الفصل الثانى عشر
وصلت الى المستشفى لتجدداطفال صديقتها فى حاله يرثى لها من الخوف و الجزع كانت إصاباتهم طفيفه و لكنهم كانوا فى حاله صدمه مما حدث كانت دموعهم تغطى عينيهم و هم يجلسون وحدهم فقد كانت الممرضه تذهب و تعود تحاول ان تطمئنهم فلا تستطيع يصرخون بفزع يسالون عن مصير امهم و ابيهم فلا يجيبهم احد دخلت سما لتتعرف على من حدثتها و تضم الاطفال اليها فى حنو و هى تبكى حال صديقتها و ما جرى لها بينما تركت ادهم يتحرك بحريه ليستعلم عن وضع هدى وزوجها من الاطباء بحكم عمله
فى البدايه لم يستجب الاطفال لها او لمحاولتها تهدئتهم فقد مضت فتره طويله منذ اخر لقاء فيما بينهم و لم يكونوا يتذكرونها خصوصا فى حالتهم تلك و لكن قلبها و مشاعرها الطيبه تغلبت على تلك العقبه ليسكنوا لها بعد فتره و تجلس لتحدثهم و تشغلهم بالاهتمام بنور و مالك عن ما هم فيه ثم يغفو الجميع بعد فتره الى جوارها من التعب و الإرهاق .
ظلت تطلب ادهم لفتره لتعلم منه الوضع فهى منذ اتت الى هنا و هى مع الاولاد و لم ترى هدى او تعلم وضعها حتى الان كان ينهشها الخوف و القلق عليها و لكنها كانت تدارى ما بها و تبتسم خوفا من ان يستيقظ الاولاد و يعودوا للقلق و ما كانوا فيه قبل ان تصل هى كانت الممرضه قد تركتها معهم لبعض شانها لتبقى وحيده تنظر الى الارض و هى صامته ليمضى وقت ليس بالقليل ليفتح الباب و تجد زوجها امامها متجهم الوجه و حاله لا يبشر بخير اخبرها قلبها بذلك قبل عينيها لتنظر اليه ثم الى الاولاد الذين انهمكوا فى النوم ثم تنسحب من الغرفه فى هدوء و تخرج لتقف معه امامها لتسأله بلهفه و قلق
- ها يا ادهم طمنى الأخبار ايه ليصمت للحظه ثم يقول
- و الله كان نفسى اطمنك يا سما بس حاله هدى و جوزها صعبه شويه لتسأله فى جزع
- يعنى ايه فهمنى ارجوك
- هدى عندها ضلعين مكسورين و رجلهاو أيدها ودا غير الارتجاج من الحادثه و الحاله دى بتسبب الم شديد و الدكاتره هنا ادوها مهدىء لفتره و خلوها تحت الملاحظه يعنى مَش هاتفوق دلوقت
- طيب و جوزها ليصمت و لا يجيب
- اتكلم يا ادهم ارجوك انا مَش مستحمله
- جوزها فى غيبوبه تامه و حالته اصعب بكثير الحادثه كسرت القفص الصدري و عنده نزيف داخلى و الدكاتره بيقولوا ثم يصمت و كانه يخشى ان يكمل حديثه
- بيقولوا ايه كمل
- انه بين ايادى الله انا مَش هاقول ان حالته ميئوس منها بس هى خطره و صعبه و هو اصلا فى غيبيوبه مَش هيفوق منها دلوقت دا اذا ربنا أراد و فاق
- يعنى ايه
- يعنى حالتهم صعبه يا سما و محتاجه وقت و مجهود و صبر مفيش قدامنا الا الانتظار
- طيب و هدى ممكن تفوق امتى
- الدكاتره محددوش يا سما بس قدامها يومين ثلاثه على الاقل صمتت و لا تجيب كانت فى حاله صدمه مما سمعت و لم تعرف كيف تتصرف فهى تكره المرض و الموت و خصوصاً اذا كان يحوم حول اقرب الناس الى قلبها
- طيب و بعدين
- سما انا مَش هاقول حاجه بس لازم يكون فيه حد من اهلهم يكون جنبهم دلوقت هدى مَش هاتعرف تتصرف و هى مَش فى حاله تسمح بده اصلا و جوزها بين ايادى ربنا و ربنا بقى يتولى ولادها
- هدى ملهاش حد يا ادهم انا كل اَهلها و مَش هاقدر انى أسيبها فى ظرف زى ده
- يعنى ايه مَش فاهم
- يعنى لازم استنى جنبها و جنب ولادها لحد ما تفوق على الاقل و اعرف هاتتصرف ازاى و تعمل ايه
- و انتى مالك يا سما نطقها ادهم باستنكار و غضب. انتى مَش مسئوله عن كل اللى فى الكون انتى عندك بيتك و وولادك و حياتك اهتمى بيها و هدى ليها ربنا
- يعنى ايه اسيب ولادها هنا لوحدهم و هى وجوزها فى غيبوبه و أمشى يا ادهم تفتكر لو كانت هى مكانى كانت هاتعمل كده
- انا يمكن اكون عملى و مَش بأعرف فى حكايه المشاعر و العواطف دى بس وجودك هنا هيفيد بايه؟
- بكل حاجه انها لما تقوق ان شاء الله تلاقى حد جنبها يسندها و يخفف عنها محنتها دى هىًمحتاجهًده دلوقت اوى زى ما كانت هى بتسيب الدنيا و تيجى تسندنى و تكون جنبى و يفيد ان ضميرى مَش هيسمح ليا انى اسيب ولادها هنا لوحدهم و مَش عارفه عنهم حاجه و كمان لو احتاجوا لاى حاجه مين هيقدر يتصرف غيرى يا ادهم
- طيب الولاد و حياتك و ابنك اللى انتى سايباها فى اسكندريه دى هتعملى فيه ايه صمتت للحظه و هى تفكر ثم تقول
- سافر انت يا ادهم دلوقت ارجع عشان تكون جنب حمزه و ميكونش لوحده
- طيب و انتى ؟
- انا هاخد الولاد و اقعد هنا فى الفيلا يوم ولا اثنين و حمزه عنده بعد بكره اجازه يعنى ممكن تجيبه و تيجى
- يعنى هاتسيبى كل حاجه و تفضلى هنا عشان صاحبتك يا سما
- دى مَش مجرد صاحبه يا ادهم دى اخت و عيله و سند هى كل اللى فاضل ليا عايزنى اتخلى عنها بسهوله كدا
- خلاص يا سما اللى انتى تحبيه انا خلاص تعبت من النقاش معاكى وعارف انه مالوش فايده اعملى اللى تحبيه
- طيب ممكن تتفضل دلوقت عشان متاخرش على حمزه و ارجوك طمنى اول ما توصل و تكون معاه اشوف وشك بخير
- طيب يا سما انا هاسيبك تعملى اللى تحبيه بس عشان مقدر الظروف و اللى انتى فيه عموما انا هاتحرك دلوقت و هانبقى نتكلم بعدين لتهز راسها فى صمت ليخرج و يغلق الباب خلفه .
مضى يوم و اخر كان الوضع كما هو لم يتغير لصديقتها وزوجها كل ما فعلته انها اصطحبت الاطفال جميعاً معها الى الفيلا لتبعدهم عن جو المستشفى و المرض لتنشغل بهم عن مخاوفها و أحزانها كانت قد استأجرت سيده تعتنى بهم اثناء فتره تواجدها بالمشفى للاطمئنان على هدى كان ادهم قد اتصل بها و اخبرها ان حمزه فى طريقه اليها مع ألسائق و لم يكلف نفسه بالحضور معه متعللاً بمشاغله فى العمل رغم انها إجازته و فى اليوم الثالث افاقت هدى لتعلم ما حدث فتنهار و لكن سما وقفت بجوارها تهون عليها و تطمئنها ان كل شىء سيكون على ما يرام لتسال عن زوجها و اطفالها
- و الله الولاد بخير يا هدى و فى البيت مع ولادى كويسين و مفيش فيهم حاجه مجرد خدوش انا قلت أبعدهم عن جو المستشفيات ده و يلعبوا مع ولادى لحد ما تقوموا لهم بالسلامه
- طيب و عصام كانت تسألها فى لهفه و الم لتصمت فهى لم تعتد الكذب كما انها لم تعلم بما تجيبها
- عصام هنا معاكى حالته مستقره و طبعا مَش هيقدر يتحرك عموما انا باطمن عليه باستمرار و اول ما تشدى حياك هاوديكى عنده
- يعنى هو كويس ؟
- الحمد لله على كل حال يا حبيبتى قدر و لطف كانت تحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن الموضوع و إلهاء صديقتها التى بدات تشعر بها فهى تعلمها حق المعرفه
- سما طيب طمنينى هو حالته ايه بالضبط ؟
- هدى انا معرفش اصطلاحات الدكاتره دى و مَش هاعرف اوصفلك حاجه بصى اول ما ادهم ييجى هاخليه يشرح لك الموضوع كله بالتفصيل و بعدين يمكن تشدوا حيلكم و تقوموا قبل كده كمان بقولك ايه انتى لازم تاكلى و كويس كمان عشان تقدرى تقفى على رجليكى و ترجعى لبيتك وولادك انا هاروح اجيب لك الغدا
- مَش قادره يا سما جسمى كله بيوجعنى و مَش قادره ابلع حاجه
- لا عشان خاطرى لازم تاكلى و كويس كمان عشان تقدرى تقفى على حيلكً و بعدين انا لاز م اسيبك بعد شويه و أرجع للولاد البيت لانى سايباهم لوحدهم هناك مع المربيه ومش بأحب اعمل كده كثير بس لازم اطمن عليكى قبل ما امشى
همت ان تخرج لتناديها
- سما
لتلتفت لها
انا مَش عارفه من غيرك كنت هاعمل ايه يمكن مكنش عندى اهل بس ربنا عوضنى بيكى عن الدنيا كلها ربنا ما يحرمنى منك ابدا
لتعود و تحتضنها ثم تقول بابتسامه وًهى تحاول حبس دموعها بصعوبه
- انت هتقلبيها دراما ليه احنا اخوات و ملناش غير بعض مهما كان و مهما الزمن فرقنا بس وقت الشده ملناش الا بعض و الا نسيتى لتضحك الاخرى و لا تجيب
- طيب حاسبى بقى عشان اجيب الغدا و تاكلى قدامى قبل ما أمشى
- سما
- ايوه يا هدى
- بلغتى اهل عصام
- الصراحه انا معرفش حد منهم و تليفونه اتكسر فى الحادثه و كمان كان عليه حمايه
- و عشان كده ملقوش غير رقمى على تليفونك يتصلوا بيه
دا من حسن حظى و لطف ربنا بيا انى الاقيكى جنبى هنا بس انتى تعبتى نفسك اوى
- تعبك راحه يا جميل
- طيب معلش ممكن اطلب منك خدمه كمان
- انتى مَش تطلبى يا هدى انتى تامرىً
- انا هاديكى رقم عّم عصام و يا ريت تكلميه عشان يبقى هنا جنبنا
- طيب بس
- عشان خاطرى يا سما انتى مَش هاتقدرى تفضلى هنا علطول ولازم ترجعى لبيتك و جوزك
- مَش هاقدر اسيبك الا لما اطمن عليكى يا هدى
- ماشى بس فى الاخر لازمً ترجعى لبيتك و لجوزك و حياتك ولا ايه
- ايوه بس
- عشان خاطرى يا سما اسمعى الكلام
- حاضر يا حبيبتى اللى تشوفيه
تحدثت الى عمه و أخبرته ليحضر الى المكان لتتركه و تعود الى الاطفال غير عالمه بما سوف يكون فقد علم عمه بحالته و انه فى غيبوبه و بحاجه المشفى الى الكثير من النقود كمصاريف للعنايه لم يشأ بالطبع او يستطع ان يتحمل هذه المسئوليه ليصر على مقابله هدى لتعلم منه ما يحدث و ما كانت تخفيه عنها صديقتها لتنهار و تفقد أعصابها ليصيبها ما يشبه الانهيار العصبى عندما تعلم ان زوجها يصارع الموت و قد يسترد الله وديعته فى اى لحظه لتعود الى نقطه الصفر مره اخرى و يعطيها الاطباء مهدئا لتغيب عن واقعها مره اخرى كانت الممرضه قد اتصلت بسما مره اخرى و أبلغتها بما كان و تراجع حاله هدى لتصدم و تكاد ان تنهار و هى تتماسك بصعوبه
- فيه ايه يا ماما ؟
- ولا حاجه يا حمزه بس هدى صاحبتى صعبانه عليا اوى و مَش عارفه اعمل لها ايه
- و انتى بايدك ايه ثانى تعمليه
- مَش عارفه بس هى حالتها و حاله عصام صعبه و عمه اللى قلت هيساعد و يعطف وًيقف جنبهم و يسندهم اتصرف بأسلوب وحش اوى و بلغها باللى حصل من غير ما يسال او يراعى مشاعرها كان كل اللى همه انه يبعد عن المسئوليه
- ازاى مَش فاهم ؟
- اصل المستشفى طلبت فلوس و هو قال انه مَش هايقدر يتصرف و ان هدى اولى بجوزها و ان عندها اللى ممكن يغطى الظروف دى و عشان كده راح و بلغها بالحقيقه و بكل قسوه و طلب متها انها تتصرف اوًتقول له الفلوس فين وًهو هايقدر يجيبهم كانًكل همه انه يخلص نفسه مر الموضوع ده و بس
- دا انسان معندوش رحمه
- ايوه يا حمزه و فيه ناس زيه كثير هدى لما طلبت منى انى أكلمه كانت فاكره انه هيقف جنب ابن اخوه وولاده بس مع الاسف ظنها مكنش فى محله
- طيب هاتعملى ايه دلوقت يا ماما ؟
- مَش عارفه يا ابنى الامور صعبه اوى و انا كنت بأحاول اكلم ادهم عشان اساله و احكيله بس واضح انه مشغول لانه ييحول المكالمات على البريد الصوتى عموما انا هاروح بكره المستشفى ان شاء الله و هاتصرف ....
- صباح الخير
كانت تنظر لها فى ح نً دموعها تلمع فى عينيها دون اجابه
- طيب و انا ذنبى ايه انك مترديش عليا يا هدى بلاش عشان خاطرى عشان خاطر الولاد و عصام لازم تكونى اقوى من كده
- ليه خبيتى عليا و متكلمتيش لما سألتك لتصمت و تطرق الى الارض فى خجل
- مكنش ينفع و انتى فى الحاله دى انى احكيلك اى حاجه كان لازم استنى شويه لما تشدى حيلك بس الله يسامح اللى مان السبب بقى
- ايوه يا سما بس دا جوزى و ابو ولادى
- و هو بين إيدين ربما يا هدى و مفيش حاجه تقدرى تعمليها و مهما حاولنا مش هانقدر نعترض
-و نعم بالله
- طيب خلى عندك امل و ايمان بالله و ان شاء الله كله هيكون احسن لتصمت ثم تقول بصوت حازم
- سما انا معلش ليا عندك طلب ممكن ؟
- قولى يا هدى تحت امرك عايزه ايه؟
-انا هاديكى مفاتيح الشقه بتاعتى ممكن تروحى هناك جوه الدولاب فيه صندوق خشب افتحيه هتلاقى فيه مبلغ و دهب انا عايزاكى تبيعى الدهب ده و تجيبى الفلوس كلها و تيجى
-ليه يا هدى مش فاهمه ؟
-عشان خاطرى يا سما انا مش هامن لحد غيرك يعمل كده و بعدين لازم اسددحسابى فى المستشفى و حساب عصام
لتبتسم الاخرى فى فهم ثم تجيبها
- متقلقيش انتى من حاجه الحساب كله اندفع النهارده يا هدى و فيه مبلغ كمان موجود تحت الحساب انا بس عايزاكى تشدى حيلك و تهتمى بصحتك و بعدين هيكون لينا كلام
-؟مين الاى دفع الحساب يا سما سالتها هدى بإصرار
- متقلقيش انتى من الموضوع ده يا هدى ركزى انتى بس فى صحتك دلوقت عشان تقدرى تقفى على رجليكى بسرعه و ترجعى لينا بقى
- جاوبينى يا سما و الا انا مَش محتاجه سؤال اصلا لانى عارفه مين ..من غير ما تجاوبى طيب ليه انتى عارفه انها مستوره و الحمد لله و مَش هاقبل ان
- انتى بتقولى ايه يا هدى كده بتتعاملى معايا على انى غريبه و نسيتى اننا اخوات
- ايوه يا سما بس انا عرفت من عّم عصام ان المبلغ كبير اوى و مَش هاسمح انك
- هدى هنبقى تتكلم و نحل الموضوع ده و بعدين انا و انتى واحد و لما تشدى حيلك ابقى اعملى اللى تحبيه ماشى
بس يا سما لتقاطعها فى رقه
هدى عشان خاطرى مَش وقته هانقعد و نتكلم و نتحاسب يا ستى بس مَش هنا
ربنا ما يحرمنى منك يا سما و لا من طيبه قلبك دا القريب اللى كنت معتمده انه هيقف معانا ثم صمتت و لم تجيب
- هدى انا عايزاكى تنسى و تبقى قويه و تفكرى فى اولادك
لتتساقط الدموع من عينيها فى انهيار
- مَش قادره يا سما كل ما افتكر ان عصام ممكن و لم تستطع ان تجيب لتتتحب
- هدى عشان خاطر الولاد لازم تكونى اقوى من كده و تقفى جنب جوزك و ان شاء الله ربنا هياخد بيده و تعدوا المحنه دى و تخرجوا من هنا سوا
-،ربنا يسمع منك يا حبيبتى و ليدخل الطبيب و تطلب منها الممرضه الخروج قليلا للكشف على المريضه لتتجه الى الكافتيريا لتشرب فنجان من القهوه و تحدث زوجها
- ادهم اخيراً
- ازيك يا سما و حشتينى مَش هاترجعى بقى ؟
- لِسَّه الوضع زى ما هو بس الحمد لله هدى فاقت و ان شاء الله هاتقدر تخرج قريب
- تعرف يا ادهم انا امبارح كنت هاتجنن انت مَش ممكن تتصور اللى حصل لتقص عليه كل ما كان من عّم عصام و ما فعلته هى اليوم
- و انتى اللى دفعتى حساب المستشفى يا سما سالها ادهم بصوت مقرون بالسخريه
- امال كنت عايزنى اسيب صاحبتى و اختى فى الموقف ده و متصرفش
-؟لا طبعا بس كان ممكن تساعديها بطريقه غير كده و بعدين انتى مالك تدفعى المبلغ ده كله ليه مَش فاهم
- دى هدى يا ادهم صاحبه عمرى
- ايوه صاحبتك مَش اختك او من اهلك و بعدين الفلوس دى ليكى و لأولادك
- احنا الحمد لله عندنا اللى يكفى وزياده و بعدين اطمن هى مَش ممكن تقبل هى اصلا طلبت منى أبيع الدهب بتاعها و اتصرف قبل ما تعرف
- طيب كويس انها حقانيه بس لو كان الوضع مختلف كُنتُى هاتعملى ايه ؟
- ولا حاجه كنت هاستعوض ربنا عادى يا ادهم و بعدين انت عارف انى مَش باهتم بموضوع الفلوس ده خالص
- اما عمرى ما شفق و لا هاشوف واحده زيك كده
- تقصد ايه ؟
- طيبه زياده عن اللزوم و لا تقصد اكثر يا ادهم
- خلاص يا سما المرضوع انتهى المهم هاترجعى امتى؟
- هاشوف هدى تقدر ترجع بيتها امتى و هاجيب للأولاد مربيه و يمكن ممرضه تساعدها الفتره دى عموما انا هاحاول انظم كا حاجه فى اقرب وقت و ارجع
- طيب يا سما
- مَش ناوى تيجى تقعد معانا شويه
- مَش هاينفع عندى شغل اشوف وشك بخير و لما تحبى ترجعى بلغينى و انا هابعت لكم السواق
- طيب يا ادهم اشوف وشك بخير عادت الى الحجره لتجد الممرضه تقف على بابها لتخبرها ان الطبيب يريدها فى امر هام و ضرورى لينقبض قلبها وًهى تتبعها داخل طرقات المشفى حتى تصل الى غرفته لتطرق الباب و تدخل و هى ترتعد من خوف لا تعرف سببه بقلبها ....
خرجت من عنده و دموعها تغرق وجهها لم تكن تعى ما حولها كانت تشعر بقبضه بارده تعتصر قلبها و ان قدميها لا تحملها لتتناول هاتفها بيد مرتعده و تطلب زوجها
- ادهم
- سما مالك فيه ايه ؟
-!ادهم من فضلك تعالى دلوقت حالاً
- سما فيه ايه مالك صوتك مَش طبيعى ايه اللى حصل و بعدين انا لِسَّه سايبك من شويه و كُنتُى كويسه حاولت ان تتكلم و لكنها لم تستطع كانت دموعها تغلبها فلا تقوى على الكلام ولا التفسير ليسألها فى حيره
- سما فيه ايه فهمينى ارجوكى انا بدات اقلق لتقول بين شهقاتها المتقطعة من البكاء
- عصام جوز هدى البقاء لله الدكتور لِسَّه مبلغنى دلوقت
- ايه لا حول ولا قوه الا بالله بس ده كان متوقع يا سما انتى عارفه ان حالته كانت صعبه و المساله كانت مسأله وقت و انا كنت متاكد لما شفته و راجعت التقارير اول مره
- انا كان عندى امل انه يعيش و يتجاوز مرحله الخطر
- دا امر ربنا يا سما و مفيش فى ايدنا حاجه نعملها دا قضاء و قدر و الحادثه كانت كبيره و صعبه
لتزيد من حده بكاءها و تسأله فى الم و حزن
- هاقول لهدى ايه يا ادهم و هى فى الحاله دى و هاتستحمل خبر زى ده ازاى انا مَش عارفه اعمل ايه او اتصرف ازاى
- طيب يا سما انتى مَش قلتى ان له عّم لازم الدكتور يبلغه و هو يتصرف
- انت عارف عمه عمل ايه المره اللى فاتت و اتصرف ازاى يا ادهم
- مهما كان دا اقرب واحد ليه ولازم بعرف و يعمل كل الاجراءات
- انا كل اللى يهمنى دلوقت هدى يا حبيبتى يا هدى يا ترى هاتعملى ايه و انتى فى الحاله دى انا مَش هاقدر اقول لها حاجه او أواجهها يا ادهم
- خلاص يا سما متقوليش خلى الدكتور يبلغها او حتى متقوليش لها دلوقت هى اصلا مَش هاتعرف تتحرك او تعمل حاجه
- بس هى هاتعرف اول ما ادخل عندها هاتعرف من غير ما اتكلم
خلاص يا سما ارجعى على البيت دلوقت و كلميها فى التليفون مَش لازم انك تشوفيها و انت فى الحاله دى خالص لحد ما تتماسك و تعرفى تتصرفى معاها و تبلغيها
- طيب و هاقول لها ايه
ليجيب فى نفاذ صبر
- اى حاجه يا سما مش انتى كاتبه قوليلها حد من الولاد تعبان و اضطريتى ترجعى
- بعد الشر
- سما زى ما قولت لك كلمى عمه يتصرف او خلينى انا أكلمه و خلى الدكتور هو اللى يبلغ مراته و يهديها لو حصل حاجه طيب - بس انا محتاجه لك اوى يا ادهم عايزاك تكون جنبى و جنب هدى فى الظروف دى
- طيب يا سما حاضر انا هاتصل الغى ارتباطاتى و راجع
- ربنا ما يحرمنى منك ابدا
مضت الاجراءات ببطء ليتم إبلاغ عّم عصام بما حدث و كذلك زوجته و التى انهارت و لم تستطع مواجهه الموقف كمان كان متوقعا لتتولى هى و عمه واجب العزاء و كل ما يلزم ذكرها ذلك بما كان منذ سنوات يوم موت والدتها و عدم استطاعتها حضور دفنها و موقف ماما زوزو معها ليفتح جراحاً قديمه لم تعد ترغب حتى فى تذكرها كانت تشفق على صديقتها مما ستواجهه ارمله شابه و لديها طفلين وجدت نفسها فجاه دون عائل او معين كما انها تحتاج الى مده طويله لتتماثل للشفاء كانت تجلس امامها تفكر و الاخرى فى عالم اخر لا تعى لتسمع طرقات على الباب ويدخل لتفاجىء به ثم تنظر اليه فى اعزاز و تقدير فلم تتوقع حضوره فى هذه الظروف
- حسام مَش معقول حمد الله على السلامه جيت امتى من دبى لينظر لها فى عتاب و لوم
- يعنى كُنتُى مَش عايزانى اجى يا سما انا كنت متوقع انى اكون اول واحد تبلغينى باللى حصل ده أقوم اعرف من نعى عصام الله يرحمه انتى عارفه ان انا و انتى و هدى مَش مجرد زمايل او اصحاب لا اخوات و عشره عمر و مكنش ينفع اعرف و مجيش اقف جنبها فى موقف زى ده لتدمع عيناها و هى تنظر الى صديقتها فى الم ليسألها
- هى ازيها دلوقت ؟
- زى ما هى من ساعه ما عرفت و هى عندها انهيار عصبى و الدكتور بيقول انها مسأله وقت
- ربنا يشفيها و يصبر قلبها و احنا معاها و مَش هانسيبها تواجه ده لوحدها
- طبعا من غير ما تقول
- طيب انا هارجع الفندق لانى سبت مراتى لوحدها و جيت على هنا علطول و هابقى ارجع بالليل معاها عشان نطمن على هدى
- سلملى عليها اوى بس مكنش لازم تتعب نفسها انا عارفه ان الحمل تاعبها اخر مره كلمتها كانت مرهقه و تعبانه
- هى صممت انها تيجىً معايا و تكون جنبكم فى الظروف دى
- هى انسانه ممتازه ربنا يخليها لك و يسعدكم يا حسام
ليجيبها فى مرح محاولا تغيير ما يحيط بها من حزن
- انا مَش ممكن انسى انك كُنتُى السبب فى اننا اتعرفنا على بعض و ارتبطنا و احيانا بادعيلك و ساعات ثانيه بادعى عليكى يا سما لتبتسم له فى ضعف ليقول
- طيب انا هامشى دلوقت و هارجع بالليل و اتمنى ان الدكتور ادهم يكون موجود و اسلم عليه اصلى بقالى كثير اوى مشفتوش
- ان شاء الله
