الفصل الثامن عشر

4.4K 147 35
                                    

الفصل الثامن عشر
- ايوه يا حمزه ازيك يا حبيبى وحشتنى اوى عامل ايه و ازى صحتك  انا متابعه مع الدكتور و بيقول انك قربت تخلص الجلسات بتاعتك الحمد لله وًمش فاضل كثير و بعدها اخر  خطوه و نرتاح
- ان شاء الله يا ماما انا املى فى ربنا كبير
وحشتنى اوى يا حبيبى و اخواتك كمان  نور دايما  بتسأل عليك و نفسها تشوفك ليرد بصوت حزين
و انا كمان با ماما وحشتونى اوى  و وحشتنى ايام زمان لما كنّا سوا  و نفسى ترجع ثانى مَش انا بس انا و اللى معايا هنا لتصمت و هى تسأله
- تقصد مين يا حمزه مَش فاهمه انت معاك حد  لياخذ منه مازن ولارا السماعه
- يقصدنا احنا يا ماما لتصمت و لا تجيب و قد عقدت الدهشه  لسانها
- احنا عارفين  انك متفاجاه و خصوصا اننا كلمناكى من يومين و كان كل شىء عادى بس خلاص احنا رجعنا لبيتنا و مَش هانخرج من هنا ثانى  ابدا  هل تسعدها هذه الكلمات ام تشقيها  فكم تمنت ان تسمعها منهم منذ شهور و بكت و تألمت و تعذبت فلما اتت متاخره بعد فوات الاوان  بعد ان ان ابتعدت عنهم و ابتعدوا عنها و ماذا بيدها ان  تفعل  الان
- ماما انتى ايه معانا و الا ايه
ايوه يا حبيبى بس انا فعلاً  اتفاجات
بس ليه يا مازن رجعتوا  دلوقت و فجاه كده مَش فاهمه هو خصل حاجه انا مَش بادخل بس و الله عايزه اطمن عليكم مَش اكثر
ليصمت ثم يجيب
ظل  اختلفنا معاها يا ماما و مقدرناش نستحمل اكثر من كده احنا اصلا كنّا مختلفين من البدايه بس مقدرناش نتراجع كنّا خايفين لاننا منا غلطانين  بس لحد امبارح كفايه لم تجبه الا بالصمت
- انتى متضايقه من كلامى يا ماما مَش انتى اللى قلتى لينا ان بيتنا ده مستنينا فى اى وقت نحب نرجع فيه
- كنت متاكده متاكده من ده يا مازن و عارفه انه مهما مروقاً او عدت شهور هاترجعوا
- و رجعنا يا ماما بس ملقناش الحضن اللى ليضمنا و لا امنا اللى بتخاف علينا و تحمينا رجعنا لحيطان  فاضيه مفيهاش الا ذكريات كادت ان تبكى و لكنها إجابته فى حزن
- لا يا حبيبى  مليانه بالحب حبكم لبعض و حبى ليكم يمكن احنا افترقنا و بعدنا عن بعض بس مهما كانت المسافه بينا هايفضل الحب يرجعنا و عمرى ما هاتخلى عنكم ابدا زى ما انتم عمركم  ما هاتنسونى و لا ايه  و كمان خدوا بالكم كريس اوى من نفسكم و من اختكم انا عارفه انى مربياكم كويس و انكم عاقلين بس برضه قلبى قلقان و خايف عليكم ربنا يحميكم و يحفظكم يا حبيبى
سمعت بكاء لارا و التى كانت تستمع الى الحديث فى صمت   لتشعر بقبضه بارده تعتصر قلبها فلا تستطيع الكلام فهى تشتاق اليهم و اكثر فهم ابناء قلبها مهما فعلوا  لكنها تماسكت لتقول
- مازن هارجع و اقولها لكن ثانى انتوا ولادى انا و انا أمكم و لو فى اى وقت كُنتُم محتاجين ليا او لوجودى جنبكم   عمرى ما هاتاخر ويمكن انا اقرب لكم مما تتصوروا يمكن ربنا يقرب البعيد يا حبيبى و لا ايه محدش عارف  بكره فيه ايه  و لا انا هاكون فين
فعلا يا ماما كلامك صح
خلاص يا حبيبى اسوف وشكم بخير و ان شاء الله ربنا يجمع بينا  كانت تحدثه و هى تضع حقائبها فى شنطه السياره لتتحرك الى الأسكندريه فقد اعد  لها حسام وزوجته  كل شىء و حجزت  فى فندق لعده ليال حتى تتم اجراءات شراء الفيلا و تأسيسها  كانت الان اكثر   تصميما على الصراع و المواجهه و خاصه بعد ان علمت بل و تاكدت انها كانت على حق نعم فالحب يبنى و لا يهدم و التضحيه لا تضيع ولا تنسى ربما مع البعض و لكنهم ورغم ما فعلوه لم يخذلوها او يخذلوا قلبها لقد عادوا بعد غياب ليبددوا الجفاف فى قلبها وروحها  لتعلم انها كانت على حق  و عليها الان ان تطالب به و تدافع عنه كما فعلت دوما
- ايوه يا حسام انا فى الطريق انا و هدى   ايوه ان شاء الله هاشوف وشك بخير
- بابا
- مساء الخير يا حبايبى نظروا له فى دهشه فقد كان  يقف على الباب و بيده عده حقائب ليضعها على الارض 
- مالكم واقفين بتبصوا ليا كده ليه ؟
- ابدا بس حضرتك مقلتش انك جاى و بعدين ايه الشنط دى كلها
ليغلق الباب ثم يجلس و هو ينظر لهم ثم يقول
- انا بعد  ما  اتكلمت معاكم و عرفت اللى حصل  قعدت و  فكرت كثير و اخيرا قررت ان انسب حل قدامى دلوقت انى ارجع  أعيش هنا معاكم من ثانى و مسيبكمش لوحدكم مَش هاينفع    لتبتسم بارا و هى  تندفع  الى احضانه و تقول
- صحيح يا بابا كنت عارفه انك مَش ممكن تقدر تسيبنا لوحدنا هنا و مَش هاتقدر  تبعد عنا ليحتضنها و هو يبتسم و يقول
طبعا يا حبيبتى انتوا عندى اهم من الدنيا دى كلها بينما لم يتكلم مازن و ظل حمزه ينظر اليه مفكرا ً فى صمت
- ايه يا ولاد مَش هاتقولى  حاجه او حتى   هاتشيلوا الشنط تدخلوها جوه
- احنا طبعا مبسوطين  انك هاتكون معانا هنا يا بابا مَش لارا بس كان هذا مازن يتحدث و هو يحمل الشنط من جوار الباب و يدخلها الى الغرفه
- طيب انا هادخل أغير هدومى  انا هاطلب اكل جاهز لينا النهارده و لما الامور تستقر هادور على شغاله كويسه تكون معانا هنا  تبجى و تساعدنا
- طيب يا بابا جلسوا مع بعضهم البعض و قد ظنوا ان الامر استقر و خاصه ان ابيهم يحبهم وقد فضلهم عنها ظلت لارا بين احضانه بينما جلس كل من حمزه و مازن يبتسم لتمضى بضعه دقائق ثم يلتفت لهم ادهم و يقول
- بالمناسبه انا كان عندى طلب عندكم و عشان خاطرى متقوليش لا  يا ولاد
- تحت امرك يا بابا
- شيرى هاتيجى بعد شويه من المستشفى هى فضلت انى اجى انا الاول  و أمهد ليكم الموضوع مع انى قلت لها ان مالوش لزمه و ان ولادى بيحبونى  و بيسمعوا كلامى بس  هى اصرت انا عايزها لما تيجى يا ولاد استقبلوها كويس و متخلوهاش تحس انها غريبه دا مهما كان بيتها هى كمان و الا ايه
- بيت مين نطقها مازن فى غضب و تحدى و هو يقوم من مكانه كان هذا اقصى ما  يمكن ان يتحمله ايعقل انه بطلب منه ان يستقبلها و يرحب بها تلك الافعى التى هدمت حياتهم نعم ربما كان بالاتفاق مع امه و بتخطيط منها و نعم ربما لا يعرف والده هذا و لا يستطيع ان يخبره فاى دليل لديه على كلامه سيظن انه كاى مراهق يحقد على زوجه ابيه و يضطهدها و يتهمها بما ليس فيها الم يفعل من قبل مع تلك البريئه التى عانت منه و من افعاله من قبل و لكن الامر الان يختلف  كل الاختلاف  ليرد ادهم عليه بغضب و نفاذ صبر
- مازن انا مَش عايز مشاكل فى البيت ده وكفايه اللى حصل قبل كده  انا مَش فاهم انت  ايه اللى جرالك دايما عصبىً و  مَش طايق حد و بعدين انا هنا صاحب البيت ده ومن حقى انى اقول مين يعيش هنا معايا فيه ولا ايه
- بس ده مَش بيتك ده بيتنا و بيت  ماما  سما  و اخواتى ازاى عايز واحده ثانبه تدخل و تعيش معانا فيه نطقها حمزه وهو  يقوم من مكانه بصعوبه و يواجه ابيه بكلامه فى هدوء  و تحدى لينظر له ادهم فى صدمه و هو يقول بعصبيه
- ايه سمعنى كده  ثانى يا حمزه انت بتقول ايه
- بقول الحقيقه يا بابا دا بيت امى و اخواتى و بيتى و مَش هاقبل ان واحده ثانيه تدخله و خصوصا اذا كانت اخدت مكان امى فى حياتك فمش هاسمح لها انها تدخل حياتنا احنا كمان  ليصرخ عليهم فى عصبيه و قد فقد صوابه من كلامهم
- انتوا اكيد اتجننتوا  او نسيتوا انتوا بتكلموا مين انا أبوكم مَش واحد  صاحبكم  و بعدين انا مَش بشاوركم  ولا باخد رايكم انا يبلغكم باللى هيحصل   انا خلاص فكرت و  قررت و مفيش اى كلام ثانى فى  الموضوع ده و اللى هيحاول يتكلم او يعمل مشاكل انا اللى هاتصرف معاه  لتسأله لارا فى تحدى و قد قررت مشاركه أخويها فى الرفض
- يعنى هاتعمل ايه يا بابا هاتضربنا   و لا هاتجبرنا اننا نستقبلها و نتكلم معاها بالعافيه  الست  دى انا مَش ممكن يكون ليا اى علاقه بيها و خصوصاً بعد اللى عرفته عنها  و اللى حصل
أفندم عرفتى ايه بقى يا لارا طيب ما تفهمينى اه ومن غير  ما افهم ما الاستاذ حمزه بيكلم سما و اكيد انتوا كمان كلمتوها و طبعا هى فهمتكم انها ست مَش كويسه و انها خطفتنى منها بس احب افهمكم ان انا حر و كبير كفايه اخدت قرارى و بارادتى و محدش بيقدر يسيطر او  يأثر عليا مهما كان لترد و الدموع فى عينيها
  حرام عليك يا بابا انت عارف  ورمتاكد ان ده كله ظلم ماما سما عمرها ما هاتقول عنك او عن اى حد كلمه وحشه وخصوصاً  لنا  ليكمل حمزه
دا انت اكثر واحد عارفها اكثر مننا و حتى انا لما كلمتها و كنت غضبان و كنت هاغلط فى مراتك زعلت منى و قالتلى انها اختيارك و بقت فى مقام امى و لازم انى اتكلم عنها كويس مهما كان
- امال جبتم الكلام ده منين و بتهاجموها ليه  مَش يمكن لما تشوفوهاًو تعرفوها تحبوها  و تقربوا منها
- لا يا بابا مَش هاينفع لاننا كل ما هاتشوفها هانفتكر انها كانت السبب فى هدم البيت ده و امنا افترقنا عن امنا و اخواتنا ماتجيش تقعد فى البيت ده بعد ما هدمته من فضلك خليها تشوف اى مكان ثانى 
- يا سلام دلوقت افتكرت انها امك و اخواتك و نسيت قوام اللى  قلته و عملته فيها
كنت غلطان  و غبى  لكن فقت  ندمت على كل حاجه وحشه قلتها او عملتها فيها  و لِسَّه بتندم لحد الوقت بس يا ترى يا بابا انت بعد كل اللى انت عملته مَش نادم او بتفكر فيها لا وًكمان عايز تجيب اللىً عملت كده و تقعدها مكانها و فى بيتها وبيت ولادها  و عايز انى اسكت  و اخد الموضوع عادى كده لا مَش  هايحصل
صفعه ضربت وجهه بقوه ليتراجع بينما خفض حمزه عينيه الى الارض فى الم و عجز و صرخت لارا فى صدمه و دموعها تنهمر بقوه
اذا كنت فاكر انك كبرت و تقدر انك تحاسبنى و تتكلم معايا بالشكل ده  تبقى غلطان الظاهر انى معرفتش  أربيك  ولازم انك تتربى و من اول و جديد يا مازن  و الكلام ده لكم كلكم و اما تشوف كلام مين  اللى هايمشى فى البيت ده اتفضلوا على اوضكم دلوقت ليخرج الجميع و يتركوه وحده
  حمد الله على السلامه
- الله يسلمك يا حسام
تعالى انتى و هدى بصى انا حجزت لكل واحده جناح  لترد هدى فى مرح جناح مره واحده ما كان كفايه أوضه يا عّم ومين  بقى اللى  هايدفع  كل ده انت عارف اننا على اد حالنا و بنقول ياه هادى ليضحك هو وزوجته على حديثها
  متخافيش انا يا ستى  عازمكم اليومين دول انا و  سلمى  المهم اطلعوا انتوا دلوقت وحطوا شنطك و استريحوا شويه و بعدين احنا عازمنكم على الغدا فى احلى حته  فيكى يا اسكندريه لتبتسم سما و ترد عليه بسخريه. انت  ناسى انى انا اسكندرانية يا حسام و بعدين العزومه دى واجب  عليا انا و لا ايه ليرد عليها بمرحً
- لا يا  ماما انتى بقالك كثير اوى بعيده عن الملاعب لا بتدخلى ولا بتخرجى يعنى متعرفيش حاجه هنا انا اللى هاتصرف و هاكون الدليل السياحى بتاعكم  اليومين دول لتنظر هى الى هدى و هى تضحك و تقول
- اه ربنا يستر
- قصدك ايه
- لا ولا حاجه و انا اقدر
- طيب يلا و متضيعيش الوقت انا هارجع لكم كمان ساعتين بالضبط الاقيكم مستعدين ماشى
- خلاص اتفقنا بس انا عايزه  اشوف الفيلا
- هاتشوفى كل حاجه قبل ما تمضى العقود اطمنى هى مَش  بعيد عن هنا فى منطقه  جديده و برضه قدام البحر انا عارف عشقك ليه لتبتسم له فى حزن  و قد عادت اليها الذكريات
هيه رحتى فين دا انتى محظوظه يا بنتى الفيلا بتاعتك اجمل من فيلتنا  بكثير و أدها مرتين كمان   لترد فى حرج
لو كانت عاجباك  يا حسام ممكن اخد انا بتاعتك مَش مشكله يعنى ليرد ضاحكا
لا يا ستى مَش  هاينفع تعرفى انا لما حجزت الفيلا دى ورغم ان صاحب المشروع صاحبى و من زمان  سالت على الفيلا بتاعتك دى بس هو قالى انه حاجزها ضمن كام واحده له شخصياً و لما رحت له من كام يوم كان كل الفيلات اتحجزت و مفيش ولا وحده موجوده سالنى انت عايزها لمين و سبحان الله اما قلتله طلع من اشد المعجبين بكتاباتك و قلمك و قال انه يشرفه انك تكونى جارته
لتنظر لها هدى ضاحكه
- ايوه يا ستى  اه و ليكى معجبين كبار و مهمين  اوى كده لتنظر لها غاضبه و تقول
- كده يا هدى حتى انتى كمان هاتتريقى   عليا 
- و انا اقدر يا جميل و الله باتكلم جد بس انتى اللى مَش  عارفه قيمه نفسك
- بقولكم ايه انتوا كده بتضيعوا  الوقت و هنلاقى نفسنا واقفين معملناش حاجه انا هامشى و انتوا اطلعوا بقى يلا سلام
ارتمت  هدى على الفراش فى تعب وهى تقول
ياه الواحد ما صدق انه يفرد ظهره دا  احنا صاحيين من  بدرى تصدقى انا باقول اروح اخد شور  و انام بلا خروج بلا غدا بس لولا العيال اكيد جعانين  لتضحك سما قى مرح
ايوه  طبعا ما هما اخدوا السكه كلها نوم  و دلوقت نزلوا يلعبوا مع المربيه و لا على بالهم
- طيب انا هاروح ارتاح ساعه كده و بعدين نطلعهم يغيروا هدومهم
لتتناول هى حقيبتها و هى تستعد للخروج
-  لا انا هاعتمد  على الله وعليكى يا هدى  فى الموضوع ده انا عندى مشوار  مهم و مَش هاقدر انى اجله لتنظر لها هدى فى دهشه
- مشوار ايه ده و بعدين انتى مَش هاترتاحى  و لا حتى تغيرى هدومك و حسام  اللى جاى  كمان شويه  ده
- معلش يا هدى عشان خاطرى انا  مَش هاقدر استنى او اصبر و بعدين لما أوجع ابقى أغير يا ستى انا مَش هاتاخر
- طيب هاتروحى بس فين فهمينى
- بعدين عشان متاخرش  اما أرجع  هاحكى لكً على كل  حاجه و بالتفصيل
- طيب يا سما اللى يريحك
دخلت الى البيت لتجده جالسا شارداً عن ما  حوله يفكر لتقترب منه  ببطء و تحتضنه فى ميوعه و هى تسالهً
- حبيبى مشغول فى ايه  لدرجه انه مخدش باله انى وصلت
- شيرى حمد الله على السلامه يا حبيبتى  جيتى امتى ؟
- لِسَّه دلوقت بصراحه مقدرتش  اصبر لحد الظهر و مكنتش مركزه فى الشغل  خالص  قلت اجى كنت هاتجنن و اشوف بيتنا ثم تدور برأسها فى المكان و تقول بس الشقه حلوه اوى واسعه يمكنً الديكور بتاعها قديم  شويه و لازم نغيره الصراحه مراتك كان ذوقها يعنى  مَش اد كده بس الشقه عموماً  مَش بطاله
- دا بيت امى الله يرحمها يا شيرى و سما   ماغيرتش فيه اى حاجه
اه عشان كده و انا بقول العفش قديم اوى  عموما احنا مَش مستعجلين هانبقى نغير كل حاجه هنا و على مهلنا واحده واحده ثمً تخلع حذائها و تلقيه باهمال و هى تهم بفتح ملابسها و هى تسالهً
- هو فين اوضه النوم يا ادهم؟
ليشير لها هناك ثم يلاحظ ما تفعل  بوسط المنزل و هى بان تكون اكثر حريه  ليقول بحرج
-  شيرى لاحظى اننا  هنا مَش لوحدنا معاكى  هنا ولدين وواحد منهم مراهق و كمان فى مرحله  حرجه  بعنى تاخدى بالك لترد عليه بغضب و غل لم تستطع ان تخفيه
- مَش فاهمه يعنى انت عايزنى اعمل ايه انا هنا فى بيتى و لازم اكون براحتىً و  اخد حريتى مع جوزى ولا ايه ليتراجع و هو يقولً
- انا مقولتش حاجه يا شيرى بس  قصدى لتقاطعه
- بقولك ايه انا تعبانه و عايزه اخد شور قبل ما نتغدى مَش طلبت اكل
طيب اتفضلى و الاكل زمانه جاى 
ليفتح باب الغرفه ويظهر الاولاد و هى ينظرون لها بغل دون كلام لتنظر لهم باستخفاف و تقول بتحدى 
- ايه مَش هاترحبوا بيا و تقولوا ليا  ازيك يا طنط  دا اناًكمان  بقيت  مرات أبوكم وزى أمكم
لا انتى مش كدهً و لا عمرك ما هاتكونى  نطقها مازن فى غضب  ليتكهرب الجو مره اخرى و ينظر له ادهم بغضب و ثوره فقد حذره و لكنه رغم ذلك كله و رغم ما   فعله معه منذ قليل  لم يتراجع لينضم له كل  من حمزه ولارا و هى يقفون بتحدى لتبتسم هى و تقول لا دا انتوا متفقين عليا بقى وانت  يا  ادهم ايه رايك فى كده
- انا مَش قدت لكم تتفضلوا على اوضكم و متخرجوش منها دلوقت خالص وانتى يا شيرى مَش  كُنتُى هاتروحى تاخدى حمام اتفضلى انتى ادخلى دلوقت و هانتكلم بعدين لتنظر لهم فىًتحدىًو استخفاف و تقول بسخريه
- طيب  و ليه يا حبيبى ما نتكلم دلوقت. انا اللى هاتكلم كمان. بصوا يا حلوين البيت ده بيت جوزى و انا مراته و الكل عارف   ده وًكويس اوى  و اللى حابب انه بقعد هنا لازم انه  يحترمنى  و يحترم  صاحب البيت ده و اللى مَش حابب يقول و انا  هاتصرف من دلوقت
و اذا كُنتُم فاكرين انكم تقدروا تضايقونى او تخلونى امشى فأحب اقول لكم ان الشقه اللى كنت فيها انا و أبوكم خلاص كانت متاجره قانون جديد  و احنا أخدنا العفش منها خلاص و سلمنا المفتاح لصاحب البيت يعنى ده بقى بيتى دلوقت و معدش لنا مكان ثانى نروحه و العفش هاييجى على هنا بعد يومين وهاغير  كل حاجه على ذوقى لان  ده بيتى بيتى انا و انا دلوقت حرم الدكتور  ادهم  و ده بيته هو و الا ايه ؟
/ ممكن افهم ايه اللى بيحصل هنا بالضبط نطقتها فى حزم و غضب ليلتفت كل  من كان  موجوداً اليها و قد صدم الجميع  لوجودها أمامهم و بتلك اللحظه بالذات ليبتسم البعض  و قد شعر بالسعاده لوجودها بينما شعر البعض الاخر بالغضب و الحقد و اخر بالدهشه  ليعم الصمت المكان كله و قد حانت  لحظه المواجهه. 
ظل الكل صامتا لا يتحرك بينما تحركت هى الى الداخل فى ثقه و هى تنظر اليه و اليها  بتحدى و استهزاء بينما نظر هو اليها مصدوماً من وجودها  و فى هذا التوقيت بالذات
  يعنى مجاوبتش يا دكتور  احب افهم ايه اللى بيحصل هنا فى بيتى  بالضبط.  لم يتحدث و كيف يجيبها و بما يرد عليها و كانها فقد القدره على التفكير و عجز عن الرد لتتقدم الاخرى فى وقاحه و هى تبعد أدهم عن طريقها و تجيب كلمينى انا  يا دكتوره  الظاهر انك متفقه معاهم و هما بيبلغوكى باللى بيحصل  اول باول ماشى  لكن مَش من حقك انك تيجى كده و من غير ميعاد  و بعدين السؤال ده يتسأل ليكى انتى مَش لينا احنا  دا بيت الدكتور ادهم و بعدين  هو مَش طلقك ايه اللى جابك هنا ثانى احب افهم لتبتسم لها فى استفزاز و تتقدم  بهدوء  و هى تتجاهلها تماما  و كانها غير موجوده او لم توجه  لها حديث لتنظر لهم فى حب  و شوق ليسرعوا اليها و يلتفوا حولها فى امتنان بينما ترتمى لارا بين أحضانها و هى تبكى و تقول
كنت عارفه انك هاتيجى  و انك مَش  ممكن هاتسيبينا او تتخلى عنا  مهما قلنا او عملنا كنت متاكده من ده    ابتسمت لها و هى تقبلها و تُمسح على شعرها فى حنو و هى تقول بحب
كفايه يا حبيبتى انتى عارفه انا بحبك اد ايه انتى بنتى انا يا لارا و مفيش ام بتتخلى عن ولادها مهما عملوا ولا ايه  لتنظر لها بفرح بينما  وقف حمزه و مازن بجوارها  و هم يبتسمون لتنظر لهمًالاخرى فى غيظ   و تفقد أعصابها لتتجه ناحيه لارا و هى تحاول جذبها و   ابعادها عنها 
انتى يا بنت كفايه كده و ادخلى جوه و انتى يا مدام اعتقد عيب اوى تدخلى بيوت الناس كده و تفرضى نفسك  عليهم ولا ايه صرخت لارا و هى تجذبها بقسوه بينما تأهب مازن للفتك بها و الدفاع عن شقيقته بينما تحرك ادهم تجاههم و قد ادرك ان الوضع قد يخرج عن السيطره و لكنها تقدمت لتضع نفسها  بينها و بين مازن لتقف فى مواجهتها بتحدى و تقول بهدوء و ثقه
  بصى انا مَش هاتكلم معاكى كثير انا هاسمحلك تدخلى تلمى  هدومك بهدوء كده و من غير شوشره و تتفضلى من غير مطرود و من غير ما اهينك و الا هاضطر اعمل حاجات مَش هاتعجبك   نظرت لها بصدمه فلم تكن  تتوقع ما تقوله لها الان و لا تفهم كيف انقلب الوضع فجاه و بهذه الصوره  لتتراجع و هى تقول
انتى اكيد مجنونه او مَش طبيعيه عشان تتصرفى كده انا فى بيت جوزى ودول ولاده  و انتى طليقته يعنى مالكيش  اى حق هنا دلوقت   ازاى تسمحى لنفسك  تدخلى كده و من غير ما تستاذنى من  صاحب البيت او حتى منى   لتبتسم الاخرى باستخفاف و تقول
لو خلصتى كلامك  اتفضلى  خدى  شنطتك و بالسلامه  و الا هاضطر اتصرف واطردك  بره بنفسى  لتنظر الى زوجها و هى لا تفهم من اين اتت غريمتها بكل تلك الثقه و القوه 
ادهم ما تتكلم او تقول حاجه    ليتقدم و هو ينظر اليها فيجد انها تنظر اليه  بقوه و بتحدى فيجد نفسه لاول مره غير قادر على التطلع فى عينيها بعد كل ما حدث او فعله بها  انتزعه من أفكاره صوت زوجته يصرخ فيه بغيظ
ايه يا دكتور مَش  هاتعمل حاجه و هى بتطردنى   من بيتى و بيتك لتنظر لها سما  فى استهزاء و هى تقول
- و تفتكرى هو ممكن يقول ايه او يعمل ايه ليشعر بالغيظ و الاستفزاز من استهانتها المتعمدة  به و امام أولاده
/ سما اعتقد ان وجودك هنا دلوقت  مَش مرغوب فيه انا مقدر انك ام ولادى و انك بتصرفى بحسن نيه بس لتقاطعه بحسم وًهىًتقولً
- بس ايه يا دكتور  ما تكمل ولا اقولك اكمل انا  افتكر ان ده بيتى انا مش بيتك دا بيت ابويا و امى و اهلى و بيت ولادى و على فكره  انا سبته بارادتى و محدش غصبنى و مَش ناويه ارجعله ثانى بس دا مَش معناه انك تسمح لنفسك انك تستغله بالشكل ده و تدخل فيه اى حد من الشارعً
- انت سامع بنقول ايه و بتعاملنى ازاى انا مراته يا مدام و ليا حقوق و دا على ما  اعتقد بيته و بيت  والدته و من  حقه لترد عليها بسخريه
- حقه هو مالوش اى حق هنا و اذا كنت انا اتنازلت عن حقى لاولادى فدا مَش معناه ان اى حد ثانى يستغل الحق دا او يدخل البيت ده و بدون أذنى
- يعنى ايه يا سما مَش فاهم ؟
- يعنى اذا كنت حابب انك تقعد جنب ولادك هنا  فطبعا اهلًا وسهلا و انا مَش هاعترض  لكن غير كده لا و اى حد مَش مرغوب فيه  مَش هايستنى هنا  اصلا ليرد فى عصبيه
- دى مراتى يا سما و دا بيتى و بيت امى من  سنين  يا سما ولا نسيتى هاتطردينى من  بيتى او تتحكمى فيا و تقوليلى اعمل ايه 
- كان ممكن انى ماتكلمش او اعمل حاجه انا كنت جايه بس عشان اطمن على الاولاد اشتقت لهم وأول ما وصلت اسكندريه مقدرتش استنى و جيت عشانهم عشانهم هما بس يا دكتور   لكن اخر حاجه كنت أتوقعها انك تجيبها هنا اعتقد ان كان ممكن انك تتصرف  و تشوف لها مكان ثانى غير بيتك اللى بتقول عليه دهً لترد الاخرى
- معدش بيتك يا دكتوره دا بيت طليقك و انتى مالكيش اى حق هنا
- انا ليا كل الحقوق يا مدام و مكنتش ناويه اصلا انى أطالب بيها بس مدام كده بقى يبقى كل  واحد اولى بحقه و انا هادافع عن حقى و حق ولادى للاخر
- يعنى انتى هاتعملى مشاكل و ناويه انك متسيبناش فى حالنا انا كنت متوقعه كده و استغربت اوى لما لقيتك بعدتى
- انا بعدت لانى كنت  مستغنيه و مَش عايزه حاجه بس لحد ولادى ولا انا هاحميهم وأدافع عنهم لآخر نفس و محدش هايقدر انه يتعدى على اى حق من حقوقهم و لا يجبرهم على حاجه هما مَش حابينها  و انا موجوده
- دول ولادى انا يا سما  و اعتقد ان انا ادرى واحد بمصلحتهم
- خلاص مختلفناش  يا دكتور  بالعقل و بالأصول البيت ده بيتى انا و بيت ولادى و اعتقد انك ممكن  تشوف لك مكان  ثانى تعيش فيه غير هنا لتقول الاخرى باستفزاز
لا انا حبيت المكان ده و مَش هاتحرك من هنا بيت جوزى و انتى ممكن نشوف لكى شقه ثانيه قانون جديد او اقولك ارفعى  عليه قضيه  لينظر لها فى غيظ و يصيح
شيرى و بعدين هو احنا مَش هانخلص
- و ليه يا دكتور ما أسيبها تتكلم و تقول كل اللى فى قلبها  عادى يعنى مَش مشكله بس احب اقولك يا مدام انى مَش  هارفع قضيه و لا حاجه  لان على فكره  الدكتور مالوش اى حق هنا  والدته الله يرحمها كانت ماجره  الشقه من امى  قانون جديد و عقد إيجارها انتهى من سنين بس ده كان بيت الزوجيه و محدش فكر اصلا فى الموضوع بعد كده لاننا كنت عيله واحده بس بما ان الموضوع وصل لحد كده اعتقد انى من  حقى اطلب منكم تسيبوا المكان بهدوء و مفيش داعى  و الفضائح  لان وجودكم هنا مالوش  اى صفه  و انا ممكن اتصرف و تطردهم دلوقت حالا و بالقانون لتسالها الاخرى بصدمه
- انتى بتقولى ايه
بقول اللى هايحصل يا مدام دا بيتى  انا مَش بيت الدكتور و اه قدامك أساليه دا اذا كان يقدر يجتوب عليكى اصلا او يقول كلام  غيره   وقف حائرا لا يدرى بما يجيب فلم يكن يتوقع ذلك منها
  انت ساكت يعنى يا دكتور
- خلاص يا شيرى  احنا مَش هانستنى هنا دقيقه واحده اصلاً بعد كده يلا يا ولاد البسوا عشان نمشى
ولادى مَش هايتحركوا من هنا يا ادهم دا بيتهم  و بيت جدتهم و محدش يقدر يخرجهم منه مهما حصل لينظر لها باستهزاء
يعنى انا اللى مَش مرغوب فيه بس هنا مَش كده يا دكتوره
- انا مقلتش كده لو حابب انك تقعد مع ولادك زى ما  تحب انا مَش هاقدر أمنعك دا بيتهم هما و يستقبلوا فيه اللى يحبوه
- لا يا  دكتوره اعتقد انهم ولادى انا و انا بس اللى اقرر هما  يعملوا ايه و يعيشوا فين ولا حضرتك ورثتيهم مع البيت  يلا يا ولاد  شعرت بالانتصار عليها للحظه حينما رأت ترددها و ضعفها امام ما يقوله الان فهى له تستطيع اخراج اطفال من منزلهم مهما حدث
لا يا بابا احنا هانستنى هنا فى بيتنا و مَش هانمشى قالها مازن فى تصميم و هو ينظر الى سما بحب و يقف الى جوارها  ليتقدم ادهم و هو يكاد ان يفتك به
   انت بتقول ايه يا ولد جه الوقت اللى كبرت فيه و بتكسر كلامى لكن لا دا انا
- ايه هاتضربنى بالقلم ثانى نظرت له سما فى صدمه فلم تكن تتوقع ان يتصرف معه بهذه القسوه 
اضرب يا بابا اعمل اللى انت عايزه لكن انا مهما عملت مَش هاسيب بيتى ولا اتخلى عن  امى انا غلطت مره لكن وعدت نفسى انى مَش هاغلط  ثانى مهما حصل ليقف حمزه ولارا الى جوار  اخيهم و قد اكسبهم موقفه قوه و ثقه
و احنا كمان مَش هانسيب ماما سما و هانفضل هنا و لو حابب انك تعاقبنا او تضربنا اتفضل مَش  هانمنعك
يعنى كلكم اتفقتوا عليا طيب و على ايه اعملوا اللى تحبوه ما خلاص انا معدش ليا لزمه فى البيت ده  خليكم انا هاسيبكم هنا معاها بس انا عارف انكم هاترجعوا تندموا  يلا يا شيرى..... و لم تمضى ساعه حتى كان  يحمل حقائبهما و هى تنظر لها و لهم  بغل و كره ليجذبها و يخرج  و يغلق الباب خلفه .

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن