الفصل التاسع
ظلا اغلب الطريق صامتين لم ينطق احدهما بكلمه و كانه يتعمد الا يجرح الاخر ويحدثه كان كل منهما يخشى المواجهه و يتجنب الصدام حاول هو ان يتجاهل الموضوع وًيلطف الجو
- سما انتى كويسه الصداع خُف شويه و الا لِسَّه تعبانه لتنظر له فى غضب و تجيب بصوت جاف
- لا تعبانه و تعبانه كمان اوى يا دكتور
- طيب لما نوصل بالسلامه ممكن اديكى حاجه تريحك ظلت صامته للحظه قبل ان تجيب بأسلوب بارد حاسم
- مفيش حاجه هاتهدينى و تريحنى الا انى افهم يا ادهم ليسألها بارتباك
- تفهمى ايه يا سما بالضبط ؟
- ايه اللى بيحصل ده و هو فيه ايه بالضبط ؟
- مَش فاهم يا سما تقصدى ايه ؟
- اقصد ايه اقصد الجراءه و الوقاحه اللى انا شفتها بعينى فى الحفله دى يا دكتور و مَش انا بس مع الاسف كل اللى كانوا موجودين هناك ليتوقف بالسياره فجاه الى جانب الطريق وًهو ينظر اليها بارتباك ثم يجيب بصوت غاضب
- سما اعتقد ان فيه اُسلوب احسن من كده ممكن اننا نتكلم بيه مع بعض و الا ايه و بعدين عيب جدا تتكلمى عنها كده وهى مَش موجوده دا مَش اسلوبك انتى ايه اللى جرالك لتنظر له باستنكار ثم تجيب
- انا يا دكتور و الا انت اللى مَش شايف و لا سامع الناس بتقول ايه و تتكلم ازاى و كمان بتدافع عنها ليه مَش شايف بتتكلم معاك و معايا ازاى و بعدين ازاى تسمح لها تقرب منك و بالشكل دهً قدامىً و قدام الناس و انتوا مفيش اى علاقه بينكم غير علاقه العمل و بس على ما اعتقد مفكرتش الناس هتقول عنى و عنك ايه يا دكتور ليرد فى احراج
- سما انتى مكبره الموضوع اوى محصلش حاجه لكل ده لتجيبه فى حده -
- مكبره الموضوع لا يا دكتور دا انت اللى مبسطه اوى هى بتتجاوز حدود الأدب و اللياقه معاك و دى مَش اول مره على فكره انا شفت بعنيا فى المكتب انا و بنتك بس كذبت نفسى و مصدقتش عنيا وقتها و قلت مَش ممكن لكن لحد اللى حصل النهارده فى الحفله و لا انا مَش هاسمح لها انها تهينى و لا تستغلك بالشكل ده و قدام الناس و اذا كنت انت متخافش على نفسك و عليا انا اخاف يا دكتور ليرد مبررا بعد سماعه لاسلوبها الغاضب الصادم له فى الحديث فهى لاول مره تثور و تفقد أعصابها ربما يلتمس لها العذر و لكن - سما دى المساعده بتاعتى و اعتقد انها كانت بتتصرف ببراءه و لتقاطعه فى سخريه
- براءه لا يا دكتور معلش تصرفاتها دى ابعد ما تكون عّن البراءه و اعتقد ان انا و انت و الناس كلها متاكدين من ده و الا ايه هو حضرتك مَش شايف و لا ملاحظ و بعدين ليه؟
- ليه ايه مَش فاهم ؟
- ايه اللى مديها الحق انها تتصرف كده أساساً من الاول و قدام الكل اعتقد ان فيه حدود بين التلميذ و الاستاذ و انا و انت و كل الناس عارفينها كويس و كويس اوى انًما هى واضح ان الامور عندها مختلفه لا دى مَش طبيعيه خالص تفتكر انك تقبل ان انا اكلم زميل او استاذ بالشكل ده يا دكتور و لا اقرب منه كده هاتسمح انت بدا او تقبله حتى ليحمر عينيه فى غضب و قد ظهرت الغيره فى عينيه و انًما لا يجيب فأجابته ستدينهً و تدينها حتماً و هو لا يرغب فى ذلك لتنظر زوجته اليه ثم تقول بمراره
- طبعا لا و لا انت و لا اى حد يقبل انا نفسى ماجروءش انى اعمل حاجه واحده من اللى هى بتعمله ده و حتى لو كان انت فين من دا كله ليس ساكت و كانك مبسوط و راضى واجبك انت انك لازم تصدها و تفهمها ان انت بتتعامل معاها بأدب و ذوق كأستاذ وأخ لها و بس مَش اكثر من كده ليجيب فى ارتباك
- و هى فعلا كده يا سما مَش اكثر كويس بس مَش انت اللى تقول يا دكتور احنا فى مجتمع و الناس لها عنّين و لسان و مَش مطلوب منك انك توضح او تبرر لكل واحد طبيعه العلاقه اللى بينكم و ليه هى بتتصرف كده
- سما انتى بتبالغى اوى اكثر من اللزم و عملتى مشكله من مفيش و بعدين انتى اكثر واحده عانيتى من الناس و كلامهم و افتكر انك اكثر وأحده تعرف و تقدر مشاعر غيرها لتنظر له للحظه ثم تجيب
- فعلا و عشان كده انا سكت فى البدايه و مقولتش او حاجه او حسيت انى متضايقه بس ده مَش معناه انى أتجاهل مشاعرى انا و احساسى
- تقصدى ايه يا سما ؟ لترد عليه فى ضيق من أسلوبه المستفز لها و لمشاعرها
- ولا حاجه ممكن نرجع دلوقت احنا اتاخرنا اوى على الولاد و انا قلقانه عليهم ليدير لسياره و يسود الصمت حتى وصلوا الى المنزل ليدخلوا اليه و تتجه الى اطفالها فتنشغل او تتشاغل عنه بهم ثم تتجه الى حجرتها لتجده نائما على الفراش و مستغرقاً فى النوم دون ان يكون هناك ما يشغله و كانهم لم يتحدثوا و يتناقشوا و يختلفوا لاول مره و بهذا الشكل و منذ فتره طويله لتنظر له فى ضيق و غضب لتجد هاتفه يضىء معلناً عن وصول رساله له كان على الوضع الصامت ولولا ملاحظتها وصول الرساله فى هذا التوقيت لما انتبهت الى ذلك لم يكن من أخلاقها او عاداتها التجسس على هواتف الآخرين و خصوصاً زوجها و لكن توقيت الرساله الغريب فقد تجاوزت الساعه منتصف الليل بقليل هو ما دفعها الى ان تنظر قبل ان يغلق الهاتف لتقرأ
- يا ترى لِسَّه صاحى مقدرتش انام قبل ما اطمن عليك و اسمع صوتك بس للاسف انت مبتردش فاضطريت انى ابعت الرساله دى اصلى خايفه اكون سببت لك مشكله مع المدام حقيقى بس ربنا يكون فى عونك لو حصل اصلها ولا بلاش ... ثم وجه مبتسم اشوفك بكره اقصد النهارده بقى عموما تصبح على خير يا حبيبى و لا اقولك هابقى اقولها لك تحريرى مَش شفوى لما اشوفك فى المكتب بقى هل كانت مصدومه مما ترى و تقراه بعينيها كيف تسمح لنفسها بإرسال مثل تلك الرساله اليه وهو رجل متزوج و لديه اطفال ؟ ما الذى تريده منه بالضبط و هو كيف سيتصرف و ماذا سيكون رد فعله اهذا هو زوجها الذى عشقها و عشقته أهذه هى الحياه التى عاشت تحلم بها و تصونها اهذا هو الحب و لكن مهلا فربما كان مظلوماً و سيتصرف فهى لم تعلم رد فعله عندما يقرا تلك الرساله ربما كانت ترغب فى اثاره المشاكل بينهما بما تفعل و لكن كيف كان لها ان تعلم انها سوف تقرا تلك الرساله بالذات و بالصدفه لم يغمض لها جفن طوال الليل ظلت فى حيره لم تعرف كيف تتصرف و الى من تلجا لقد رحلت الملاذ و الملجا و إلسكن من كانت تختبىء فى أحضانها و من تُمسح دموعها فمن لها الان انها حتى لن تستطيع ان تسال اى مما تعرفه و كيف تكشف ستره او تسىء اليه و هو ابو اطفالها ربما كانت مجرد نزوه عابره او ان تلك الفتاه هى من تفرض نفسها عليه فهى تعلم تلك النوعيه جيدا و لكن ماذا عنه لماذا لم يعترض او يمنعها او يبعدها عن طريقه و حياته لابد ان بالامر شيئا و ستعرفه حتما ستفعل و عليها ان تفكر جيدا قبل ان تقرر كيف ستكون المواجهه .....ظلت ساهره لا يغمض لها جفن طوال الليل و حتى مطلع الفجر و هى تكاد تجن و دموعها تتساقط على خديها و هى تنظر اليه ينام بسلام و ملامح السكينه و البراءه ترتسم على وجهه و احقاً فعلها افكر فى غيرها اسيطعن قلبها الذى احبه مره اخرى و لكنها لن تحتمل ان يفعل مره ثانيه لن تستطيع و لن تقبل بدلك ابدا انه لم و لن يعرفها جيدا حتى يعد سنوات العشره الطويله بينهم لتغمض عينيها فى الم و تسال نفسها و ماذا عن الحب الذى كان اضاع مع الزمن ام تناساه هو و ضاع فى غياهب النسيان ايقدر على ذلك هل يستطيع ان يفعل و بتلك البساطه ظلت تسال نفسها و هى تكاد تجن و هى تسترجع فى عقلها ملامح الاخرى و صوتها انها صغيره بالسن ربما اقل منها بسنوات من النوع الجرىء الفاجر الذى لا يرتدع ابداً مهما فعلت و حتى تنال ما تريد صوره اخرى لامراه كانت منذ سنوات و لكنها نسخه اكثر فجورا و ابتذالا و ماذا عنها هى لقد تاهت فى دوامه الحياه تناست نفسها و حياتها و طموحها لتوفر له ما يرغب و يتمنى نسيت دنيتها التى كانت و كيانها و اسمها و ذابت فى دنياه هو أين هى و أحلامها و شهرتها و معجبيها هو فقط هو و شهرته و مجده و عمله و حياته لقد ظنت انهما واحد لا يتحزأ و لكنها الان اكتشفت خطأها بل سذاجتها بعد فوات الاوان ظلت صامته طوال ساعات طوال وهى تسترجع ماكان من اشهر قليله مضت حينما كانت حبيبتها على قيد الحياه لتعود بها الذاكره الى احاديث و ايام مضت و لن تعود
- سما
- ايوه يا ماما
- تعالى اقعدى جنبى هنا يا حبيبتى كانت الليله السابقه صعبه جدا على كليهما فقد تعرضت ماما زوزو لازمه صحيه صعبه و قد سهرت هى الى جوارها طوال الليل خائفه تترقب مثل الليالى السابقه بينما كان ادهم غير موجوداً فهو لم يعد متفرغاً الا ساعات قلائل خلال اليوم ياتى فيها ليغير ملابسه و يطمئن سريعا على امه و يتابع أدويتها ثم يعطيها التعليمات الخاصه برعايتها و يذهب كعادته فى الايام الاخيره منذ افتتح فرع المستشفى الجديد الخاص . جلست الى جوارها و هى تبتسم فى ارهاق محاوله التخفيف عنها و طمأنتها بينما كانت هى تشعر بالتعب بينما نظرت الاخرى اليها الى وجهها الشاحب المرهق و ملابسها المهمله على غير عادتها لتقول لها فى عتاب مر
- انا مَش عاجبنى اللى انتى عامله فى نفسك ده يا بنتى
- عامله ايه يا ماما ما انا زى الفل اه و الحمد لله انا بس تلاقينى قلقانه شويه عليكى يا حبيبى و ده اللى عامل فيا كده
- لا يا سما انتى بقالك فتره متغيره و انا مَش راضيه عن ده ا
- انا يا ماما طيب ليه
- ليه شغلك اللى سبتيه و الجامعه اللى اخدتى منها اجازه وًمعجبينك و حياتك كل دول فين يا سما لتطرق الاخرى الى الارض فى خجل و لا تجيب لفتره ثم تقولو هى تتظاهر بالمرح
- طيب ما انتى عارفه الولاد و تعبهم و كمان الولاده و مالك و دراسه نور و الولاد و دروسهم و ... لتقاطعها الاخرى فى حسم
- سما انتى كُنتُى مستحمله اكثر من ده قبل كده و عمرك ما اتنازلتى عن شغلك او أحلامك و لا حتى فكرتى فى ده بالعكس كُنتُى بتحاربى و تقاوم اشمعنى دلوقت يا بنتى
- تعبت يا ماما و مَش قادره
- لا انا عارفه ليه كل ده عشانى و عشان التعب اللى انا فيه و رعايتىً من يوم ما تعبت و انا مَش لاقيه حد غيرك جنبى ياخد باله منى و يراعينى انا عارفه انا باتعبك اد ايه يا بنتى عشانى انا انا و بس و حبك ليا اضطريتى انك تتنازلى عن حاجات كثير اوى بتحبيهاسامحينى يا بنتى
- انتى بتقولى ايه يا ماما انتى عارفه انا بحبك اد ايه و بعدين تعبك راحه يا حبيبتى و على قلبى زى العسل قومًى انتى بس و شدى حياك معانا كده عشان كل حاجه تبقى حلوه زى الاول
- عمر اللى راح ما بيرجع يا بنتى و مفيش حاجه بتدوم لا فرح و لا حزن ربنا يعلم انك عندى اغلى من بنتى و انتى كمان مفيش حد فى طيبه و حنيه قلبك عليا حتى ابنى اللى من دمى بيجى يراعينى من بعيد و سايب الحمل كله عليكى و كانى بقيت عبا عليه و على حياته
- لا يا ماما متظلميش ادهم هو بس مشغول اليومين دول بالمستشفى الجديد و الافتتاح بس هو قلقان عليكى اكثر مننا كلنا و ربنا يعلم يمكن هو مطمن شويه لانى انا معاكى و جنبك و بعدين هو بيعمل كله ده عشان مين مَش عشانا يا ماما و احنا واحد
- لا يا بنتى خديها من ست كبيره عرفت و شافت الدنيا ايوه هوا بنى و انا بحبه و هو النور اللى بشوف بيه الدنيا بس انتى بتضحى بكل حاجه حاوه فى حياتك و تتنازلى شويه بشويه و بعدين هترجعى تندمى
- مَش فاهمه تقصدى ايه يا ماما
- اقصد ان كل حاجه بالمعقول حلوه يا بنتى متتنازليش عن حياتك كلها عشان حد بتحبيه و لا حتى انا ولا ابنى لازم كل واحد يعرف و يتحمل مسئوليته متجيش على نفسك زى كل مره عشان الكل زى عوايدك لا انتى و لا انا و لا حتى هو هانكون مبسوطين صدقينى يمكن متفهميش الكلام ده دلوقت بس هتعرفى قيمته بعدين
- اخرجى انتى منها بس يا زوزو مع انك حبيبتى و عمرى بس هو جوزى و حبيبى و ابو ولادى و اى حاجه بأعملها عشانه او عشانك بأعملها بحب و رضا يعنى على قلبى زى العسل يمكن ساعات باحن بحياتى القديمه و الشهره و الناس و الكتابه بس نظره او كلمه رضا منكم ومن ادهم جوزى و حبيبى عندى بالدنيا كلها و بكل المتع اللى فيها محدش بياخد كل حاجه يا ماما و انا راضيه بنصيبى و فرحانه بيه -
- اقولك ايه مفيش فايده هاتفضلى طول عمرك كده نهايته ربنا بخلف ظنى و يسعد لك ايامك و يبارك لك فى ولادك بس هارجع و اقولهالك ثانى و افتكريها منى اوعى فى يوم تيجى على سما او تنسيها عشان اى حد و اوعى فى يوم تتنازلى عن حياتك يا بنتى صدقينى مَش هاتكونى سعيده مهما ًكان اللى بيتنازل بيتنازل طول عمره يا بنتى و عموما انا عارفه انا ممكن اعمل ايه و ربنا يقدرنى على انى اصونك و احافظ عليكى و احميكى حتى من نفسك لتبتسم هى فى وجهها و تقول
- انتى ابه حكايتك يا زوزو كل ده عشان ادهم انشغل عنا حبتين دا اللى يسمعك يقول انك حماته مَش امهً ادعيلى انتى بس علطول و انا ربنا هابكونً معايا و جنبى مَش هينسانى ابدا
- نهايته ربنا يصلح لك الحال يا بنتى و يرضيكى ..........اغمضت عينيها فى الم و هى تتذكر كم تفتقدها و تشتاق اليها تشتاق الى حضنها و شعورها معها بالامان تشتاق الى دفء حديثها و ابتسامتها ولكنها الان و الان فقط ادركت بعض ما كانت تعنيه بحديثها اليها و كانها كانت تقرا الغد و تعرف .
ظلت تتقلب فى فراشها حتى الصباح ثم احست باستيقاظه لتتوقف هى عن الحركه و تتظاهر بالنوم لينظر هو اليها للحظه ثم يقوم من مكانه و يتركها ظلت ساكنه تنتظر ليتناول هو هاتفه و يلاحظ الرساله ليقرأها ثم يلتفت اليها قلقاً ثم يقوم بكتابه شيئا و يضع هاتفه و يقوم ليتجه الى الحمام انتظرت حتى دخل و اغلق الباب لتتأكد من انشغاله ثم تتجه الى جانب الفراش و تتناول هاتفه مره اخرى لم يكن من أخلاقها التلصص على زوجها كان هناك صراع قاسى فى عقلها و لكنها ارادت ان تعرف رد فعله على رسالتها لتفتح الرسائل و تبحث لتفاجىء انه قام بمسح الرساله ظلت ساكنه للحظه لا تدرى ماذا تفعل لقد رد على رسالتها امامها فلم قام بمسح الرسائل كلها لماذا يتعامل مع الامر بكل هذا الحذر هل يخشى المشاكل ام انه .... لا لن تفكر هكذا و تسرع فى الحكم و أساءه الظن به أليس هو زوجها و حبيبها و ابو اولادها افاقت من شرودها على صوت رساله اخرى وارده لتفتحها فى سرعه كانت هى ترد على رسالته التى لم تستطع معرفتها و هى تقول
- خلاص هاستناك فى المكتب نتكلم بس متتاخرش عليا ظلت ساكنه لا تتحرك و قدت فقدت القدره على الحركه و كان اطرافها قد شلت ظلت تحادث نفسها ربما تتهمه بلا داعى و قد اساءت تفسير الرساله و لكن لا لقد كان ردها واضحا فهى تنتظره هناك و بشوق لماذا لم يردعها و هى تدلله و تعامله بتجاوز بل لم لم ينهاها بعد حديثهما و صدامهما مع بعضهما البعض امس و لاول مره الهذه الدرجه يستهين بها و بمشاعرها بل و برأيها ماذا عليها ان تفعل و كيف تتصرف ظلت على حالها تلك حتى خرج هو من الحمام يجفف وجهه و جسده ليجدها جالسه بتلك الحاله ممسكه بهاتفه و تنظر الى الارض ساكنه لينظر اليها بقلق و هو ينزل يده عن وجهه و يسئلها بحذر
- سما هو انتى صحيتى امتى؟ لم تجبه و قد ظلت على حالها و كانها لم تسمعه ليقترب هو منها و هو يسألها
- سما انتى مالك هو انا مَش بأكلمك ليلاحظ تليفونه الذى بيدها ليمد يده و يسحبه منها فتتمسك به للحظه ثم تتركه
- سما هو فيه ايه ما تردى عليا و بعدين تليفونى بيعمل معاكى ايه دلوقت؟ لتنظر له بعينيه بتحدى و غضب و قد لمعت بعينيها الدموع ثم تعض على شفتيها و تجيب
- لا و لا حاجه يا دكتور بس حبيت اعرف ايه نهايه الرسايل و الاتفاقات اللى ما بينك و بين الدكتوره المحترمه ليرد عليها فىُ غضب و ثوره مخفيا ارتباكه و قلقه بل و حتى صدمته
- سما انتى بتقولى ايه انتى واعيه للى بتقوليه ده ؟
- انا واعيه كويس لكل كلمه قلتها او هاقولهالك بالعكس انا كان لازم اقول و اتكلم من زمان بس الدور عليك انت يا دكتور اسالك نفس السؤال ده انت اللى واعى للى بتعمله و اللى بيحصل ده ليمسك يديها بقسوه فى غضب و يقول
- انتى اكيد اتجننتى او جرالك حاجه هو فيه ايه بليل نكد و الصبح قايمه بالشكل ده انا خلاص فاض بيا و معدتش هاستحمل جنانك ده خلاص لتسحب يدها من يده بقوه المتها ثم تصرخ
- جنانى انا عندك حق تقول اكثر من كده طيب ممكن افهم الدكتوره المحترمه مستنياك هناك ليه و ازاى ترضى او حتى تسمح لها انها تقولك يا حبيبى لا و كمان حابه اعرف ربنا بكون فى عونك على ايه بالضبط يا دكتور ارتبك للحظه ثم رد عليها بغضب
- انتى جرالك ايه بالضبط يا سما و من امتى بتتكلمى معايا بالاسلوب ده ثم انتى ازاى تسمحى لنفسك تفتحى موبايلي و تتجسسى عليا هى دى أخلاقك يا دكتور انا مَش قادر انىًاستوعب انك انتى بالذات تعملى كده صدمه يعقبها صمت و ارتباك إيهاجمها و يشكك فى أخلاقها و يريد ان يشعرها انها المخطئة و لكن لا لقد فاض الكيل و لم يعد هناك مجال للسكوت فهى أنثى ثائره تغار و تدافع عن بيتها و حياتها لن تصمت او تتراجع لقد اذىًكرامتها و كبريائها بل و جرح قلبها و عليه ان يتحمل نتيجه ما فعل لترد عليه بحده و لاول مره
- اخلاقى انا طيب يمكن انا غلط انى فتحت الرساله بس ده كان طبيعى و من غير قصد اصلا رساله وجت على تليفونك و متاخر بصيت فيها لانى افتكرتها رساله من الشغل و كنت هابلغك و قريت اللى الهانم كتبته و سكت مفكرتش او سمحت لنفسى انى اسىء الظن بِيك و ازاى اشك فى نفسى كنت مستنيه انك ترد عليها و توقفها عند حدها او تقولها عيب انها تتعامل كده مع أستاذها لانه زوج و أب كنت مستنيه اعرف مكانتى عندك و غلاوه حبك ليا لكن انت عملت ايه مسحت الرساله لا و اديت الهانم ميعاد كمان . ارتبك لحظه امام هجومها الغير متوقع و وضوحها امامها و مواجهتها له بكل تلك الجرأه و الصراحه فقد كان انها ستتراجع كالعاده اما غضبه وًثورته ليقول هو متراجعا
- سما انتى فاهمه الموضوع كله غلط فيه سوء تفاهم و انا .. لتقاطعه
- طيب ماشى يا دكتور انا اللى فاهمه غلط ممكن اعرف ايه اللى بيحصل بالضبط يا دكتور اتفضل احكيلى و فهمنى صح انا سامعاك لم يجد ما يرد به عليها ظل يفكر فيما وضع نفسه فيه امامها ليقول
- مَش وقته يا سما انا لازم اخرج دلوقت عندى مواعيد و ورايا شغل و حاجات كثير مهمه لما ارجع بالليل هانقعد مع بعض و نتكلم فى كل حاجه كان يتجه الى دولاب ملابسه ليتخلص من هذا الموقف و يهرب من مواجهتها بسرعه لكنها وقفت امامه و هى تنظر له بتحدى و تقول لاول مره بمراره و حسم
- لا مَش هيحصل يا دكتور توقف مكانه و هو يسمع منها هذه الكلمه لاول مره و بتلك الطريقه الجافه البارده ليلتفت لها و يسألها
- يعنى ايه مَش فاهم
- يعنى اعتقد ان انا وولادى و حياتى معاك و مستقبلنا سوا مع بعض اهم من اى شغل او مسئوليات احنا برضه مسئولين منك يا دكتور و حياتنا دى و علاقتنا اعتقد انها اهم و اولى من اى حاجه ثانيه اى ارتباط او ميعاد ممكن يتأجل او يتلغىًحتى و اعتقد ان انا عندك اهم من اى حاجه فى الدنيا ولا ايه ليرد فى غضب
- للدرجه دى يا سما معندكيش ثقه فيا و مَش قادره انك تصبرى بالعكس انا واثقه فيك و باحترمك و باحترم علاقتنا و حبنا و عشان كده بأسألك انت مَش باسإل حد ثانى و اعتقد ان من حقى انى افهم و انك توضح ليا كل حاجه و تفسرها ليا ولا ايه
- ايوه بس
- ماعتقدش ان تفسير الموضوع هياخد وقت كبير كده الا اذا كان الموضوع كبير فعلا و حتى و لو كان اعتقد ان انا و بيتك اهم عندك من اى حاجه ثانى و الا ايه - فعلا يا سما لتجلس و هى تقول له - طيب اتفضل اتكلم انا سامعاك ليتنهد و هو يفكر ثم يجيب
- اولا انا مَش فاهم لحد الوقت انتى مكبره الموضوع اوى كده ليه يا -
- سما من امبارح و انا بأحاول افهمك ان علاقتى بشيرين علاقه عاديه زى اى استاذ و تلميذته و هى لترد باستهزاء و اعتقد اننا اتكلمنا فى الموضوع ده كثير يا دكتور و انا وصحت انى ملاحظه انها اتعدت حدودها معاك و بمراحل و انا مَش غبيه عشان اقدر اعرف ده و بسهوله فمن فضلك بلاش تهين ذكائى و تقولى عادى لا يا دكتور مَش عادى و لا طبيعىً اصلاً
- سما انا اقصد انى باتعامل معاها عادى يعنى و مَش بأحاول انى اكسفها يعنى انا بس لطيف معاها
- يمكن ده من ناحيتك انت طيب وهى اعتقد مفيش اى تلميذه تقول لإستاذها حبيبى
- انتى فهمتى غلط يا سما هى بتحبنى كأخ و كصديق يمكن بتعبر غلط عن ده بس هى متقصدش يعنى لتبتسم له فى سخريه و تقول
- ماتقصدش هو انا اللى باكبر الامور و الا انت اللى بتبسط الامور و بطريقه غريبه محدش يصدقها يادكتور طيب انا لو حتى افترضت معاك انها بتتعامل معاك كده كلامها ليا و اسلوب تعاملها معايا قدام الناس و كانى اخدت منها جوزها او حاجه من حقها انا مَش هاقبل ده ثانى يا دكتور يمكن انت زى ما بتقول مفيش من ناحيتك لها حاجه ماشى هاحاول اصدق ده و ربنا هو اللى اعلم بالنفوس بس طيب وًهى
- انا مَش مسئول عن طريقه تفكير الناس يا سما انا مَش مطلوب منى انى أربى الناس من أول و جديد لتنظر له فى غيظ من كلامه و تبريره الغير منطقى بالنسبه لها و تقول
- لكن مطلوب منك انك تحافظ على حياتى معاك و كرامتى كرامه مراتك اللى هى من كرامتك لان انا و انت واحد و لا ايه و لا عندك راى ثانى
- طبعا يا سما بس انا لحد دلوقت مَش فاهم انا ايه المطلوب منى انى اقولها متكلمتيش ثانى او تبعتى رسايل نظرت له باندهاش و غيظ اهذا هو كل ما لديه ليقوله لها لتعض على شفتيها بقهر و تقول
- لا يا دكتور متقولش حاجه بس انا المره دى اللى هاقول انا سكت مره و اثنين و ثلاثه لكن كفايه اوى كده انا مَش هاقبل امثر من كده على كرامتى و مَش هاسمح لاىًحد انه يتجاوز حدوده معايا بعد كده ابعد البنت دى عنك و عن حياتنا يا ادهم و النهارده لا من دلوقت تراجع مصدوماً من كلامها و طلبها الواضح فى صيغه امر لا يقبل النقاش او الجدل ليتظاهر بالغضب و يجيب
- يعنى ايه يا سما مَش فاهم هو انتى اللى هاتدورى شغلى و حياتى و تدينى أوامر اعمل ايه و ما اعملش ايه للدرجه دى انا بقيت صغير فى نظرك
- لا يا ادهم انت مَش صغير ولا حاجه بالعكس انت كبير و كبير اوى كمان بس من الواضح ان انا اللى بقيت صغيره و صغيره اوى فى نظرك لدرجه انك مَش شايف و لا حاسس بيا خالص ادهم انا مَش هاقولها ثانى و مَش مستعده انى أعيش حياتى فى صراع و خلاف من جديد انا ما صدقت ان الحياه بدات تستقر معانا و انا مَش عايزه اى حاجه تكون سبب فى المشاكل ما بينا مهما كانت
- انتى اللى بتبالغى و بتخلقى مشاكل من مفيش يا سما اذا كان على شيرين انا هاكلمها و اكون واضح معاها بس من غير ما اجرحها و خلاص يبقى كده الموضوع انتهى لتنظر الى عينيه بتصميم و تقول
- لا بالنسبه ليا انا مانتهاش يا ادهم و لا عمره هاينتهى بالشكل ده لان فيه ناس و زملا و حياه و كلام و انا مَش مستعده اواجه دا كله من جديد و مره ثانيه اعتبر ان اللى يتطلبه منك ده رجاء شخصى و ليا انا و اعتقد ان من حقى و بعد السنين دى كلها انك تلبى ليا طلبى ده زى ما انا كنت دايما معاك اقول حاضر و طيب و أنفذ من قبل ما حتى تقول او تطلب افتكر مَش كثير عليا طلب واحد يا ادهم ليقول فى غضب
- دى مابقتش عيشه يا سما انا تعبت من كثر المشاكل و الخناق لترد و الدموع تلمع فى عينيها و لكنها منعتها بتصميم
- انا اللى باعمل مشاكل يا ادهم و عموماً خلاص انا مَش هاتكلم فى الموضوع ده معاك ثانى و اعمل اللى انت شايفه صح خرج ليتركها خلفه فى ثوره و غضب لتنفجر دموعها لفتره حزنا و الما على حالها و هى تؤنب نفسها و تلومها انتى اللى عملتى كده فى نفسك كده يا سما هاتلومى مين غير نفسك للى وصلتى ليه ده فضلتى تتنازلى و تضحى لحد ما خلاص معدش فارق حاجه بالنسبه له لكن لا يمكن انا بحبه و بأحب ولادى و حياتى معاه و هو بالنسبه ليا روحى و العمر كله لكن كرامتى هى اللى فاضله ليا و مَش مستعده انى اضحى بيها هى كمان خلاص انا تعبت من كل ده و مَش مستعد انى احارب ظل ثانى فى حياته او ابقى على الهامش انا ضحيت بكل حاجه عشان الحياه دى و معدش عندى حاجه ثانيه اضحى بيها لازم اعرف ان كان هو كمان بيحبنى و هايفضل دايما معايا و جنبى أمان وسند ليا و لا هايتخلى عنى مره ثانيه ظلت تبكى لفتره و هى تحارب أشباحها و كلام ماما زوزو يدوى فى اذنيها و هى تفكر فى الخطوه و المواجهه القادمه .