الفضل السادس

4.4K 120 6
                                    




الفصل السادس
- ماما انتى كويسه مالك يا حبيبتى  ايه اللى جرى طمنينى
لتحتضنه فى ضعف  و هى تبكى
انا كنت باموت يا مازن صداع رهيب و هبوط و كنت مَش دريانه بنفسى و كنت لوحدى محدش معايا  خفت و كلمتك معلش يا ابنى تعبتك و جبتك لحد هنا
انتى بتقولى ايه  دا انا لما كلمتينى كنت هاتجنن و سبت كل حاجه و جيت علطول طيب انتى واقفه هنا ليه انتى اكيد تعبانه تعالى استريحى قى سريرك و انا هاتصرف
لتطاوعه و هى تجلس على الفراش فى ضعف و انهاك  بينما يجلس هو بجوارها قلقا ليظلا هكذا للحظات حتى بدق جرس الباب لتسأل
يا ترى مين
دا اكيد الدكتور اللى انا طلبته ليكى عشان ييجى يطمنا لتنظر له فى صدمه و قلق ثم تقول
مالوش لزوم يا مازن  اسمع بس انا لما كلمتك جارتى طلعت و اتصرفت و جابت ليا دكتور قريبها يعنى خلاص مالوش لزوم الدكتور ده اعتذر له
هو خلاص جه يا ماما وبعدين دا والد واحد صاحبى و اهو يطمنا
طيب ما هو ممكن يقول لبابا  و تحصل مشكله
لا هو عارف انكم منفصلين و بعدين هنسيبه كدا على الباب انا هاروح افتح له  دقيقه
ليدخل الطبيب و يرحب هو به و يدخل اليها ليظل فتره ثم يخرج و يغلق الباب خلفه
خير يا دكتور ارجوك طمنى
بص يا ابنى انا مَش شايف اى سبب للأعراض  اللى هى  بتشتكى منها دى بس  طالما اتكررت و اكثر من مره يبقى لازم ندور على السبب
طيب حضرتك نعمل ايه انا مفهمتش حاجه
انا طلبت منها تحاليل و أشعه عشان نستبعد اى حاجه خطيره لا سمح الله و على اساسها نكتب العلاج المضبوط 
طيب و دلوقت
انا مَش هاكتب لها الا مسكّن خفيف تستعمله فى الضروره بس لحد ما نتايج التحاليل تظهر و بعدين نشوف
شكرًا لحضرتك انا مَش عارف من غيرك كنت عملت ايه
انت زى ابنى يا مازن بس انا كنت عايز انك تبلغ والدك باللى بيحصل و تطلب مساعدته هو 
ارجوك بلاش هى مَش عايزه مشاكل و خايفه من اللى ممكن  يحصل و انا لازم اسمع كلامها و خصوصاً و  هى تعبانه كده
انا مقدر الموقف اللى انت فيه و عشان كده هاساعدك يا مازن عموما انا زى بابا و تحت امرك فى اى وقت زى ما  قولك لك و لما تظهر نتائج  التحاليل ابقى هاتها و تعالى العياده    اتفضل دا الكارت بتاعى إديه لماما عشان لو احتاجت تيجى او تستفسر عن حاجه  و انت طبعاً معاك التليفون يا مازن و كمان البيت بيتك 
حاضر و شكرًا لحضرتك ليخرج بعض النقود من جيبه فى خجل و يهم ان يسال ليضحك الطبيب
انت بتعمل ايه يا مازن يعنى ده يصح برضه
ايوه بس حضرتك سبت شغلك و جيت لحد هنا و
أظن انا قلت انى زى بابا و عيب ....اشوفك على خير و سلامتها ماما و لو محتاج اى حاجه ابقى كلمتى و متتردش
شكرًا لحضرتك ليوصله الى الباب و ينتظر حتى يذهب ليدخل لها لتنظر له فى ضعف و تسأله بصوت خفيض
ها الدكتور قالك ايه يا مازن؟ 
ليجلس الى جوارها على الفراش  و هو يقول فى تعاطف
ولا حاجه يا ست الكل هو بيقول انه ضعف عام  و هبوط وطلب شويه تحاليل و قالى انك محتاجه  ترتاحى و تاكلى كويس عموماً  انا هاخد بالى منك  انا هاروح اجيب لك اكل  و ممكن ننزل بعد شويه لما ترتاحى نعمل  التحاليل او لو تعبانه ممكن نروح بكره عموما دا الكارت بتاعه  لتاخذه منه بعدم اهتمام   و تضعه فى درج بجوارها  و هى تبتسم بخبث ثم تستدير الى ابنها و هى تتظاهر بالحزن  و تلمع عينيها بدموع التماسيح
شايف اللى انا فيه يا مازن كل اللى طلبته من الدنيا انى أعيش فى هدوء و انكم  تكونوا حواليا و جنبى كثير عليا يعنى الطلب ده ليه هما عملوا فيا كده  عملت فيهم ايه و حتى لو  كنت غلطت انا برضه ام و مَش من حقهم يحرمونى من ولادى  كده لتبدا فى البكاء  بلا دموع و هى تخفى وجهها لينظر لها فى شفقه و إسف و يقول
متخافيش يا ماما و لا تزعلى طول ما انا معاكى وجانبك  و بعدين هو انا مَش كفايه عليكى و لا ايه ؟
لا طبعا با حبيبى بس أخواتك وحشونى لارا و حمزه و خصوصا حمزه نفسى اشوفه و اقوله انه مَش ذنبى اللى حصل ده كله دا كلن امر ربنا و نفذ  و مكنش غلطتى لوحدى انا عارفه انه صعب انه يسامحنى او يتكلم معايا بس عندى امل انه لما يعرف انى تعبانه و مشتاقه له يمكن قلبه يحن عليا شويه  انا مهما كان  امه 
طبعا يا ماما بس موضوع حمزه ده بالذات صعب شويه لانه لِسَّه تعبان وانتى عارفه  ان عنده جلسات و علاج و الى بتروح معاه  مرات بابا نظرت له و قد لمعت عيناها للحظه ثم اخفت ذلك ببراعه فلأول مره ينادى سما  بزوجه ابيه دون اسمها هل بدا يحقد عليها و يكرها لقد نجحت فى مسعاها و بدات تسمم عقله من ناحيتها لتجيبه بانكسار
طيب يا ابنى اللى تشوفه انا ليا ايه يعنى فى الدنيا الا راحتكم نظر الى حزنها و هو يؤنب نفسه فهو مهما كان لازال طفلا او مراهقا  يسهل خداعه و هى امه ليقول  كى يفرحها
بس انا ممكن اكلم لارا و اخليها تيجى معايا هنا و تشوفيها اعتقد انها مَش هاترفض لانها كانت مشتاقه ليكى اوى و بتحبك
طبعا بس تفتكر   هى. هاتتكلم  او تقول لسما على اللى بيحصل
معتقدش انها ممكن تعمل كده  يا ماما  متخافيش هى. مَش ممكن تزعلنى  او تزعلك و حتى لو رفضت تيجى مَش هاتتكلم  دى اختى و انا عارفها كويس و بعدين انتى خايفه ليه ما اللى يعرف يعرف مَش مهم
لا يا حبيبى عشان خاطرى انا تعبانه و مَش عايزه مشاكل و خصوصا فى المكان اللى انا ساكنه فيه
خلاص اللى تشوفيه انا مَش هاضغط عليكى و هاسيبك براحتك لتبتسم و تقول 
طيب خلاص يا مازن عموما انا باعتبر  انى عندى دلوقت  فى حياتى راجل يعتمد عليه و هاسيبك تتصرف براحتك  
طيب انا هأقوم اجيب الغدا  دلوقت
لا مَش هاينفع يا حبيبى انت اتاخرت و ممكن تحصل مشكله  ارجع  انت  دلوقت و ابقى تعالى ليا بكرهً
طيب و الاكل
متقلقش انا عندى اكل كثير جارتى جابت ليا اكل كويس و كمان ممكن اطلب ديليفرى روح انت دلوقت لتحصل مشًكله عشان خاطرى
طيب ماشى بس لو احتجتى اى حاجه فى اى وقت كلمينى و انا هاكون عندك علطول مهما كان
طيب يا حبيبى مع السلامه ليخرج و يتركها لتقوم من فراشها و تنظر من النافذه لتتأكد من ذهابه لتحدث نفسها و تقول  و لِسَّه انا وراكى و الزمن طويل يا سما أنتى  و ادهم  انتو كُنتُم فاكرين انكم تقدروا تاخدوا ولادى و تعيشوا حياه هاديه و تنسونى و كأن انا مَش موجوده كُنتُم فاكرين انكم تقدروا تضحكوا على هايدى طيب  اما نشوف مين هيضحك  فى الاخر   ثم تتجه الى التليفون لتطلب رقما ً
انا عايزه اشوفك النهارده ضرورى   نتقابل فين ؟
............
طيب انا هاستناكى هناك كمان ساعه متتاخريش لتغلق الخط و هى تبتسم بشر
كنت فين يا مازن انت اتاخرت اوى
و من امتى انتى بتسالينى يا لار كنت فين او عملت ايه
انت زعلت  مَش قصدى بس انت النهارده خرجت من بدرى و فجاه ومقولتش هاتروح فين حتى  تليفونك قفلته فقلقت  عليك
لا متقلقيش انا كويس و بعدين انا كبرت  خلاص و مَش محتاج وصايه من حد خصوصا انتى
مازن  انا كلمتك عشان حمزه كان عنده جلسه و كان حابب انك تروح النهارده معاه عشان تساعده
و فين سما مرحتش معاه ليه بقى مَش هى بتروح معاه كل مره
ما هى خرجت معاه  بس بتبقى مشغوله بمالك و هو كان عايز حد يساعده و يعتمد عليه بعد الجلسه  و انت اخوه الكبير و سايبه خالص
خلاص يا لارا كفايه كلام  بقى انا تعبان و عموماً لو حمزه محتاج مساعده هابقى اروح معاه المره الجايه ها فيه حاجه ثانيه ولا ادخل أوضتى استريح
لتنظر له فى صدمه ثم تسأله بصوت خفيض
- مازن فيه ايه انت بقالك فتره متغير و كمام  بتتكلم معايا كده ليه لتلمع عينيها بالدموع
ليتنهد فى غضب و هو يحاول ان يخفى ضيقه و انفلات أعصابه
لا ولا حاجه  بس انا متضايق شويه يا لارا و بعدين انا لِسَّه داخل و تعبان  و انتى عماله  تتكلمى و تسالى و كانك بتحققى معايا  دا محدش فى البيت ده بقى بيهتم او بيسأل اصلا
لانهم واثقين فيك و بيحبوك يا مازن مَش عشان مَش مهتمين
طيب يا ستى عن اذنك بقى ليدخل لتمضى بعض دقائق ثم يطرق الباب لتدخل هى مره اخرى على استحياء لينظر لها
لارا  خير فيه ايه ثانى ؟
اتعشيت  يا مازن او حتى اتغديت لينظر لها شارداً فى تلك المريضه التىً تركها  منذ قليل ترى هل اكلت ام لم تجد من يطعمها و يهتم بها لقد كانت تراضيه و تسكن خوفه فقط ليتركها و لا يتأخر  لابد ان يحادثها و يطمئن عليها و على أحوالها
  مازن انا عماله اكلمك و انت مَش هنا خالص
لا ولا حاجه يا لارا بس سرحت شويه كدهً نفسى عموما انا جعان جداً  لوًعندك اكل هاتيه لتبتسم وهى تقول
طبعاً عندى  ماما سما مجهزه كل  حاجه لنا  قبل ما تخرج لينظر لها فى استهزاء مما تقول ثم يتجه الى هاتفه ليطلبها و يطمئن عليها فقد كان فى غايه التوتر  منذ تركها  ليجده مغلقاً  فيعقد حاجبيه فى قلق كانت لارا تناديه ليخرج لها ثم يقول
لارا انا هانزل شويه و ارجع
رايح فين يا مازن انت لِسَّه  راجع و الوقت متاخر
ها ولا حاجه اصلى نسيت كتاب  مهم مع صاحبى هاروح اجيبه و اجى بسرعه
طبب ما تجيبه منه  بكره
ليرد  عليها فى ثوره
فيه ايه  يا لارا  هو انتى  هاتحققى معايا  و لا هتتخكمى فيا اعمل ايه و متعملش ايه
جرى ايه يا مازن هو انت مالك كده عصبى و مَش على بعضك و بعدين مَش هاينفع تخرج دلوقت بابا ممكن يرجع فى اى وقت  او يتصل و ماما  زمانها جايه بحمزه أقولهم ايه طيب
ليتناول هاتفه قلقاً و يعود الى حجرته مره اخرى لتتبعه هى فى فضول و قلق لتمسك المقبض و قبل ان تفتح الباب و تسأله تسمعه يحدث احدهم
ايوه كُنتُى  فين انا قلقت عليكى اوى و كنت هانزل دلوقت اجى لك  
.....
لا ما التليفون كان مقفول و كان تليفون البيت مَش بيرد
....
طيب و ليه هو الدكتور مَش قال لك تستريحى
....
طيب يا حبيبتى تصبحى على خير  دلوقت بس يا ريت تطمنينى عليكى  وتاخدى بالك من نفسك اه و التليفون يفضّل مفتوح
عشان اقدر انى اطمن عليكى مع السلامه ليغلق الخط و هو يبتسم ليستدير و يجدها امامه 
كنت بتكلم مين يا مازن ؟
انتى هنا من امتى و ازاى تدخلى كده من غير إذن بتجسسى  عليا يا لارا
انا  انت عارف انى مَش  ممكن اعمل كده و بعدين متغيرش الموضوع  كنت بتكلم مين و تقول لها يا حبيبتى
و انتى مالك اعتقد دى حاجه  تخصنى انا لتتقدم منه
مازن انت ايه  اللى جرالك انا صحيح اختك الصغيره بس عمرك ما خبيت حاجه عليا و انا حاسه انك متغير ومن فتره فيه ايه يا مازن احكيلى و صارحنى انا اختك 
لارا عشان خاطرى لو بتحبينى انسى كل   اللى انتى سمعتيه دلوقت و متسألنيش عن حاجه و انا لما الاقى الظرف مناسب هاشرح لكًكل حاجه
انت بتقول ايه يا مازن انا مَش هاقدر اعمل كده و انا شايفاك متغير و بالشكل ده و عموماً لو مَش حابب انك تقولى او تتكلم معايا و شايف انى صغيره ممكن انا اقول لماما سما و اتكلم انت معاها و خد نصيحتها و هى مَش.... ليقاطعها فى عصبيه
اوعى تعملى كده  يا لارا  مَش هاسامحك ابدا فاهمه 
ما انا لازم افهم  فيه ايه انت قلقتنى كده اوى  و انا اسفه مَش هاقدر اسكت انا ....ليغلق الباب و هو يجذبها فى عنف لتصرخ بصدمه عليه ان يتوقف  ليتنهد و هو يحاول ان يسيطر على أعصابه
طيب انتى عايزه تعرفى الحقيقه يا لارا انا هاقولك كل حاجه و دلوقت بس اوعدينى لتقول و هى تدلك  يدها فى عصبيه 
بأيه  بالضبط مَش فاهمه
ان محدش يعرف كلمه من اللى هانقوله دلوقت ابدا لو حابه انك تعرفى هاقولك بس مَش هاتقولى لحد كلمه مهما كان و لا حتى لحمزه او سما او اى حد و الا عمرى ما هاسامحك ابدا ولا  هى كمان
  تقصد ايه يا مازن مَش فاهمه
انا هاقولك
تمضى الساعات و الدقائق بطيئه و مؤلمه فى عياده الطبيب كان حمزه قد اعتاد على ذلك و لكنه اليوم يشعر بالضيق و انقباض فى صدره كان يشعر  ان مرضه  قد اصبح عبئاً على من حوله لقد كان فى البدايه طفلاً لا يدرك ذلك و لا يعرف الا التذمر و الالم و لكن مع مرور السنين اصبح الان يعى و يدرك كان. ينظر الى سما فى إشفاق
هى امه و رفيقته فى مشواره  الصعب الطويل  و من البدايه لم تتركه لحظه  واحده و كلما  ضاق صدره او شعر بالغضب من الالم او طول العلاج او ما يعانيه من صعوبه فى الحركه و حديث الاطباء الممل المعاد عن الصبر و الأمل كانت ابتسامتها و حنوها  عليه ما يشجعه على الاستمرار فهى لم تتوقف او تفقد الأمل و لم تتذمر من سعيها معه الى الاطباء و لم تشكو مره من ارهاق او تعب كان من  صبرها و إصرارها يستمد عزيمته و اراده ورغبه فى الشفاء و لكنه فى الشهور الاخيره بدا يشفق عليها من كثره  الأعباء و المطالب كان ابوه فى البدايه حريصاًان يرافقهم باستمرار  و لكنه مع مرور الوقت بدأ يتحجج بكثره مشاغله و يكتفى بالمتابعه مع الاطباء او التنسيق مع طبيب جديد و الاطمئنان الروتيني  عليه من حين لآخر كان يحتاج الى من يساعده فى الفتره الاخيره  و خصوصا بعد الجلسه و قد كانت سما تحاول معه جاهده  ولا تشكو و احيانا ما كان مازن يصاحبه و يساعده و لكنه اصبح يتباعد هو الاخر فى الفتره الاخيره و يبحث عنه فلا يجده كان من اصعب عليه ان يطلب فالحب و الاهتمام لا يطلب و انًما ينبع من القلب و ها هى فقط من معه  الام التى ترافقه و لا تتركه رغم تعبها ورغم وجود طفلها الرضيع على يديها تتركه و تعينه رغم حرجه و طلبه منها الا تفعل و لكنها لا تهتم الا براحته هو و تبذل ما تستطيع لمساعدته تنهد فى ضيق من ابيه و أخيه بتركهما له دون مساعده و الاكتفاء بمتابعه الامر  من بعيد و لكنه لم يرد ان يثقل عليها او ان يزيد من همومها ليتحامل  على نفسه و يحاول ان يتحرك معها بصعوبه لتبتسم له و هى تحاول ان تساعده و تقول
- هانت يا حبيبى كلها  مده بسيطه  و ان شاء  الله تبقى زى الفل الدكتور طمنى
ليرد عليها بإحباط ود ون حماس
ان شاء الله يا ماما مَش يلا بقى عشان احنا اتاخرنا النهارده اوى لتجيبه فى إشفاق
مَش تستريح شويه طيب قبل ما نتحرك
لا يلا بينا و  هاستريح فى البيت
طيب يا حبيبى اللى تشوفه ليركبا السياره و يعودا الى  المنزل  ليسبقها هو الى الصعود
استنى يا حمزه هاطلع معاكً و اساعدك
لا يا ماما انا هاطلع لوحدى و على مهلى كده
بس
معلش يا ماما سيبينى اعتمد على نفسى و لو احتجت مساعده مَش هاطلبها من حد  غيرك
طيب يا حبيبى
لتصعد  بعدها بقليل لتجد ادهم  بالمنزل
ادهم  انت وصلت امتى و مكلمتنيش ليه ؟
لا ابداًانا لِسَّه واصل من شويه وكنت هاغير هدومى و انزل ثانى علطول لان عندى ارتباطات مهمه
يعنى انت  مَش هاتقعد معانا شويه حمزه لِسَّه راجع من الجلسه  و كنت حابه  انك
معلش يا سما  مَش هاينفع هابقى احاول أفضى وقتى شويه  و نقعد كلنا مع بعض بس انا متاخر ليتركها و يذهب الى الحمام الملحق بالغرفه ليستعد لتنظر له فى صدمه و ضيق فقد تغير كثيراً فى الفتره الاخيره و اصبح يتباعد عنهم باستمرار و يتحجج بكثره مشاغله و أعبائه انه حتى لم يهتم بالسؤال عن حمزه و جلسته و متابعه العلاج لتذهب الى غرفه مالك لتعطيه للمربيه ثم تطمئن على نور و تسال عن مازن ولارا لتخبرها المربيه انهم بالغرفه معا لتعود الى غرفتها و تجده يستعد للخروج
ممكن اعرف انت رايح فين دلوقت يا ادهم  لينظر لها فى دهشه ممزوجه بالسخريه و يقول
غريبه يا سما اول مره تسالى يعنى و بعدين من امتى انتى عارفه انى دكتور و عندى التزامات و ماليش مواعيد محدده و المستشفى كمان مفتوحه ٢٤ ساعه ولازم اتابع
انا فاهمه ده كويس  بس برضه انت مَش ملاحظ انك بقيت مشغول عننا فى الفتره الاخيره و تقريباً مَش بتقعد فى البيت تقريبا بترجع على ميعاد النوم بس دا اذا رجعت اصلاً  دا حتى الولاد بدؤا يسالوا و يتضايقوا
و انتى بقى اللى   متضايقه والا الولاد ؟
انا و هما ايه يا ادهم احنا عيله واحده و انا نفسى انك تكون معانا و جنبنا اعتقد ان دا من حقى و حقهم
كويس اوى يعنى اسيب شغلى و حياتى و اقعد هنا جنبكم لتنظر له فى صدمه و تقول
اعتقد ان دى حياتنا كلنا يا ادهم  وانا و الولاد شركا فيها
سما انا مَش فاهم ايه لزمه الحديث دا كله و النقاش  دا دلوقت و بعدين انا مَش فاضى اصلاً و اتاخرت عن اذنك ليتركها و يغلق الباب خلفه  و لم يعطها الفر صه حتى للرد ليواجهه حمزه و هو يدخل من باب المنزل بصعوبه و ارهاق ليقف لحظه  و هو يتأمله ثم يسأله
حمزه ازيك يا حبيبى ها اخبارك ايه النهارده مَش تمام لينظر له حمزه فى عتاب و عينيه تحمل الكثير و الكثير من الكلام و على لسانه الف سؤال  يجب ان يقال و لكنه يخفض رأسه و يجيب فى برود و هو يتجه الى غرفته
انا الحمد لله كويس  عن اذنك هاروح أوضتى استريح كان يشعر بالذنب لإهماله ابنه و انشغاله عنه و لكنه نفض ذلك عن ذلك
عن ذهنه فهو يوفر له كل الإمكانيات الممكنه كما و ان سما معه و تعاونه باستمرار فماذا يفعل اكثر من ذلك ليتجاهل هذا الشعور و هو يعدل من رابطه عنقه و يخرج و يغلق الباب خلفه

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن