الفصل الرابع عشر

4.1K 152 34
                                    

لم تعلم كيف  عادت  الى منزلها دخلت لتجده هادئاً ساكناً لتحدثها المربيه و تنصرف و هى شارده عنها لا تنتبه حتى لما تقول  بينما تجلس هى على اقرب مقعد بل تسقط عليه كميت فقد حياته للتو ظلت دموعها تنهمر دون كلام و هى تهز راسها احقاً ما كانت فيه منذ دقائق ام انه كابوس تود ان تستيقظ منه الان ليتها تفعل لتتذكر كل ما كان منذ قليل و قد مرت عليها اللحظات و كانها دهر باكمله
- سما  
نظرت له كانت  الصدمه  و الالم تظهر على ملامحها دون كلام
- مين يا ادهم ؟
هم ان يتراجع و يمنعها  و لكن   فات الاوان لتنظر له  و لها  مصعوقه و قد ظهرت الاخرى  من الداخل بملابس اقل ما تقال انها فاضحه  تخدش الحياء لم يكن الموقف يحتاج الى تفسير  لتواجهه و  دموعها تتساقط و تهم ان تصرخ عليه  لينظر اليها بذعر و الى الباب المفتوح  و ما قد يتسبب فيه هذا كله من فضيحه له و لها و لمن معه ليمد يده و يجذبها الى الداخلى يغلق الباب حاولت ان تبعد يده عنها فقد اصبحت  تكرهه و تكره اقترابه منها و لمسته اليها  لتنجح فى ذلك بصعوبه و هى تنظر اليه محذره
- ابعد ايدك عنى و اوعى تفكرك انك ممكن تقدر تلمسنى ثانى  فى يوم من الايام 
- سما انا  .... انتى
لتنظر له و قد تحول حبها اليه الى كره  و ضعفها الى قوه
- انت ايه يا دكتور ممكن افهم  انت بتعمل ايه هنا فى الشقه دى  و مع الدكتوره المحترمه و لوحدكم  و هى بالشكل ده   اللى اقل  حاجه أوصفه بيها انه مَش محترم 
لتنظر الاخرى لها فى تحدى ان لم يكن جرأه ووقاحه و ترد بصفاقه 
- لا من فضلك يا مدام انا ساكته لك بس احتراما للموقف اللى انتى فيه  وللدكتور ادهم جوزى
نظرت له لا تصدق ما تسمع  و تطلب منه ان يكذبها او ينفى ما تقول و لكنه لم يفعل بل ظل صامتاً و كان الامر يخص شخصاً اخر و لا يعنيه  لم تدرى ما  الذى عليها  ان تفعله هل ارادت ضربه و الصراخ فى وجهه هل رغبت فى ان تفضحه امام الناس و تعلمهم بخيانته لعهد الحب بينهما و لكنها ستفضح نفسها قبله لتنظر له فى اشمئزاز فقد اصبحت تحتقره و تحتقر كل ما هو عليه وًيخالف كل ما حلمت و أمنت به .
لقد كفرت اخيرا بعهد الحب و اوهام العشق و الهوى  و تحررت من قيدها الذى صنعته  بنفسها و لنفسها لتخرج من امامه و قد شعرت بالاختناق اصمت اذنيها عنه و هو يناديها فلم تعد ترغب فى رؤيته  او سماع صوته بل لم يعد يعنى لها  كل ما كان كفاك يا قلب يا من كنت سبب عذابنا يا من أضعفت ارادتنا و أهنت كرامتنا باسم الحب لقد ان الاوان ان تصمت و تتوقف عن النبض الى الأبد فام يعد لك هنا مكان .

ظلت جالسه فى مكانها صامته لا تتحدث و كان الزمن  قد توقف عندها فلا يمر ليمضى بعض الوقت و يفتح الباب ليدخل هو و يجدها جالسه لا تتحرك ليتجه اليها
- سما  لم تنظر اليه او تتحرك حتى من مكانها لم يبد انها  حتى تسمعه
- سما ردى عليا طيب اتكلمى صرخى قولى اى حاجه  لم تجبه وًكانه ليس واقفا امامها يحدثها 
- سما انا بأكلمك أظن من حقى انى اعرف و افهم انتى ازاى عرفتى عنوان الشقه  دى ومنين هو انتى بتراقبينى يا دكتوره  نظرت له نظره طويله باستهزاء و سخريه  دون كلام
- ردى عليا  و انا بأكلمك انا مَش باكلم نفسى هنا
لتنهض وًهى تواجهه  لاول مرهً و  قد شعرت بالغضب و الثوره  منه لا من نفسها لماذا تصمت و تسكت ابداً لن تفعل بعد الان ان الحب بلا كرامه   اهدار للنفس و الحياه فهو ليس حبا بل شىء اخر  و هى بعد ذلك اليوم و تلك اللحظه لم تعد احبه
- هو ده كل اللى همك  يا دكتور عرفت منين  و كانك برىء معملتش اى حاجه و جاى تحاسبنى و تتهمنى مَش انا يا دكتور اللى تشك فى جوزها  و تراقبه لكن عشان انت خاين فاكر ان كل الناس زيك وممكن يعملوا نفس اللى انت بتعمله ده غضب لحديثها هذا اليه و إهانتها البلاغه  له  رفع يده و هم ان يصفعها على وجهها لولا تلك النظره فى عينيها  و التى جعلته يتسمر مكانه و ينزل يده الى جواره لم تكن نظره محبه عاشقه بل نظره أمرأه كارهه مجروحه
- ايه يا دكتور ما تكمل ما تضرب زعلان اوى انى باقول عليك خاين طيب و هو انت ايه غير كده هو ليها تفسير ثانى غير ده او مسمى ثانى غير كده 
- انا اتجوزت  يا سما و دا حقى الشرعى  انا معملتش  حاجه غلط ولا حرام  ولا أغضبت ربنا انا لتنظر له باستهزاء و تقول
- انت  انت ايه يا دكتور بتدافع عن  نفسك وحقك الشرعى طيب ياه دا انتوا كلكم فاهمين الدين و الشرع غلط لا و بتفسروه حسب مصالحكم و رغباتكم بس  طيب ماشى حقك يا دكتور مع ان مالكش اى عذر  يبرره  طيب  و انا مراتك و نصك الثانى حبيبه عمرك زى ما  كنت بتقول و شريكه حياتك و ام اولادك فين بقى حقى انا فين سنين عمرى اللى  ضيعتها معاك و مع ولادك فين عمرى و حياتى اللى وهبته ليك  و ليك انت  بس و مَش حد ثانى فين نفسى اللى بدور عليها دلوقت و مَش لاقيتها اللى اتنازلت عنها رخيص اوى  و من غير مقابل مع انسان انسانى نش بيفكر الا فىًتفسهًوًحقه و مصلحته هو بس انا فهمت ده بس متاخر و متاخر اوى كمان  فين ايامى وحياتى  فين حقى انا    فين راح دا كله  جاوبنى الحب مان علمينى مَش مخلينى اشوف او اسمع اى حاجه  الا انت انت كنت كل حياتى و محور الكون كله بالنسبه ليا و الاخر ايه انا فين من ده كله رد عليا 
- انا مقصرتش  معاكى يا سما انا لتقاطعه وًهى. تصرخ
- مقصرتش و دا من وجهه نظر مين  يا دكتورمنًوجهه نظرك انت مَش حد ثانى  لا قصرت و أفكرك انت احترت حريتك و حياتك و مجدك و رميت كل المسؤوليه و الحمل  على سما الغلبانه اللى من كثر حبها ليك و ايمانها بِيك و بانكم  كيان واحد كانت بتقول حاضر و طيب   عايز دلوقت تسيبنى بعد ده كله  و تعيش حياتك مع حد ثانى و تقول حقى    خلاص  مفيش اى مشكله  اعمل اللى انت  عايزه بس انا من النهارده لا من الدقيقه دى انا بره الحياه دىً مَش عايزه اكون جزء منها لانى رفضاها و رافضه آكون جزء منها
- يعنى ايه  سما انتى بتقولى ايه مَش فاهم  لترد عليه بقوه و حزم
- طلقنى يا دكتور
- سما انتى بتقولى ايه  انا بحبك و مش ممكن استغنى عنك ابداً    
عندك يا دكتور و كفايه كده  اوى  ولا كلمه ثانيه بتحبنى متجبش سيره الحب على لسانك ده ابداً   تعرف ايه انت عن الحب انت متعرفش يعنى ايه حب اصلا الحب مَش مجرد كلمه بتتقال او شعور بين اثنين الحب عندى  عاطفه نبيله و سكن و عطف ورحمه الحب انك تضحى عشان اللى قدامك و كفايه انك تشوف السعاده و الرضا فى عنيه و كأنك وقتها ملكت الدنيا.
   هو ده الحب  اللى انا اعرفه و اللى عشت بيه و ليه لكن اذا كنّا بنتكلم عن الحقوق و الواجبات  فدا مَش حب يا دكتور يمكن حاجه ثانيه   نظر اليها فى توتر و لم يعرف بما يجيب ليتنهد فى ضيق و يقول
-انا عارف انك دلوقت عصبيه و متضايقه و صعب انك تفكرى بهدوء وعشان كده انا  مَش  هتتناقش معاكى ممكن ناخد شويه وقت و بعد كده ممكن نتكلم و لتقاطعه فى حده
ولا دقيقه واحده يا دكتور مَش هاضيع من عمرى ولا حياتى  معاك ولا دقيقه واحده ثانى انت بالنسبه ليا ماضى و خلاص انتهى و مَش هيرجع ثانى ابدا  ليرد فى عصبيه و هو يتجه ناحيه الباب محاولا الخروج
  - سما انا مَش قادر استحمل اكثر من كده انا هاسيبك لحد ما تهدى و بعدين نبقى نتكلم لتقف امامه لاول مره  وهى تمنعه من الخروج
- لا يا دكتور احنا مَش هانتكلم ثانى خلاص و مفيش بينا كلام ثانى اصلا  كل شىء ما بينا انتهى وعمره ما هيرجع ثانى   طلقنى ودلوقت  يا دكتور
- سما انتى ناسبه  ان ما بينا ولاد و حياه  عايزه تتنازلى عن ده كله  و بالبساطه دى 
لتنظر له فى جمود و  بنظره لا يعرفها منها و قسوه لم تعتدها حتى هى من نفسها
-  انا حره يا دكتور و بعدين بينا ولاد و حب  و عشره طيب و هو انت راعيت ده لما اخترت انك تتجوز واحده ثانيه و تتنازل عن الحياه دى  و مفكرتش لحظه واحده فينا و لا ده هايعمل فينا ايه  لا يا دكتور من النهارده لا من اللحظه دى انا معدتش ملك حد الحب اللى كان بيربطنى  بالحياه دى خلاص انتهى و ضاع عارف امتى يا دكتور لما لقيتك مع واحده ثانيه غيرى انا عمرى ما هاقبل اكون جزء من حياتك و انت كنت  حياتى كلها لا مَش هيحصل و اذا كان على القلب اللى حبك فخلاص  معدش له وجود  مات و انتهى فى لحظه انت عارفها كويس لما سقطت من نظرى كزوج و حبيب  انا معدتش عايزه اكون معاك او جنبك مبقتش قادره اشوفك او اسمع صوتك كرهتك و كرهت حبى وضعفى معاك  و اعتقد ان كرامتك مَش هاتسمح  لك انك تقعد مع ست مَش عايزاك  طلقنى يا دكتور و الوقت حالا
- سما كفايه كده ارجوكى  سيبينى اخرج دلوقت
- مَش هاتخرج قبل ما ننهى كل  حاجه بينا و دلوقت  و اعتقد ان لا مركزى و لا مركزك يسمح بمشاكل و خلافات و فضايح و الا ايه 
- طيب و  الولاد ابتلعت غصه فى حلقها  و أمسكت نفسها عن البكاء  و الصراخ فى وجهه فهو لا يهمه الا أولاده  و حياته و لم يسألها حتى عن نفسها لم يقل انه يحبها و انه لم يستطع الاستغناء عنها هل احبها فعلا هل فعل  و لكنها تجاهلت افكارها و خواطرها تلك  لترد عليه فى استهزاء
- متخافش يا دكتور دول ولادى انا و حياتى انا و مفيش اى حاجه هاتتغير كل  حاجه هاتكون زى ما هى انت بس اللى هاتبعد  عنى وعن  حياتى و اعتقد ان ده مَش صعب عليك لانك فعلا فى الفتره الاخيره كنت بعيد لا مكنش لك وجود اصلا  فى حياتنا الا قليل اوى ليرد فى غضب
- سما  من فضلك  لترد فى برود و جفاف استشعرته فى نفسها و قلبها
- خلاص معدتش تفرق يا دكتور من فضلك طلقنى  ومتجبرنيش انى اعمل حاجه اندم عليها بعد كده  افتكر ان لِسَّه فيه بينا اطفال و لازم نفترق بالمعروف عشان خاطرهم هما مَش حد ثانى طلقنى يا دكتور
- انتى طالق....  نطقها بصوت منفعل غاضب لتنظر هى له فى صدمه و عدم تصديق ....
احقاً نطقها!
اهان عليه ان يفعل! ربما هى من طلبتها و الحت فى طلبهاو لكن ماذا كان عليها ان تفعل بعد كل ما حدث  
و اين ذهب الحب الذى جمع بينهم فيما مضى و الذى كانت تعيش به و له ؟و الذى يعذبها و يحرق قلبها حتى الان .  ولكنها لم تتوقع ان تكون تلك هى النهايه و فى هذه اللحظه بالذات
ظلت صامته للحظه لا تدرى ماذا تقول او  تفعل بينما نظر هو لها  و كأنه  ادرك ما  قاله و فعله  للتو لتظهر ملامح الندم فى عينيه للحظه مجرد لحظه  ثم يستدير و يتراجع و قد حسم أمره  و يترك المكان كله لها و يغلق الباب خلفه بقوه نظرت الى الباب المغلق للحظه و كأنها لا تستوعب او تسمع ما حدث منذ لحظات ثم بدات دموعها فى السقوط لتنهار على الارض باكيه بعد ان عجزت ساقيها عن حملها .لم تكن تبكى عليه او على انفصالها عنه  كانت تبكى عمرها الضائع و حياتها كانت تبكى سما الانسانه التى احبت فكان جزاءها الغدر و الخيانه لقد زرعت الحب و الخير فلم تحصد الا المر  و باله من حصاد بعد سنوات العمر الطويله التى كانت.

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن