على الجانِب الآخر من المدينة:
في أحد المطاعِم:
جلسَا على المقاعِد البُنيّة المرتصفَة بإنتظام داخِل المطعَم
ريمَاز : ما قلتَ ليك طبعاً ، رُوح نزلَت جامعة ، وكمان جات منقبَه إتخيّل!
رفعَ حاجبيه مُستنكراً : روح المجنُونة المشاغبَة ديَك ؛ إتنقبَت؟
أجابتهُ ضاحِكة : آيي والله ؛ يَهدِي من يشَاء
إبتسَم : إلاّ عادُوها ناس السعوديَه ، أخذَ قضمة من قطعة البيتزَا على يدَه ثم واصَل : الجمعه الفاتت كنتَ في الحِله وعمِي قال لي إنها حتنزِل دِراسة الإسبوع دا ، الله يعينها غايتُو على النشيشيبة المُتصحِره دِي ونَاسهَا
نهَضت ضاحَكه : والله واجعني الإسم دا .. إتخيل أصلاً إسمها (المدِينة الجَامعية) والنشيشيبة دي منطقة جمبها بس
إرتفعت ضحكته عالياً : قلتي لي واجعِك عدِيل؟
رمقته بطرف عينها : ما تتساخَف ؛ كدي ذكرتنِي والله ؛ أنا وعدتهَا أمشِي ليها عشان أتِم معاهَا إجراءات تسجيلهَا ، صمتت لبُرهة ثم واصلَت : على فكرة أبوي قال لِي لو لاقيتِي مُصطفى كلميهُو يجِي يتغدا معانَا
أُشار بيدِه إلى مبنَى معامِل أميفارمَا الأبيَض القابِع على الجهة الأخرى مِن الشارِع : طالمَا إني شغَال في المكَان دا ما حيكُون عندي وقِت إضافِي عشَان أتمتع بأكل خالتُو إبتسَام
ضحكت مِن طريقَة كلامِه : مُستهبِل دا
دفَع الحِساب ثمَ أوقف لهَا إحدى الأمجَاد المُتجهة إلى حَي الدِبَاغة حيثُ توجَد مبانِي الجامِعة
ـــــــ
النشيشيبه|كلية الهندسة والتكنولوجيا
القاعة1 :
كانت القاعه أقلّ ما يقال عنهَا ضَخمَة ، تمتدُ مقاعدهَا إمتداد البصَر ، شبه ممتلئِة بِالطلاب من جمِيع أقسَام الهندَسة المختلِفه إذ كانت لديهِم محاضرات مشترَكه لمعظَم المواد فِي السّنه الأولى
جلسَت في إحدى بنشَات الوسَط بينمَا بدأت بمُراجعَة جدول محاضراتِها بإنهمَاك ، قاطعتها إحداهُنّ بهدُوء : معليش مُمكن أكتِب منِّك الجدوِل؟ ، إلتفِت إلى متحدثتهَا فإذا بهَا فتاةً خمريَه البشرَة بعينان سوداوتان واسِعتان ، تعطِي شخصيتهَا طابِعاً قروياً منذُ أول وهلَه ، ترتدِي عباءه تقليديَة فضفاضه
إبتسمت لها ثم وضعت لها الدفتَر على سطح البينش : جِداً ..إتفضلِي
قامت الفتاة بتدوِين الجدول بسُرعه ثم أرجعت لها دفترهَا وخاطبتها بلُطف: شفتَ إنّك هندسة حاسُوب ، أنا زميلتِك في القسِم ، إسمِي ريّان
إبتهجت رُوح وتهللّت أساريرها إذ عثرَت آخيراً على شخص يُشاركها نفس التخصص فمعظَم من حاولت التعرّف عليهم كانُوا من الأقسام الأُخرى ؛ ردّت بنبره مشابِهة : إتشرفنَا .. وأنا رُوح
خاطبتها مجدداً : ياااه إسمِك جمِيل على فِكره
ــــــ
الرّياض:
في إحدَى النوادي الشبابية :
جلسَ مهموماً وشارِداً وقد بدَا على ملامحه الأرَق والشحُوب
نايِف : وِش فيك ، إنت لَك فتره موبعلَى بعضَك!
تنهَّد بحُزن : وإذا خبرتك وِش فيني توعدنِي ما راح تكلِّم أحد
ربّت على كتفهِ : وِش تقُول إنت ؛ ترانَا أصحَاب يا فهَد .. أبشِر سِرّك في بيِر
ـــــ