الجزء 34

496 11 0
                                    



•الفصل الرابع :
• ما تخبئه الأيام :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الجُمعة |15 مارس 2019
أنهَت المحادثة ثم أغلقَت الهاتِف ووضعتهُ على الأريكَه وجالَت بنظرهَا في المكِان
عَبد الله : أشوفِك موبعلَى بعضِك يا سُعاد ، عسى ما شَر؟
أجابت بنبره حزِينه : كنت بتكلم معَ فهد ، مدري ليش حسيتَه مو بخير ، صوتَه متغيّر وقالي يُما أدعيلي كثِير محتاج لدعواتِك
ربّت على كفِّها برفق : أكيد بكُون مضغوط بالشُغل ، كلنا عارفين إنو شُغل الدكاترة مرهِق ومُتعِب
أجابته : قلبي مو مطمّن يا عبدالله ، الله يحفظَه ويرُدَه لِي سالِم غانِم
عبد الله : اللّهُم آمين ، تفاءلِي بالخير يا سُعاد

ـــــــــــ


في طرف المدينة:
كانَ يقُوم بتعطيِر جلبابَه إستعدَاداً للخرُوج إلى مكانٍ ما ، حينما دخلَ إليه بوجهٍ لا يُفسَّر .. وجهٍ لم يذق لِذه النَوم منذُ البارِحه
سلِيم : صباح الخِير يا أبوي ، معليش عايزَ أسألك سُؤال لو ممكن؟
أجابه بينمَا يقوم بإرتداء ملابسِه : صباح النور ، ما وقتو يا سليِم أنا هسي مُستعجِل وطالِع
سلِيم : طيّب البَت الحتخطبها لي دِي أنا ما عارِف عنها أي حاجَه ممكن أعر....
قاطعه بينما يقوم برَش العِطر على ملابسِه : الإيام جايه وحتعرِف ، المهُم إسمها رُوح وهي في عُمرك دَا تقريباً أو أصغر بي سنه ..وقرت في نفس جامعتك ومنقبَه .. إحتمال تكُون شفتها مرّه مرتين بالصُدفه
إتسعَت عيناهُ من الدَهشَه ، تجمّدَ في مكانِه كأنه تمثالٌ من حجَر
حملَ والِده مفتاح سيارتهُ وهاتفه ثم ربّت على كتفهِ بينما ينوِي الخروج : بعدين المساء نتكلّم يا ولدِي ، أنا هسي مستعجِل شديد عندي مشوار مهِم
خرج تاركاً إبنه يغرَق مرةً أُخرى في حيرتِه وتساؤلاته المُرّه التي ألقَت بمشارِيع نسيانه عرَض الحائِط ، وللمرة الثانية يجد نفسه في مواجهة صديقه فهَد ، فرُوح التي يحبها فهَد هي نفس الفتاة التِي يريدُ والده خطبتهَا إليه..!
هل وافقَت على طلب الخِطبه لأنها علِمت بأن خاطبها هو أنا ؟ ، هَل تخلّت عن فهد لأجلِي؟ ، هل إعترف لها فهَد حقاً أم أنها ما زالت تجهل بأمرِه!
الآن فقَط إكتملَت قطع اللُغز ، إذاً عندما قَال فهد بأنّ علاقته بها قديمة ذلك لأنها تربّت معه في نفس البيت ، ووصفها بالعلاقَه المعقّده لأن والدِها هو زوجَ أمِّه ، وذلِك الشعور الذي كانَ يظهر في عينيها كلمَا كانت تحادث فهَد أكان حُباً أخَوِياً طاهِراً تجاهه ليسَ إلا..!؟
هل هو يحلُم أم أنه داخِل فيلم؟
لم يكُن يدرِي ماذا يفعَل ، كانَت مشاعِره مُختلطة ومتناقِضة للغاية في تلكَ اللحظَه ، ما بداخِله فوضى لا يدري كيفَ يرتبها ، لكن أبرَز ما شغِل تفكيره هو مشاعِر فهد؟ وهل تم إخبارَه بأن رُوح تقدّم لها شخصاً غيره بل وافقَت عليه أيضاً ، ومن هو ذلك الشخص .. أنه أنا!ِ!
ضربَ بقبضته على الحائط : أنت ما حقير للدرجة دي يا سليم ، أكيد لسه ما أعترف ليها وإلا ما كانت وافقَت عليك
أنا لازم أوقف المهزلَه دي وأكلمهم بمشاعِر فهد ، لازِم يعرفوا الحقِيقه ، وبعدها رُوح حُرّه في إختيار الحيكمِّل معاها حياتهَا
أنا ولاّ فهَد


ـــــــــــ


لندَن :
الساعَة السابعَه صباحاً:
أغلقَت المصحَف بعد أن أنهت قِراءة سُورة الكهف ، ثم جلسَت على السجادة شارِده الذِهن لفترَه ، فقطع شرودها صوت خطوات رُوح على السلالِم ، تابعتهَا بنظرها إلى أن جلسَت على الأرِيكَه
سألتها بتَوتر : فهَد يرُد على مكالماتِك يا سارَه ؟
أجابتها : أكيد طبعاً
نظرَت إلى هاتفها بإرتباك وهِي تعلم جيّداً السبب وراء عدَم ردِّه لمكالماتِها
جاءها صوت سارَه متساءِلاً : ليش سألتيني كِذا؟ ، ما يرد على إتصالاتك عليه يعنِي!
تداركت نفسها وأجابتها بسرعه : لالا .. بس شكله مشغُول الحين
سارَه : فرق التوقِيت بيناتنَا 11 ساعَه ، إمكن يكُون راجِع من الشغُل الحِين أو نايِم
رُوح بتردُّد : إ..إمكن
جلسَت بقربِها ثمَ حملَت جهاز التحكُّم وقامت بتشغيِل قناة العربيَة الإخبارية كعادتِها كل صبَاح ، لكنها ما إن قرأت الخبَر العاجِل أسفل الشاشة حتى سقط جهاز التحكُم من يدِها
إنتبهت إليها رُوح ثم نظرَت إلى الشاشة لتستفسَر الأمر :
(عاجِل | قام أحد الإرهابيين بقتل 50 مسلِماً أثناء أدائِهم لصلاة الجُمعة في مسجِد النُور بحي كرايست تشيرش جنوبي نيوزلندَا ، البحث ما زال جارِياً عن هوِية الضحايَا)
نظرت إلى رُوح وقالت لهَا بإرتباك : هذا الحَي اللي يسكن فيه ... فهَد
أخذَت روح هاتِف سارَه ثم قامت بالإتصال برقمِه لكنه لم يجيِب ، إتصلت مراراً وتكراراً لكن لا حياةَ لمن تُنادي
قاطعتها مكالمة من رقم فهَد في ذَات اللحظَة على هاتِفها هِي ، شعرَت كأنما وضع قلبهَا داخل كومة ثَلج ، تنهدّت ثم حدّثت نفسها (آخيراً قرر يرُد ، وبطّل حركات الزعِل دي شويه ) ، ردت بلهفَه : فهَد إنتَ بخير..؟
جاءها صوت الشرطِي من الجانب الآخر : (يؤسفنا أن نبلغكُم أن الطبيب السعودي فهَد الدُوسري قَد توفِي بسبب رصاصة على رأسه إثرَ الحادث الآخير ، السلطات تسعى للقبض على المجرمين في أقربِ وقت ونعدكم أن يتم محاكمتهُم بما يقتضيه القانُون..)
صرخَت في الهاتِف بلهجة إنجليزية : أنتَ تكذِب .. هذا غيرُ صحيح
رمَت هاتفهَا وصرخت : لااااااا فهَد ما مات ، إنت أكيد بتمزح لاااااااا
نهضَت سارَه تصرُخ أيضاً : فهَد إيش فيه..؟
تحدّثت من بين دموعهَا : يكذب علِي ويقول فهَد مات برصاصَه ، يكذبون صَح
سارَه بصدمَة : فهد معاهُم!!!
سمِعت أمل صُراخهم ثم هرولَت إلى منزلهُم فوجدت سارَه ورُوح غارقتان في نوبة من البُكاء ، نظرَت إليهُن بخوف : في شنو..؟

ــــــــــــــ


بعدَ مرور يَوم :
الرّياض:
وقفَ كلُّ من عَبد الله وصديقيهِ محمّد وسعُود يستقبلُون المُعزِّين في مجلِس الرِجال
وعلى مسافة غير بعِيده وقفَ خالِد وسليِم يصبُون الشَاي للمتواجِدين
محمّد : الله ينتقِم من المجرِم العمل فيهُم كدا ، ربّك عادِل وما يقبل الظُلم ؛ سمعت إنو قبضوهم
ردّ عليه بحزن : الحمدُ على كُل حال ، ربّك شايف وعالِم
سعُود : أكيِد بيتعاقَب عاللي سوّاه
كانَ سلِيم شارِد الذِهن غارقاً في موجَه من التفكِير بوادٍ غيرَ واديِهم ، كيفَ يفسّر هذِه الأقدار التِي تقلب الموازِين رأساً على عقب ، البارِحة كان يرِيد التراجُع عن قرار الخِطبه بعدَ علمه بأن خطيبتهُ ستكون رُوح التِي داسَ على حبهِ لها من أجل فهَد ، وها هُو فهَد اليَوم لم يعُد موجُوداً ، ما الذِي تخبئهُ له الأيَام بَعد..؟ ، وقد باتَ يعرِف الحقيقه كامِله ولكِن هل تعرِف هِي هويّة خاطِبها..؟ ، بالطبع لم يكُن الوقت مُناسباً أبداً للتعارُف ؛ لكنّ سلِيم بدأ يفكّر في خُطه بعدَ أن عرِف أنها قادِمة إلى الريَاض خلال الأيَام القليله المُقبِلة
أخرج هاتفه ثم أرسلَ رساله على الواتسَاب لأمل ليتأكد ما إذا كانت رُوح تعرف هويتهُ أم لا ، وبعد أن تأكد أنها تجهلُ هوية خاطبها إتفق مع أمل على أن لا تأتي على ذِكر إسمه لها أو إخبارها بِه

يتبع.....

غربة روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن