الجز 36

503 13 0
                                    



على متن إحدى الطائرات :
جلست تسترجِع الأبيات الآخيرة التي قام بنشرهَا في حسابه على تويتر وهي تشعُر بالذَنب ، هل ماتَ غاضِباً منهَا .. لقد تمنى الموت بسببِها ، سرحَت في فراغ النافِذه بينما كَان جناح الطائرة يغوصُ عميقاً في الغيُوم ، تستجمعُ ذكرياتهَا معهُ بعيونٍ دامِعَه ، من سيحملُ عنها هذَا الثِقَل ، وإلى من تبُوح! ، من سيحتمِل جمعَ شظايَا زجاج قلبهَا المكسُور ، كل شَئ كان يسيِر عكسَ ما تتمنى
من أحبتهُ إختفى دونَ أدنى دلِيل
ومن أحبهَا ماتَ دون سابِق إنذَار
والآن إلى أينَ أيُّها القدَر!
إلى شخصٍ مجهُول لا أعرفهُ ولا يعرِفُني ، كيف هو التراجُع من هذا الإرتفاع
سخِرت من نفسها بحُزن : هه .. لن يكون تراجُعاً يا عزيزتي .. بل سقوطاً نحوَ الهاوِيه

ــــــــــ


مبنى كيلبرون:
صمتت للحظه ثم واصلَت : عنوان المحاضرَه اللي جاية حيكُون (الإرهَاب لا دِينَ له)
قاطعهُم صوت أحدهم بلهجة إنجليزية واضحة : هل أستطيع تقدِيم المُساعدَه..؟
إلتفت الجميع إلى مصدَر الصَوت ، نظرت إليه هِند وعائشه بإندهَاش ثم نطقتا إسمهُ في نفس اللحظة : جَاك!!!!
نظرَ إلى رفيقيهِ وصديقته التِي تقف بجانبه : نعَم جاك ، وهذه المرّه لم آتِ لوحدِي
قاطَعته كريستين مُعزِّيَه : نحنُ آسفون بشأن الحادث الذي حصَل بنيوزلندَا مؤخراً ، لقد ماتَ فيه أشخاصٌ أبرياء بسَبب شخص يَكِّنُ حقداً على دينهم ومُعتقداتهم ، لذا أسمحوا لنَا بتقديم بعضاً من المُساعده والإنضمَام إليكُم للقضاء على أمثاله في مدينتِنا ، لا نريدُ أن يحصل شئٌ مماثِل في مانشستر يوماً ما
واصل ديفِيد حديثها : نعَم ، ربما نختلِف في معتقداتِنا كأُمَم لكنّ الإنسانية هي ما يجمعُنا كبشَر وكسُلالة تجمعُها أرضٌ واحِده ، إنني أتعجب ..لما لا يعيش الجمِيع بسلامٍ فحَسب!
كريستين : قد لا نستطيعُ تغيير العالَم ، لكننا نستطِيع تغييِر أنفسِنا وبالتالِي هذا التغيّير سيشعُ كالشَمس ليُضئ المحيط الذِي نتواجَد فيه
هرولَت هِند إلى كريستين وإحتضنتها باكِيه ، ثم توجّه الجميع نحو جاَك وزملائه يعانقونهُم ويصافِحونهم بحرَارَه

ــــــــــــ


ود مدنِي :
رفعت نظرهَا عن شاشةِ الهاتف ثم خاطبت والدتهَا قائله : عليكَ الله يا أمي خليهُو يطلَع ساي ، ده كديس بي 7 أرواح صدقيني
فردّ أصابع يديه ولوّح بهما على وجهها : هرشِك ، يا سحّارَه
تهانِي : برِي كان جدعُوه الكلاب دِيل بي بمبان ، إنتي عارفاه عِندُو أزمَه وما بتحمّل أي دَخاخين
رامِي : ياااخ يا أمي ما تكبّرِي الموضوع ساي ، أنا ما رضيَان بقعده البيت دِي بس ، وطالع يعنِي طالِع
قاطعتهُم ريهَام بضحكَة : حريَة سلام وعدَاله و.....
نهضَت رِيم من مكانِها : والثورَة خيار الشَعب ويا أمِي أنا ماشه لخالتُو ساميه في الخرطُوم بدل العطالَة الأنا فيهَا دِي ، وتبعها رامِي : سوقيني معاك باالله
تهاني : سَجممي!

ـــــــــــ


مطَار الملِك خالِد| الرّياض
كانَت مشاعره خليط بينَ التوتُر والحماس ، بينَ الشَوق واللّهفه ، لقد إجتمعت أحاسيسه كلها في نفس اللّحظَة ، ضمُّ بينَ زراعيهِ لافتهَ بيضاء خُطَّ عليها كلمَه (Soul|روح) بعنايه ، نظّر إلى ساعتهِ مُترقباً يجوبُ المكانَ جيئةً وذِهاباً إلى أن لمحهَا من على البُعد ، تجّر حقيبةً زرقَاء وتتلفتُ يُمنةً ويُسرَه بحثاً عَن وجهٍ تعرِفه ، إبتلعَ ريقَه ثمَ وقف يتأملهَا للحظَه ، تذكّر ما جاء لأجلهِ .. حمل اللافِته ثمَ عدّل قميصهُ وهروَل بإتجاهِها
وضعَ اللافته على وجههِ ثمَ إعترضَ طرِيقهَا ، نظرَت إلى إسمها على اللافته فبادرتهُ بالسؤال : إنتَ اللي راح توصلنِي؟
أنزلَ اللافته من وجهِه : أيوون
إتسعَت عيناهَا من الدهشَه ، وإنزلقَ الهاتِف من تحتِ يدهَا ، نطقت إسمهُ متمتمه : س.. سل...سليِم!
أجابها بإبتسامة عرِيضَه : أيوون
تداركَت نفسها فأشاحَت ببصرِها عن وجهِه وأعرضت عنه ، إنحنِى ثم رفعَ لها الهاتِف ومدّه إليهَا ، تناولتهُ منه بإرتبَاك ظهر في رجفَة يدها : إنتَ الجابَك هنا شنُو..؟
أجابَ بنفس الإبتسامة السابقه : جبتينِي إنتِ!
رمقتهُ بنظرَه حادّه : أنا ما قاعده أهظر معاك على فكره! ، فتحت هاتفها لتقوم بالإتصال بأحدٍ ما على الأرجح والدها ، قاطعها بنبرَه هادِئه : عمِي عبد الله هو الرسلنِي .. عشان أوصلِك
إنفعلت فيه مجدداً : إنتَ جنيت ولا بتتهابَل ، ودي شنو دي (عمي) عبد الله ، إنت بتعرِف أبو...؟
إقترب منهَا ثمَ بحركَة سريعَه جرّ حقيبتها الزرقاء إلى جانبِه وثبت نظره على عينيها : ما صَاح تتكلمِي مع زوجِك المستقبلِي بالأسلوب دَه يا باش مُهندسه!
نظرت إليه بإستنكار : زوجِي الشنُو..؟
أوقف الشنطه بجانبه ثم بسط يدهُ الأخرى مُرَحِّباً : أرح إتفضلي على العربية عشان أفهِمك الحاصِل كلُو
نظرت إليه بتردّد : أتفضل على العربيه؟ ، لا ما ماشه من هنا وما صَاح أركب معا....
قاطعهَا : ما تخافِي ما برانا ، سُليمَه أختِي قاعدة في العربيَه
زفرَت بإرتياح ثمَ إتبعتهُ بإستسلام بينمَا لم يتوقّف عقلها عن التفكِير للحظَه في هذا المشهَد المُفاجئ الذي حدثَ للتَو ، كلّ ما يجرِي حولها لا يبدُو طبيعياً ، لذا كانت هناك علامة إستفهام حمراء كبيرة تحوم حولَ رأسها ولاتفسير منطقي يمكن أن يمحيها ، سوى ما قَد يخبرها به سليم في اللحظَات القليلة القادِمة

يتبع.....

غربة روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن