الفصل الواحد والعشرون

4.6K 139 9
                                    

مرت الليله بحزنها علي البعض وفرحها علي البعض الآخر فنورا تنام بين أحلامها وكوابيسها وحسام المنتظر استيقاظ نورا ليعرف موقفها وعلاء وثريا اللذين يفكرون في مصير هذا الزواج وهناك ياسمين التي تشعر بمشاعر متضاربه فهي سعيده بما وصلت لها خطتها وحزينه أيضا علي حبها لعمرو وحب عمرو لها الذي أنتهي وهناك مجدي الذي يشعر بالانتصار وبنجاح أول جزء من خطته
في الصباح كان عمرو وثريا وعلاء داخل غرفه نورا التي بدأت تفيق وحسام يقف في الخارج
فتحت نورا عيونها ببطء فاقترب منها عمرو
عمرو:حمد الله علي السلامه يا حبيبتي انت سمعاني
نورا:أنا كويسه يا عمرو مفيش فيا حاجه ونظرت إلى علاء
نورا:لو سمحت يا أبيه أنا عايزه أطلق من حسام مش عايزه أعيش معاه
علاء:طيب يا حبيبتي أهدي بس أنا عايز أعرفك إنك حامل عيدي تفكيرك تاني بعد الظروف الجديده
نورا:أنا كنت عارفه اني حامل عشان كده أنا مصممه علي الطلاق وياريت هو مايعرفش إلا لما يطلقني رسمي
علاء:يعني ده آخر كلام عندك
نورا:أيوه أنا عايزه أطلق
وهنا دخل حسام
نورا:أنا مش عايزه أشوفك أنت إيه إللي جابك هنا طلقني
حسام:نورا ارجوكي اسمعيني
نورا:أنا مش نورا أنا أنورين والاسم ده مش عايزه أسمعه تاني أنا كرهته زي ما كرهتك طلقني وأبعد عني
حسام:اسمعيني يا حبيبتي
نورا وهي تبتسم بسخريه:أسمعك وأنت ماسمعتنيش ليه لما ضربتني وحبستني وهددتني إنك هتدخلني المصحه ولو مكنش عمرو طلع أخويا كنت هفضل متهمه في نظرك لو سمحت يا دكتور حسام طلقني
علاء:خلاص يا حسام خلاص يا نورا هو أصلا طلقك إمبارح وإحنا كنا عايزين نعرف هترضي ترجعي له ولا لاء
اتسعت عين نورا من المفاجأه ونظرت لحسام:مش هرجع له لحد آخر يوم في عمري ونظرت نورا إلي عمرو :لو سمحت يا أبيه أنا عايزه اطلع من هنا واقعد مع عمرو وسو وطنط ليلي
علاء:زي ما تحبي يا نورا
حسام:ما تخافيش أنا لميت حاجاتي ورجعت فيلتي
نورا:أنا مش عايزه أي حاجه تفكرني بيك
خرج حسام وخرج خلفه عمرو
عمرو:حسام حسام استني
حسام:معلش يا عمرو سيبني عايز أبقي لوحدي شويه
عمرو:ماتزعلش من نورا هي لسه مش فاهمه إللي حصل شويه بس تهدي وأنا هحكي لها كل إللي حصل
حسام:تفتكر حتي لو حكيت لها هتنسي وتسامح أنا عملت أكتر حاجة هي كانت قلقانه منها لما اتجوزتها أنا قولت لها هدخلك المصحه أنا مش عارف ازاي قولت لها كده وحتي لو هي سامحتني أبيه علاء هيسامحني
عمرو:أكيد هيسامحك يا حسام أنت مش عارف هو بيحبك إزاي
حسام:ولو هو سامحني أنا مش هسامح نفسي إني خيبت ظنه فيا أبيه علاء لما طلب مني اتجوز نورا قالي إنه مش هيطمن علي نورا إلا وهي معايا وأنا مقدرتش أعمل كده أنا ظلمت نورا وهنتها أنا مش قادر أتصور فكره إن أبيه علاء يزعل مني أو يخاصمني أنا تعبان أوي يا عمرو وقام بفك أزرار قميصه العلويه ووضع يده علي جبينه
عمرو:أهدي بس يا حسام وإن شاء الله كل شئ يتحل إحنا نستنا شويه لحد ما يهدوا وإن شاء الله كل شئ يرجع زي ماكان
حسام وهو يتحدث مع عمرو فجأه فقد وعيه وسقط علي الأرض
عمرو بفزع:وأقترب منه حسام حسام رد عليا حسام حسام
قام عمرو بحمل حسام وادخله مكتبه بمساعده بعض العاملين بالمستشفي ووضعه على الأريكة في المكتب وقام بالإتصال بمصطفي
مصطفي:ألو أيوه يا أبو نسب
عمرو:مصطفي بسرعه تبقي في مكتب حسام
مصطفي:ليه فيه إيه
عمرو:أخلص يا زفت حسام مغمي عليه ومش عارف ماله
عمرو:إيه حسام أنا جاي حالا
أغلق عمرو الهاتف وأنتظر مصطفي
بعد وقت قليل وصل مصطفي وفتح الباب بسرعه ودخل مندفعا
مصطفى:فيه إيه حسام ماله
عمرو:مش عارف وهو بيكلمني فجأه أغمي عليه
أقترب مصطفي من حسام وقام بفحصه
مصطفي:ده إرهاق هو تقريبا مكلش ولا نام من يومين
عمرو:مش عارف إيه إللي عمله في نفسه وفينا ده
مصطفي:خلاص إللي حصل حصل أنا هركب له محلول وإن شاء الله هيبقي كويس بس هو عايز يرتاح شويه
عمرو:تفتكر
مصطفي:هي نورا فاقت
عمرو:أه وأول كلمه قالتها له طلقني
مصطفي:كده باظت يا معلم
عمرو:ربنا يستر هما أصلا جوز فقر قعدنا نعمل خطط عشان يتجوزوا وفي الآخر يطلقوا في ثانيه
وضع مصطفي لحسام المحلول ووضع فيه مهدئ لينام
مصطفي:المهدئ ده هيخليه يرتاح وينام
عمرو:تعالي نطلع بره ونسبيبه يرتاح شويه
خرج عمرو ومصطفي وتركوا حسام في أحلامه وذكرياته مع علاء وثريا
عند نورا كانت تستعد لمغادره المستشفي مع ثريا وعلاء وعمرو حيث أصرت نورا علي الذهاب إلي منزل عمرو
علاء:هو حسام فين يا عمرو
عمرو:حسام في مكتبه
علاء:تمام
عمرو لمصطفي بصوت واطي:انا هروح معاهم وأنت خلي بالك من حسام أنا هحاول ارجع تاني
مصطفي:ماشي يا عمرو ماتقلقش
توجهوا إلى منزل عمرو
عند حسام كان غارقا في أحلامه وذكرياته حيث أنه عاد به الزمن إلي الوراء حيث يجد نفسه يأتي من المنيا ويصل إلي القاهره مع والدته واخته ثريا كان يبلغ من العمر ثلاثة سنوات وأخته ثريا ١٣ عام ويدخلوا إلي فيلا كبيره أشبه بالقصر وتقف خالته ومعها شاب في أوائل العقد الثاني من عمره إنه علاء
يبلغ من العمر ٢١ عام
عليا وهي والده علاء
عبير وهي والده حسام وثريا وتوفي زوجها واتت إلي القاهره لتعيش مع أختها عليا وعلاء
عليا وهي تحتضن اختها عبير:حمد الله علي السلامه يا حبيبتي نورتي بيتك
عبير:البيت منور بأهله يا حبيبتي
علاء:حمد الله علي السلامه يا طنط نورتوا القاهره
عبير:منوره بيكم يا حبيبي
نظر علاء إلي ثريا وحسام:ازيكم يا حلوين عاملين ايه
ثريا:الحمد لله يا أنكل
حسام:اذيك يا علاء
عبير:لا يا ثريا أنت وحسام هتقولوا لعلاء أبيه علاء
عليا:يلا عشان تاكلوا وترتاحوا من السفر
ومرت الأيام وأصبح علاء المسوؤل عن حسام وثريا
وفي يوم وجد حسام يبكي بعد أن رجع من المدرسه
علاء:مالك يا سمسم بتعيط ليه
لم يرد عليه حسام وظل يبكي
علاء وهو ينظر لثريا:ماله يا يويا بيعيط ليه
ثريا:عشان في المدرسه هيعملوا حفله وكل الأطفال ابهاتهم هيحضروا الحفله
علاء وهو يمسح دموع حسام بيده:ده إللي مزعلك
حسام:أه أنا مش هروح الرحله دي
علاء:ليه يا سمسم
حسام:عشان هبقي لوحدي ومش معايا بابا وهو ليه راح عند ربنا وسابني
حضنه علاء وقال له:أنا هاجي معاك الحفله ومش هتبقي لوحدك
حسام:بس انت أبيه مش بابا
علاء:طب أنا عندي فكره حلوه إيه رأيكم تقولوا لي بابا وابقي أنا بابا
قفز حسام إلي حضن علاء وهتف:يا حبيبي يا بابا
وثريا حضنته أيضا وقالت:إحنا بقي عندنا بابا
دخل الجميع إلي الداخل وركض حسام إلي والدته
حسام:ماما ماما
عبير:نعم يا حبيبي
حسام:أنا هروح الحفله مع بابا
عبير:إيه بابا إزاي
ثريا:أيوه إحنا بقي عندنا بابا
عبير:عندكم بابا مين
حسام:بابا علاء يا ماما ودخل علاء
حسام:مش كده يا بابا
علاء:كده يا حبيب بابا
ادمعت عيون عبير واحتضنت علاء:ليه تحمل نفسك فوق طاقتك
علاء:ماتقوليش كده يا خالتي أنا لو كنت اتجوزت من بدري كان زمان معايا ولد أكبر من حسام
ومرت السنين وأصبح علاء هو والد ثريا وحسام حتي أصبحت ثريا في سن ١٨عام وخلت كليه الطب كما اراد علاء وتحركت مشاعرها إلي علاء فكانت تحبه ولكن كان حب من طرف واحد فكان علاء خاطب فتاه أخري شقيقه صديقه ولكنه لم يكن يحبها بل كان يري أن جوازهم سيكون ناجح من الناحية العمليه وعندما تجرأت ثريا وذهبت لتصارحه بمشاعرها
دخلت ثريا علي علاء المكتب
ثريا:أبيه علاء ممكن أتكلم معاك شويه
علاء:طبعا يا يويا بس أنا مش عارف ليه بتقولي أبيه ومش بتقولي بابا زي حسام
ثريا:عشان حسام لسه صغير عنده ٩ سنين إنما أنا كبرت والفرق بينا مش كبير أوي عشان اقولك بابا
علاء وهو ينظر لها بفهم ما تنوي قوله:طيب يا يويا تعالي اقعدي عايزه تتكلمي في إيه
ثريا:أنا بحبك يا علاء ونفسي أنت كمان تكون بتحبني
علاء ببرود وهو يقترب منها ويمسك اذنها :
أولا عيب بنت في سنك تقول الكلام ده لازم تركزي في مذاكرتك وكليتك وبس ثانيا ماينفعش تقولي علاء لو مش هتقولي بابا قولي أبيه ومش عايز اسمع الكلام ده تاني فاهمه
تركته ثريا وركضت إلي غرفتها وهي تبكي
ومرت سنه أخري وكانت ثريا تتحاشي التعامل مع علاء إلا في أضيق الحدود وفجأه مرضت ثريا ولم يعلموا ما بها حتي أخبرهم طبيب بمرضها وأنها يجب أن تسرع بعمل عمليه ضروريه كان حسام يبلغ ١٠ سنوات ولا يفهم شئ سوي إنه يري والدته وخالته وثريا يبكون ولا يعلم لما يبكون
وفي ليله العمليه داخل المستشفي دخل عليهم علاء ومعه٣ثلاث أشخاص ثم اقترب من حسام وقال
علاء:تسمح لي يا أستاذ حسام أطلب إيد الانسه ثريا أختك
ثريا وعبير وعليا بذهول والدموع تنهمر من عيونهم
حسام وهو ينظر لهم بعدم فهم:يعني إيه يا بابا
علاء:يعني أنا عايز أتجوز ثريا أنت موافق ولا لاء
حسام وهو يحضنه:طبعا يا بابا موافق
علاء:طيب يلا يا مولانا نكتب الكتاب
أنتهي المأذون من عقد القران وتعالت الزغاريط من عليا وعبير الممزوجه بالدموع
أقترب علاء من ثريا وهمس لها مبروك يا حبيبتي اوعدك بعد ما تطلعي إن شاء الله بالسلامه من العمليات هعملك فرح ماتعملش لبنت قبلك وبكت ثريا في حضنه وظلت في حضنه حتي الصباح إلي أن دخلت العمليات وخرجت وعندما فاقت وجدت نفسها في حضن علاء ومرت الأيام وتعافت ثريا وفعلا اوفي علاء بوعده وأقام لها فرح كبير وضخم ومرت السنين وتوفت عبير تخرجت ثريا من كليه الطب وبني لها علاء المستشفي الخاصه بها واصبح حسام في الثانويه وتوفي والد ووالده مصطفي واتي للعيش معهم حيث أن والد مصطفي كان قريب لوالده علاء وفي يوم دخل عليهم علاء الغرفه وجدهم يدخنون السجائر
امسكهم علاء من ملابسهم مثل اللصوص وهتف بصوت عالي وهو يدفعهم علي الدرج ثم إلي المكتب وهو يوجه الكلام لوالدته ولثريا:مش عايز حد يتدخل
دفعهم علاء إلي غرفه المكتب وقام بربط كل منهم لعمود داخل المكتب وفك حزامه ونزل عليهم بالضربات وهتف بصوت عالي:مش هتبقي دي آخره تربيتي ليكوا وظل يضربهم حتي شعر حسام أن الضرب سيستمر إلي الأبد فجاءت له فكره أن يمثل إنه فقد الوعي ففزع علاء عندما رآه فاقد الوعي حل وثاقه ولكنه سقط وارتطمت رأسه المنضده الموجوده خلفه ففقد الوعي فعلا فحمله علاء بفزع وهتف بإسم ثريا
اتت ثريا بخضه:ماله حسام
علاء:فكي مصطفي وهاتيه وحصلوني علي المستشفي
وصل علاء بحسام المستشفي واخذوه علي الطوارئ
وبعد فتره خرج الطبيب
علاء:خير يا دكتور
الطبيب:خير يا علاء باشا الجرح سطحي وهو كويس بس نايم
دخل علاء وجد حسام نائم أمسك يده وظل يقبلها ويتحدث مع حسام حتي غفي بجواره ودخلت ثريا له
ثريا:علاء أصحي يا حبيبي
علاء:إيه حسام جري له حاجه
ثريا:لا يا حبيبي هو نايم قوم يلا أنت ارتاح
علاء:مصطفي عامل ايه
هنا دخل مصطفي:حد بينده
ثريا:اهه زي القرد
مصطفي:أنا آسف يا أبيه مش هعمل كده تاني
تململ حسام في نومه وبدأ يفيق
علاء:أنا همشي يا ثريا ولما يفوق هاتيهم وحصلوني علي الفيلا
استيقظ حسام وهو ينظر لثريا الجالسه بجواره:أنا مش عايز اقعد معاكم تاني أنا هرجع المنيا أو هشتري شقه أقعد فيها أنا ومصطفي
ثريا:ليه
حسام:مش عارفه ليه ولا مش عارفه إللي جوزك عمله طبعا مهو جوزك لازم تدافعي عنه بس أنت نسيتي إنه مكنش بيحبك وكان عايز يتجوز غيرك وقال عليكي عيله
ثريا:عارفه وعارفه إنه اتجوزني وهو مكنش بيحبني بس تعرف انت ليه اتجوزني
حسام:لا معرفش ومش عايز اعرف
ثريا:لا لازم تعرف من سبع سنين لما تعبت وعملت العمليه إنت كنت صغير ومش فاهم حاجه تعرف كانت عمليه إيه
حسام:لا
ثريا:العمليه كانت استئصال رحم

حبك طريقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن