عشان خاطرى انا تعبانه و مَش مستحمله نقاش و ورايا اكثر من حاجه افكر فيها و مَش ناقصه انك تتعب او انى اقلق عليك
خلاص يا ماما اللى تشوفيه .....
احتضنتها فى شوق و كل منها تنظر الى الاخرى احدهما فى حب و الاخرى فى عتاب
- حمد الله على السلامه وحشتينى اوى لتسالها فى عتاب
- كده يا هدى كل ده يحصل و متقوليش ليا حاجه و لا تخلينى اقف جانبك او اطمن عليكى دا انا اول ما عرفت من حازم كنت هاتجنن
- ودا بالذات السبب اللى خلانى مقولش اى حاجه ليكى لما اتكلمتى رغم انى كنت باموت من القلق و الخوف بس انتى مَش ناقصه و كُنتُى هاتعملى ايه هاتسيبىًحمزه و ترجعى يعنى و لا هاتفضلى قلقانه مَش كفايه اللى كُنتُى فيه و اللى مستنيكى كمان هاشيلك همى
- كده برضه يا هدى و هو الاخوات موجودين ليه
ايوه يا سما بس انا اكثر واحده عارفه و مقدره اللى انتى فيه وًمعاكى من البدايه و هو مَش شويه
طيب يا ستى ماشى عموما الحمد لله حصل خير لتتجه الى الطفل الذى ابتسم لها ورأسه مغطاه بالضمادات
- حبيب سما عامل ايه دلوقت بص كل اللعب دى عشانك انت تلعب بيها لوحدك و تسلى وقتك ها ايه رايك يا بطل ليتناول منها الكيس و هو يحتضنها بقوه و تقبله هى بحب
دا احنا زى الفل اه الحمد لله لرشدها الفتاه من ثوبها و هى تقول بغيظ
و انا يا طتط سما نسيتينى لتقبلها و هى تعطيها كيس اخر و تقول
معقول يعنى انسى حبيبتى ثم ترفعها و تقبلها
يا خواتى انا مَش قادره على السكر دا كله طمأنت هدى تتابعها لتقول
- مكنش فيه لازمه لكل الحاجات دى يا سما تعبتى و كلفتى نفسك كثير و بعدين هو انتى كان عندك وقت لكل ده لتنظر لها الأخرى فى عتاب دون كلام ثم تقول
- مالكيش انتى دعوه بينا يا ست هدى دول ولادى و انا اولى بيهم متدخليش بينا لو سمحت كان كل منهم قد بدا فى استخراج محتويات الحقيبه و بدا باللعب لتتناول هى يدها و تنظر اليها فى حب
- عامله ايه يا هدى دلوقت انا مَش متخيله اللى كُنتُى فيه انا عارفه انك بتبانى قويه بس انا عارفاكى اكثر من نفسك و اللى حصل ده مكنش سهل ابدا انا عارفه كويس لا انا متاكده
- اه يا سما و الله كنت هاموت و مَش عارفه الساعات و الايام دى عدت عليا ازاى ربنا وحده اعلم و لولا الاستاذ حازم كان معايا فى كل لحظه مكنتش عارفه هاعمل ايه
لتبتسم سما و هى تقلدها فيما كانت تفعل من قبل
- قولتيلى بقى حازم ها و انتى ايه رايك فيه ؟
- انسان طيب و شهم انا مكنتش متخيله ان لِسَّه فيه ناس جدعان زيه كده فى الزمن ده غمرتهم فى البدايه كنت باتعامل معاه بعصبيه و توتر من الضغط اللى عليا بس هو سكت و استحمل عصبيتى للاخر و قدر الظرف اللى كنت فيه
- دا واضح اننا معجبين بيه اوى نطقتها سما فى مشاكسه لها لتعقد الاخرى حاجبيها و تقول
- معجبه بتصرفه و اخلاقه مَش اكثر و لا تقصدى ايه
لا و انا اقدر
اه باحسب و الا تستلقى وعدك منى و انتى عارفه لتضحك الاخرى فى براءه و تقول
- الحمد لله انا اتطمنت عليكى دلوقت يا دودو....
- ادخلى يا لارا دخلت و هى تحمل حقيبتها لتنادى سما على المربيه و تقول
طلعى شنطه لارا الاوضه فوق لو سمحت ثم تنظر الى تلك الواقفه تنظر الى ما حولها فى انبهار
ايه يا حبيبتى مالك واقفه كده ليه ؟
لا ولا حاجه يا ماما بس انا مكنتش متخيله ان الفيلا حلوه اوى كده لتبتسم الالوان هاديه والديكورات تجنن لتحتضنها الاخرى فى حب و تقول
حلوه لوجودك فيها و انك اخيرا نورتيها يا حبيبتى لتبتسم لها فى حب بينما سمعت صوته يناديها
- لارا لتنظر اليه و تجده واقفاً امام احدى الحجرات مبتسما
لتجرى اليه و تحتضنه
حمزه حبيبى وحشتنى اوى الف مبروك انا مبسوطه اوى انى اخيرا شفتك واقف على رجليك و هاتبقى زينا
- دا انا ان شاء الله شويه كده بس و هاجرى وراكى و اجيبك من شعرك كمان وحشتينى اوى ياه مشوار طويل اوى بس الحمد لله
- حمد الله على السلامه يا حبيبى لتلتفت لها
- انا فرحانه اوى يا ماما اخيراً ربنا جمعنا ثانى مع بعض و كل حاجه بقت كويسه و بتتحسن مَش ناقصنا الا مازن و تكمل فرحتنا
- صحيح يا ماما انا مفهمتش حاجه من اللى قولتيلها فى العربيه من شويه بس انا مرضتش اتكلم قدام عمو حازم هو فين مازن لم ترد ليسال لارا
- هو قالك هو فين و مع مين يا لارا لتهز راسها فى نفى
- لا كل اللى قاله ان انا لازم اطلع عند طنط هدى و اصر على كده و قال انه هاييجى و يفهمنى كل حاجه و من ساعتها تليفونه مقفول وًمش عارفه أكلمه و سبت له اكثر من رساله و مردش عليا
لينظر كلاهما فى قلق الى سما التى ابتسمت و هى تحاول ان تغير موضوع الحديث
- طيب ممكن تطلعى دلوقت تشوفى اوضتك يا لارا و شوفى اذا كانت ناقصه اى حاجه و انت يا حمزه دا ميعاد الدوا ليعترض الاثنان
ايوه بس لتقاطعهم
احنا نتغدى و نستريح شويه من تعب السفر و بعدين أوعدكم هانقعد و نتكلم زى ما انتم عايزين ماشى لان انا كمان تعبانه واليوم كان طويل و مرهق استريح بس ساعه و أشوف أخواتكم و بعدين يحلها الحلال نظر كل منهم الى الاخر و قد هما ان يعترضا و لكنهم اشفقا على وجهها المرهق من التعب
طيب يا ماما خلاص اللى تشوفيه لتصعد لارا الى الاعلى و يدخل هو الى حجرته لتتنهد هى و هى تتابعهم فى صمت و تفكر كيف سيمكنها مواجهه الايام القادمه .... مضت عده ساعات ليحل المساء على ابطالنا ليسال حمزه لارا فى قلق
- هى ماما لِسَّه منزلتش من أوضتها يا لارا معقول تكون ليه نايمه لحد دلوقت
- الحقيقه مَش عارفه يا حمزه
- طيب ما تتطلعى تشوفيها اذا كانت صحيت ولا لا
- لا انا اتكسف افرض انها تعبانه او عايزه ترتاح شويه اخبط عليها و أزعجها ليه حرام
- مَش عارف بس انا مَش مرتاح
- لإيه يا حمزه مَش فاهمه
- لموضوع مازن ده انا حاسس ان ماما مخبيه حاجه علينا و مَش عارفه تقولها لنا ازاى
- الله انت هاتقلقنى ليه يا حمزه انا ما صدقت انى اكون مبسوطه شويه يعنى هيكون مازن فين
- مَش عارف بس انتى مصدقه حكايه صاحبه دى
- الصراحه لا و مَش داخله دماغى بس هو كويس و كلمنى بنفسه و اطمنت عليه و الحمد لله و كمان لو كان فيه حاجه اعتقد ان ماما كانت بلغت بابا بالموضوع صحيح هما مَش على وفاق دلوقت بس انت عارف انها بتحترم الحاجات دى جدا
- بس بابا ميعرفش حاجه و لا ان مازن مَش فى البيت اصلا
- انا عارفه ده كويس يا حمزه بابا ماتكلمش معانا من ساعه ما ساب البيت تقريبا الا كام مره يتعدوا على الصوابع و من باب تأديه الواجب بس دا طنط هدى بتهتم بينا و تسال علينا اكثر منه
- و يمكن ده اللى مطمنى شويه لان لو فيه حاجه كانت ماما سما بلغته مَش كده
- ايوه طبعا مهما كان انت عارفها كويس و عارف هى بتحب تتصرف ازاى
- طيب فيه ايه ليه مَش عايزه تقول لنا هو فين و مع مين و بيعمل ايه
- بقولك ايه انا اول ما تنزل هاتكلم معاها و اسالها و هى مَش من طبيعتها انها تخبى علينا
- طيب و انا معاك
- ايوه يا مازن ازيك يا حبيبى وحشتنى
- ماما و انتى كنان وحشتينى اوى انا ليصمت و لا يجيب
- مالك يا حبيبى انت كويس؟
- انا تعبان اوى يا ماما ومش عارف اعمل ايه
- مازن صوتك مَش عاجبنى احكيلى فيه ايه
- انتى هاترجعى امتى ؟
- انا فى مصر وصلت النهارده الصبح انا و حمزه ليجيب فى فرحه - بجد انا مبسوط اوى انك وصلتى بالسلامه و انك هنا معايا
- انا معاك علطول يا مازن و جنبك مهما كان و انت عارف ده كويس طمنى الاخبار عندك ايه ليصمت و لا يجيب
- اخواتك بيسالوا عليك و مَش عارفه أقولهم ايه و مَش قادره افكر ايه هايكون رد فعلهم لما يعرفوا و خصوصا لارا
- طيب مينفعش ناجل الموضوع ده شويه يا ماما
- ازاى يا مازن دا حمزه من ساعه ما جه و هو بيسأل عنك و حابب انه يعرف انت فين و مع مين و اختك طبعا كمان انا بأحاول انى أغير الموضوع بس انا متاكده انهم هيسالًنى اول ما انزل و انا مَش هاقدر أخبى عليهم اكثر من كده مهما كان دول ولادها ومن حقهم انهم يعرفوا الحقيقه و يقفوا جنبها فى الظروف دون مَش هايسامحًونى لو خبيت عليهم اكثر من كده هابقى اختلفت فى ايه
- انا لو كنت اقدر اجى و اطمنهم كنت عملت كده بس مَش هاينفع أسيبها و النهارده بالذات ليسود الصمت قليلا ثم تسالهً فى شفقه
- طيب هى عامله ايه ليجيب بصوت بائس
- النهارده كانت اول جلسه علاج كيماوي و مَش هاقولك يا ماما قعدت تعيط و تصرخ و تقول ان نار بتمشى فى جسمها و انها مَش قادره تستحمل احنا كملناها بالعافيه دا غير الأعراض الجانبيه بعد الجلسه الصداع و قىء مستمر و مغص
- كفايه يا مازن و انت استحملت كل ده لوحدك يا حبيبى و الله يا بنى لو كنت اقدر كنت ابقى جنبك بس الموضوع ممكن يتفهم غلط منها هى بالذات و انا مَش حابه انى اضايقها و خصوصا و هى فى الظروف دى
- انا فاهم يا ماما و مقدر ده كويس
- طيب و هى كويسه دلوقت
- ابدا على حالها زى ما هى دا غير عدم الأكل و الاكتئاب والمشكلة انها عايزه ترجع البيت و تقعد فى أوضتها و هى مَش قادره انها تقف على رجلها اصلا و انا مَش قادر عليها بس بأحاول على اد ما اقدر
- طيب انت شايف ايه يا حبيبى يعنى انا اقدر اساعدك ازاى
- محدش يقدر يساعدنا الا ربنا المهم اخواتى خلى بالك منهم يا ماما و حاولى انك تخففى عنهم على اد ما تقدرى
- ربنا معانا يا حبيبى ثم صمتت وهى ترغب ان تسالهً عن اخر ما و لكنها ترددت ليسألها
- انا حاسس انك حابه تسالينى عن حاجه يا ماما و مَش عارفه ازاى
- الصراحه انا كنت حابه اعرف اذا كان ممكن ابلغ والدك باللى بيحصل دلوقت مهما كان دا دكتور و هايقدر انه يتصرف معاها احسن منك فى الظروف دى و خصوصا انك مَش قادر عليها و هو عنده الخبره الكافيه و مهما كان دا كان جوزها و ابو ولادها و اللى اعرفه ان فيه جواه انسان مهما كان ليرد هو فى سرعه و عصبيه
- لا يا ماما ارجوكى بلاش بابا مش لا م يعرف اى حاجه دلوقت خالص و لا انى حتى مَش معاكم لتسأله فى دهشه
- طيب ليه و بعدين ممكن حمزه او لارا يعرفوه او يسألوه
- لا يا ماما نبهى عليهم ارجوكى بلاش و خصوصا دلوقت
- انا مَش فاهماك يا مازن طيب ليه لم يدرى بما يجيبها فهو لم يخبرها عن علاقه شيرى و هايدى و المؤامرات التى كانت بينهم و التى كان لها اكبر الأثر فى دمار حياتها كما ان أباه لا يعرف و لا يريد له ان يفعل الان هو او زوجته
- ماما عشان خاطرى ماتخلنيش اندم انى قلت لك انا تعبان و مَش مستحمل حاجه ارجوكى بلاش بابا و خصوصا دلوقت و بعدين انتى ناسيه مراته و اسلوبها عشان خاطرى
- طيب خلاص يا حبيبى اللى تشوفه انا مَش ممكن اضايقك و لا اخون ثقتك فيا اللى تشوفه ووقت ما تحس انك عايز تبلغ بابا خلاص اعمل اللى انت شايفه صح
- طيب متهيأ لى انها بتنادى انا هاروح اطمن عليها دلوقت اشوف وشك على خير و هاكلمك ثانى اشوف عملتى ايه مع حمزه و لارا
طيب يا حبيبى بس خلى الخط الثانى مفتوح عشان اقدر انى اكلمك و أتواصل معاك
- حاضر يا ماما اغلقت الخط و هى تتنهد و تفكر لماذا لم بخبره و لم بخاف من اخباره اكثر من إعلام اخوته كانت تشعر بالقلق فهى لم تتعود على الأسرار و لكنها وعدته ان تكون لجواره و تسانده حتى اخر لحظه
- ايوه انا امك يا ما زن و هأفضل معاك للاخر ربنا يحميك و يساعدك و يشفى لكً والدتك يا حبيبى لتتنهد و هى تفتح باب الغرفه و تنزل الى الأسفل
- انتى صحيتى يا ماما سالها حمزه و لارا ما ان ظهرت على السلم
- ايوه يا حبايبى انا اسفه انى طولت فى النوم شويه بس فعلا كنت مرهقه و تعبانه
- ولا يهمك نزلت لتجلس الى جوارهم و كان فى عينيهم الف سؤال و سؤال كانت تعلم و لكنها ارادت بعض الوقت لتستجمع شجاعتها و تخبرهم
- ماما انا كنت حابب انى اسالك لتقاطعه عارفه انت هاتسال عن ايه يا حمزه و انا وعدتكم انى هاجاوب على كل أسئلتكم دى بس
- بس ايه
- لا ولا حاجه انا عايزه اقول ان ... ليقاطعها جرس الباب لتذهب الخادمه و تعود لتعلمها ان الدكتور ادهم بالباب و يستأذن بالدخول
طيب خليه يتفضل ثم التفت لهم
حمزه لارا عشان خاطرى اناًمش حابه ان بابا يعرف موضوع مازن دلوقت خالص
طيب ليه يا ماما احنا مَش فاهمين حاجه ؟
مَش وقته دلوقت أوعدكم اننا هانقعد مع بعض و اشرح لكم كل حاجه بس اما نبقى لوحدنا لكن دلوقت مَش هاينفع صمت الاثنان وقد ظهر القلق على ملامحهم و هى ينظرون اليها لتكمل
على فكره دى مَش رغبتى انا دى رغبه مازن لتسألها لارا في دهشه
و هو حضرتك كلمتيه امتى
من شويه و هو اللى طلب ده منى
طيب ازاى و تليفونه مقفول علطول أنا حاولت اكثر من مره لترد سما برجاء
لارا عشان خاطرى مَش وقته لينظر لها حمزه نظره طويله ثم يقول
خلاص يا لارا كفايه كدا الوقت و لينا كلام مع بعض بعدين ليدخل ادهم فى تلك اللحظه ليراهم جالسين
مساء الخير
مساء النور يا بابا ردت لارا فى وجوم
ايه هو انا جيت فى وقت غير مناسب بس انا حبيت انى اطمن على فكره انا حاولت انى اتصل بالتليفون بس هو علطول مشغول
لتجيبه سما
- فعلا كان عندى شويه مكالمات مهمه عموما اهلًا و سهلا
لينظر فيما حوله فهى اول مره ياتى فيها الى المكان
ازيك دلوقت يا حمزه
انا الحمد لله يا بابا و انتى يا لارا لتجيبه ببرود كويسه لم تجيبه بأكثر من ذلك ليشعر بالحرج و لا يجيب ليحل الصمت لتنادى سما الخادمه
هاتى قهوه للدكتور ادهم و اطلعى شوفى الولاد صحيوا و لا لِسَّه ليرن جرس الباب مره اخرى
عن اذنكم قامت سما من مكانها لتفتح الباب لتجد امامها باقه كبيره من الزهور البيضاء و هو واقف يبتسم لها
حمد الله على السلامه فوجئت للحظه ثم ابتسمت ورعى تتناول منه الباقهً فى هدوء
اله يسلمك يا عاصم بس ليه تعبت نفسك كده
انا حبيت انى اعتذر انى مكنتش فى استقبالك النهارده فى المطار بس انا عرفت متاخر لكن لما الفيلا و الدنيا كلها نورت عرفت انك رجعتى بالسلامه لتضحك فى براءه و تقول
انت بتبالغ اوى على فكره
صدقينى انا اكثر واحد عارف بحكم اننا جيران
عموما شكرًا يا حضره الأديب الفنان
العفو دا واجب
طيب اتفضل لتدخل و هو ورائها ليصدم الاخر عندما يراه و يرى الباقهً فى يدها
المهندس عاصم جارنا و صاحب المشروع ليمد يده فى برود و هو ينظر اليه بحده. ودا الدكتور ادهم
غنى عن التعريف طبعاً اهلًا يا دكتور ليتجاهله و هو يسألها
هو الورد ده لحمزه؟ ليرد الاخر بثبات
لا دا لمدام سما ثم يقول بحرج
انا معر فش انك هاترجع على هنا بالسلامه يا حمزه و الا كنت عملت حسابى
لا و لا يهمك يا عمو كفايه التعب اللى تعبته عشانى قبل كده ماما و طنط هدى قالولى على كل اللى حضرتك عملته قبل السفر
لا دا واجب و انا تحت امرك ربنا يتمم شفاك على خير يا حبيبى ليتدخل ادهم فى عصبيه
حمزه اعتقد ان كفايه كدا و تدخل تستريح و لا ايه
ايوه ما انا كنت ليقاطعه بحده
حمزه انا مَش هاعيد كلامى ثانى اتفضل كفايه كده
طيب يا بابا اللى تشوفه ليقوم و يدخل الى حجرته بينما شعر عاصم بالحرج ليحاول ألقيام من مكانه
طيب الظاهر انى جيت بوقت غير مناسب لتنظر الى ادهم ثم تقول بسخريه
انت بتقول ايه يا عاصم معقول انت تتفضل فى اى وقت كان يشعر انه بالفعل يكاد يحترق لا بل هو يحترق غيره و غضبا فعلا ليهم ان يحدثها و يوبخها على استقباله و لكنها تجاهلته ببرود متعمد لتقولو هى تقوم من مكانها
لارا خليكى هنا مع بابا اكيد هو حابب انه يتكلم معاكى و يطمن عليكى بعد المده دى كلها و اخواتك هينزلوا دلوقت اكيد صحيوا
حاضر يا ماما ثم تبتسم و هى تنظر الى عاصم و تقول برقه
عاصم ممكن تتفضل معايا على اوضه المكتب كنت حابه انى اتكلم معاك شويه
ليقوم من مكانه و قد شعر بالراحه فقد شعر بتوتر الجو و بالاختناق
تحت امرك هم ان يعترض لتنظر له بجديه و تقول بحزم
- زى ما قولت لك يا دكتور البيت بيتك و الولاد ولادك يعنى انت مَش غريب عن اذنك
لم يجد ما يقوله و قد انعقد لسانه عن الحديث و كانه فقد القدره على النطق شعر بالعجز و الغضب و هو يتابعها تتجه الى غرفه المكتب و يتبعها الاخر فى صمت بينما تمنى هو لو استطاع ان يحطم الان كل ما حوله و لكن هل يستطيع ......