الفصل السادس عشر

4.3K 146 35
                                    

الفصل السادس عشر
هل مضت ايام ام أسابيع  ام اشهر لتمضى سته اشهر اخرى من عمر الزمن كانت هى قد عادت نفضت تراب الزمن من رقدتها و علمتها المحنه ان ما لا يقتل يقوى و ان الانسان يمكنه بعزيمته ان يخلق من الضعف قوه و من الهزيمة نصر و فرح نعم تعلمت ذلك من هدى و محنتها و صبرها و ارادتها ان تعود للحياه و اولادها  بعد ان فقدت  حب عمرها  تعلمته من قراءها الذين عادت اليهم لتجد انهم لازالوا على العهد و رغم مرور السنين يتذكرونها و ينتظرون عودتها  تعلمته من قدرتها على الصمود و النسيان و التجاهل نعم فقد استطاعت ان تخرجه من حياتها و ان تبدا من جديد نعم ان البدايه صعبه و نعم تشعر  بالخجل و احيانا ما تشعر انها ضعيفه منهكه القوى و لكنها تعود باراده من حديد لتقف مره اخرى و تجاهد فى معارك الحياه نعم قد مر اليوم سته اشهر كامله منذ ان بدات حياتها الجديده  بدونه وً هى تشعر انها انسانه اخرى امراه لا تعرفها و لكنها سعيده انها خلقت من جديد
- يعنىً ممكن اعرف انتوا بتحتفلوا بايه دلوقت بالضبط و عاملين دا كله ليه ؟
لتبتسم هدى و حسام و زوجته لها  و هى تقول
-  يعنى مَش عارفه بنحتفل  بيكى يا ستى اولا كل سنه و انتى طيبه و بخير ثانيا بنحتفل بالكتاب اللى نزل و مكسر الدنيا و ان كل النقاد أشادوا بيه و قالوا انك زى العنقاء  بتخرج من الرماد و ترجع تتخلق  من جديد مَش كده يا حضره الاديبه و الكاتبه و بنحتفل  بالمجله و انها رجعت اقوى من الاول و هانفتح لها فرع جديد فى دبى و دار النشر الجديده اللى هنفتتحها قريب ان شاء الله   كل ده ميستحقش الاحتفال يا سما 
- ايوه بس مكنش له لازمه لده كله كان كفايه كل  سنه و انتى طيبه
ليبتسم لها حسام و يقول
- ازاى يعنى ده احنا ما بنصدق  نعمل حفله و نفرح شويه و بعدين شايفه الولاد مبسوطين اد ايه
لتنظر لهم و تبتسم فى سعاده و رضا
- فعلا يمكن عندكم حق  بس انا اللى مبقتش بأعرف افرح  قاطع حديثها  رنين الهاتف
لتنظر له و تبتسم
- دا حمزه اكيد حابب انه يكلمنى  و يقولى كل  سنه و انتى طيبه يا حبيبى عمره ما ينسى ابدا
ايوه يا حمزه. ازيك يا حبيبى وحشتنى اوى  ليجيبها الصمت و لا يجيب احد و انًما سمعت حركه على الجانب الاخر لتسال بقلق
حمزه  انت كويس يا حبيبى  طمنى عليك ليجيبها صوت اخر لا تتوقعه يرد بارتباك و خوف
- ازيك يا ماما انتى وحشتينى اوى كل سنه و انتى طيبه لتصمت ولا تجيب و قد ظهرت بوادر الصدمه على وجهها لينظر لها الجميع فى فضول 
- سما مالك مين بيكلمك سالتها هدى بقلق
و لكنها لم تجبها بينما ردت الاخرى  بصوت باك يغلب عليه الحيره و الحزن
- ماما انتى مَش بتردى عليا ليه انتى اكيد زعلانه مننا و عندك حق انا كنت عايزه اكلمك و اسمع صوتك مَش من دلوقت لا من زمان بس
لترد الاخرى بصوت جاف
- بس ايه اتكلمى
لتصمت الاخرى للحظه ثم تجيب 
- مكنتش عارفه اقولك ايه او اعتذر ليكى ازاى انا عارفه انك قلتى انك مَش هاتزعلى مننا و ان لنا دايما مكان فى قلبك مهما  عملنا او بعدنا  بس انا عارفه و متاكده دلوقت اننا غلطنا و غلط كبير اوى و مكنتش عارفه هتقدرى تسامحينا   و لا لا لكن لما حمزه قال لنا انه هايكلمك النهارده مقدرتش مقدرتش ياًماما و قلت هاتكلم و اسمع صوتك و يحصل اللى يحصل و مهما  قلتى او عملتى مَش هازعل لانى  عارفه انتى اد ايه بتحبينا و عمر قلبك ما هايتغير من ناحيتنا كانت الاخرى تستمع و دموعها تنزل دون كلام بينما احترم الجميع مشاعرها و ابتعدوا فى هدوء 
- يااه يا لارا انت عارفه اد ايه وحشتينى عارفه انا استنيت المكالمه دى و الكلام ده اد ايه لا عارفه انا استنيت وقتها انكم ترجعوا لحضنى و تعرفوا حبى لكم اد ايه  انتى متعرفيش و عمرك ما  هاتحسى بعذاب ام اولادها بعيد عنها و مَش عارفه تشوفهم او  تسمع صوتهم او تطمن عليهم بعد ما كانوا علطول فى حضنها  او قدام عنيها  و ااكثر من كده انها متقدرش تطلب لان المل  بيقول لها انه مَش من حقها رغم انهم ولادها هى وولاد قلبها .
لتبكى الاخرى و تقول
- كفايه يا ماما الله يخليكى انا باتعذب بالكلام ده و بأعرف انا اد ايه كنت  غلطانه و أنانيه  نسيت كل حاجه فى لحظه بس
- انا عارفه يا بنتى عارفه اللى فى قلبك و متاكده منه كويس و عارفه انك كُنتُى متلخبطه و محتاره  و مَش عارفه تعملى ايه بس انا كمان كان ليا حق عندك 
- و لِسَّه  ليكى كل الحقوق يا ماما سامحينا عموما انا كويس انى سمعت صوتك و اطمنت عليكى اشوف  وشك بخير همت ان تغلق الخط و لكن سما استوقفتها
- استنى فين مازن اخوكى و ازيه عامل ايه بيذاكر و لا لا عايزه اطمن عليه لم تجبها و انًما أجابها الاخر
- انا هنا يا ماما  بس كنت مكسوف و  مستنى  و مَش عارف  اكلمك ازاى و لا اقولك ايه  بعد كل اللى حصل و اللى عملته  و لا اعتذر ليكى ازاى و
- انت قلت ايه يا مازن؟ صمت و  لم يجبها و كانه لم يفهم ما تسال عنه
لتسأله فى لهفه و فرح
-  انت قلت ماما ياااه تعرف يا مازن  ان دى اول مره تقولها ليا من  سنين  كنت دايما بتقول سما  و عمرك ما قولتها حتى و انت صغير فى حضنى
ليرتبك و يجيب فى حرج
-  اصل انا  لتقاطعه فى فرح و امتنان
- متقولش حاجه ثانى كفايه انى سمعتها منك مره قلبك قال كل اللى بتخبيه و مَش عايز تقوله لانه مَش هيعرف يكدب  او يخبى  و انا كفايه  عليا كده اوى ليسألها فى خوف و ترقب
- يعنى سامحتينى
- انا أمكم يا مازن و عمرى ما ازعل منكم او اغضب عليكم مهما عملتم او بعدتى و مهما جرحتم  القلب ده هتفضلوا دايما جواه تعرف فى عز  الازمه و كل اللى حصل  قلبى كان  دايما بيقولى ان حبكم هايرجعكم و ان مهما الدنيا فرقت بينا هانفضل دايما ام و اولادها مهما قلت او عملت هاتفضل ابنى الكبير غصب عنك ليرد بصوت طفل فرح
- صحيح يا ماما  اقصد  يا سما
- طبعا يا حبيبى و كفايه اوى انكم افتكرتوا و اشتاقتوا ليا كده دى عندى بالدنيا كلها طمنى انتم كويسين و أحوالكم ايه
- احنا الحمد لله  و ماما كويسه معانا بس
- بس ايه
- تعرفى اننا اشتاقنا ليكى و لبيتنا اوى و مَش من دلوقت من مده بس مكناش عارفين نقول ايه او نعمل ايه   و لا نرجع ازاى تعرفى ان احنا دلوقت مع حمزه فى بيتنا بس حسينا اننا اغراب هنا لان امنا مَش موجوده البيت  من غيرك ساكت و مفيش فيه دفا او حب و ليصمت و لا يستطيع ان يكمل لتعض على شفتيها فى حزن و تقول
- معلش يا مازن انا عارفه ان الموضوع ده  صعب عليكم و مقدره ده كويس
- اوى يا ماما و خصوصا اننا ظلمناكى اوى  و
- كفايه خلاص يا مازن كفايه عندى يا حبيبى انى سمعت صوتكم و اطمنت عليكم ليصمت الاثنان ثم تقول
- مازن
- نعم
- خدوا بالكم من نفسكم كويس و انت خد بالك من اخواتك ولو حسّيت فى اى وقت انكم محتاجين ليا او بوجودى جنبكم اوعى تتردد لحظه  و بعدين انا هاستناكم هنا بعد ما الدراسه تنتهى ان شاء الله  لانكم وحشتونى و يمكن اقدر انا اجى و أزوركم مين عارف
- صحيح يا ماما يعنى نقدر نيجى نشوفك و
- من غير ما تسال دا بيتك و انا امك و دول اخواتك و مهما حصل مفيش حاجه فى الدنيا ممكن تفرقنا عن بعض ابدا  خلاص هاستناكم وعد يا مازن
- وعد يا ماما ليغلق الخط و تتنهد هى فى فرح فقد اطمأن جزء من قلبها عليهم و على حياتهم و احست انها كانت على حق  نعم لم يكذب عليها قلبها او يخدعها  فالحب الذى زرعته فى قلوبهم لم يتبدل او يضيع ربما شعروا بالحيره او ضلوا الطريق لفتره و لكن قلبهم و حبها لهم أرشدهم اليها بعد غياب  لتتنهد و تقول
- ياه يا مانت كريم يا رب
اغلق مازن الخط و عينيه تلمع من الفرح و الرضا كان سعيدا بما فعل فخوراً بنفسه و لاول مره يشعر انه فعل الصواب و انه لم يخطىء نعم فقد ادرك اخيرا انه اخطا وًمن الشجاعه ان يعترف بالخطا و يتراجع عنه و يحاول التعويض عن من ظلمهم من قبل
- مبسوط يا مازن
- اوى يا حمزه متعرفش انا استريحت بعد المكالمه دى ازاى و لا قلبى ارتاح
لترد لارا
شفت يا مارن انا كان عندى حق لما قلت لك نكلمها مع حمزه انا كنت عارفه لا كنت متاكده انها بتحبنا و مَش هاتقدر تزعل مننا ابدا  ليرد حمزه فى سخريه
والله بدليل انك كلمتيها من تليفونى عشان كُنتُى خايفه متردش عليكى لتضربه فى كتفه بغيظ
- على فكره انت دمك تقيل و انا زعلانه منك
- يا سلام طيب و انا اقدر دا انتى حبيبتى ليضحك الثلاثه فى فرح و قد تخلصت قلوبهم البريئه من بذره  الكره و الحقد الذى حاول غيرهم زرعها فى قلوبهم.
- طبب يا حمزه احنا هانمشى دلوقت عشان لازم نرجع لماما
- طيب ما تباتوا هنا انا اوقات كثير  ببات لوحدى و الاوض جوه زى ما  هى تعالوا نقضى يوم  كده زى زمان
معلش يوم ثانى نكون قلنا لماما و عرفناها  قبل ما نيجى برضه ميصحش اننا نعمل كده  من غير ما نقول لها  او تعالى انت معانا
معلش يا مازن اعفينى انت عارف رايى فى الموضوع ده
- حمزه ما تحاول تصفى  قلبك من  ناحيه امك زى ما احنا عملنا
- صدقنى حاولت مين قالك انى محاولتش اعمل كده و كثير اوى بس مَش قادر و بعدين هايدى مَش  سما  و لا عمرها ها تكون
- خلاص سيبه على راحته يا مازن و يلا لحسن احنا اتاخرنا اوى
- انا قلت لماما اننا هانتاخر مع حمزه و هى وافقت
- بس برضه انت عارف انى مَش بأحب أتأخر بره كفايه كده ليخرجوا و يتركوا حمزه ينظر اليهم فى اشتياق و حزن 
- لارا اوعى تقولى لماما اننا كلمنا سما مَش ضرورى انها  تعرف انتى عارفه انها ممكن تتضايق و حرام و كمان احنا مَش عايزين خلاف او مشاكل   لتجيبه باستسلام
حاضر يا مازن اللى تشوفه و لو انى مكنتش ناويه انى اقولها اصلا انت عارف اننا مبنتكلمش مع بعض اصلا
ماشى بس  كان لازم انبهك برضه
- خلاص فهمت  اللى تشوفه .....
-  انتى فين  ممكن اعرف بأكلمك من مده و مبترديش عليا ليه
- ....... لترد عليها فى عصبيه
ايه مشغوله لا يا دكتوره فوقى كده و اسمعى بقى كويس الكلمتين اللى هاقولهم ليكى دول  اذا كنت دلوقتى   مشغوله و مهمه فكل ده بفضلى انا انا و بس و الا نسيتى كل  اللى كان و ماضيكى  اللى انا و انتى عارفينه كويسه مَش ضرورى أفكرك بيه و  لااقولك    انا ممكن برضه أفكركً بالجوع و التشرد  اللى كُنتُى فيه  بره و شهادتك اللى مَكنتيش  عارفه تشتغلى بيها و لا لاقيه مكان يلمك غير الشارع او بيوت أصحابك اللى انتى عارفاهم كويس اوى   و الحاجات اللى كُنتُى بتعمليها و مش لازم اقولها عشان   بس تقدرى تعيشى  و تاكلى او ارحمى نفسك من الجوع و لما قابلتك انا اللى عملت لك كل حاجه  انا اللى اخدتك  و رسمتلك كل ده أكلتك و شبعتك و نظفتك و انا اللى عينتك فى المستشفى و انا اللى خططت لكى ازاى تتعرفى على ادهم وازاى توقعيه لانى   كنت عارفه و متاكده انه لا يمكن يامن ليا ثانى بعد كل اللى حصل و اللى كان بينا و كان لازم وجه جديد  ميعرفوش  صوره جديده منى هى اللى نبدا بيها الحكايه من ثانى و كنت عارفه لا متاكده هو هايعمل ايه و يتصرف ازاى لانى اكثر واحده  عارفه ادهم و حافظاه كويس اوى اصلها مش عشره يوم  يا ماما و سما كانت غبيه ماخدتش وقت و سلمت كل حاجه  بسرعه كرامتها مسمحتش لها ان تكون فيه واحده ثانيه فى حياه جوزها وحبيبها    لانها عايشه فى دنيا ثانيه من  الاحلام و المثاليه و القيم مَش بقول لك طيبه و غبيه ومش حاسه بالدنيا     و دلوقت بعد ما خلاص وصلتى لكل اللى انتى عايزاه و بنخطط له من زمان و  بقيتى حرم الدكتور  ادهم و اتخلصتى من  مراته  و بقى لك اسم  و مركز و الله اعلم اي كمان و دا غير المنصب الجديد فى المستشفى  كل ده بفضلى انا بترفضى تردى عليا   و تقولى ليا  انك مشغوله  طيب  اسمعى بقى يا ماما انا مخططتش لكل ده و عملت ده كله و رسمت و دفعت من جيبى  كمان  عشان اطلع من المولد  بلا حمص و ابنى لغيرى لا يا ماما  مَش انا انتى مَش عارفه بتتعاملى مع مين و لا انا اقدر اعمل فيكى ايه انا مَش سما الطيبه الغلبانه لا دا انا هايدى و انتى لِسَّه صغيره و متعرفيش مين هىًهاسدى و لا تقدر تعمل فيكى ايه دا انا افضحك و احطمك فى ثوانى اسمعى  انا عايزه حقى زى ما  اتفقنا و لو بس حاولتى تفكرى انك تتراجعى او  تلعبى بديلك   او تنسى الاتفاق  اللى بينا انتى عارفه  انا ممكن اعمل فيكى ايه و مَش هاقولك هاقول لجوزك او اعرفه الاتفاق اللى بينا لا  دى اقل حاجه ممكن اعملها فيكى  بس كمان انتى عارفه  انتىً عملتى ايه هناك و كُنتُى بتعملى ايه  ولا نسيتى  انا لسه محتفظه بالأوراق و المستندات و الصور  انتى فاكره انى اتخلصت منها زى ما وعدتك و  قولتلك  و افتكرتى انه خلاص انتى بأمان و بتلعبى معايا و بتحاولى تاخدينىًعلىًاد عقلى تبقى بتحلمى و مَش عارفه   انتى بتلعبى مع مين يا حلوه نهايته هاسيبك كام يوم كده تفكرى و تقلبى الموضوع فى دماغك و انا مَش  هاكلمك ثانى انا اللى هاستنى منك  مكالمه تقوليلى فيها هانتقابل امتى و هتعملى ايه و هاستنى كمان  الدفعه الاولى  يعنى خلال كام يوم تكون عندى و بالتمام يا حلوه  ومتزعليش منى دا حقى و انا لازم أخده امال انا عملت دا كله ليه و اذا كان على الدكتور ادهم فدا متحمليش  همه انا هاقولك  تعملى معاه ايه و تطلبى منه ازاى و مين غير ما يقدر يقول لا دا عشره العمر و انا عارفه ازاى اتعامل معاه كويس اكثر  من اى حد و اخد منه الاىًانارعايزاه و برضه من غير هو ما يدرى  او يعرف    بحاجه سلام يا حلوه اه و زى ما  قولت لك حطى عقلك فىً رأسك و متفكريش تلعبى بديلك و الا هاقطعه ليكى بطريقتى  لا دا انا هاقطع رقبتك مَش ديلك بس  لتغلق الخط و هى تضحك بشر و ترفع راسها لتفاجأ  بمازن و لارا.  يقفان عند الباب و  ينظران اليها فى نفور و  صدمه

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن