الجزء 03

852 12 0
                                    


فِي الشَّرِكَة:
أنهَى إجتمَاعهُ مع أحد الشُركَاء القَادمِين من بكين ، صافحهُم بحرَارَه ، بعدها قاموا بإحنَاء رؤوسهم بتودِيعهم التقليدي ثمَ غادروا الشرِكَة ، وما إن خرجوا حتى رمى بثِقَل جسَدِه على الكرسِي وتنهَّد بإرتيَاح ، فقام موظفيه بالإشادة على حِنكتهِ الأداريَة وطرِيقتهُ الجيِّدَة لإستقطَاب وإقنَاع المُستثمرِين
محمَّد : عارِف يا عبد الله ، يااادُوب كدَا أقدَر أتنفّس بإرتياح ، هَم وإنزَاح الحمدُ لله
أضافَ فيصَل أحد العاملين بالشركة بنبرَه حماسِية : يا رَجَّال .. والله تستَحِق جائِزَة أوسكَار في الإدَارة
عَلّت ضحكاتهُما السعِيدَة في المكَان فانتقَلت البَهجَة إلى بقيَة المُوظَفِين الجالسِين في نهايَة القاعَة


ـــــــــ


صبَاحاً :
أمَام بوابَة المَدَّرسَة:
إجتَمع كَمٌ هائِل من السَّيَارت من مختلف الأنواع والطرازات والطبقَات ، فكانَت الفتيَات يخرُجن من المبنَى يرتدينَّ عبَاءَات الرَأس فَوق الزَّيّ المدرسِي ويغطِينَ وجُوهَهنَّ ثمَ يتوجَهنَّ إلى الخارِج كلٌ إلى من يصحبهَا، وشيئاً فشيئاً تنَاقَصت أعدَاد السيَّارَات الواحِدَة تِلوَ الأُخرى بينما كانت تَقِف رُوح في المنتصَف بين صَديقتيهَا حَصَّة والعنُود ، حصّه كعادتهَا تضعُ الوِشاح بإهمَال مما يجعَل نصفَ وجههَا ظاهِراً للعيَان
رُوح هامِسه : عنُود..؟
أجابتهَا من على يسَارِها : لَبييه؟
دنَت منها وهمست في أُذنِها: لا تفضحينَّا ، تَرى الغَفِير يناظِرنَا ، ولَو تسويِن اللي قلتِيلي عليه الصبَاح راح تطيِّحِين نفسك بمُشاكل مالها آخِر
شاركتهُما حصّة في الحوار موجِهة حديثها نحوَ العنُود : أنا عِندي خطّة ذكيَه ، لو تنفذِينهَا تقدرِين تلاقِين خَلوود حبِيب القَلب بدون مشَاكِل
نظرَت إليها العَنود بحمَاس : وإيش هي فِكرتِك يا عبقرينو؟
قَاطعتهُما روح : لا فِكرَة ولا نُص ، إنتوا ما تخافُون ربّكُم ولا ما تِستَحُون على وجهكُم ، أنَا طلعُوني من مخططاتكُم الغبية هاذي ما أبغَى أتورّط فِيها ، وإياكُم تقومُون بشَئ غلَط هَا!
لم يعلّقا على تحذيراتهَا ؛ وإكتفينّ بالصمت دلالَةً على عدَم مبالاتِهما لنصائِحهَا
زفَرت بِضِيق : يوووه ، ليِش فهَد تأخّر كِذا .. ، دقايِق بروح أتصِل عليِه من جوِال المديِرة أشوف إيش صايِر معَاه
ثبتَت وِشاحهَا على وجهها جيّداً ثم هروِلت إلى الداخِل

ـــــــــــ


فِي بَيت مجَاور لمنزل عائلَة عبدَ الله:
كان يصِيح بصَوت خشِن بينمَا رمى بجسدِه الضَخم على إحدى الأرائِك ، إلتفتَ إلى ماجِد الذِي كانَ يلعَب ببعض بالمكعبَات : فِينها أمّك؟
أجابتهُ من داخِل إحدَى الغُرف : هلااا يا سُلطان ، إيش صَايِر!
أبو ماجِد : تعالِي بسرعَة ، أبغَاك فِي مَوضُوع مهِم
غادَة : خِير؟
أبو ماجِد : العنُود كِبرَت ما شَاء الله وصارَت حُرمه ؛ أبغاكِ تعلِمينهَا الطبَاخ والمسؤولِيه ولا تخلِينهَا تكشِّف عَن وجههَا قِدام الريّايل
إندهشت من طلبهُ الغرِيب وحاولت تدّارُك المَوقِف : بس العنُود لسَه صغِيره وأنا أبغاهَا تكمِّل دراستهَا مواضيع الحريم هاذي موبقتها يابو ماجِد ، أما تغطِية وجهها فهِي أصلاً تغطِيه من دخلَت الثَنوِي وحت...
قاطعها بِحدَّه : لا تكبرِين السالفَه وسَوي اللي أقولِك عليِه
أجابته بإستِسلام : إن شَاء الله
أخذَ مفاتِيح سيارتهِ من مسنَد الأريكة ثم نهَض : الحِين بتكُون طلعَت ، بروح أجيبهَا

ــــــــ

غربة روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن