الفصل السابع و الثلاثون

4.7K 235 59
                                    

مستوى التعليق اتحسن  شويه و التصويت كمان بس برضه يا متابعينى الكرام الاى قروا الحلقه بالمئات و قليل منهم اللى اهتم و عمل تصويت و اقل اللى علق عموما انا باكتب الحلقه الاخيره النهارده و لو لقيت فيه اهتمام و تعليق و تصويت  كويس منكم ممكن اعمل لكم مفاجاه. عموما اللى تحبوه

الفصل السابع و الثلاثون
خلاص يا ادهم هى دى نهايتك يا دكتور  يا عظيم يا صاحب الإنجازات و السلطه زنزانه متر فى متر و اربع جدران تترمى فيهم اللى باقى من  عمرك من غير حياه و لا احلام و لا طموح و لا بكره بس هاقول ايه انت اللى عملت فى نفسك كده  انت اللى دمرت حياتك بايدك ورميت نفسك فى النار و جاى دلوقت تندم على كل اللى كان  و حاسس انك مظلوم طيب و اللى ظلمتهم و اتخليت عنهم من غير اى ذنب و مكنش عندك اى ذره ندم و يا ريت عشان حاجه تستاهل لا بعت الغالى بالرخيص  اللى باعك و اتخلى عنك فى اقرب فرصه و بارخص ثمن ليضرب قبضته فى الجدران بغضب حتى كاد يكسرها
غبى يا ادهم غبى  وهاتفضل طول عمرك غبى و عمرك ما هاتتعلم ابدا حتى بعد كل السنين دى قطع شروده و أفكاره صوت باب الزنزانة يفتح و يقف عسكرى على بابها
- انت تعالى معاى حضره وكيل النيابه طالبك ليتحرك  معه فى استسلام و دون كلام
طرق العسكري الباب ثم دخل يجره من يديه
المتهم اللى حضرتك  طلبته يا فندم ليلتفت  اليه للحظه مصدوماً من وقع الكلمه ثم يبتسم من حاله بسخريه اهذا هوًلقبه الان اتلك  هى نهايته بعد ان كان ملىء السمع و البصر و يشار اليه بالبنان حقا كيف ان الدنيا لا تدوم على حال
اتفضل وقف امامه صامتاً فى وجوم
اتفضل اقعد يا دكتور  ليجلس بلا كلام و ان كام مندهشا من معامله وكيل النيابه له باحترام ليشير الاخر الى العسكري لينصرف و يسود الصمت للحظه ثم يرفع وكيل النيابه راْسه عن الاوراق و هو ينظر له بتركيز
بص يا دكتور انا درست اوراق القضيه كويس اوى و كل أقوال حضرتك و الشهود و مع الاسف موقف حضرتك زى ما  انت عارف  ضعيف جدا صحيح انت مَش ثابت  على حضرتك تهمه  الرشوه لحد دلوقت و الوسيط اللى كان  فى المينا هربان و لم يستدل عليه و ممكن اقوله تساعدك فى القضيه بس دا مَش هاينفى عنك التهمه بس انا لما سمعت منك و من مدام سما حاسس ان فيه حاجه غلط و مَش سليمه فى الموضوع لكن فى النهايه انا رجل  قانون وماليش  غير الاوراق والمستندات اللى قدامى
المحامى الخاص بِيك قدم طلب انك تخرج بكفاله على ما اقدم الاوراق المحكمه و القضيه تتنظر بس بما ان المستندات وًالاوراق كلها بتدينك و مفيش اى دليل على براءتك انا مضطر انى ارفض الطلب ده او اقبل الكفاله بمبلغ كبير لينظر له الاخر فى سخريه و هو يرد بصوت مبحوح
هو حضرتك تعرف رصيدى فى البنك كام كلهم كام الف جنيه و يمكن اقل دلوقت الله اعلم يعنى حتى لو حضرتك حددت كفاله انا مَش هاقدر ادفعها و عموما مَش هاتفرق كثير انا خلاص استسلمت وعرفت مصيرى و استاهل كل  اللى حصل و بيحصلى ده  ايوه يا فندم انا مَش باعفى نفسى من مسئوليه اللى حصل  ده يمكن معملتش التهم  دى و برىء منها  و لا قدمت رشوه و لا استوردت اجهزه مستعمله و ملوثه  بس كنت انسان انانى مَش بيفكر الا فى نفسه و ظلمت ناس كثير معايا ملهمش ذنب كل اللى  اطلبه منً ربنا دلوقت انهم ميتاذوش اكثر من كده بسببًى و لو انى عارف ان ده هايحصل كفايه ان بعضهم بيحمل اسمى و هاتبقى فضيحه
انا مقدر يا دكتور بس انا حبيت ابلغ حضرتك بنفسى الكفاله هاتكون مليون جنيه لحد ميعاد المحاكمه و طبعا ممنوع ان حضرتك تغادر البلاد لحد نظر القضيه  لينظر له فى سخريه و هو يهز راْسه ثم يقول له
طيب ممكن حضرتك ترجعنى الحجز ثانى لو سمحت .....
هاتفضل باصص ليا كده كثير يا عاصم من ساعه ما حسام مشى و انت ساكت  انا حاسه انك عايز تقول ليا حاجه و مَش عارف ازاى انا يا سيدى مستعده اسمع منك اى حاجه بس ارجوك اتكلم انا مَش ناقصه تعب و الغاز
سما انا اسف انا عارف انى قلقتك بس انا و الله خايف عليكى
ثانى يا عاصم و هاتفضل تتأسف كده كثير عموما خلاص الموضوع انتهى
لا يا سما الموضوع ما انتهاش ده لِسَّه بيبتدى
مَش فاهمه
سما هو انتى فعلا هاتروحى بكره  تقابلى شيرين دى  و تواجهيها  لوحدكً
طبعا مَش الكلام كله كان قدامك يا عاصم ليقاطعها قائلا فى عصبيه
بلاش يا سما لتنظر له فى دهشه من طلبه هذا و تسالهً
بلاش ايه بالضبط ؟
بلاش تروحى يا سما و لا تتكلمى معاها و لا تهدديها النوع اللى من الصنف ده  بيكون معندوش  اى ضمير و يتخاف  منه
و انت بقى عايزنى اسكت و اخاف اسمع يا عاصم انا مَش من النوع ده و انت اكيد عارف كده و طالما عندى حق ربنا  هايكون معايا و هايساعدنى
سما انا خايف عليكى طيب  اقولك ادينى انا المستندات دى و انا اللى هاتصرف معاها بطريقتى  او هاخلى حد يتصرف
لترددفى سخريه
ايه هاتهددها انت  و لا تخلى حد يهددها بالنيابه عنى  دا اسلوبها هى مَش انا انا بحب المواجهه و الوضوح و مَش هاتنازل عن فرصتىً دى ابدا
طيب انا حابب انى اروح معاكى متروحيش هناك تقابليها لوحدك
هو فيه ايه يا عاصم هو انا عيله صغيره دا انا دكتوره فى الجامعه و عندى اولاد كبار بعنى بلغت سن  الرشد و اقدر اتصرف لوحدى احس فى كلامها بالاستهجان و  السخريه ليصيبه الاسف و الضيق
انا اسف مقصدتش  بس
خلاص يا عاصم  و لا انا و اسفه اذا كنت كلمتك كده انا عارفه انك خايف عليا بس ده  خوف زياده شويه صح
الحقيقه هو مَش شويه دا بزياده اوى لتنظر له بدهشه ثم تقول
تعرف يا عاصم  هاقولك حاجه يمكن اول مره اعترف بيها انت لغز بالنسبه ليا  انى معرفش عنك حاجه  غير انك أديب و فنان و مهندس موهوب  طبعا شهم و جدع و جارنا بس
بس تقصدى مين عاصم الانسان و اللى بيتكلم معاكى دلوقت ؟  صح لتصمت
طبعا انا مَش من حقى انى اسال بس عندى فضول
شوفى يا سما  عاصم اللى قدامك ده مكنش كده من كام سنه فاتت بالعكس يمكن  كنت زيك كده و اكثر مَش بأحب غير انى اواجه و اصتطدم و اخد حقى بس
بس ايه
انتى بتفكرينى بيها لتصمت ثم تقول
على فكره دى ثانى مره تقول نفس الكلمه النهارده هى مين
هاله نطقها فى حزم ممتزج بالالم لتسأله فى فضول
مين هاله يا عاصم ؟
عايزه تعرفى يا سما  هاقولك كل حاجه انا خلاص مَش قادر انى اسكت لا انا كان  فى نفسى احكى و اتكلم من زمان و معاكى انتى
بالذات هاله  كانت خطيبتى و حبى الاول لتنظر له فى وجوم من تصريحه هذا فهى لم تكن تعرف ان هناك اخرى فى حياته لم تعرف لماذا اصابها الضيق فهى لا تربطه بها الا علاقه صداقه فقط و لكنها اكملت
و هى فين
ما انا بقول كانت يا سما الله يرحمها لتقول بصدمه
هى ماتت؟
أتقتلت  بدم بارد  و قدام عينيا و مقدرتش وقتها  انى اعمل لها  اى حاجه كانت زيك كده صحفيه و شاطره اوى كمان جريئهً فى الحق و ميهمهاش اى حد. كانت بتشتغل فى قسم التحقيقات اما انا فكنت  مهندس فى بدايه حياته و اتعرفت عليها فى الجريده لما رحت انشر المقالات و القصائد بتاعتى اتعرفنا على بعض حبيت شجاعتها و ايمانها بالحق و بقلمها و هى شجعتنى انى اكمل فى المجال الادبى و انشر باقى اعمالى قالت ليا انى موهوب و حرام الموهبه دى تضيع و انها اول مره تتشد لموهبه حد كده او تهتم بيه بدانا نتكلم مع بعض و نتواصل  و شويه شويه حبينا بعض و  أتواعدنا  على الجواز  بس المشكله انها كانت بتحب شغلها بجنون اكثر من اى حد فى الدنيا يمكن اكثر حتى من نفسها و حياتها و دا كان سبب اللى حصل  بعد كده ودمر كل حاجه لنا
  ازاى  نطقتها سما فى اهتمام  ليتنهد و هو يتذكر ما كان كله بأوجاعه و أحزانه .  كان حديثه عنها يفتح جرحاً قديماً لم يندمل و بكل قسوه
جهزنا كل حاجه لحياتنا الجديده مع بعض  و قبل فرحنا بأسبوعين كنّا متفقين انها هتاخد اجازه فتره و تتفرغ لحياتنا  مع بعض وقتها هى بدات  تعمل  تحقيق صحفى مهم  عن تجاره الرقيق  كانت سما تعلم هذا  المصطلح و ان كانت تجهل ما يعنيه هذا ليكمل هو موضحاً
   هاله وقعت فى أيدها  مستندات مهمه بالصدفه و عرفت انهم بيشتروا بنات صغيره من اهلهم  على انهم هيجوزوهم من ناس  أغنياء لفتره او بياخدوا البنات الصغيرين الأيتام اللى ملهمش اهل  و بعدين يجمعوهم  لفتره و يعملوا عليهم مزاد للبيع
نظرت له فى صدمه  لينظر هو لها ثم يكمل
انا كنت زيك مصدوم من اللى  باسمعه  منها و مَش مصدق  الأخطر انهم كانوا بيسيطروا  على البنات دى بالمخدرات  و عشان كده محدش قدر انه يكشفهم لفتره لان اهل البنات دى مكنوش بيبلغوا  عن حاجه  و هما اصلا مشتركين فى الجريمه دى لانهم قبلوا انهم يبيعوا بناتهم و الاسم جواز  و حتى اذا البنت ماتت مكانىش بيقدروا يعملوا حاجه بالتهديد  و شويه  فلوس كان الموًضوع بينتهى  هاتقوليلى و هاله عرفت ازاى عرفت من بنت يتيمه  قدرت انها تهرب منهم بعد فتره و ه بعد ما حكت لها وقالت  لها عن  العذاب اللى عاشته و شافته و دا طبعا قبل ما تهرب ثانى  هاله كانت سجلت المحادثات دى صوت و صوره و عرفت اسماء و عناوين مهمه و تفاصيل عن العصابه دى  انا حاولت وقتها انى أمنعها او أحذرها لانى بدات اخاف و الموضوع كان خطير  و كنت قلقان عليها كانت بتتعامل  مع الموضوع  ببساطه و كانهم مَش  عصابه  و لا بيتاجروا  بالبشر وأسهل حاجه عندهم القتل و صممت انها تفتح الموضوع و تدخل عش الدبابير و تنشر طبعا عملت دعايه و صممت على موقفها انا طلبت منها انها تدينى الاوراق و التسجيلات نقدمها للبوليس و النيابه لانهم اكثر جهه هاتقدر انها تتصرف فى حاجه زى كده  و هى و قتها صممت ان ده يكون بعد نشر اول حلقه من التحقيقات عشان تعمل ضجه و الكل يهتم  لم تتحدث و ان نظرت  له فى تساؤل  بعينيها ليقول
طبعا حابه انك تعرفى حصل ايه بعد كده و لا حاجه الموضوع ماتنشرش و الجوازه اتلغت
طيب ليه سالته فى دهشه
لان هاله ماتت  وطبعا الحكايه انتهت  معاها نظرت له فى صدمه ليكمل
تعرفى يعنى ايه تفقدى الانسان اللى  بتحبيه  و نفسك تكملى معاه حياتك و قبل ايام من اسعد ايام عمركم طبعا هما مكانوش يقدروا يعملوا غير كده هاله اتخطفت ومن بيتها قبل الفرح بأيام و المستندات طبعا اتسرقت و النتيجه انى لقيتها بس بعد فوات الاوان   كانت هى انتهت نظرت له فى صدمه و هى تصرخ
ايه ازاى يعنى ؟
- اختفت لفتره و كانها مَش موجوده و محدش قدر يعمل ليا حاجه لا بوليس و لا نيابه كانت رقم فى محضر و خلاص كنت زى المجنون فاهمه يعنى ايه تفقدى و فى لحظه اعز انسان ليكى فى الدنيا مكنش ليها غيرى و مكنش ليا غيرها ايوه كانت يتيمه و ملهاش حد و عايشه لوحدها طبعا دا غير كلام الناس و التحقيقات انها هربت منى او انها مَش حابه انها تكمل معايا و عشان كده اختفت محدش صدقنى او اهتم بيها و ايه يعنى واحده اختفت مكانوش حاسين بيا و ان الواحدة دى  كانت كل عمرى و حياتى ايوه لقيتها بعد ايام لقيتها جثه بتتنفس  فى مستشفى حكومى مجهوله الهويه  و محدش يعرف عنها حاجه بتتعامل أسوا معامله لقيتها على سرير مرميه  من غير روح و كل علاقتها بالدنيا دموع بتنزل على خدها مَش بتتحرك او تتكلم  هتسالينى  عرفت ازاى واحد صاحبى ظابط كان متابع المستشفيات و المشرحه و كل ما تيجى واحده بمواصفات هاله يبلغنى اجى اشوفها يمكن اقدر أتعرف عليها عشت ساعات و ايام باليأس و الالم متعرفيش انا عشت ازاى و شفت ايه وقتها انا كنت باتعذب كل يوم و  هو بيعرض عليا بنات زيها و فى عمرها و ضاعوا زى ما هى ضاعت بس مكنتش اقدر اعمل حاجه   و لما لاقيتها قدامى مكنتش مصدق ان دى هى  خطيبتى و حبيبه عمرى انا تقريبا معرفتهاش و كنت هانكرها لولا قلبى اللى دلنى عليها   كانت دموعها تتساقط فى صمت لتمسحها و هى تنظر له و تستمع ليكمل و كانه ينفض عن نفسه كل الام و ذكريات الماضى
- المجرمين مقتلوهاش كان الموت ارحم ليها من اللى عملوه فيها خلوها عبره لكل انسان عنده مبدأ او صاحب قلم كسرو ارادتها و خدوا أحلى حاجه فيها سيطروا عليها بالمخدرات و سلبوا برائتها و شرفها خلوها اقل من بنات الليل لكل عابر  سبيل و لما انتهت رموها عشان الكل يعرف مصير اللى ممكن يتحداهم
هو فيه ناس كده ؟
اعتقد يا سما ان انتى اكثر واحده عارفه ان فيه فى الدنيا وحوش بصوره البشر لا دا الوحوش احسن منهم بكثير  كانت تعلم انه على حق  فالحياه و الالم  قد علمتها ذلك و لكنهالم تتعذب  كما تعذب هو كادت ان  تسالهً عنها و لكنها كان يقرا افكارها
  انتى طبعا حابه تعرفى القصه انتهت ازاى انتهت قبل ما تبتدى يا سما انا اخدت هاله من المستشفى بعد أسابيع من العلاج و مكنش فيه فايده طبعا مكنش ينفع انها ترجع  البيت على الرغم انى كنت مستعد انى اتجوزها و أعيش معاها العمر كله كنت باحبها و عارفها كويس و عارف و متاكد ان اللى حصل كله ده كان غصب عنها بس هى مكنتش دريانه بالدنيا و لا حتى بيا بعد شهور قضتها بالمصحه كنت باجمع القرش على القرش عشان ادفع تكاليفها  قالولى ان مفيش حاجه ممكن تتعمل اكثر من كده و انى ممكن اخرجها و احاول أعيش معاها حياه طبيعيه او شبه طبيعيه يعنى احاول اخليها تعيش و تنسى او تتناسى اللى حصل  معاها  و فعلا كنت اسعد واحد فى الدنيا و قلت ان خلاص الايام السوده عدت و ان الدنيا اخيرا هاتضحك لنا انا و هى و نعيش و احاول انسيها حاجه من اللى حصل و رجعتها البيت و فضلت معاها مكنتش باسيبها  لحظه كنت بأكلها و أكلمها و افكرها بأيامنا و أحلامنا مع بعض كنت فى كل لحظه بأقولها انى بحبها و مَش ممكن استغنى عنها و ان حياتى كانت ولا حاجه من غيرها طلبت منها اننا نكمل حياتنا سوا و نتجوز لا دا انا جبت لها فستان  الفرح لما شافته كانت بتعيط من الفرح و حضنتنى اوى كانها بنتى مَش خطبيبتى و قالت ليا
ربنا ما يحرمنى منك و لا من  حبك ليا انا مَش عارفه من غيرك كنت عملت ايه  ربنا يقدرنى و اقدر أسعدك   كنت فعلا اسعد واحد فى الدنيا فى اللحظه دى بس يا خساره اللحظات الحلوه عمرها ما بتدوم ليشرد فيما كان بينهما ليتنهد ثم  يقول
   طلبت منها انها تستنانى و انى هاروح ارتب كل حاجه و ارجع هما ساعتين و رجعت و فرحه الدنيا كلها كانت فى قلبى كل حاجه جهزت و اخيرا هيجمعنى انا و هى بيت واحد بس هى فين دورت فى كل حته البيت كله كان فاضى ناديت عليها بس هى فين لحظه هى لحظه  و سمعت أصوات و صريخ و ناس بتتكلم و بعدين سمعت دق جامد عن الباب
  الحق يا با شمهندس الست اللى كانت معاك رمت نفسها من فوق السطوح جريت وقتها زى المجنون مسمعتش منه اى كلمه ثانيه نزلت و خرجت من باب العماره ووقفت و كان الزمن كله وقف و مَش هايرجع ثانى كانت على الارض متغطيه  بورق جرايد و الدم فى كل حته صرخت زى المجنون و ناديت باسمها يمكن تسمعنى جريت  عليها و قربت منها  و حاولت انى اخدها فى حضنى و ابعد عنها كل العيون دى اللى بتكشفها و تعريها حتى و هى بين إيدين ربنا لكن منعونى و شويه و جت حبه  هوا شالت الورق عنها
عارفه يا سما عمرى ما هانسى منظر عنيها و هى مفتوحه بتبص للسما تشتكى من ظلم الناس و لا اديها اللى كانت ماسكه حته من فستان الفرح كل حاجه انتهت و القضيه أتقفلت بوفاه صاحبتها مفضلش منها غير جواب ليا كتبته قبل ما تسيبنى لقيته بعد كده  بتقولى انها بتحبنى يمكن اكثر من نفسها و بتطلب منى انى اسامحها و ادعيلها ربنا بالغفران على اللى هاتعمله  و انها مش هاتقدر و ان  الفستان الابيض ده اطهر من انه يتلوث  بعد كل اللى حصلها  و لا انها تقدر تعيش معايا و تكون زوجه جديره بيا و ام لاولادى  .
ايام و شهور و سنين عدت بعدها و الناس نسيت لكن انا عمرى ما نسيت او قدرت انسى  بعدت و اتغربت  و دفنت نفسى فى الشغل و بعدت عن كل حاجه ممكن تفكرنى بيها لكن بالعكس كل ما كنت بأبعد كنت بأقرب اكثر كنت بأعذب نفسى انى مقدرتش احميها  و لا احافظ عليها  عشت سنين ميت بالحيا من غير قلب و لا روح لحد ما القدر ساق ليا قصه  كُنتُى انتى بطلتها يا سما و ابتديت احس ان قلبى الميت بيتحرك  ثانى و بيدق  و يحلم و متسالنيش عن اى تفسير لانه مَش عندى القلوب دى اسرار علمها عند ربنا طيب  انتى عارفه انا حسّيت بايه اول ما شوفتك و اتقابلنا لتنظر له فى صدمه و قد ارتبكت لاعترافه المفاجىء و الجرىء لها 
عاصم واحده واحده  انت مَش معجب بيا انا يمكن  انت بتشوف فيا صوره ثانيه من هاله صوره انت بتحلم بيها و بتتمناها   ليبتسم و هو يجيب بثقه
يمكن دا كان فعلا فى البدايه اللى شدنى ليكى كان انك انتى زيها  قلبك الطيب مثاليتك  الزايده عن اللزوم و العذاب اللى شوفتيه على يد ناس متعرفش الرحمه بس لما اتعرفت عليكى و قربناامن بعض عرفت انك سما مَش هاله يمكن انتى طيبه زيها  بس لا انتى حاجه ثانيه يا سما هى كانت الماضى و انتى هاتكونى الحاضر و المستقبل
عاصم انت بتقول ايه نطقتها سما فى دهشه
باقول انى لاول مره مَش هاخاف و لا اخجل انى اقولها لكى و انتى معايا و قدامى بحبك يا سما ايوه بحبك و نفسى ان يكون ليا فى قلبك مكان يمكن خوفى عليكى الوقت هو اللى خلانى اتكلم و اتجاوز كل الحدود و المسافات اللى بينا   او اى عقل او منطق   خلينى معاكى وجنبك ارجوكى و ابعدى عن كل المشاكل دى ادينى فرصه انى اساعدك و اكون سند ليكى و أمان و حتى لو ماليش مكان فى حياتك مَش مهم المهم انك تكونى بخير و اطمن عليكى
لتقف فى ارتباك و تقول
عاصم انا اصل انت فاجاتنىً بالكلام ده و انا متلخبطه مَش عارفه اقولك ايه او أجاوبك ازاى  و بعدين انا دلوقت اهم حاجه عندى مقابله بكره و المواجهه مع العقربه شيرى و المشاكل اللى انا فيها لازم انتهىًمنًالماضى عشان اقدر افتح عقلى و قلبى و افكر فى المستقبل انت شايف التجربه القديمه و المشاكل اللى  لِسَّه بأوجهها مَش هاقدر ادخل فى تجربه ثانيه جديده الا لما الماضى ده ينتهى   
لا يا سما ارجوكى سيبينى انا اتصرف معاها انا بقى عندى خبره فى التعامل مع الأنواع دى من البشر و هاقدر عليها  او على الاقل خدينى معاكى فى المقابله دى و متروحيش لوحدك
مَش هاينفع يا عاصم هاتروح معايا بصفتك ايه و بعدين هى لو لقت اى حد معايا ممكن كل حاجه تبوظ انا مَش صغيره و اقدر انى أواجهها و اواجه شرها و
ايوهً يا سما بس
عاصم انت لِسَّه بتقول انك بتحبنى و الحب ثقه و بعدين انا اقدر انى أواجهها و انتصر عليها باْذن الله لازم تثق فيا و لا ايه
ايوه يا سما  بس انا خايف عليكى و خوفى ده بيعذبنى
عاصم دا قرار نهائى اخدته و مَش هارجع فيه محدش هايقدر  و يجبرنى على حاجه صدقنى
سما ارجوكى فكرى ثانى انا
- انا مَش هاله يا عاصم  انت لِسَّه بتقول انك عا رف ان انا و هى مش زى بعض لازم تثق فيا و فى قرارى ده و تسيبنى اتصرف و احاول
احل مشاكلى و صدقنى لو احتجت اى مساعده  مَش هاطلبها الا منك
طيب يا سما هاحاول بس احب اعرف  هاتروحى أمته؟
طيب ليه
بس اطمن عليكى عشان خاطرى
بكره ان شاء الله
طيب ممكن أوصلك
لا يا عاصم مَش  هاينفع نطقتها هى فى حزم انا هاروح و لوحدى
طيب يا سما بس لو احتجتى حاجه انت عارفه انى موجود و تحت امرك و لازم تعرفى انى مَش بالزمك باى حاجه انا بس و لاول مره حبيت انك تعرفى ان فيه واحد بيحبك و مستعد انه يدفع عمره كله عشانك و أيا كانت مشاعرك بالنسبه ليا انا مَش هالزمك باى حاجه فاهمانى يا سما
عاصم انا
خلاص يا سما عموما انا موجود وهاصبر و  هاستنى لم يجد ما يقول  بعدها ليخفض راْسه ثم يقول
الوقت أتأخر و انا كمان لازم امشى دلوقت تصبحى على خير
و انت من أهله يا عاصم
خليكى انا عارف سكتى كويس ليفتح الباب و يهم بالخروج ثم  يلتفت اليها و هو يقول
- سما  ارجوكى خدى بالك من نفسك عشان خاطرى انا ثم يخرج دون كلمه اخرى و يغلق الباب خلفه لتجلس فى فى صمت و دهشه و تنظر الى ذلك الباب المغلق وذلك الفارس الذى اخترق حياتها و قلبها دون توقع او انتظار ترى هل يكون لها قصه معه ام انه مجرد طيف اخر عابر فى حياتها ارتبكت فهى حائره  لا تعرف اجابه لهذا السؤال و الذى ظل بلا جواب .....

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن