القصل التاسع عشر

4.5K 124 30
                                    

الفصل التاسع عشر
  جلست صامته بعد ان ذهب لا تدرى ما تقول لهم  ليجلس مازن الى جوارها  و يقول
- احنا اسفين يا ماما مكناش متوقعين ان الامور هاتوصل لكده احنا عارفين ان انتى مالكيش  ذنب تتحملى مسئوليتنا  و التزاماتنا و خصوصا ان معدش فيه رابط يربطك بينا بس لتنظر له فى  الم و تقول له
- كده يا ماز ن و انا الى بقول ان ربنا هداك و عقلت هاترجع تتعبنى ثانى و تقول الكلام ده هو انا اللى كان بيربطنى بيكم ادهم و لا قلبى و عمرى و حياتى انا حبيتكم و عشت معاكم و كنت ولادى قبل ما ارتبط بادهم او يكون فى حياتى اصلا و لا نسيت لينظر لها فى امتنان و حرج و يقول
- انا  ايوه بس انا اقصد
- اسمعوا بقى انا احب ما عليا انكم تيجوا  تعيشوا معايا و نرجع مع بعض من ثانى بس انا مكنتش حابه انى اقف قدام ادهم و اعمل كده وًقدامكم و خصوصا بعد السنين و العشره  بس هو اللى اضطرنى  اعمل كده دا حقكم و انتوا ولادى ولا هادافع عنكم مهما كان
- طيب هانعمل ايه دلوقت
- ولا حاجه انا   مَش هاقدر ارجع ثانى هنا يا ولاد و خصوصا بعد اللىًحصل و حتى من غيره مكنش هاينفع  بس انا اخدت فيلا حلوه هامضى عقدها النهارده كبيره واسعه وممكن تجمعنا كلنا ليسألوها فى فرح 
- انتى متاكده يا ماما
- طبعا يا حبيبتى  يلا ادخلوا غيروا هدومكم عشان هاتيجوا  معايا
- فين
- الفندق لحد ما ارتب امورى 
- لا يا ماما احنا هانستنى هنا و مَش هانمشى زى ما   قولتى ان ده بيتنا و احنا مَش هانسيبه مهما  حصل
- بس ازاى انا مقدرش أسيبكم لوحدكم هنا و
- احنا اتعودنا على كده و انتى بتقولى ان ده بصفه مؤقته  و احنا مَش صغيرين يعنى نقدر نتصرف و اوعدك يوم ما تنقلى الفيلا هانيجى نقعد معاكى و من غير ما تقولى كمان احنا فرحنا اوى لما عرفنا انك هاترجعى اسكندريه ثانى
- ايوه بس
ماما كفايه اوى  اللى عملتيه عشانا لحد دلوقت و بعدين انتى اتاخرتى اوى على ميعادكً اللى بتقولى عليه  روحى انتى و متقلقيش علينا  احنا مع لعض و معاكى علطول
ايوه يا مازن بس
- ماما عشان خاطرى لازم تثقى فينا زىً ما  احنا بنحبك و بنثق فيكى بالضبط 
لتنظر له بحب و قد ادركت ان ابن قلبها قد كبر ليصير رجلا مسئولاً يعينها  كما تمنت طوال عمرها
طيب يا حبيبى بس احنا مع بعض على التليفون و لو فيه اىًحاجه كلمنى و انا هاكون هنا علطول
ان شاء الله و بعدين متخافيش علينا احنا كويسين و ربنا معانا 
و نعم بالله يا حبيبى    لتتركهم و كانها تترك قطعه من قلبها و تغلق الباب
سما كُنتُى فين كل ده تاخير احنا قلقنا عليكى و تليفونك كمان كان مقفول 
- انا هاحكيلكم كل حاجه بس اقعد واستريح شويه
ليقول حسام
-  اعتقد اننا كده مَش هانخرج يبقى نطلب غدا و نقعد  هنا لتنظر له زوجته فى عتاب  بينما جلست هى لتقص عليهم  كل ما حدث و بالتفصيل
- دا اكيد اتجنن ازاى يعنى كان عايز يقعدها و فى بيتك  يا بجاحته  ياما كان فى نفسى اكون موجوده و ابرد قلبى بكلمتين معاه ليرد حسام  بعمليه
- اهدى يا هدى الست دى مَش  سهله و اكيد هى مآثره  عليه
- مهما كان متوصلش لحد كده   بس انا نفسى افهم ايه اللى وداكى هناكً مَش قلتى انك مَش هاتقدرى تدخلى البيت ده ثانى
- قلقت لما  كلمت الولاد و عرفت ان الولاد رجعوا ثانى و ان فيه مشاكل بينهم و بين امهم و كمان هما وحشونى ولادى وو حشونى يا هدى
- و بعدين يا سما فى قلبك الطيب ده هيوديكى فين
- دول ولادى انا  يا هدى  انا اللى مربياهم و تعبت فيهم و مَش هاتخلى عنهم  بالسهولة دى الام مَش اللى بتخلف بس انتى عايزانى انسى سنين من عمرى و حته من قلبى و ارميها ورا ظهرى و بالبساطه دى  و بعدين لا هما ذنبهم ايه دول ولادى و مَش هاتخلى عنهم  ولا هاسيبهم لاى واحده انتهازيه تبهدلهم او تستغلهم  و تضيع حقوقهم  لا مَش هايحصل ده و مَش هاسمح بيه ابدا مهما كان
- سما عندها حق يا هدى انفصالها عن ادهم مَش معناه انها تتخلى عن كل حياتها اللى فاتت و لا المسئوليه و الامانه اللى اتحملتها من سنين  و بعدين انا النهارده فخور بيكى جدا يا سما انتى لاول مره قدرتى تواجهى و تواجهى مين ادهم و  اللى معاه   و تاخدى حقك و حق ولادك و كونتى  قويه و حازمه  انا بدات اطمن عليكى  بس
- بس ايه يا حسامً
- خدى بالك دى مسئوليه يا سما انتى عارفه يعنى ايه تكونى مسئوله عن خمس اولاد مَش اثنين و منهم ثلاثه مراهقين و فىًمرحله حرجه دا غير المشاكل اللى وراهم و ووقت و مجهود  و مواجهات  و حاجات ثانيه كثير  اعتقد انك مقدراها كويس
- متخافش يا حسام  و اطمن انا طول عمرى و انا متحمله المسؤوليه دى و باحبها و بعدين دول امانه فى رقبتى من امى  الله يرحمها يا حسام عايزنى اتخلى عنهم و بالسهولة دى  لمجرد ان حياتى انتهت مع ابوهم لا طبعا مَش هاقدر و هادافع عنهم و عن حقهم و حقى لآخر نفس  لتنظر لها هدى بإعجاب و قد عادت سما  القويه التى تعشقها 
- طيب هانعمل ايه دلوقت  ؟
- مَش هاتروحى نشوف الفيلا و الا رجعتى فى كلامك
لا طبعا دا انا محتاجاها اكثر  من الاول
طيب  كويس يلا بينا.....  
    - انت هاتسكت على اللى حصل
جلس ادهم و  هو ينظرا ليها بضيق و هى تذرع غرفه الفندق الذى استأجرها لهم بعد خروجهم مطرودين من البيت
- طيب يعنى عايزانى اعمل  ايه لترد فى عصبيه و حقد 
- تعمل ايه انت بتسألنى يا دكتور بقى حته واحده تيجى  كده و تتكلم معانا بالشكل ده لا و فى الاخر تقولنا و قدام ولادك اتفضلوا من غير مطرود فى الشارع  و عايزنى اسكت و أعديها كده انا كل ما افتكر اللى حصل  و اللى جرالنا  و انى مشيت كده لا انطردت  و مقدرتش اتكلم او ارد عليها الدم يفور فىً عروقى  و ببقى هاتجنن
- طيب كُنتُى هاتعملى ايه يا شيرى و لا كُنتُى متوقعه منى اعمل ايه
- تعمل ايه تديها قلمين يفوقوها  و يعرفوها مقامها و احنا مين كويس اوى
لينظر لها فى سخريه من حديثها ثم يقول باستهزاء
- يا سلام اضربها و قدام الولاد و هى ام ولادى و تحصل فضيحه و يمكن كمان الموضوع كان ممكن يتطور او تطلب لنا البوليس وتبقى فضيحه اكبر  لنا مَش كده هو دا اللى انتى كنتى عايزاه  يا دكتوره
- انا مَش عايزه حاجه غير حقى و انى أشفى غليلى  و ارجع كرامتى اللى اتهانت من مراتك
- بصى يا شيرى   يمكن صحيح هى  غلطت و أتجاوزت فى الكلام  و اتعدت حدودها بس انا كمان كنت غلطان لما سمعت كلامك و رحت البيت و فكرت اننا ممكن نقعد هناك صراحه مكنش هينفع اصلا اولا عشان الولاد و بعدين دا فعلا بيتها و بيت و لادها  و بيت ابوها من البدايه و مكنش ينفع انى اعمل كده و أمشى  وراكى من  غير عقل يعنى بعد كل اللى حصل و اما فكرت  لترد عليه بعصبيه و بصوت مرتفع و هى تقاطع كلامه 
- انت بتقول ايه انت اكيد هاتجننى و كمان بتدافع عنها و بتقول حقها و بيتها  و لا كانها عملت فينا اى حاجه او اتصرفت بأسلوب اقل ما يقال عنه انه وقح لا وطردتنا  كمان
- و كُنتُى عايزاها تعمل ايه او تتصرف ازاى و احنا قاعدين فى شقتها لتقاطعه فى غضب
- متقولش شقتها مَش انت قولت ليا انها كانت شقه والدتك  الله  يرحمها 
- ايوه بس هى بقت شقه الزوجيه و عشنا فيها سنين و بعدين امى نفسها زى ما  هى قالت كانت ماجره الشقه دى من والده سما و اعتقد ان سما مكنتش بتاخد منها ايجار او حتى  كاتبه عقد عايزانى اعمل ايه بقى بالشرع و بالقانون ده بيتها هى و كانت بتدافع عنه
- انا ماليش فى كل  الكلام اللى انت بتقوله ده انا ليا فى كرامتى اللى اتهانت و البهدلة اللى انا فيها دلوقت لينظر لها للحظه ثم يقول بنفاذ صبر
- شيرى انا ابتديت اتعب و اتعصب من كثر الخناق و المناهده و النقاش  ممكن افهم الحديث دا كله نهايته ايه  يعنى انتى عايزانى اعمل ايه دلوقت  بالضبط
- مَش عايزه منك حاجه يا دكتور انا بس عايزه حقى عايزه احس انى زى  الستات ليا بيت و زوج و حياه و لا انت فاكرنى ايه ليرد فىًغضب و قد بدا يفقد اعصابه
- شيرى من فضلك  بلاش الأسلوب المستفز ده معايا انتى عارفه كويس اوى انى مَش مستحمل  و كفايه اوى اللى حصل مكنش سهل عليا  انا كمان لتتراجع و هى تقول بمكر
- ما انا عارفه يا حبيبى  و دى اكثر حاجه تعبت اعصابى بس  انا مكنتش قادره انى اتكلم هو كان سهل عليا اسمعها و هى بتتكلم معاك  كده و قدامى لا و مَش قدامى انا  بس وقدام ولادك كمان    لينظر لها فى غضب  و قد  بدات تستفز  غروره وًغضبه
- انا لما كنت بقول حقى دا على أساس اننا واحد يعنى مَش سهل عليا  انها تعمل فيك كده و انت لازم تحاسبها و تعلمها الأدب و تعرفها انها مَش  سهل انها تتعامل معاك بالوقاحه  دى و تطردك قدام ولادك و تعدى بيها بالساهل  لازم كل  واحد ياخد جزاءه و نتيجه عمله وعقابه على سوء تصرفه و انت مَش اى حد  انت الدكتور ادهم يعنى لازم تاخد حقك منها و كويس اوى خصوصا انها عملت كده و قدام ولادك و خلتهم يتمردوا عليك لاول مره و يقولوا لا انت عارف لو سكت هايحصل ايه  الامور كلها هتفلت  من بين ايديك و مَش هاتعرف تتعامل معاهم هما كمان بعد كده دول مَش هايسمعوا كلامك اصلا لا هما بالفعل عملوا كده و الا ايه  
  - يعنى عايزانى اعمل  ايه بالضبط فهمينى ؟
- انا هاقولك ......
- ها ايه رايك فى الفيلا يا سما كانت تنظر الى المكان و هى تراه بعينى أحلامها و كيف ستقوم بتأسيسه او زراعه حديقته الواسعه
- حلوه اوى  يا حسام فعلا حلوه لترد هدى و  هى تتجول فى المكان
- بصراحه محدش يقدر يقول حاجه عليها انت فعلا ذوقك حلو يا حسام  ليبتسم و هو يقول
شكرًا يا جماعه اخجلتم تواضعنا بصراحه انا كانت عينى عليها من الاول ليا و لمراتى  بس طلعت من نصيب سما متغلاش عليها  ما هى اختى  برضه ولا ايه
لتنظر له فى امتنان وًتقول
- شكرًا يا حسام حقيقى شكرًا انت فعلا اخونا و اكثر ربنا ما يحرمنى  منكم و لا من لمتنا مع بعض
- العفو يا ستى انا مبسوط اوى انها عجبتك و لِسَّه  المفاجآه لتسأله هدى فى مرح
- ايه ده هو لِسَّه فيه مفاجات
- طبعا اهم مكان فى الفيلا  و انا عارف ان سما هاتعشقه بمجرد ما تشوفه لتنظر له هى فى  دهشه و هو يتجه الى شرفه واسعه و يفتحها على مصرعيها و يشير لها لتتجه الى الداخل  مبتسمه لتقع عينيها على اجمل منظر يمكن ان تراه فى حياتك  قرص الشمس و هو يغيب بماء البحر فى شكل ابدع الخالق فى تصويره لتتجمد مكانها شارده فيما امامها من جمال و قد نست ما حولها و من معها كلهم ليشير حسام  الى هدى ليتركها تتمتع وحدها بالمكان و يصعدا الى الدور الاعلى  ليدخل هو  فى تلك اللحظه و هو  يبحث عنهم فقد أنبئه حرس المكان بحضورهم و لكنه كان مشغولا عنهم ببعض العمل  ليسمح لهم بالتجول فى المكان  بحريه على ان  يقابلهم هو  بعد ان ينتهى مما فى يده دخل الى المكان يبحث عن حسام  ليجد باب الشرفه مفتوحاً  يتقدم  خطوات ليجدها  فجاه امامه واقفه شارده لم تنتبه حتى الى وجوده بجوارها   تتطلع الى الأفق البعيد مسحوره به و شعرها يتطاير بنعومه و يحركه الهواء  ليتسمر مكانه وهو    ينظر اليها باستمتاع   للحظه مأخوذاً بما يرى  و قد عم السكون  المكان
- الله عاصم دا احنا حظنا حلو انت هنا من امتى ؟
انتفض على صوت حسام يحدثه و يسأله بينما التفتت هى اليهم لتشعر بالخجل من نفسها و يتلون وجهها باللون الاحمر كعادتها كلما واجهت موقفا محرجا ليتجاهل هو محدثه و ينظر اليها بإستمتاع و إعجاب بما يرى  لتطرق بوجهها الى الارض و قد عجزت عن مواجهه عينيه ذات النظرات النافذه  القويه و تردد بصوت منخفض لا يكاد يُبين
- اسفهً الظاهر انى سرحت  شويه و ماخدتش بالى  لم يرد  عليها و انًما تلاعبت ابتسامه على ملامحه الجذابة و اكتفى بالتطلع اليها فى صمت
- هاى عاصم مالك فيه ايه احنا هانفضل واقفين كده كثير ليلتفت له فى ضيق من مقاطعته  و يسأله
هو انت هاتفضل علطول كده يعنى يا  حسام  مَش تدينى فرصه  أتعرف  بالدكتوره الاول و بعدين تبقى تعمل  او تقول اللى انت عايزه. ثم يتقدم منها  بجراه و هو يمد يده و يقول
انا المهندس عاصم المهندس المسؤل و   مصمم  المشروع ده  اتمنى يكون عجبك لترد عليه  بصوت خفيض   يقطر خجلاً و هى تمد يدها برقه
- تشرفنا و انا ...،
- انتى غنيه عن التعريف  يا دكتوره انتى الكاتبه و الاديبه سما محمد و انا واحد من قراءك و اشد المعجبين بكتاباتك و لما حسام قالى و طلب منى الفيلا عشانك انا مصدقتش نفسى انى اخيراً  هاقابل حضرتك و أتعرف  عليكى و يمكن لو حالفنى الحظ  اتكلم مع حضرتك و اناقشك  فى كتبك و  مقالاتك بس اللى مكنتش متوقعه اللى شايفه قدامى دلوقت انا ....ليقاطعه حسام و  قد احس بحرجها و ارتباكها لاول مره من جراءته معها  
ايه يا عم بالراحه ما تخف شويه  و الا انت ما صدقت اننا هنا و الا ايه دا انت حتى لِسَّه ماتعرفتش على  هدى لينظر اليها و هو يبتسم فى ديبلوماسية
  انا اسف فعلا يا مدام هدى حسام عنده  حق طبعا بس حضرتك متعرفيش  انا  اد ايه معجب بالدكتوره سما و كتاباتها و آرائها فى الحياه  انا من النادر ان فيه كاتب  يشدنى انى اقرا له وًمش بس كده ابقى عايز انى أناقشه  و أتحاور معاه و كنت مستنى انها تيجى تشوف  الفيلا من زمان عشان أتعرف عليها و ...  لترد و هى تنظر له بخبث و تقول
لا واضح ان حضرتك معجب  فعلاً  لترد سما فى عصبيه
هدى لتجيبها الاخرى  و قد تجاهلت ذلك
- انتى لازم تشوفى الدور  الثانى يا سما  هايعجبك  جدا نطقتها هدى و  هى تشير لها لتتجاوز الاثنين و هى تصعد مع صديقتها الى الاعلى ليلتفت  هو الى حسام و يسأله
- ها يا حسام الدكتوره عجبتها الفيلاو اخدت قرار و لا لِسَّه  هاتفكر عموما هى محتاجه  شويه تعديلات و انا كنت بأفكر انى...
- بالراحه يا عاصم سما مَش متعوده على كده و مَش بتاخد على الناس بسهوله  زى ما انت متصور سما الانسانه غير سما الاديبه خالص  و انا خايف انها تاخد  موقف او
- هو انا زودتها و لا ايه انا اسف انا ماقصدتش انى أحرجها
- لا ابدا بس خد بالك انها لِسَّه متعرفكش اوًتعرف اسلوبك ده
- طيب أعمل ايه اعتذر لها
- لا مَش للدرجه دى بس سيبنىً انا اتصرف  اتفضل انت دلوقت و جهز لنا قهوهً فى المكتب  و  احنا هانحصلك بعد شويه اكون انا ظبطت الدنيا و أقنعتها 
- طيب  ماشى هاستناكم .......
- ها ايه رايك يا سما
- فى الفيلا صراحه الفيلا حلوه جداً و موقعها ممتاز و انا عشقت المنظر اللى بتطل عليه و
- فيلا ايه با سياده الكاتبه انا قصدى فى صاحبها  هو فيه كده دا ولا ابطال الروايات اللى انتى  بتكتبيها   حاجه كده من الاخر انتى مَش شايفه شياكته و لا شخصيته و لا نظرات عنيه لتنظررلها هى بغضب و تقول
- و بعدين معاكى يا هدى هو  انتى كل حاجه هاتقلبيها هزار كده
- انا مَش باهزر  على فكره   و بعدين دا إعجاب برىء يعنى  مَش هايضر ولا أسلوبه فى الكلام و صوته و كمان طلع من معجبينك و قراءك
- هدى  و بعدين انتى هاتخلينى اقلق  و أغير  رائى و لا ايه
- و ليه بس  دا الفيلا تجنن و صاحبها كمان
- فعلا بس انتى  عندك حق هو جرىء شويه و بيتكلم معايا و كأنهً يعرفنى من زمان  و انا....
- عموما احنا مالنا و ماله انتى هاتشترى الفيلا و خلاص  وبعدين هو انسان مؤدب  و مثقفو متجاوز حدوده فى الكلام  هو معجب بأفكارك  عادى يعنى  لتقاطعها و هى تنظر لها بحدهً
- طيب كفايه  كده لقى  يلا ننزل بقى لحسام بقالنا كثير هنا
- تلاقيه قاعد يرغى مع صاحبه و احنا  ولا على باله نزلا الى الأسفل ليجد حسام يقف وحيداً ينتظرهما فى صبر لتسأله هدى
-  الله امال فين صاحبك
- كان عنده شغل فقال هيرجع المكتب و يستنانا هناك  ها يا سما  ايه رايك ؟
- الفيلا طبعا ممتازه و عجبتنى بس
- بس ايه فيه اى ملاحظات  عليها لتضحك هدى و تجيب هى
- لا فيه ملاحظات على صاحب الفيلا لتنظر هى لها فى غضب بينما نظر  لها حسام للحظه و كانه لا يستوعب ما يقول ثم يضحك و قد ادرك ما تقصده و يلتفت الى سما
- على فكره عاصم انسان مؤدب  جدا و نا اعرفه من زمان دا صاحب عمرى على فكره  و عمره ما تجاوز حدوده هو بس من اشد المعجبين بكتبك و كان نفسه من زمان يتعرف عليكى و يتناقش معاكى و على فكره هو شاعر ممتاز بس من منازلهم يعنى مَش محترف و فضل المجال العملى من زمان يعنى بيخرج مشاعره و أفكاره فى التصميمات اللى بيعملها و اه انتى شايفه هو اد ايه موهوب  و  لو كان استمر  فى المحال الادبى كان ممكن فى يوم تتقابلوا و  تبقوا زمايل و أصدقاء عموما انا مَش بقول كده عشان حاجه انا بس حابب افهمك انه بيتصرف كده بحسن نيه وزى ما  قولت لك هو كان رافض  يبيع الفيلا دى بالذات و حتى ليا لكن لما عرف انها ليكى انتى غير رأيه
-  ايوه يا حسام بس
- عموما يا سما انتى مَش  مجبره  انك تتعاملى معاه غير فى حدود البيع و الشرا  ها قلتى ايه نروح نشرب القهوه و نمضى العقود و لا لِسَّه هاتفكرى لتحسم ترددها وًهى تجيب
- لا خلاص يلا بينا على بركه الله
- انا اسف قالها و هو يناولها فنجان القهوه لتنظر له فى دهشه و تسالهً
- على ايه ؟
كان لازم انى اعتذر  ليكى يمكن اكون أتجاوزت حدودى او ضايقت حضرتك بس انا كنت حابب انى أتعرف عليكى اكثر انا قريت  اخر كتاب ليكى و قبله كتاب صرخات قلب يحترق و باقى كتبك و كنت متابع لمقالاتك قبل ما حضرتك تتركى مجال الكتابه و  النشر لفتره و كان عندى فضول انى اعرف ليقاطعه  حسام
- عاصم احنا قلنا ايه واحده واحده على  سما  خلينا دلوقت فى الفيلا و عقد البيع ليتراجع الى مكتبه و هو يجيبه بعمليه و بنبره هادئه
- فعلا عندك حق انا اسف مره ثانيه  الظاهر انى أتجاوزت حدودى ثانى  و على فكره انتى فعلا مَش مجبره انك تتعاملى معايا الا  فى حدود الشغل  و مَش مجبره انك تناقشينى او تردى على أسئلتى  لتبتسم بلطف و هى تجيب برقه هذه المره
- لا بالعكس دا يشرفنى  انى أناقش قاريء و متابع ليا زى حضرتك و يسعدنى كمان انا تحت امرك طبعا ليبتسم لها فى ود
- يعنى اخرج  انا منها بقى قالها حسام متظاهرا بالغضب
- لا ازاى دا انت الخير و ألبركه  دا انت حبيبى و صاحب عمرى و سبب سعدى و  لا ايه 
- ايه طيب يلا خلصنا و هات العقود و خلينا  نمضيها و عموماً اديكم هاتبقوا اصحاب و جيران  يا سيدى و كمان انت اللى هاتخلص لها كل الديكورات و تشطيبات الفيلا انا لِسَّه كنت عمال احكى لها عنك و اشكر فيك
- دا يسعدنى لو  هى قبلت طبعا
- هى موافقه و راضيه بس خلص بسرعه لانها محتاجه الفيلا فى اسرع وقت 
- ان شاء الله و عموما لو حضرتك ليكى تصور معين يسعدنى انى اعرفه دا الكارت بتاعى لوًحضرتك  حابه انك تسالى او تبلغينى باى حاجه  لتتناوله منه فى خجل و تقول
- ان شاء الله مَش يلا بقى يا حسام لحسن انا اتاخرت على الولاد اوى
- فعلا عندك حق يلا
- فرصه سعيده يا باشمهندس  لتخرج ى يتبعها حسام غير منتبهه الى ذلك الذى يتابعها فى اهتمام و  فضول .

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن