الفصل الثامن و العشرون

4.2K 138 24
                                    

الفصل الثامن و العشرون
خرج من عنده لا يكاد يرى طريقه لم يسمع باقى الحديث و كانه فى عالم اخر  ما ا عليه ان يفعل الان لقد كان يتمنى ان يكون الاخر مجرد كابوس يستيقظ منه ليجد انها بخير و انها فقط تحاول ان تقربهم منها مره اخرى تساقطت دموعه و هو يسير بلا هدف او هدى  و يحدث  نفسه
  ياه يا امى دلوقت بس اقدر اقولها بينى و  بين نفسى و مَش ليكى  عملتى كل  دا ليه بعدتى عننا  و حرمتينا  و حرمتى  نفسك من الحب  ليه  و ايه كانت النهايه مرض لعين و علاجه صعب جريتى عمرك كله و اتعلقتى بالدنيا و فى الاخر الدنيا خدعتك و بعدتك عن  اقرب الناس ليكى  كسبتى ايه غير الالم و العذاب ليكى و لكل اللى حواليكًى اعمل ايه و اتصرف ازاى  لينظر الى النيل فى شرود و هو يحدث نفسه
  ياااه اد ايه انا محتاجك الوقت يا امى  محتاج اترمى فى حضنك و اسمع كلامك و اشوف دموعك اللى عمرك ما قدرتى تخبيها عننا مهما حاولتى دايما قلبك كان هو اللى بيتكلم   بس انتى كمان  دلوقت فين  بعيد مع حمزه و اجيبك منين  مشتاق ليكى اوى و لانى اسمع صوتك و تقوليلى اعمل ايه  اعمل ايه يا رب دبرنى
  ظل جالسا لفتره لا يعلمها ثم قام من مكانه و هو يمسح دموعه و قد اتخذ القرار سيحارب الالم و الغضب بالحب كما علمته هى  و عليه ان يحارب نفسه قبل الجميع  سيذهب اليها و يقف الى جوارها و يحاول ان يحميها حتى من نفسها فمهما كان هى امه وهو قطعه منها  و ستظل و عليه الان ان يكون كأمه الاخرى التى علمته   وربته على القيم و المبادىء قويا يصارع الدنيا  و يتغلب على الصعاب و هى و ان كانت غير موجوده الى جواره لتعينه الا ان ما علمته إياه محفور فى قلبه و لن ينساه ابداً   قام و  اتجه الى بيتها  ليقف للحظه  امام الباب متردداً لم يدرى ماذا عليه ان يفعل  و  ها هو يغالب نفسه هل يخشى مواجهتها ام يخشى نفسه   ثم يتنهد و يقرر الا يتراجع مهما كان لقد  بدا طريقاً و عليه ان يكمله  ليقترب و يطرق الباب  ظل للحظات ساكناً و لا يجد من يجيبه  ليتناول هاتفه و يفك الحظر عليها  و يتصل  بها ليجيبه الهاتف من الداخلفيبدا بالقلق  و يطرق  الباب مره اخرى بقوه اكبر  و هو ينادى بخوف
- افتحى انا عارف انك هنا يعنى هتسيبنى قدام الباب كده كثير و عموما انا مَش هامشى هأفضل واقف لحد  ما تفتحى ليا  يا ماما  خفض راْسه و هو ينتظر بيأس و لا يدرى ماذا عليه  الان ان يفعل  ليسمع صوت الباب و تظهر هى امامه   نظر  اليها لا ليست هى  كم هاله شحوبها  و نقص وزنها و اثار المرض التى تبدو عليها  أهذه  هى امه التى كانت انتبه على صوتها و هى تقول بلهفه 
- انت قولت ايه؟  لم يجبها فلم يفهم سؤالها او ما تسال عنه
لتجيبه دموعها الصادقه لاول مره و هى تقول
-  انت قلت ماما صح و الا انا مسمعتش صح  نظر اليها و قد اشفق قلبه عليها حتى انه كاد ان يجيبها بدموعه لكنه تماسك و هو يقول
- طيب  ممكن ادخل الاول وبعدين  نتكلم لتجيبه برجاء
- لا استنى   سمعهانى ثانى  يا مازن عشان خاطرى انا نفسى اسمعها اوى ثانى منك نفسى و انا ببص ليك بعيونى و اعرف انك بتحبنى و انك سامحتنى  و انى لِسَّه امك و لِسَّه فى قلبك مهما قلت او عملت فيك  بس فى الاخر بتغفر ليا و تسامح انا عارفه  يا بنى انى عملت حاجات كثير غلط و انى مستهلش حتى وجودك هنا قدامى  و جنبى ولا انى  اسمع الكلمه دى منك  بس عشان خاطرى  قول اتكلم   كانت تقول هذا الكلام و هى تشهق بدموعها حتى انه اشفق عليها و لم يدرى بنفسه الا عندما اخذها بين احضانه احس بارتعاش جسدها بين يديه كعصفور ينتفض تحت المطر   و هى تبكى عمراً باكمله اضاعته فى اوهام  الحقد و الكره ليسحبها الى الداخل و يغلق الباب خلفهما  ظلت هكذا لفتره حتى هدأت دموعها  ثم سالته
- انت عرفت يا مازن عرفت  كل حاجه اكيد الدكتور كلمك و بلغك و عشان كده جيت  دلوقت مَش كده  قلبك مطاوعكش رغم كل اللى عملته فيك  شفقه بحالتى و اللى  انا فيه مَش اكثر
كفايه بقى يا ماما انا تعبت من الكره و الحرب انا بحبك طول عمرى بحبك كل المى و عذابى كان عشان الحب ده و بسببه عملت حاجات كثير مَش بافتخر بيها بالعكس بقى  انتى اللى كُنتُى دايما  بتبعدى  مَش احنا  و كل مره كُنتُى بتستغلى   الحب ده غلط    و تبعدينا اكثر و اكثر و حتى دلوقت مَش قادره انك تفهمى ان  دى مَش شفقه دا حب انا مهما كان حته منك و احس بيكى و أتألم معاكى مهما قلتى او عملتى فيا لتنفجر دموعها مره اخرى و هى تقول
سامحنى يا ابنى سامحونى كلكم انا عارفه انها متاخر اوى بس خلاص ربنا اخد بحقكم كلكم منى يا ريت كان عندى فرصه فرصه واحده بس تعوضكم فيها و اكفر عن ذنوبى بس خلاص بعد ايه
  ماما متقوليش كده  ان شاء الله هاتبقى كويسه و بخير و انا معاكى و مَش هاسيبك ربنا كبير و مَش هيتخلى عنك و لا يسيبك لازم يكون  عندك امل
  انا خايفه يا مازن خايفه من اللى جاى و خايفه اكثر من لقى ربنا هاقابله ازاى و اقوله ايه بعد كل اللى قولته و عملته ده انا غلطت فى حق  ناس كثير اوى و أذيت ناس  ملهاش اى ذنب غير انها ظهرت  فى حياتى اعمل ايه و يسامحونى الوقت ازاى
  استغفرى ربنا يا ماما و هو هيساعدنا  و يكون معانا المهم اننا يكون عندنا امل و  نبدا العلاج  فى اقرب وقت زى ما  الدكتور قال   -انا مَش هاتعالج يا مازن خلاص انا عارفه ان دى اخرتى و ان مفيش امل ليه أضيع الوقت اللى فاضل ليا فى اوهام  لينظر لها فى غضب و يقول
يعنى انا لِسَّه  باقول ايه و انتى بتقولى ايه لا يا ماما اذا كان  مَش عشانك يبقى عشانى انا و اخواتى لازم تحاولى و تقاومى و تحاولى انك تهزمى المرض  و تهزمى  الشر فى نفسك قبل منه   انا عايزهم يعرفوا امى اللى قدامى دلوقت مَش هايدى   اللى كانت
تفتكر هما يقدروا يسامحونى  على كل  اللى عملته فيهم صعب اوى يا مازن
مهما قلتى او عملتى انتى فى الاخر امهم و هما حته منك و بيحبوكى مهما حاولوا ينكروا ده او ينسوه  و انتى لازم تعيشى و تحاولى تعوضيهم كل اللى فات
- تفتكر يا مازن  هاقدر تفتكر  فيه امل
-الأمل فى ربنا مين كان يقول اننا نرجع لبعض ثانى و انى اكون دلوقت   هنا و معاكى و جنبك  يمكن ربنا عمل كل ده و بيختبرك عشان هو بيحبك و راضى عنك و حابب انك ترجعيله من ثانى  و تستغفريه  لتمسح دموعها و هى تفكر فى كلامه  ليحاول هو مره اخرى و يسألها ها يا ماما قولتى ايه  و قبل اى حاجه اذا قلت لك عشان  خاطرى انا
-   عشان خاطرك انا اعمل اى حاجه فى الدنيا يا حبيبى كفايه  انك هنا معايا و جنبى انا خلاص مَش عايزه من الدنيا حاجه  ثانيه و لو مت هاموت مبسوطه
- بعد الشر عنك
- بس املى فى ربنا  انه يجمعنى بإخواتك  و يسامحونى هما كمان على كل اللى فات
- ان  شاء الله يا ماما بس انتى خلى عندك امل  و اسمعى كلامى واوعدك ان   كل شىء هيتصلح
- ان شاء الله يا حبيبى .....
- ايوه يا هدى ازيك يا حبيبتى وحشتينى اوى
و انتى كمان يا سما و الله  ... ها هاترجعى امتى ؟
- قدامى اسبوع واحد ان شاء الله الدكاتره الحمد لله  طمنونى النهارده على حاله حمزه و قالوا اننا ممكن نرجع بيه مصر بس نتابع مع الدكتور بتاعه و نرجع عشان المتابعه هنا بعد ست شهور
- طيب دى اخبار كويسه اوى تستاهل اننا نحتفل اول ما ترجعى
-ان شاء الله
- هدى
- نعم يا حبيبتى
- انا عارفه انىًتقلت عليكى اوى الفتره اللى فاتت بس معلش انا عايزه منك خدمه كمان لو تسمحى
- و من امتى بتسالى انت تامرىً يا جميل
- لا اصلها مَش ليا انا دى لواحد صديق قديم و يخصنى لتجيبها بمرح و تساؤل
- صديق ليكى غيرى انا و حسام و كمان بترضى عليه لا دا انا لازم اعرف كل التفاصيل
- انتى و بعدين معاكى مفيش فيكى فايده  يعنى اعمل فيكى ايه
- و لا حاجه طبعا دا انا حبيبتك
- طيب اقوله ايه
- طيب خلاص حقك عليا قوليلى  ايه هى نوع الخدمه اللى هو  طالبها عشان افهم
- هو هايرجع يستقر فى مصر  بعد سنين طويله  وكان حابب انه يشوف شقه كويسه عشان يستقر فيها و انتى عندك خبره ممتازه  باعتبار انك كُنتُى بتدورى  على الشقق الفتره اللى فاتت و عارفه السماسرة و متوسط  الاسعار
- طيب ما كُنتُى تديله تليفون حازم و هو يتصرف احسن منى فى الموضوع ده
- لا يا هدى انتى عارفه ان حازم تقريبا خلص بيع كل الشقق و الفلل اللى فى للمشروع و انى اخدت الفيلا  اللى كان حاجزها لنفسه منه و مَش معقول احاول احرجه مره ثانيه و اطلب منه حاجه زى كده لانه ممكن ييجى على نفسه  عشان انا اللى  طلبت و انتى عارفه انى مَش بحب الأسلوب ده 
- و انتى بقى خايفه عليه و على زعله
- طبعا مَش صديق و اخ يا هدى و هو كمان مقصرش  معايا الفتره اللى فاتت كلها  و انتى عارف وعموما يا ستى انا عايزه اخدمه بالجهود الذاتيه  ها هاتساعدنى و لا ايه 
- و انا اقدر اقول لا و بالذات بعد الكلمتين الحلوين دول خلاص يا جميل شوفى انتى حابه ايه و انا اعمله
انا هاديله الرقم بتاعك و اطلب منه انه يتواصل معاكى و يقابلك اول ما يرجع مصر و انتوا اتفقوا اول ما تتقابلوا
خلاص يا سما اللى تشوفيه انا موافقه اديله رقمى و خليه يتصل بيا اول ما يوصل ان شاء الله هو اسمه ايه
- حازم اسمه حازم
- الله  حازم ده مَش هو.... لتقاطعها بنفاذ صبر
- ايوه يا هدى هو حازم  ده  فعلا ليه الكل مهتم اصلا بالموضوع القديم ده  و ايه المشكله اننا نفضل على علاقه  طيبه و نتواصل
- انا مقلتش حاجه دا بس كان فضول مَش اكثر و عموما متزعليش  يا ستى حقك عليا لترد فى هدوء
- لا ابدا يا هدى انا عمرى ما  ازعل منك
- خلاص يا حبيبتى انا تحت امرك  هو هيوصل مصر امتى؟
- بعد يومين  ان شاء الله  و يا ريت تعملى له حجز فى فتدق كويس على ما يقدر انه يدبر اموره
- خلاص خليه او ما يوصل بالسلامه يكلمنى و انا هاكون اتصرفت ان شاء الله
تسلمى يا هدى ....
- ها يا  شيرى عملتى ايه ؟
- كله تمام يا حبيبى الاوراق اتمضت  و الصفقه و خلاص الحمد لله خلصت و الأجهزه اتغلفت و اتشحنت فى المركب يعنى كله كده  تمام  ممكن نقعد هنا يومين او ثلاثه نستريح و نتفسح بقى لانه مش هيبقى فاضل غير اجراءات الجمرك فى مصر و التسليم و التركيب ودى مَش هانقدر اننا نعملها الا لما الشحنه  توصل بالسلامه
- انا مَش مصدق نفسى ان كل ده حصل و بالسرعه و السهولة دى دا كانه حلم و أتحقق لتبتسم فى خبث و تقول
- عيب يا دكتور دا انت معاك شيرى مَش اى حد
- انتى  ملاك من السما حققتى ليا كل اللى انا عايزه ربنا ما يحرمنى منك يا شيرى
- ولا منك يا ادهم بس انا لِسَّه محتفظه بحقى ولا ايه
- و من غير ما تطلبى يا شيرى انا تحت امرك
- ماشى بس الأجهزه توصل بالسلامه و تتركب و بعدين نشوف
- ان شاء الله
- طيب هاتعمل ايه ؟
- فى ايه يا حبيبتى
-ما انا لِسَّه  باقول لك ان عندنا اجازه ليفكر قليلا ثم يجيب
- بصى انا هاروح اطمن على حمزه و اشوف اخباره ايه الاول   و بعد كده  انا تحت امرك و لا تحبى تيجى معايا
- لا يا روحى انا مَش ناقصه اقابل الدكتوره  و تفضل تبص ليا من تحت لتحت و كانى ارتكبت جريمه انا النهارده فرحانه و مَش عايزه حد  يعكنن عليان لا أتناقش معاه   هاستناك هنا  و انت متتاخرش عليا
- طيب يا حبيبتى اللى تشوفيه ...
- حازم صباح الخير
- صباح النور يا سما انا اسف انى جيت  بدرى كده
-  لا ابدا انت تيجى فى اى وقت و بعدين انت عارف انى هنا عند حمزه و دايما باصحى بدرى
- انا جيت  عشان اسلم على حمزه و اقوله اشوف وشك  بخير  لانى هارجع مصر  بكره ان شاء الله  مندوب السفاره حجز ليا فى طياره الفجر و كان لاز م اجى و اشوفه قبل ما امشى انا كان نفسى اننا نرجع  كلنا سوا بس معلش كلها كام يوم و تحصلونى
ان شاء الله تسافر بالسلامه يا حازم و .... ليقاطعها دخول ادهم و هو ينظر الى حازم ببرود
- صباح الخير يا دكتوره و يتجاهل حازم تماما فلم ترد عليه سما و كانها لم تسمعه مما زاد فى غضبه ليدخل و يسلم على حمزه و هو ينظر الى حازم و يقول
- مَش بدرى شويه يا استاذ حازم دا مواعيد الزياره بدات من شويه لتجيب عنه سما
- حازم كان جاى يسلم على حمزه قبل ما يسافر ليظهر الارتياح على ادهم و هو يجيب
- بجد هاتوحشنا و الله يا استاذ حازم
شكرًا لحضرتك يا دكتور لتجيبه سما لتكمل سما فى هدوء
  عموما هانتقابل ان شاء الله يا حازم وقريب جدا لينظر لها ادهم فى غيظ ثم يلتفت الى حمزه و يسأله
- اخبار البطل بتاعى ايه النهارده ؟
- انا الحمد لله احسنً  كثير
- طيب الحمد لله عموما انا قابلت الدكتور بتاعك و قالى انه هايكتبلك على خروج و قريب اوى كمان
لتبتسم سما و هى تقول
- فعلا يا حمزه هو بلغنى بكده يعنى كلها يومين ان شاء الله بالكثير و نرجع مصر
- طيب يا سما انا هاستاذن عشان مواعيدى و انتى لما تعرفى مواعيد السفر ابقى بلغينى  عشان ابقى استقبلك فى المطار و اخلص لك اجراءات الدخول لينظر له ادهم فى غيظ و لا يجيب فيكمل حازم
- و انت كمان يا بطل بينا كلام كثير و انا هاستنى لما نكمله مع بعض
- ان شاء الله يا أنكل تروح وترجع بالسلامه
- الله يسلمك يا حبيبى ليخرج فتبتسم سما للحظه ثم تتذكر فتقول
فى سرعه
- دقيقه واحده يا حمزه و هارجعلك انا بس هاقول حاجه  لحازم  و تخرج من الباب غافله عن عيون ادهم التى تتابعها بصدمه و غضب.....
- حازم ليلتفت لها ثم يعود بخطوات واسعه و يقف امامها
- ها يا سما خير فى حاجه
- ايوه انا نسيت إديلك ده معلش اعذرنى
- ايه ده
- دا رقم تليفون هدى صاحبتى وزى  اختى بالضبط انا كلمتها و اتفاهمت معاها على كل حاجه و هى هاتستنى  مكالمه منك و تقوم باللازم و كمان هى عملت كل الترتيبات و هاتحجز لك فى الفندق انت بس كلمها و بلغها بميعاد الوصول
- شكرًا يا سما الحقيقه انا كنت محرج انى اسال ثانى و افتكرت انك نسيتى
- انا عمرى ما انسى يا حازم انت اخ عزيز عليا و انا تحت امرك
- خلاص هاكلمها النهارده ان شاء الله و ارتب معاها شكرًا يا سما و اشوف وشك بخير لتبتسم له ثم تستدير و تعود الى الغرفه و هو يتابعها  بعينيه حتى اختفت وراء الباب المغلق .....
ظل ادهم مع حمزه لفتره و هو ينظر لها و يحاول ان يستفزها فى الحديث و لكنها لم تسمح له بذلك لتمضى ساعتين ثم تتصل عليه شيرى ليترك المكان و يذهب اليها بينما تتنهد هى و هى تنظر الى حمزه و حمزه ينظر اليها فى إشفاق
- كل الناس جت و مشيت و انتى بس اللى دايما معايا يا ماما
- طبعا يا حبيبى مَش ابنى دا انا منى عينى اشوفك بخير و سلامه حلم عمرى اللى بيتحقق دلوقت قدام عنيا
- ربنا ما يحرمنى منك يا ماما
- و لا منك يا حبيبى .....
- انت بتقول ايه يا مازن هاتفضل عند ماما اليومين دول  ازاى يعنى و ليه هى مَش دى ماما اللى اتعاهدنا اننا وقاطعها و منتكلمش معاها ثانى ابدا بعد اللى هى قالته  و عملته ولا نسيت
- لا منستش يا لارا بس فيه ظروف و انا ....لتقاطعه فى دهشه
- ظروف ايه يا ما ن دا انت قدامى  رفضت حتى  تكلمها لا و عملت لها بلوك و كنت بتتعصب  لما هى تحاول تكلمك او تسمع صوتك ايه اللى اتغير فهمنى ؟
- لارا عشان خاطرى متسالنيش عن حاجه دلوقت و لما نبقى نتقابل هانبقى نتكلم و افهمك كل حاجه بصى يا لارا انتى اطلعى و اقعدى مع طنط هدى اليومين دول و متقعديش  فى البيت لوحدك
- ازاى يعنى يا مازن طيب و لو سالتنى عنك هاقول لها ايه؟
/؟قولى لها اى حاجه و انا هابقى افهمك بعدين
- مَش هاقدر اعمل كده يا مازن  و لا انى اطلب منها حتى
- طيب خلاص انا هاكلمها و اقولها لتسأله فى حيره
- مازن  هو فيه ايه انا مَش هاخرج من البيت و لا اتحرك لاى مكان  الا لما افهم انا معدتش صغيره عشان تتعامل معاى كده تنهد فى ضيق فهو يعلم عناد اخته جيدا كمان انه اشفق ان يخبرها الان  بالحقيقه فهو  يعلم  بل هو متاكد من انها لن تتقبل الامر بسهوله و هو لن يحتمل ان يتعامل معهما هما الاثنتين فى وقت واحد انه يتمنى رجوع  امه الاخرى فى اقرب وقت و   التى  ستكون السند و العون  له و تساعده دون حتى ان يطلب انه يعلم ذلك بقلبه فهو و ان كان يحب هدى الا انها لن تكون سما الاخرى فهى مثله لا تغفر و لا تصفح بسهوله
- بصى يا لارا ماما فى مشكله ولازم حد يكون جنبها فى الوقت ده  لتسأله باهتمام
- مشكله ايه ماديه مثلا
- حاجه زى كده انا هاعرف التفاصيل كلها و ابقى ابلغك لتسأله هذه المره فى خوف
- طيب ما يمكن يكون فى خطر عليك يا مازن
-لا يا حبيبتى متخافيش انا ماليش علاقه بالموضوع  بس انتى متقعديش  لوحدك  عشان خاطرى روحى لطنط هدى  لترد فى عناد 
- طيب ما حمزه كان قاعد هنا لوحده و هو اصغر منى ليرد عليها فى غيره و غضب
- لار ا حمزه ولد  و بابا كان موجود و قريب منه مهما كان انًما انتى لا فاهمه اعملى اللى بقولك عليه
طيب يا حمزه اغلق الهاتف و بقلبه خوف و قلق عليها  حتى انه فكر فى أخبارها بالحقيقه و إحضارها الى بيت امه و لكنها لن تصمت او تهدا و سوف تنهار و هو يحتاج الان الى كل قوته ليحارب معها هذا المرض ليفكر للحظات قليله ثم يرفع هاتفه و يتحدث حديث طويل من القلب  للقلب .....
- مالك يا ادهم من ساعه ما خرجنا مع بعض و انت شارد و بتفكر و مَش معايا خالص فيه ايه يا حبيبى المفروض ان النهارده يبقى اسعد يوم فى حياتك و انا معاك و جنبك يبقى فيه ايه طمنى ؟
- ها لا ولا حاجه يا شيرى بس شردت شويه
- طيب فى ايه انت رحت المستشفى و رجعت و انت متغير خالص هو حصل هناك حاجه ضايقتك الدكتوره قالت او عملت لك حاجه
-؟ها لا ابدا احنا حتى متكلمناش  مع بعض كثير
- طيب امال ايه؟
- ولا حاجه يا شيرى كنت بس  بافكر فى حمزه
- حمزه ليه هو مَش الدكتور طمنك و قالك ان العمليه نجحت و ان الوضع بقى تقريبا طبيعى
- ايوه يا شيرى
- طيب ايه مَش فاهمه
- مَش مصدق ان المشوار الطويل ده خلص و انه بقى كويس  ياه سنين و احنا معاه من ساعه ما كان طفل و احنا بنعانى عذاب و انتظار و الم و الوقت مَش مصدق ان كل حاجه خلصت و البركه فى سما لتجيبه فى غل و استنكار
- سما و هى عملت ايه يعنى عشان ضحت بيومين و جت معاه هنا انا عارفه لا متاكده ان لو كان عندك او عندى وقت و مفيش ورانا الالتزامات دى كلها كنّا عملنا زيها و يمكن احسن
- لا يا شيرى سما معاه من سنين و تعبت عشانه اوى و ضحت بحاجات كثير لانها بتحبه
- طيب ممكن كفايه كلام عنها بقى هو انت معايا و لا معاها
-مَش انتى اللى كنت بتسالى يا شيرى
- انا غلطانه انى سالت اصلا  المهم هو احنا هانرجع مصر امتى
- وقت ما تحبى
- خلاص انا هاعمل الاجراءات و احجز تذاكر الطيران عشان ور انا شغل كثير اوى فى مصر على ما الأجهزه توصل
طيب يا شيرى اللى تشوفيه لتبتسم له فى غل و فى عينيها حقد الدنيا كله....

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن