الفصل الخامس

4.8K 114 14
                                    

الفصل الخامس
مازن
ايوه مين معايا ليسود الصمت لفتره كاد ان يغلق الخط
وحشتنى اوى يا حبيبى كان يعلم الصوت جيدا بل يحفظه عن طهر قلب  و لكنه لم يرد ان يصدق انها هى من تحدثه  ليسأل  فى   عصبيه و توتر
مين معايا حضرتك مين لترد بصوت  حزين باكى 
مَش عارف صوتى يا ابنى بس انت عندك حق ليرتبك و يغلق الخط فى ذعر  و قد عجز عن المواجهه
كنت بتكلم مين يا مازن ؟
هه ولا حاجه دى نمره غلط
ظلت تتصل به لعده ايام و بأوقات متفاوتة كان ينظر  الى تليفونه فى غضب ما ان يرى الرقم و هو يسال نفسه ما الذى تريده منه  بالضبط  و لماذا ترغب فى الحديث اليه الان و بعد كل  ما حدث الم يكفيها مل ما حدث منها لهم الم يكفيها مل ما عانوه بسببها و لكنه كان يشعر بالغضب اكثر من نفسه لماذا لما يخبر ابيه او سما بالامر و بمحاولتها الحديث  اليه لماذا اخفى الامر عنهم بل لماذا لم يحظر رقمها و يمنعها من الاتصال به مره اخرى و ينهى الامر بنفسه لماذا لم يحتد عليها و يعنفها و يطلب منها عدم الاتصال به مره اخرى  و لكن جزء منه كان يعترض و يقاوم فهى امه فى النهايه  و هو يرغب فى ان يعلم ما الدى تريده منه  بالضبط بعد كل  تلك المده و لماذا تصر على الحديث اليه لماذا الان بالذات ليتناول هاتفه قبل ان تغلق الخط ليفتحه و يسألها فى ثوره و غضب
انتى عايزه منى ايه  بالضبط و بتكلمينى دلوقت ليه انا مَش عايز اكلمك او اسمع حتى  صوتك ثانى فاهمه ولا اقول كمان  لتصمت هى للحظه و لا تجيب ليسألها بالم  و بجنون
انتى مَش بتردى ليه  ايه مسمعتنيش كويس و طالما مَش عايزه تتكلمى او تردى  طيب بتتصلى بيا ليه
وحشتنى يا حبيبى وكان نفسى اسمع صوتك ليهتز جسده للحظه فى ضعف ثم  ليضحك فى سخريه و استهزاء و يسألها فى خشونه
ياااه ودلوقت افتكرتى بعد كل السنين دى انى وحشتك و حابه انك تسمعى صوتى
كان غصب عنى  صدقنى مَش  بايدى  ليرد فى عصبيه و قد عجز عن الاحتمال
كدأبه مفيش ام فى الدنيا تتخلى عن ولادها بسهوله كده و  كل المده دى و بعد اللى عملتيه فينا و متسالش ولا تهتم و بعدين ترجع بعد سنين تقول اننا وحشناها  تفتكرىًممكن اصدقكًو هصوصازبهد اللى انتى عملتيه دا كله
انت متعرفش حاجه و لا تعرف ظروفى و لا ازاى انا اتهددت و كنت مضطره انى ابعد  عنكم والا اتفضحً و اروح السجن  ابوك الله يسامحه هو و مراته استغلوا حادثه حمزه و اللى حصل  و هددونى  الاول رفضت و حاولت انى اقاومهم و بعدين  ضعفت و خفت اخترت انى ابعد باعترف  كنت جبانه و اخترت ابعد بس بعد كده  ندمت و كان فات الاوان انى ارجع او اعمل  اى حاجه اكتفيت انى اتابعكم من بعيد لبعيد  و قلبى بيتقطع ليرد عليها فى سخريه 
ياااه كل المده دى  طيب و عايزه ايه دلوقت ممكن اعرف بتتكلمى ليه مَش معقول يكون ضميرك صحى بعد كل السنين دى و قررتى اخيراً  انك تكونى ام و تسالى علينا مهما قلتى ليا  او بررتى تصرفاتك دى مفيش اى حاجه  فى الدنيا كانت تجبرك تتخلى عنا  او تسيبينا و احنا محتاجين لكى كده
انت عندك حق تقول و تعمل اكثر من كده يا حبيبى و انا مَش هازعل من كلامك لا انا قلبى مسامحك و  بالعكس لو عايز تقول اكثر كن كده انا مستعده اسمع و افهم و استحمل لان   انا اللى استاهل كل ده و اكثر بس خلاص يا مازن انا رجعت و فقت و كسرت خوفى و عرفت و اتاكدت ان انتوا اللى ليا فى الدنيا دى كلها انتوا ثروتى  الحقيقيه و مَش هابعد او استغنى عنكم ثانى ابداً  مهما انتوا بعدونا  او استغنيتوا  هأفضل دايما  عندى امل  انكم تسامحوا و ترجعوا  ليا من ثانى
انتى بتقولى ايه مَش ممكن طبعا انتى  بتحلمى نجوم السما اقرب لك من ده  عن تفسى انا مَش ممكن انسى او اسامح ابدا فى  كل اللى حصل فى يوم من الايام
مازن  فيه بينا كلام كثير  اوى و حاجات لازم تتوضح و تتقال مَش هاتنفع فى التليفون انا فى مصر و حابه انى اشوفك يا حبيبى هابعتلك عنوانى الخاص  و اللوكيشن و لو حبيت انك تشوفنى او تسمعنى انا هاكون دائماً  هنا و مستنيه  مجرد كلمهًمنك
طبعا لا انا مَش عايز اشوفك و لا اسمعك بعد كده أيدا و مهما قلتى انا مَش ممكن اصدقك او  أسامحك  لتجيبه بتحسب و دموع وهى  تقول بصوت يتقطع من شده البكاء
مهما قلت يا بنى  او عملت انا هاسامحك لانى بحبك و  لان عندك حق و انا اللى استاهل بس هايفضل عندى امل  مجرد امل انك تيجى و اشوفك و عموما انا هاستناك هاستناكم كلكم ما انا فضلت عمرى  كله  مستنيه
كفايه انا مش حابب انى اسمع حاجه ثانى و ارجوكى متتصليش بيا ثانى ابدا  مفهوم .
حتى دى يا ابنى  مستخسرها فيا دا انا عايشه بالامل و بصبر نفسى بصوتك متحرمنيش من دى كمان عشان خاطرى دا كل اللى فاضل ليا فى الدنيا  كاد ان يغضب  و يثور  عليها و لكن قلبه الذى يؤلمه من  حديثها و دموعها  منعه من الرد او الاجابه ليغلق الخط فى عنف  و دموعه تتسابق فى شك و حيره و هناك صراع بين عقله و قلبه ايصدق ما تقوله الان  بعد كل ما حدث وًكل  ما اخبروه به  و قد عايش بعضا منه بنفسه ام انها مظلومه قد تامر الكل عليها حتى اقرب  الناس اليها و هو قد اساء الفهم  ... اعليه هو ان يسمعها و يرفع ذلك الظلم عنها ام يتجاهل ما تقول و يمضى بحياته كان شيئاً لم يكن و لم يسمع منها شيئاً  صراع مؤلم لم يجد له اجابه و لن تحسمه الا الايام .
ظل عده ايام غاضباً  من نفسه و من الجميع منعزلاً لا يتحدث الى من حوله و لا يشاركهم شاردا عن كل ما حوله يفكر  يغلق هاتفه او يتجنب اتصالاتها العزيزه اليه و لا يرد عليها كان يريد معاقبتها و بشده عن كل ما حدث و لكنه وجد نفسه يجيبها فى احد الايام دون اراده منه  و دون حتى ان يشعر انه فعل
عايزه ايه منى حرام عليكى  انا مَش قلت لك ابعدى عنى و متتصليش بيا ثانى انا مَش عايز اعرفك او حتى اسمع صوتك
........
لا مَش هاجى اقابلك مهما قلتى  و عمرك ما  هاتقدرى تشوفينى او تقنعينى  ابدا مهما  حاولتى  ليغلق الخط و يحظرها و هو منفعل غاضب يجب ان لا يسمح لها بالتأثير عليه او محاوله إقناعه  او العوده الى حياته مره اخرى انه يكرهها فلم عليه ان يفعل لتمر عده ساعات اخرى ليجد نفسه وحيداً و قد انشغل كل من حوله عنه و انشغلت سما بالصغار بينما ابيه لا يعلم عنه شيئا ً فهو ابداً مشغول لا يكاد يراه هم ان يحدث سما بما يؤرقه و يصارحها و لكنه عدل فى اللحظه الاخيره عن ذلك و لماذا يفعل انه رجل و عليه ان يحل  مشاكله بنفسه  ليعود الى غرفته و يفك الحظر عن رقمها منتظراً ان يسمع صوتها او ان تتصل به مره اخرى ...
لتمر ساعات و يوم و اثنين دون اتصالها ليكاد ان يجن احقاً يأسا  منه  كام و لم تعد لديها الرغبه فى ان تتحدث اليه ثانيه و قد اكتفت منه و من ما فعل معها ام انها اتصلت فلم تجد اجابه و لم تستطع الوصول اليه انه يشتاق اليها فهى امه  مهما فعلت يشتاق الى صوتها و دموعها التى ترجوه و تشعره بانه مهم و انه محور الكون فى حياه  انسان ليجد نفسه ذات يوم يسير دون هدى  ليقف امام باب منزلها ليضغط الجرس ثم يفزع و قد اصبح يدرك الان ما يوشك ان يفعله ليهم ان يتراجع و لكن الباب يفتح لتطل عليه للحظه ثم تبتسم و تضحك و تبكى بدموع التماسيح ضامه  إياه الى صدرها ليغمض عيناه و يهدأ  فهو مهما كان و مهما كبر طفل صغير خائف  يحتاج الى الحنان و الى صدر امه لتصحبه الى الداخل و تغلق الباب خلفهما .....
أخذ ينظر اليها فى ضيق  و هى جالسه فى هدوء تضحك و تبتسم مع اخويه و تلاعب اطفالها الصغار أيمكن ان تكون تلك البراءه قناع يخفى الكثير من الشرور أيمكن ان تكون بهذا الحقد و السوء  هل يظلمها ان ظن انها كذلك و لكن ان كان كل ما سمعه  و قيل له قد حدث  بالفعل و بتلك الصوره  فان  تلك الام و الصديقه التى كانت  قد دمرت حياته وحياه اخوته  و اساءت الى اقرب  الناس اليه....  الى امه كيف استطاعت ان تخدعهم بتلك الطريقه و لهذه السنوات الطويله  و ان تبعدها و تحتل مكانها بتلك البساطه و دون ان يطرف لها رمش او يستيقظ ضميرها فيمنعها  لقد عاصر بعض ما حدث و سمع انها قد تركتهم و تخلت عنهم دون ان تهتم او ان تنظر حتى ورائها  و تعذب طويلا بعادها عنهم و ابعادهم عنها  حتى عندما عادت لم تمكث معهم كثيرا لترحل بعد ذلك و الى الأبد ايعقل ان تكون مظلومه كما أخبرته و ان كل ما حدث كان دوناً عن ارادتها و ان من تجلس امامه و تحتل مكانها هى السبب   فى مل ما حدث و بتخطيط منها  ايعقل ان تكون من تجلس امامه شيطان بصوره ملاك هل يمكن ان تكون امه كاذبه او اخطات الفهم و لكن ما الذى يجبرها على الكذب بل لما عادت ان لم تكن تهتم بهم كثيرا كُما قالت   كاد عقله الصغير ان ينفجر من كثره التفكير لم يعد يحتمل ان يجلس معهم او ان ينظر اليها كان يخاف من رد فعله ان فعل فربما يفقد أعصابه و يثور عليها او يفرغ غضبه فيما حوله و خصوصاً بعد كل ما علمه  و قد حذرته امه من ذلك الان و طلبت منه  بل اخذت ترجوه وتستعطفه ان ينتظر قليلاً حتى تطلب هى بنفسها منه المواجهه  مان يتخبط فى أفكاره و مشاعره ليقوم من مكانه و قد عجز عن احتمال المزيد ليدخل الى غرفته و يغلق الباب خلفه  لم تلاحظ سما ما يحدث له او ما يدور بخاطره ربما شغلتها الحياه او اطفالها الصغار ربما شعرت بالامان و اغلقت عينيها تحلم بالغد و الأمل لكنها لم تراه او تشعر  به وقتها   اما من لاحظت فقد  كانت اخته الصغيره لارا التى اخذت تراقبه و  تنظر له نظرات طويله متعجبه  و هى تحاول ان تعرف سبب غضبه و ثورته نعم فهى تعلم وبنظره  واحده ما يدور بعقله  لتنسحب خلفه  الى غرفته و تنظر اليه و قد جلس على الفراش ووضع راْسه بين كفيه  حزينا شارداً عن كل  من حوله
مالك يا مازن  ؟ لم  ينتبه او يلتفت اليها الا عندما نادته للمره الثالثه بخوف و هى تشعر ان هناك أمراً ما يسوء
مازن مالك فيه ايه طيب طمنى عليك انت تعبان ؟ ليلتفت هو اليها اخيرا و هو يسألها فى اهتمام
انتى هنا من امتى ؟
من بدرى انا عماله اكلمك و انادى عليك و انت و لا انت هنا فيه ايه  انت تعبان تحب انادى ماما سما ولا اكلم بابا ييجى يشوفك
لا نطقها فى حزم و غضب
انا مَش  عايز  حد يقلق عليا و لا انتى كمان و بعدين ايه اللى جابك ورايا و عماله تحققى معايا لتنظر له فى دهشه من كلامه الجاف البارد معها و هى التى تريد فقط الاطمئنان عليه لتقول و قد بدأت عيناها تلمع بالدموع
مازن فيه ايه انا بس بحبك و قلقت عليك و بعدين انا متاكده ان فيك حاجه انت مَش طبيعىً متعصب عليا اوى من غير سبب  طيب لو مَش حابب انك تتكلم معايا ممكن  انادى ماما
ليرد عليه بصراخ و فى غضب
متقوليش كلمه ماما دى احنا ملناش الا ام واحده بس و مَش هى  لتصمت و قد صدمها طلبه  و كلامه المفاجىء
تقصد ايه مَش فاهمه  و بعدين انت مالك متضايق من الكل ليه  بقالك  مده هو فيه حد ضايقك او جرحك بكلمه  و لا ماما زعلتك طيب قولى بس و فهمنى فيه ايه كاد ان يصرخً عليها و ينهرها و لكنه تذكر حديثه مع والدته منذ ساعات و رجائها  له بالصمت و الصبر ليتنهد فى ضيق و قد اثر السكوت ولو مؤقتا
لارا لو سمحت انا متضايق شويه و المذاكره و الدروس ضاغطة على اعصابى  و كمان تعبان و هانام ممكن تخرجى و تقفلى الباب وراكى و ياريت تطفى النور  لتنظر له فى حرج فهو غاليا يطردها و يطلب منها الابتعاد
ايوه بس ليقاطعها مغمضا عينيه و هو يمنع نفسه من التمادي
لارا عشان خاطرى انا تعبان هانتكلم بعدين لتهز راسها و تخرج فى صمت بعد ان إطفأت النور  بينما يتمدد هو فى ظلام الغرفه و فى عقله و قلبه ظلام اشد من الظلام الذى يحيط. به الان .
مضى يومان لم تنقطع فيها المكالمات بينه و بينها ليخبرها عن كل  ما يجرى اولا بأول لم تكن هى  تسأله او تشعره برغبتها فى المعرفه و لكنه كان يتكلم بنفسه و يحكى لها رغبه منه فى ان يجذب اهتمامها و يرضيها و يشعر بالسعاده حينما تمدحه او تثنى عليه  كان  كل يوم يخرج من المدرسه ليذهب اليها و يخبر كل من يسأله انه مع أصدقاءه او بالدروس يذاكر   كان ياخذ النقود ليشترى لها بعض الزهور او الحلوى فقط ليشعر بالرضا من تعليق او ابتسامه و لم يكن احد يشك فيه او يسال بعده فقد اعتاد كل من حوله على الثقه فيه و الاعتماد عليه و لم لا و هو قبل  الان لم يفعل الا كل ما يستحق الحب و الثقه و لكنه مع هذا كله و رغم غضبه من سما و شكه فيها بعد كل ما سمعه الا انه لم يستطع للان ان يصدق او ان يسىء معاملتها كان احيانا يتجاهلها او يعاملها ببرود و لكنه لم يقدر على اكثر من ذلك  كانت تصارعه قوتان عقله و قلبه عقله الذى ينفى و يكذب و يستشهد بكل أيامهما...  لحظاتها معه و قلبه الذى يصرخ بكل قوه انها امه و لما عليها ان تكذب و ان تحارب للاحتفاظ بهم و رؤيتهم  و ما الذى ستستفيده او ستكسبه من ذلك أليس لها الحق فهم جزء منها  لن يستطيع ان يتخلى او يبتعد مهما طال الزمن و الايام   ظل يتعذب و لا يجد حلا لما يواجهه  حتى كان ذات يوم
مازن
ماما ازيك وحشتينى اخبارك ايه النهارده
لترد بصوت ضعيف لا يكاد يسمع
الحقنى يا مازن انا تعبانه اوى يا ابنى و لوحدى.  مَش عارفه اعمل حاجه او حتى  اطلب دكتور  ليرتعد و هو يسألها فى خوف
تعبانه ازاى يعنى انتى حاسه بايه و ليه مكلمتنيش علطول   كنت هاتصرف  اجيب دكتور او اكلم بابا لترد بفزع
لا اوعى تعمل كده يا ابنى انت عارف الخلافات اللى  بينا كانت ازاى و ممكن مرات ابوك تحرضه ضدى و تمنعنى انى اشوفك خصوصا لو عرفت اننا بنتقابل و نتكلم
متخافيش يا امى من اى حد او من اى حاجه و انا موجود  و اذا كان عليا انا مفيش حاجه فى الدنيا تقدر انها تمنعنى عنك مهما  كان حتى لو هاموت
بعد الشر عنك يا حبيب  ربِنَا يخليك ليا بس بلاش عشان خاطرى انا تعبانه و مَش قادره اتكلم و مَش هاقدر أواجه حد دلوقت او استحمل حاجه انت متعرفهمش  زيى
طيب اقفلى دلوقت و انا مسافه السكه و جاى حالا
لتغلق هى الخط  و هى تبتسم  فى مكر فقد بدات اول الخطوات فى تدمير حياه عدوتها اللدود و لن تتراجع حتى تنتهى تماما من ذلك و بنجاح .
- لارا لارا انتى فين
ايوه يا حمزه
هو فين مازن مرجعش معانا ليه مَش النهارده مفيش دروس
ايوه بس جالو تليفون من حد من اصحابه و خرج
انتى مَش ملاحظه  انه بدا يخرج كثير اليومين دول و يغيب
طيب و ايه يعنى مَش عنده مذاكره و دروس انت عارف السنه دى مهمه اد ايه و هو عايز يجيب مجموع  و بعدين مازن مَش صغير و اكيد بيحب يقعد مع اصحابه و يذاكر
طيب ربنا يوفقه بس انا كنت عايزه ييجى معانا النهارده انا و ماما سما 
فين الجلسه طيب ما ماما هتروح معاك
ايوه بس بتبقى محتاره تساعدنى و لا تشيل مالك  انتى عارفه انها مَش هاتقدر تسيبه هنا و النهارده اجازه المربيه
طيب ما تكلم بابا ييجى معاكم ليعض على شفتيه بخجل و يقول بضيق وبصوت منخفض حائر
انا قلت له و طلبت منه من الأسبوع اللى فات و هو قالى طيب بس الظاهر انه نسى او انشغل عنى كالعاده انا عارف ان انا باتعب الكل و الجلسات بتاخد وقت و مجهود كبير بس انتى عارفه ان ده غصب عنى لتنظر له لارا حزينه و هى تحاول ان تخفف عنه
معلش يا حمزه انت عارف ان بابا دكتور و مشهور و مشغول علطول يعنى هو اكيد كان نفسه بكون هنا و معاك بس اكيد فيه حاجه مهمه و ضرورى شغلته
ليرد فى احباط
ايوه كالعاده عموما انا متعود على كده
طيب ولا تزعل بص انا هاروح معاكم  و هاشيل مالك و ماما تتفرغ ليك انت 
ليهز راْسه فى رفض  و يقول
- مَش هينفع يا لارا  اولا انتى عندك مذاكره و مَش فاضيه لتقاطعه
و لا يهمك ايه المشكله فى يوم يعنى الدنيا مَش هتقف ليكمل
و كمان انتى عارفه ان ماما مَش بتسيب نور فى البيت لوحدها لازم حد منا يفضّل معاها لتصمت و قد عجزت هذه المره عن ايجاد الحل  لتتنهد فى ضيق و هى تتركه و تخرج من الحجره و تحاول ان تهاتف مازن لتجد ان تليفونه مغلقا لتغلق الخط فى غضب  و هى  تسال نفسها
يا ترى انت رحت  فين با مازن و قافل تليفونك ليه ؟

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن