الفصل الرابع و الثلاثون
- ما هو قولك فيما هو منسوب إليك من تزوير فى محررات رسميه ومحاضر استلام و استيراد اجهزه طبيه غير صالحه للاستخدام و تقديم الرشاوى لتسهيل اجراءات دخولها مخالفه للقانون المصرى
لم يجد ما يجيب به كان فى حاله ذهول كيف انتهى به الحال الى هنا الى هذا المكان النيابه هو من كان يستعد لافتتاح حلمه خلال ايام قليله كان يطير بأحلامه الى السحاب و يحلم ليجد نفسه يسقط و يهوى الى الارض لا بل الى القاع ما هى تهمته او جريمته و لما يعاقب هذا العقاب و لكن احقاً لا يعلم لا بل هو يستحق و ربما اكثر من ذلك فرغم انه لم يرتكب هذا الجرم الدى يتهمونه به الا انه لم يهتم او يبالى بعمله و فضل المكسب السريع و اعتمد عليها و لكن ماذا عنها اكانت تعلم ام انها خدعت مثله ام انها باعته و بارخص الأثمان و تحالفت مع اعدائه الشك يكاد يقتله و الأفكار تعصف بعقله فتؤدى به الى جحيم لا ينتهى لابد ان يعلم و يتأكد قبل ان تفضى به شكوكه و أفكاره الى الجنون كان كل هذا يدور فى عقله و هو شارد لا يجيب عن اسئله المحقق الذى ناداه
- دكتور ادهم انت معايا ليجيب المحامى و قد احس ببعض ما هو فيه
- موكلى يا حضره المحقق لم يكن يعلم باى من تلك التهم و لا حتى اشترك فيها حضرتك عارف انه طبيب مشهور و شريك محترم فى مستشفى .... و لم يسبق له ان خالف القانون و الكل يعلم بحسن سيره و سلوكه طوال سنوات عمله و حبه للمساعده و عمل الخير و الكل من زملائه و العاملين فى المستشفى ومرضاه يشهد بذلك لينظر له المحقق فى سخريه ممزوجه بالمراره و يجيب
ما كلهم كده مع الاسف يا استاذ و الواحد بيتصدم فى اللى بيشوفه و اللى بيسمعه و يعرفه عنهم بعد كده و بعدين اى خير اذا كانت الادله و القرائن كلها تثبت ان موكلك تشارك و تامر على استيراد اجهزه ملوثه بفيروسات الكبد و الأيدز و غير صالحه لاستخدام المرضى و كمان دفع رشاوى للجنه الاستلام و زور فى محررات رسميه و كل ده مثبت مَش بس كده دا حضر الاتفاقات اغلبها بنفسه هنا و بره و فحص الأجهزه كمان يبقى ازاى ثم اخرج مجموعه من الاوراق و هو يمدها الى ادهم و يسأله
تنكر ان ده توقيعك يا دكتور ليجيبه فى مراره
لا يا فندم دا فعلا توقيعى ليجيبه المحامى
دكتور ادهم من فضلك انت كده بتثبت التهمه على نفسك ليلتفت له و يقول
لا يا متر انا مَش هانكر و لا هاقول ان ده مَش توقيعى ثم يقول للمحقق بالعكس انا فعلا حضرتك ووقعت على كل حاجه و استلمت الأجهزه و قابلت اللجنه بس انا أقسم لحضرتك انى مكنتش اعرف عن كل التهم دى و اللى حضرتك بتقوله اى حاجه انا مَش مجرم ولا يمكن أتاجر بارواح المرضى بتوعى لاى سبب او ربح صدقنى
مع الاسف يا دكتور انا نفسى طبعا انى اصدقك بس.
بس حضرتك عندك حق انا كل الادله والقرائن ضدى و بتدينى مَش كده
فعلا بس انا حابب انى اعرف ازاى
تقصد حضرتك ازاى كل ده حصل
فعلا انا حابب انى افهم اتكلم يا دكتور
انا هاحكى لحضرتك كل حاجه و من البدايه ليقص عليه كل ما كان من أمره و ما حدث
يعنى حضرتك بتتهم الدكتوره شيرين انها هى المتهم الرئيسى فى القضيه و انها هى اللى عملت كل ده من وراك و بدون معرفتك
لا حضرتك انا لحد دلوقت مَش قادر اصدق ان كل ده حصل و بعدين شيرين مراتى و شريكتى و مَش ممكن تعمل كده اكيد هى كمان اضحك عليها و و الناس دى لعبت عليها بأسلوب قذر هى متعرفوش و غشتها انا كل اللى بقوله لحضرتك انك ممكن تستدعيها و تسألها و هى هتاكد كل كلمه انا قلتها لحضرتك.
بس حتى لو حصل يا دكتور دا ميبراش حضرتك من القضيه كل اللى هيعمله ان الدكتوره هتكون شريك فى القضيه و اذا اعترفت بكل اللى بتقوله حضرتك ده ممكن الاتهامات كلها توجه لها
ايوه بس هى مظلومه و كانت حسنه النيه
القانون لا يحمى المغفلين يا دكتور
حضرتك عندك حق بس انا عندى امل ان التحقيق يظهر الحقيقه و يظهر برائتنا انا و هى
طيب يا دكتور و شريكتك الثانيه لينظر له فى صدمه و يسأله بدهشه
حضرتك تقصد مين ؟
اقصد الدكتوره سما محمد الاديبه و الكاتبه المعروفة ورئيس تحرير مجله .... ايه علاقتها بالمستشفى و بإلاجهزه دى و موضوع الرشوه
لا يا فندم سما ملهاش اى علاقه بالقضيه دى و لا حتى المستشفى نفسه دى متعرفش حاجه عنها اصلا غير اسمها و مكانها و بعدين انا كل علاقتى بيها دلوقت انها طليقتى و ام اولادى
ازاى يا دكتور و الاوراق و المستندات بتفيد انها اكبر شريك فى المستشفى دى و تمتلك اكبر حصه من الأسهم وطبعا الارباح و فى الاخر حضرتك بتحاول تفهمنى ان ملهاش اى علاقه طيب ازاى يا دكتور ليرد هو بتصميم
لا ده حضرتك مذكور فى الاتفاق و العقد اللى بينا سما مجرد ممول و حصلت على الأسهم دى مقابل حقوقها و التزامات ماليه كانت لهاعندى وقت الانفصال و اتفقنا بعقد و اتفاق مكتوب ان اداره المستشفى و الامور الفنيه كلها هتكون من اختصاصى و كل ده مثبت بالمستندات عند المحامى.
ايوه يا دكتور بس حضرتك عايز تقنعنى انها حتى مَش بتسأل او تهتم و كانها مَش فلوسها و اعتقد... ليقاطعه هو فى تصميم
يا فندم دا مَش اول مره تحصل دا حتى فى المستشفى اللى انا فيها سما هى الشريك الاساسىً و انا مجرد شريك بالإدارة و باخد نسبه
طيب و ليه هى تشارك فى مجال هى متعرفوش
سما دخلت المجال ده عشانى يا فندم و ساهمت بفلوسها عشان تقف معايا
يمكن اقدر افهم دا لما كُنتُم مرتبطين لكن الربح و المكسب و المصلحه هو الشىء المنطقى الوحيد اللى ممكن انه يحفز اى انسان و خصوصاً بعد انفصالكم و لا ايه يا دكتور
لا يا فندم سما ملهاش اى علاقه و متعرفش حاجه عن المواضيع دى اصلا ارجو من حضرتك متدخلهاش فى القضيه دى اصلا
ازاى يا دكتور بس فعلا حضرتك هنا بقالك مده و متعرفش ان كل وسائل الاعلام ملهاش سيره الا القضيه دى و بتوجه لها ابشع التهم و بتطالب بحق الناس منها بس حقيقى يا دكتور انا مستغرب الدكتوره سما ملهاش علاقه والدكتوره شيرين برضه ملهاش علاقه و انت برىء امال مين المتهم فى القضيه دى بقى اتسعت عيناه من الصدمه لينهار مما يسمع و ينظر الى المحامى الذى ادار وجهه الى الناحيه الاخرى كى لا يواجهه لينظر وكيل النيابه الى كاتبه و يقول
اكتب يا ابنى يتم حبس المتهم ادهم .... اربعه ايام على ذمه التحقيق و يستدعى كل من الدكتوره شيرين فهمى و الدكتوره سما محمد للمثول أمامنا و الإدلاء بأقوالهم فى القضيه هم ان يعترض و يستعطفه مره اخرى الا يفعل و لكنه اطبق فمه فى احباط فحتى لو فعل فكيف سيمنع عنها الألسنة التى تنهش فى سمعتها الان انه تعيش أسوأ كوابيسها مره اخرى و بسببه لقد حطمها مره اخرى و هدم كل كا بنته لسنوات حتى بعد ان ابتعدت عنه فها هو يعيدها الى نقطه البدايه بل و أسوا ويجذبها معه الى القاع ترى ما الذى ستفعله او تظن به ليحدث نفسه بمراره.
انا فعلا انسان حقير و استاهل بس هى ذنبها ايه و شيرى يا ترى هاتقول ايه بكره لما وكيل النيابه يستدعيها ممكن تكون لا يا ادهم مَش معقول تكون مغفل للدرجه دى و بعدين دى مراتك و اختيارك بس ممكن تخاف لا شيرى بتحبنى و مَش ممكن انها تبيع او تخون بس ليه مسألتش كل الايام اللى فاتت او جت او حتى حاولت انها تتواصل معايا يمكن خايفه يا ادهم و بعدين لازم تقدر ظروفها و اللى هى فيه دلوقت و دى قضيه راى عام ليتنهد فى حنق و غضب و هو يضرب حوائط الزنزانة فى غضب و يفكر فيما سيكون عليه غده و مستقبله . .....
أزعجها الطرق على أبواب الفيلا فى هذا الوقت المتأخر لم تكن تعلم ما الذى يحدث اقتربت من الباب فى حذّر لتسال عن الطارق
- افتحى يا سما انا هدى فتحت الباب و هى تنظر لها فى دهشه
هدى ايه اللى جابكً دلوقت خير ايه اللى حصل حد من الولاد جراله حاجه
لم تجبها كان وجهها محتقناً بالغضب و هى تنظر لها بحيره.
انا اللى جايه افهم منك يا سما ايه اللى بيحصل بالضبط انا حتى سبت الولاد مع لار ا و حمزه و جيت
و ليه دا كله انا مَش فاهمه
تليفونك فين يا سما و مَش بتردى عليا ليه ؟
التليفون ردت بحيره الحقيقه انا كنت فى اجتماع و عملته سايلنت و رجعت تعبانه دخلت نمت انا و الولاد و محستش بنفسى الا و انتى بتخبطى دلوقت على الباب.
يعنى الدنيا كلها مقلوبه و انتى نايمه حرام عليكى يا سما دا انا كنت هاتجنن و مفيش اى طريقه كنت اطمن بيها عليكى غير انى اجى دلوقت و الساعه دى
ليه يا هدى هو فيه ايه فهمينى لم تجبها و كانها لم تدرى ما تقول
ايه يا هدى أمال جيتى ليه
طيب تعالى نقعد فين تليفونك و اللاب توب بتاعك روحى هاتيه لم تجبها و انًما تحركت لتحضرهم و تضعهم امامها ليلفت انتباهها كم المكالمات الوارده لها و ليس من صديقتها فقط لتنظر لها بتساؤل لم تجبها و انًما فتحت على احد البرامج الحواريه المشهوره لتجعلها تستمع الى المكالمه و الحوار الدى دار و النقاشات التى دارت بعدها عن الكاتبه صاحبه المثل و القيم و التى تتاجر بارواح البشر هى و وزوجها من اجل المكسب السريع الحرام لم تتحدث لفتره و هى تستمع الى كل ما كان ثم تبتسم فى قهر و تسألها
يعنى خلاص انا بقيت مجرمه و رسمى و بشهاده وراى الكل مَش كده يا هدى
سما انا مَش عارفه ايه ابعاد الموضوع و لا ازاى دا حصل بس كل اللى متاكده منه انك مالكيش اى علاقه بالموضوع ده و كمان اقولك حاجه الدكتور ادهم رغم كل أخطائه و انى شخصيا مَش بحبه او بحترمه من اللى عمله فيكى بس الشهاده لله هو مَش النوع اللى يعمل كده الا اذا كنّا كلنا اتغشينا فيه بس دا كله مَش مهم المهم احنا هانتصرف ازاى دلوقت
- مَش لما اعرف و افهم ايه الموضوع الاول يا هدى تخيلى انك تكونى متهمه من الناس كلها بجريمه انتى متعرفيش حتى هى ايه و لا تعرفى عنها حاجه بس تعرفى انا و لاول مره مَش مصدومه و لا منهاره زى الاول يمكن تستغربى من ده بس انا شفت مع ادهم اللى اكثر من كده بكثير وًمعدش فيه اى حاجه توجعنى اللى واجعنى دلوقت هو ...: لتنظر لها هدى فى دهشه و هى غير مصدقه لما تسمع او تقوله صديقتها
لتجيبها فى غضب و ثوره
- انتى بتقولى ايه يا سما بعد كل ده و بتقولى هو.... انتى هاتجننينى يعنى كل اللى همك هو طيب و انتى و سمعتك و حياتك فكرى شويه فى نفسك و بعدين انتى لِسَّه بتخافى عليه ما يتحرق احنا مالنا
انتى مَش فاهمه يا هدى اذا كان عليا انا بريئه و ربنا معايا و رغم كل اللى بيتقال و هيتقال انا هاعرف اواجه و اخد حقى كويس اوى و اثبت للناس كلها انى مَش كده يمكن هاتعذب كالعاده و اعانى بس فى الاخر ربنا هايظهر الحق و ينصف المظلوم لكن انا دلوقت بافكر فى اولادى اللى هو ابوهم و يحملوا اسمه لو كان ادهم فعلا... ثم تعض على شفتيها فى غضب و قهر يبقى انا ضيعت عمرى كله فى وهم و ضيعتهم معايا بدل ما يكون عندهم أب يتشرفوا بيه و يحملوا اسمه هيكون ايه لتنظر لها بشفقه و تجيب.
سما انا دلوقت فهمت و مقدره اللى انتى فيه انا معرفش الدكتور ادهم كويس يمكن انتى اكثر واحده تعرفيه و حتى انتى رغم عشرتك كلها معاه عمل معاكى كده بس الموضوع ده حاجه ثانيه انا برضه لحد دلوقت مَش مصدقه انه ممكن يكون بالشكل ده الانسان ممكن يغلط او يتنازل عن مبادئه فى لحظه معينه لكن انه ميكونش عنده اخلاق او مبادىء اصلا و يوصل للانحطاط ده صعب صعب انى اصدق ان كلنا انخدعنا فيه اوى بالشكل ده و السنين دى كلها
- انا لحد دلوقت مَش مستوعبه اللى حصل يا هدى انا لاز م افهم الموضوع الاول و اعرف وضع ادهم ايه و ايه علاقته بالموضوع ده ادهم ممكن يكون انسان انانى او بيحب نفسه اكثر من الكل بس هو ممكن ينزل للمستوى ده طيب ليه ايه اللى يخلى انسان يعمل كده و يضيع نفسه و اللى معاه
- انا و الله خايفه يكون ده شغل الحيزبونه اللى معاه و تكون هى اللى
- و حتى يا هدى كل انسان ربنا خلق له عقل و ضمير ليحاسبه عليه و اذا كان هو لغى عقله و باع ضميره عشان اى حاجه يبقى خلاص ربنا عادل يا هدى صدقينى
- طيب هاتعملى ايه لتتناول هاتفها و تتصل بالمحامى حتى تسمع صوته على الطرف الاخر
- انا اسفه اذا كنت أزعجت حضرتك فى وقت متاخر كده بس
.....
- انا عارفه ان حضرتك اتكلمت و اكثر من مره بس للاسف انا ماخدتش بالى من التليفون طيب طمنى حضرتك عرفت حاجه عن القضيه دى
.......
- انا عارفه انى ماليش اى علاقه بالقضيه و ان الاوراق بتثبت ان مفيش مسئوليه قانونيه عليا و انى ماليش اى علاقه بالجانب الفنى او الادارى بس انا مَش باتكلم عن كده يا فندم انا بأسأل عن القضيه عموما ووضع ادهم فيها يعنى انا بصراحه عايزه اعرف ازاى ده حصل و ليه
....
- طيب و حضرتك تنصح بايه
.....
- طب يا فندم و يا يا حضرتك اذا كان الوضع كده ترتب ليا ميعاد مع ادهم بأقرب وقت ممكن
.......
- انا عارفه ان مفيش زياره و انها ممنوعه وقت التحقيق و خصوصا انى يمكن اكون طرف فى القضيه و او مؤقتاً بس انا حابه اتكلم معاه و اطمن و اذا كان صعب يبقى يا ريت حضرتك تروح تقابله و ترجع تفهمنى
....
- خلاص يا متر شكرًا لحضرتك و اسفه على الإزعاج مره ثانيه لتغلق الخط و تشرد لتسالها هدى بلهفه
- ها يا سما المحامى قالك ايه ؟
بيقولى انه مفيش على اى مسئوليه فى القضيه طبقا للأوراق اللى معايا بس طبقا للى سمعه و اللى عرفه القضيه صعبه جدا و قضيه راى عام و ادهم وضعه صعب لانها قضيه فساد و تزوير و كمان متاجره بارواح المرضى
يعنى تفتكرى يكون الدكتور ادهم .....
معرفش يا هدى الكل طبعا هايستنى نتيجه التحقيقات بس هو متاكد ان حاجتين
- ايه هما ؟
- ان النقابه هتوقف ادهم عن العمل و تحوله للتحقيق لحين الفصل فى القضيه او ظهور ادله جديده و ان النيابه احتمال هاتستدعينى عشان تاخد أقوالى فى القضيه
- طيب و انتى مالك علاقتك ايه هو انتى مَش لِسَّه قايله ان مالكيش علاقه بالمستشفى و لا ادارتها
- ايوه يا هدى بس متنسيش انى شريك فيها و باكبر نسبه من الأسهم يعنى الموضوع مَش بسيط عموما هو بلغنى انه جهز كل اوراق الاتفاق و العقد اللى بينى و بين ادهم بالشراكة و الاداره و ان دى مَش أول مره و انه احتمال يروح يقدمهم بنفسه الاول
- تقصدى المستشفى القديمه
- ايوه يا هدى و كمان اوراق المخلصات و الاتفاق الجديد و عموما هىا اكيد هيدرسوا ويحققوا فى كل حاجه و انا طلبت منه انى اقابل ادهم عشان احاول افهم منه او حتى هو المهم اعرف و قلبى يطمن
ربنا معاكى يا حبيبتى
هدى قومى انتى روحى عشان ولادك و عشان كمان تطمنى حمزه و ما زن و لارا هما عرفوا اى حاجه من اللى حصلت
الصراحه لا انتى عارفه انهم مشغولين بهايدى و مرضها و ماعتقدش انهم عرفوا أنال انتى قلتى لهم ايه
قلت انك مَش بتردى عليا و انى قلقانه عليكى و هاجى اطمن
- لازم نقولهم يا هدى مفيش حاجه بتستخبى و اكيد حد من قرايبهم او معارفهم او أصحابهم هيقول لهم المهم أنتا نبقى مستعدين انا لولا ان الوقت متاخر و الولاد نايمين فوق كنت اروح معاكى دلوقت بس
- مَش مشكله يا سما انا هاروح دلوقت و الصبح يحلها الحلال على فكره حازم كمان كان قلقان اوى عليكى و كان هاييجى معايا يطمن بس انا قلت له لا لان الوقت متاخر
طيب يا حبيبتى اشكريه ليا وربنا معانا قامت من مكانها لتفتح الباب
سما خلى تليفونك جنبك و افتحى الصوت عشان اعرف اطمن عليكى باستمرار
- حاضر يا حبيبتى خرجت و تركتها لتتنهد بحزن و هى شارده تفكر فى يوم الغد الطويل لتنتبه على صوت التليفون يدق بإلحاح لتتناوله و تتعجب كان المتصل هو عاصم
- الو سما انا اسف ان انا اتصلت فى وقت زى ده بس انا كنت حابب انى اطمن عليكى انا كنت مسافر القاهره و عرفت متاخر و فكرت انى اعدى عليكى بس
- انا فاهمه يا عاصم الوقت متاخر
- فعلا بس مقدرتش انام و حاولت اتصل اكثر من مره لتقاطعه
- التليفون كان مقفول
- انا اسف انى أزعجتك بس انا لاحظت ان هدى خرجت و انتى كُنتُى معاها فقلت احاول مره اخيره اطمن
- شكرًا لاهتمامك يا عاصم كانت تقولها بشرود ثم صمتت
- سما انتى عارفه انى مَش بأحب أتدخل فى امور شخصيه و لا انى افرض نفسى بس
لم تجبه و ظلت تستمع ليكمل
انا بس حابب اطمن عليكى و افهم سما هو فيه ايه ؟
عايز تعرف ايه يا عاصم انت حابب تطمن و لا عايز تتاكد
مش فاهم
يعنى بعد كل اللى انت و الناس سمعته انت تفتكر او تظن ان ليا علاقه بالموضوع ده
سما انتى بتقولى ايه انا مقصدتش كده ابدا بالعكس انا ممكن اشك فى كل الناس حتى فى نفسى لكن انتى لا
لترد فى سخريه و مراره
و جبت الثقه دى كلها منين بقى اذا كان اغلب الناس حكمت عليا و ادانتنى من غير حتى ما تسال او تهتم تعرف الحقيقه
الحقيقه انا عارفها يا سما و متاكد منها
طيب بتسأل على ايه ؟
بسال عشان افهم ازاى حصل اللى حصل و هانخرج منه ازاى و نحاول اننا نتصرف
لتصمت ثم تسالهً
انت بتقول احنا يعنى بتتكلم بصيغه الجمع
امال عايزانى اتكلم ازاى يا سما اعتقد ان انا و انتى و ناس كثير بيحبوكى كلنا مع بعض و ماعتقدش انى تعرفى عنى انى باهرب او اتراجع عن اى معركه
ايوه بس لا انت و لا غيرك ملزم انه ليقاطعها
سما انتى يمكن لِسَّه متعرفيش عنى حاجات كثير بس صدقينى انا مَش ممكن اتخلى عنك او اسيبك فى الموقف ده مهما كان و مَش اناو بس حسام كمان كلمنى و كان قلقان و قال انه بيعمل إجراءاته و هينزل مصر فى اقرب وقت
لا مَش للدرجه دى انا مَش عايزه الخبط حياه حد او احمله مشكله فوق مشاكله
ما انتى بتتحملى منا كثير اشمعنى بقى لتبتسم ولا تجيب ليقول بإحراج
عموما الوقت متاخر دلوقت و هيكون لنا حديث ثانى الصبح ان شاء الله تصبحى دلوقت على خير
و انتى من أهله .....
ظلت ساهره طوال الليل تفكر فهى و ان كانت تعلم انها بريئه الا انها تخاف من القادم انها لن تهرب من المواجهه و لكنها تخشى عواقبها على كل من حولها و خصوصا اولادها لتتنهد و دموعها تتساقط و هى تحدث نفسها
- ياه يا ادهم ليه لحد دلوقت مَش عارفه أخرجك من حياتى و كل ما احاول الاقيك بتسحبنى ثانى لدوامه ملهاش قرار و كانك مصمم انك تحطمنى للاخر نفسى اعرف ليه ليه بتعمل كده فيا مع انك مشفتش منى الا الحب اه يا ماما زوزو انتى فين دلوقت تنصحينى و تاخدينى فى حضنك و تطبطبى عليا و تحمينى منه لا تحميه هو من نفسه و من اللى بيعمله فيا و فى اقرب الناس له ظلت هكذا لساعات ثم اغمضت عينيها للحظات لتفيق على صوت طرقات قويه على الباب نظرت الى ساعاتها لتفاجا بانها التاسعه صباحا او يزيد لقد نامت من تعبها و إرهاقها لتسمع المزيد من الطرقات القويه على الباب
- طيب طيب انا جايه لتفتح الباب و تفاجأ بانه احد ضباط الشرطه
- حضرتك الدكتوره سما محمد؟ نظرت له للحظه فى دهشه ثم أجابت
- ايوه انا يا فندم خير فيه حاجه ؟
- ايوه حضرتك لازم تتفضلى معانا دلوقت لانك مطلوبه فى النيابه اتسعت عيناها فى صدمه لقد حذرها المحامى و لكنها لم تتوقع ان يكون ذلك بهذه السرعه و بتلك الطريقه حتى انها ارتبكت و لم تعرف كيف تتصرفً لتسأله
- انا حضرتك متاكد طيب ليه ؟
- لما هاتروحى هناك هاتعرفى كل حاجه و دلوقت ممكن تتفضلى معانا من غير شوشره
- طيب ممكن اعمل مكالمه تليفون
- اتفضلى دلوقت و كلمى اللى انتى عايزه و احنا فى السكه
- حاضر لتاخذ حقيبتها و مفاتيح السياره و هى تتجه لها بقلق و شرود
- حضرتك رايحه على فين ؟
- هامشى ورا حضرتك
- لا انا اسف حضرتك هاتيجى معانا فى البوكس لتتراجع فى توتر و هى تقول
- هاركب فين فى البوكس طيب ليه حضرتك مَش معقول
- و الله انا اسف مفيش عندى استثناءات
- يا فندم انا مَش معترضه بس حضرتك ممكن تركب معايا و
- اتفضلى يا مدام انتى كده هاتعطلينا و الا هاضطر انى اتعامل مع حضرتك بأسلوب ثانى مَش هايعجبك كان بعض الناس قد وقفوا مشاهدين لما يحدث فى المكان لتنظر اليهم و تكاد ان تفقد وعيها من شده خجلها لتسير معه ببطء و هى تسال نفسها الف سؤال لا تجد له اجابه
- ما الذى يحدث ؟
- لماذا يجرى لها كل هذا ؟
- ترى ما هى جريمتها التى تحاسب عليها الان؟
- و ما مصير من معها ؟
لقد تعبت و لا ترغب الا فىًاغلاق عينيها و ان ترتاح الى الأبد و لكن اين المفر ؟
- سما ايه اللى بيحصل ؟
فتحت عينيها على صوته لتصرخ برعب
- الحقنى يا عاصم انا مَش عارفه فيه ايه بس ارجوك كلم هدى و خليها تكلم المحامى و يحصلنى على النيابه و خليها تيجى و تاخد الاولاد خد بالك منهم يا عاصم لحد ما هدى تيجى
- سما انا مَش فاهم حاجه طيب ليه ؟
انا نفسى مَش عارفه
طيب هياخدوكى على فين ؟ ليهتف الظابط فى حزم
- عن اذنك انت كده بتعطلنا و عموما ممكن تحصلها على النيابه ليسحبها من ذراعها بقوه المتها و تصعد الى البوكس و هى تكاد ان تقع او تسقط من شده ارتباكها لتغلبها دموعها لاول مره دون ان تدرى
- متخافيش يا سما انا هاحصلك حالا و كل حاجه هاتكون كويسه دا وعد منى اطمنى لتقول و السياره تتحرك
- انا مَش مهم.... اوعدنى انك هتاخد بالك من الولاد لحد ما هدى تيجى خلى بالك منهم ارجوك
سما سما قالها فى غضب و الم و سياره الشرطه تغيب رويداً رويداً عن عينيه و هى تحملها الى مجهول لا يعلم له اخر