الجزء 26

552 25 0
                                    



في إحدى القاعات الدِراسية:
كانَت تتحدّث بثبات وتدعِّم كلامها بالفيديوهات والصُور ، أشرّت لها إيمان إلى الساعة (أي أن وقت المحاضرَه قد إنتهى) ، فأوقفَت شِعار المبادرة على البورجكتر الذي خلفها ؛ كانت الخلفية بيضاء يتوسّطها الشعار (يدان متصافحتان تحتهما عباره peace upon you) باللّون الأزرِق
إختتمت حديثهَا بإنجليزيتهَا الطلِقَة : هذا ما إستطعتُ إيضاحه خلال الـ20 دقيقة التي مضت ؛ جميعنا يعلَم أن بريطانيَا دولَةٌ تؤمن بالحُريات وبحقوق الإنسَان ، والمرأة هنا لها الحَق في إرتداء ما تشَاء وقتَ ما تشَاء ، وسيكون من الظُلم أن تُعايَر إحداهُنّ بسبب نوع معيَّن من الملابِس ؛ لما لا نسيرُ على مبدأ (عِش ودَع غيركَ يعِيش) ، إن الإسلام كما تَحدثت لكم عنه في اللقاءات السابِقه دِيناً يدعو لتقبُّل الآخر بغضِ النظر عن جِنسه ولونِه ولغتِه ، والآن أودّ منكُم أيها السّاده أن تسألوا أنفسَكُم :
- كيف لدينٍ تحيتهُ (السَّلام عليكُم) بدلاً عن (مرحباً) أن يكونَ ظالماً ويدعُو لسفكِ الدِماء وإنتهاك حقوق الآخريِن؟
إن الكيانات الإرهابية التي تسمعون عنها يومياً في وسائل الإعلام لا تمتُ لسمَاحة هذا الدينِ بصِله ، ونحنُ بلا شَك أبرياءَ منهُم ومن جرائمهم ، حسناً .. أكتفي بهذا القدر أيها السادَه وأشكركم من صميم قلبِي على حضوركم وإهتمامكُم بالمحتوى الذِي تقدّمه مبادرتنَا
أشرَّت بيدهَا على جهاز تشغيل البورجكتَر ثم قامت بتشغِيل فيديو (Salam Alaikum) للمنشِد البريطاني المسلِم Harris J والذي عادةً ما كانَت تختم بهِ لقاءاتهَا ، أغلقت حاسبها الشخصِي شروعاً بنِيتهَا لمغادرَة المنصّه ؛ إلا أن أحدهُم في آخرِ القاعة نهضَ وإستوقفها بتصفِيق حَار ثم إتبعه جمِيع الجالسِين داخل القاعَه
نظرَت إليه رُوح مُندهِشه فلقَد كان ذلك الشخص هو جَاك

ـــــ


مساءً :
كانت تتحدّث معها عبر الهَاتِف
ريّان : وما بتصدّقي الليلة الجاء زارنا في الجامعَه منو؟
رُوح مازِحة : غايتو بفرحتِك دي إلا يكون عمّار كمَال المجننانَا بيهو
ريّان : هُو عمّار فعلاً بَس ما...
قاطعتها : يسسس .. ياخ أنا مفرُوض أشتغِل في قسمَ الأرصَاد الجوِيه مع توقُعاتِي الظابطة دي
رفعت ريّان نبرة صوتها مصحِّحه :عمّار صاحِب سلِيييييم يا رُوح
تحولَت نبرتهِا فجأه : شِنُو؟
ريّان : إنتِي ما بتصبرِي زاتِك عشان الزُول يتِم ليك كلامُو
ردّت عليها بإرتباك : طيب معليش .. قال ليك شنُو..؟
ريّان : ما قدِرتا أفهمُو أصلاً عارفانِي ما بحب أتكلم مع زول غرِيب بدون ضرورة ؛ المهم إختصرتُو وكدا ؛ وقال لي عندُو أوراق عايِز يشيلها من الجامعة وعايزنِي أتوسّط ليهو عشان تطلع سريع لأنو مستعجِل ، وسألنِي عن ساريَة لأنها دفعتُو ، والغريبة سألني منِك برضو
إبتلعت ريقها : وقلتي ليهُو شنو يا ريان؟
ريّان : كنتَ بجاوب على قدُر السؤال .. أصلاً كنت ماشه لللاب وخارجتو سرِيع ورفضتَا حنك الواسطة دا

ـــــــــ


بعدَ مرور عام :
الجمعة | 10 أغسطس 2018
لندَن :
قامَت سارَه بإحضَار بعضاً من الكعك والقهوَة ووضعتهَا على الجلسَة الموجُوده داخِل البلكُونه المُطله على نهر التايِمز
وجِّهت حديثهَا إلى رُوح وأمَل : فهَد قالي لا تطلعُوا بروحكُم ، هاذِي الأيام معدّل الإعتداءات على المُسلمات والمُنقبَات خاصةً ماشِي في تزايُد
قاطعتهَا أمل : على حد علمِي إنو قبل كَم يوم الدنمارك حظرَت النقَاب بس علاقَة الحاصِل في الدنمارك بي بريطانيَا شنُو؟
ردّت عليها رُوح : ما هُو الهيَّج النَاس يا أمل المقال الكتبُو وزِير الخارجية السابِق بورِيس جونسُون
ردّت عليها بعد إسترجاعهَا لشئ ما تذكرتهُ للتَو : أيوااا أيوااا صح .. تقريباً شفتَ حاجه زي كدا في BBC بس كنت مشغُوله وحضرتَ جزء من تصريحَات الراجِل ده وما تميت الباقِي؟
أجابتهَا سارَه : هالرجّال نشَر مقال في صحيفَة الديلي تيليجراف ووصَف المُنقبات بإنهم "لصُوص بنُوك" "وصنادِيق برِيد" وبسببه طبعاً المصطلحِين هذولا صارُو موضَه ببريطانيَا ، أنا لمّا رحت السوبر ماركِت الصبَاح سمعت أحد ناداني "يا صندوق الرسائِل"
أجابت أمل بعدَ لحظة تفكيِر : والله الشخصيه دي متناقِضه جِداً ، الكلام الأنا شوفتو في قناة BBC إنو أصلاً كتب المقَال رداً على قرار الدنمَارك ودفاعَاً عن حق المسلمَات في إرتِداء النقاب بَس طبعاً ما أخفى عدَم إعجابو بيهُو ، حتى قال (تحاكي صوتَه بلهجة إنجليزيَة) : "أنا واثق بأن هذا الزَي سيختفِي يوماً مَا.."
ضحكَت رُوح وسارَه على محاكاتِها له ، ثمَ واصلت حديثها قائِله : أنا الواجعنِي سكوت تريزا ماى على الإهانات البتحصَل من أعضاء حزبهَا تِجاه المسلمِين
قاطعتهَا رُوح مؤيدِه : بالجد والله ، مفترَض تآخد حزرها ، خاصةً إنو البلَد الأيام دي بتمُر بوضِع حرِج مع البريكيست المُأزِم الوضع زيادة ، وبالطريقة دِي حتخسَر أصوات تدعم حزبها

ــــــــ


الرِياض :
عَبد الله : والله الأخبار القاعد أسمعها عن البلَد من بدت السنة دِي ماااا مطمِنه
يزفَر : يا عبدَه الناس لمن عملوا الرغيفة بجنيه طلعوا مظاهرَات سكتوُهم وإتعاملوا معاهُم بعُنف
عبد الله : هسِي بقَت أزمة وقُود والصرافَات شِبه فاضيَه ، ما عارف والله دايريِن يوصلُوها لي وين أكتَر من كدا!
محمّد : البلد دِي لو ما إتغيرَت حكومتها ما بتتغيّر ، ياخ دِيل ما خلوا ليهُم جمبَه عشان يرقُد عليها زُول
عبد الله : الله فِي .. ومصِير الناس دي تتحاسَب ، ربّك ما بيرضَى بالظُلم ده يا محمّد

يتبع......

غربة روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن