جسر البُرج |لندن :
واصَل حديثه بجدّيه : هاذي الحقيقة ، رُوح أنتِي صح مثل أختي وأكثَر بس .. بس أنا أشوفِك أكثر من كذا ، أنا لو أشوفِك ترديِن على شاب في تعليق دمِي يغلي ، أنا .. أنا أحبِك وما أرضَى تكونِين لغيرِي ، أنا من زما..
ما إن سمعَت كلمة أحبِك لم تعد تستوعب ما تفوه به بعدها ، كان كلامه صادِماً فوقعَ على مسامعها وقُوع الصاعِقه ، أحسّت بأن جسدهَا لا يقوى على حملهَا وأن قلبها سيخرُج من مكانِه من الخَوف ..تلاشَى شعور الأمان الذِي كان مرتبِطاً بحضورِه
فانفعلت غاضِبه : فهَد!
.. إنتَ وش جالِس تقُول؟ ، إنت جنيِت ، كيف يعنِي تحبني يا فهَد؟ أنا أختَك ، وتربيت على يدّك ، ما أشوفَك غير أخ .. إنت أخوي وبَس فاهِم ، والحِين خلنا نرّجع
جَرَّت خطواتها المتثاقلَه بإتجاه السيّاره
أوقفهَا ممسكاً بطرف يدِها : لا أنا مو بأخوكِ يا رُوح ، حتى ربنَا ما حرّم زواجِي فيك .. ليش تبغِي تحرميني مِنّك! ، صَح جمعتنَا ظروف الحيَاة وإتربينا بنفس البِيت .. بس ماف بيناتنا أي رابِط دَم ، تكفِين لا تقولين كذَا ، هاذِي الكلمَه تذبَحني
إنهمرت من عينهِ دمعه : لا تقولِين إني خُوك يا رُوح ، لأني مو كذَا .. أنا أحِبك وإذا بتوافقين بنرجع الرياض وبتصيرِين زوجتَي على سنة الله ورسُوله
صرخَت بهستريَا ثم أفلتت يدها من قبضته : لاااا لااااا .. لا تقولهَا مره ثانيه ، لا تلمسنِي ، لا تقرِّب ، أنا موبقادره أتخيّل إنك تكون زُوجي .. ولا عمري فكرت فيك بالطريقَه هاذي يا فهَد
إنهارت على الأرض وخَرَّت باكيَه : مدري كيف تسمَح لنفسَك تفكّر فيا كذا ، أنا لو كنت أعرِف إنك موبمعتبرنِي مثل سارَه ما كُنت بأمنّك على نفسِي ولا كُنت بطلَع معاك لوحدِي ، رجِعني يا فهَد .. رجِعني ولا عاد تقول لي كذا مره ثانيَه الله يخليِك
إنخفضَ بجسده إلى حيثُ كانت تجلِس : بَس أنا أحب...
صرخَت مجدداً ثم وضعَت يديهَا على أذنيهَا : خلاص .. خلاااص ما أبغى أسمع شَئ .. قلتلك رجِعني البيت
ـــــــــــ
لندَن:
السابِعه صباحَاً :
طرقَت لها باب الغُرفَه ثم دلفَت إلى الداخِل ، جلسَت على حافّه السرير ورفعت عنهَا الغطِاء : صبَاح الخير
كان وجههَا متعباً وملامحهَا شاحِبه ، لم تنَم تلك الليلَه بل كانت تفكّر في حَلّ يخرجهَا من هذا المأزِق ، كيفَ ستكون علاقتهَا بفهد في مُقبَل الأيام ، هل ستستطيع المكوثَ معه في نفس البَيت الذي تربيان فيه كإخوَه ، كيفَ سترجع حياتهَا إلى مجراهَا الطبيعِي ، وإن لم يحدُث ذلك .. إلى أين تهرُب؟!
قاطعت شرودهَا مرةً أخرى : صبَاااح الخِير
أجابت بفتُور : صباح النور
سارَه : إيش فِيك شكلَك كذَا ، من أمبارِح ما حَد راضِي يتكلَم ، حتى فهَد سافَر بدون ما يودِّعنا ، صاير معكُم شئ؟!
نظرَت إليهَا متساءِلَه : سافَر..؟؟
ــــــــــ
الريَاض:
جلسَت في مَكتبهَا تُجمِّع المعلومات التِي أخبرتهِا بها ثمَ تراجِع التسلسل الزمنِي للأحدَاث
وضعَت هاتفهَا على إحدى الدفاتِر ثمَ بادرتهَا بالحديث : بتكتبيِن عن منو؟
إبتسمَت : خليهَا مفاجأة آخر الشهَر
مطت شفتيهَا ثم عاودت السُؤال : عالأقل يا العنُود خبريني هل هِي شخصية تاريخيَة ولا معاصرَه ، طيب إيش إسم المقَال؟
أغلقت الحاسب الذي أمامها ثمّ نظرت إليها بقلّة صبر : شخصيَة ما تعرفها السعودِيه .. وبالنسبه للمقَال خذيته للمحرّر وعجبَه وقال يبي يستضِيف الشخصية اللي كتبت عنهَا في جزئية الحوارت للعدّد القادم ، ها أي سؤال ثانِي آنسَه هَيَا..؟
نهضت زميلتها هيَا بتثاقُل : لا مشكُوره
ــــــــــ
نيوزلندَا :
وضَع رِداءه الأبيض بجانبه ثمّ جلسَ في إحدى المقاعِد المتناثِره على طول الطرِيق ، فتحَ هاتفهُ بعد إغلاق إستمرّ لقرابة اليَوم .. فأنهمرَت عليه المُكالمات الفائته والرّسائِل ، مرر إصبعه باحثاً عن إسمها من ضمنهُم فلم يجِده ، زفر بضِيق وإنهالت عليهِ الإحتمالات دونَ رحمَه ، هل أخطأ بالبوحِ عن مشاعِره؟ ، هَل ما يشعرُ بهِ شعوراً خاطِئاً ليسَ في قالبَه الصحيح؟ ، كيفَ ستتعامَل معه رُوح في مقبل الأيام وكيفَ ستنظُر إليه..! والكثير من الأسئله التي بدت تدور في خُلدِه ، فتحَ حسابه في تويتَر ثم كتَب أبياتاً حفِظها منذ فترَه :
الدّمع نديمي في العذَاب
وكاسَات المُر خَمرِي
ألا ليتنِي تحتَ التُراب
ألا ليتنِي عدِمتُ عُمري
كان يُرِيد الإتصالَ بوالدَته فقاطعهُ جاره الباكستانِي رحيِم : السلام عليكُم ، لقد إفتقدتُك في المسجِد .. أتمنى ألا يكون قَد مسّك سوء ؛ تبدُو متعباً جداً ، هل أنتَ على ما يُرام؟
إبتسم ثم نهضَ من مكانه وصافحه بحرارَه : لا أنا بخير الحمدُ لله ، كنتُ خارِج البلاد ، أشكُركَ على سؤالِك ، ثم نظرَ إلى ساعتهِ : بما أنك قَد ذكرتَ المسجِد يا رحيم فإن وقت الصلاة قَد حان .. فالنذهَب
يتبع.....