الفصل الرابع

386 11 0
                                    


_الإطلالات المميزة سبب كافٍ لجذب الانتباه وبخاصةً فى الجامعة حيث المجتمع الذى يعتمد فى تعاملاته فى المقام الأول على المظاهر إلا من رحم ربى وكانت ايثار غافلة عن الأمر حتى استوعبته ذلك اليوم , يوم رأت الفتيات التى تعرفهن متأنقات بشكلٍ ملفت , ظنّت اليوم عُرس إحداهن ولكن الشيماء أزالت الابهام عنها ; اليوم اجتماع تحضيرات المؤتمر " المعرض" وسنجتمع جميعاً للتجهيزات حتى يخرج المؤتمر بشكلٍ لائق ..
_إذاً سبب الاناقة الملحوظة هو اجتماع التحضيرات , ماذا عن المؤتمر نفسه ؟! , قالتها ايثار فى نفسها , وحتى أنتِ يا الشيماء متأنقة كأنكِ ذاهبة للقاء حبيب , أظنّ الأمر به سر فطوال الأيام الماضية ومنذ عرفتكن وأنتن ما بين مؤتمرات ودورات وغيرها من الفاعليات , لم يجدّ شيئ عليكن , أمركن معتاد طوال الوقت ولكن تلك الاناقة غير معتادة: قالتها فى نفسها قبل أن تخرج من كلام نفسها وتسأل الشيماء : وماذا ستناقشوا وتجهزوا لهذا المؤتمر ؟؟ .
_حتى الآن معظم الأعمال لم تكتمل والأدوار لم تتوزع ولكن عبدالرحمن قام بتجهيز كل شيئ وسيعرض علينا الأمر وسنتناقش فيه وسيعرف كل منّا دوره لنبدأ التجهيزات , أخبرنى عبدالرحمن بأن الاجتماع سيكون اليوم فى منتصف اليوم الدراسى ..
عبدالرحمن ؟؟ , عادت ايثار للكلام مع نفسها , أسيكون عبدالرحمن معكم ؟؟ , بلى بلى فهو من المؤسسين للمعرض , والاجتماع سيجمع أعضاء الاتحاد كلهم _ البنين والبنات _ وسيكون اليوم فى منتصف اليوم الدراسى .. الآن فهمت الغائب عنى , تُرى ماذا أكننت كل واحدة فى نفسها لهذا الاجتماع ؟؟ وماذا عن الشيماء بالأخصّ ؟؟ , هى الوحيدة التى أحسّها مقربة من عبدالرحمن , تأخذ منه التعليمات , يحدد معها المواعيد ويخبرها عنى لأكون معهن , أحسّ الأمر بها شكّ ومع تلك الاناقة يزداد شكّى ..
_عادت ل الشيماء لتوهمها بأنها سمعت الكلام التى قالتها وهى شاردة عنها , لم تعرف ماذا دهاها وهى تسألها : أيمكننى حضور الاجتماع أم أن الأمر خاص بكم فقط ؟؟
_لم تفكر الشيماء كثيراً بالأمر قبل أن توافق , فهى وجدت الحضور خطوة جيدة نحو ادماج الفتاة البريئة الذكية معهم وستكون فرصة رائعة لتبدأ بدايتها من مؤتمر الأقصى ... أخذت ايثار من يدها وذهبت بها للمكان المقرر الاجتماع به
_______________
فى الاجتماع جلس الكل فى صفوف على عشب الحديقة الجانبية الأخضر , الشباب فى المقدمة ومن خلفهم البنات وجلس عبدالرحمن فى مقدمة الجميع ووجهه مقابل لأوجه الجميع يشرح ما حضره مسبقاً لعرضه فى المعرض .. جلست ايثار بجوار الشيماء , كان وجهها مخفىّ خلف ظهر أحد الشباب , لم يبدُ أن عبدالرحمن قد رآها ولكن المؤكد أنه على الأقلّ قد لمحها ولاحظ وجود شخص جديد بينهم .. انتهى الاجتماع التحضيرى وعرف كل شخص مهمته وماذا عليه ليسرى المعرض على وجه مشرف وتفرقوا كلٌ مع رفيق ..
_ بعد الاجتماع اتجهت الشيماء للحديث مع عبدالرحمن , كان الحديث يبدو وكأنهم متآلفان وعلى معرفة جيدة بطوابع بعض مما اثارَ الأمر شيئاً فى نفس ايثار وبخاصةً أنها وقفت فترة من الوقت وحيدة فى انتظار الشيماء ولكنها لم تمررها بدون طائل فقد نظرت إلى عبدالرحمن وحفظته وحفظت ملامحه وتقاسيم وجهه وتأملت حركاته وابتسامته الجاذبة , وأيضًا لاحظت علاقته بالشيماء .. استمرت على حالها حتى نادتها الشيماء : ايثار أقبلِ , لمَ أنتِ بعيدة ؟؟ ..
كنت أنتظركِ فقط .. تحدّثت ما يقرب من دقيقة مع الشيماء ولم يعطها عبدالرحمن اهتماماً مما اثارَ الأمر غضب ايثار وانتهى مع كلام الشيماء : وكأنكما أول مرة تلتقيا , ما هذا الجفاء وهذا التجاهل ؟! ..
لا , ليس تجاهل , أنا فعلاً أول مرة ألتقى بالأخت ..
نعم !! , أول مرة , وكيف حدّثتنى عنها من قبل ؟؟ , هذه ايثار , أنتَ طلبت منى أن أتعرف إليها وأضمها إلينا ..
آه , عفواً , لم ألحظ الأمر , فقد نسيته برمته , أعتذر أختى ايثار ..
طوال هذا اليوم كانت ايثار فى عالم الخيال والشرود أكثر منه فى عالم الجامعة والمؤتمر , كل كلمة كانت تُقال كانت تذهب بها بعيدًا جدًا كأنها أخذت معها سلمها وطارت , معظم الحديث كانت تنسقه مع شخصية عبدالرحمن وحركاته كانت تضعها تحت مواصفات الفارس ولم تنتبه كثيراً لاعتذاره أو لم تنتبه للردّ عليه ..
" يا الله , مثلما تخيلت ورسمت مخيلتى , يعتذر لى فقط لأجل النسيان والتجاهل الغير مقصود وماذا بعد ؟؟ " ..
أعادت عليها الشيماء اعتذار عبدالرحمن لتردّ عليه وتعود من عالم الخيال الذى طارت إليه من كلمة واحدة : لم يحدث شيئ , الأمر عادى , أنا أيضًا لم أعرفكَ فى البداية , أنا أيضًا أعتذر ..
_مرّت بضعة دقائق فى الحديث عن بداية المعرفة عبر الهاتف وانتهى اللقاء بطلب من عبدالرحمن بضرورة حضور المعرض ... كان الطلب كبارقة أمل لها , أمل ترسمه منذ أول يوم سمعت به عن شخص يُدعى عبدالرحمن , وكان ردّها على طلبه معروف حتى وان لم تأخذ رأى أمها : سآتى ..
_ تركته وذهبت وعينها عليه وفكرها معه ومع الاجتماع , أكثر ما لفت انتباهها هو اناقة البنات , لمَ الاناقة والاجتماع مرّ بهذا المنوال والبنات كن على معرفة مسبقة بما سيجرى عليه الاجتماع ومع ذلك تأنقن , فالبنات جلسن خلف الشباب ولم يلحظ أىّ منهم الآخر , تأنقت الفتيات لتجلسن خلف ظهور الشباب , يا حسرة على الأناقة !! ..

____________________________________________
_ فى عالمهم الذى لا يوازى جاء الردّ لسيّف بالموافقة على طلب النقل وعليه تجهيز حاله واتمام أوراقه لاستلام عمله الجديد الذى سيعرفه بمجرد مقابلة المسئول وسيعرف طبيعته ..

انكسار الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن