الجزء 30

526 13 0
                                    



السبت 9مارس|2019
العاشِرة صباحاً:
جلسَ يتصفّح حسابهَا على الفيسبُوك ، كانت معظَم ما تنشرَه عن الكتُب والمشارِيع العلمِيه
نظرَ إلى المنشُور الآخير
Soul |
كانَت تقرأ كتَاب الساعَة 7:46م لعبد الله المغلوث
قرأ الإقتباس الذي إختارته من الكتَاب
إبتسم بحُزن ومدّ يده للدُرج الذِي بجانِبه ، قام بفتحِه ثم أخرَج نفس الكِتاب ووضعه على سطح المَكتب بحركَه رتيبَه
أسنَد رأسه إلى الكرسي ثُم تنهّد ببطء : ياااا رَب ، وفي ذات اللحظَة جاءته رِساله ماسنجَر من فهَد ، فتحَ المحادثة متثاقِلاً ثم قرأ الرسالة التِي كتبها لَه
• سلامُ عليكُم ، وينك ما ترسِل ؟
إيش أخبارك .. عسى ما شَر!
° هلا فهَد ، والله بس شوية مشاغِل بالشركه
• بالتوفِيق أخُوي...
سلووم ... راح آخُذ بنصيحتَك لِي وأعترف لهَا ؛ ويصيِر اللي يصيِر
وقّف مسافَة يحدِّق في الرسالَه دونَ أن يدري بماذَا سيرُد ، تمالَك نفسه وردّ عليه بإختصار:
° بيصير خِير إن شَاء الله
• لا تنسانِي من الدعوَات ها
° إن شاء الله ، فهَد أبغى أسألك سؤال إذا ممكن؟!
• أكيد .. تِفضَل!
° البنت اللي حكيتلي عنهَا هاذِي تعرفهَا من وِين؟
• وييه يا سلوم .. ما أقدر أشرلحلك هذا موضوع طويييييل بس علاقتنا مرره مُعقدَه ، وقدِيمه بعَد .. يعني أعرفهَا من زمَان .. من وهيَ صغِيره
شعرَ كأنما قامت يَد بصفعه على وجهِه ، شعُور بإنعدام الهواء أو الخروج من الغِلاف الجَوِي ، كتبَ بضعَ أحرف لينهِي تلك المحادثة التي زادت ألمه إلى الضِعف : بالتوفِيق
ثم رمَى هاتفهُ بإهمَال

ــــــــــــ
في المسَاء:
لندَن :
وضعَت المجلّة الصِّحية التي كانَت تحملهَا على الأريكة ثمَ إلتفت إليهِ : إنتَ موبناوِي ترجَع الرِياض؟
أغلَق حاسبه الشخصِي ثم فتحَ هاتفهُ وبدأ يعبثُ به : مدري يا سارَه ، الشغُل بنيوزلندَا مره ممتاز والراتِب مُغرِي ، قُلت بشتغِل هنا سنة أكسب خِبرة وبعدهَا أواصِل بالرياض
وضعَت كفيها أسفل فكِها : أمممم ، أجَل لمتَي بتِم أعذَب كِذا ، توّك داخِل عال29 ولسه ما فكّرت بالزواج!
إحمرّت وجنتاهُ ثم نظرَ إلى صورة رُوح الموجودَه في مذكِّرة هاتِفه : قرِيب إن شاء الله .. قرِيب
إبتسمَت بخُبث : فهوود ..كأنّك مخبُي شئ!
نظرَ إليها بتوتُر بعد أن ضغط على زِر الإغلاق : أبداً ، بَس الزواج قِسمة ونصيِب ، وأكيد ما راح أتِم أعذب كِذا
ردّت : الله يوفقَك ويرزقك باللي تتمناهَا
نهَض : آميين ، يلا أنا طالِع عالمستشفَى ،
عندي أوراق وفحوصَات أبغى أجهزها قبل لاسافِر

ـــــــ


الرِّياض:
أم فهد : أشوف تكلِّم لها سارَه أحسَن ، هي تحبهَا وتسمَع كلامها
عبد الله : خايفها ترفُض يا سُعاد ، والله محمّد ده أكتر من صاحبي ؛ وولدو ما شاء الله عليهو ما فيهو كلمَه ، شغال معاي في الشركة وعاشرتو وعرفتا أخلاقو .. يعنِي ما عندها أي عذُر عشان ترفُض
أم فهَد : لا تضغَط عليها ، خلهَا تفكِر وتآخد راحتها وبعد تيجي يصيِر خيِر إن شاء الله
يتنهد : طيب .. أقُوم أتصل لسارَه وأكلمها بالموضوع دا


ـــــــــــ


اليوم التالي
الواحِده ظُهراً :
ود مدنِي :
وضّبت بعض الأشياء التِي كانت بحوجه إليها ؛ ثمَ خرجَت متوجِّهة إلى مبنَى الكُلّيه ، فقد جاءَت للإجتماع الذي عقدتهُ الكُلية بخصُوص تحديد موعِد إستئناف الدِراسة
توقّفت ما إن رأتهُ متوجِّهاً نحوَها ، لكنهَا خفضَت بصرهَا مدعيّه عدم لامبالاتِها لِوجودِه وواصلَت في مسيرهَا إلا أنه إستوقفهَا منادياً بإسمها : أستاذَه ريّان!
رفعت رأسهَا إليه بإرتباك : مرّحب
تنحنَح : كيفِك؟
صمتت لبُرهة : الحمدُ لله ؛ أيِّ خِدمَه؟
ناداها مجدداً : طيّب ممكن 5 دقايِق من وقتِك
رمقتهُ بنظره حادّه : عندِي إجتماع
أجابهَا : جيِت لواحِد صاحبِي في سكَن الموظَفين تبع الجامعَه فااا لمحتِك وقلت أجِي أسلِّم
قاطعتهُ بحِدّه : وتقريبَاً كده السَّلام إنتهَى
واصلَت طريقهَا إلى داخل المبنَى وتركتهُ واقِفاً على جانب الرصِيف ؛ مشدُوهاً من رسميتَها في التعامُل ، مفتونَاً بقدرتها على شلّ حركة لسانه الذي ينعقِد في حضرتها ، كم هِي جميلة حينمَا تغضب وكم هِي جميلَة حينما ترتبِك أيضاً
لم يتضايَق من موقفها بل هذَا ما شدَّه إليها أكثَر!

ــــــــــ


مساءً :
لندَن :
إحتضنتهَا بقُوه : أنا مرره فخورَه فِيك
إبتسمَت : الحمدُ لله ، ما حَد يقدر يصدّق إنو كان ممكن أصَل لنقطة مثل هاذِي بيوم من الأيام ، والحِين بقدّم للوظيفه اللي أبيِها بالشرِكه اللي أتمناهَا
سارَه : وأكيِد بيقبلونِك حبيبتِي ، ما شاء الله البحث حقك مره كان موّفَق والCVحقك حبيبتي يبيِض الوَجه
رُوح : الحمدُ لله ، بَس الإسبوع اللي راح ذا كان مرره مُرهِق ، كان لازِم أتطمّن على الناس اللي راح يِمشُّون نشاطات المُبادرة من بعدِي ، ده غِير تكرِيم الجامعَه وإجراءات المُغادرَه ، والعنود اللي تبغانِي أحكيلها قِصة حياتِي كان لازِم أعطيها جزء من وقتِي بعَد
ردّت عليها ضاحِكة : بس شكِلك إستهلكتي كثير من الدموع
تنهدّت : فعلاً ؛ صديقاتي بالسَكن كانوا مجهزين لي بارتِي صغَير وإنتهَى اليوم بكاء وعزاء .. عشان كِذا ما أحب الودَاع بس راح يوحشوني مررره
سارَه : الحمدُ لله الحِين بترجعين الريَاض وتشوفين حياتِك وتهتمِين بنفسِك ، لا تعدِيها شُغل ودراسه مره ثانية ها .. ريحي نفسِك شويه! ، صمتت لبُرهة ثم واصلَت : تذكّرت .. عمِي عبد الله أمس كلمنِي بموضُوع وقَالي أفاتحِك فيه وأشُوف وِش هو رأيِك!
قطبَت حاجبيهَا بإستنكَار : اللي هوَ..؟

يتبع......

غربة روححيث تعيش القصص. اكتشف الآن