ود مدني |حي المطار:
منزِل عَلِي:
شرِب نصف الكُوب برشفه واحِده ثمَ إلتفتَ إلى زوجتِه متسائِلاً : أحمَد متغدِي مع أهل مرتُو ولا شنو؟
إبتسَام : آي .. أصلاً قالت محتاجَه ليها شويَه حاجات كِدا وشكلُوا قعدُّوه للغداء
قاطعهُم الزِبير : والله اللمّة دي فاقدَه عبد الله وأمي الله يرحمهَا ، فقامَ الجمِيع بالترّحُم على روح الحاجّه نِعمات عقبَ كلامهِ
إبتسَام : وهسِي ما فات الوقِت ، رمضَان الجاي علينا دَا نمشِي نصُوموا في البيت الكبِير إن شاء الله
مصطفى : والله فِعلاً إشتقنَا لللّمه
رهف : ناس عمُو عبد الله حيجُو يصُوموا معانَا يا بابا..؟
عَلِي : رمضان ده ما متأكد والله ، لكن عَبد الله ليهُو فترَه مفكِّر يعمَل فرِع من شركتُو في الخرطُوم ، وسقوط الحكومة ده بداية خير والله .. حتى شايفُو وكّل محامِي يشوف ليهُو أرِض هناك ؛ يعنِي حنشوفهم كتيِر في مُقبل الأيام إن شاء الله وإمكن يجيب مرتُو ويسجل خروج نهائي من المملكة لو الأوضاع في البلد دي إتحسّنت
ــــــــــ
مسَاءً :
الرِّياض:
جلسَ سليِم بجانِب والِده وقَد كان فِي كامِل أناقتِه التِي لم تزدهُ سوى وسامةً وجاذبِيه ، فقد كان أسعَد ما يكون .. ربما لأنه على بُعدِ خطوَه من تحقِيق حلمٍ طالَ إنتظارَه ، وفِي قبالتِه جلسَ كلٌّ مِن عبد الله ونايِف يشربُونَ بعضاً من العصِير ويتناقشُون في بعض الأمورٍ السياسِية
وُضِعَت رُوح في الغرفه المجاوِرة وجلسَت معهَا أم فهَد وسارَه وبالطَبع أُم سليِم التِي طَبعت على وجهِها إبتسامه عرِيضة أظهرت مدى سعادتهَا بزوجة إبنها المُستقبليه ، فلقَد كانَت رُوح أجمَل من الوصف الذِي أخبرتها بهِ إبنتهَا أمل ، هذَا غيرَ أخلاقها الحميده واليَد التِي تربّت تحتَ كنَفِها ، كانَ كلُّ شَئ مثالياً بالنسبةِ لوالِده سليِم ، ففتاة مِثل رُوح تُرضِي طمُوح أكثَر الحَمواتِ غرُوراً ، أما رُوح فقد كانت صامته طوال الجلسَة ، بينمَا تركت المنصّه لأختها سارَه التي أتحفتهم بحكاياتهَا ويومياتهَا مع أمَل بمدينة لندَن
قطع طرق البَاب حديثهُنّ ، إذ حانَت ساعة الصِفر ..وسيدخُل سلِيم ليرَى رُوح الآن
سرعان ما خرجَ جميع من فِي الغُرفه إلا والدهَا الذِي وقفَ على البَاب ومنحهُما 5 دقائِق ليريا بعضهُما
عدّلت رُوح وِشاحها في توتُر وهيَ لا تدرِي بماذَا ستتحدّث وكأنمَا إنعقدَ لسانها ، ولأنها لا تضعُ مساحِيق التجمِيل عادةً فقد إكتفَت بميكياج بسيِط لكنه زادهَا جمالاً أكثَر مما هِيَ عليهِ ، أدخلَ يديه في جيبهِ حتى لا تلحَظ الرّجفه التِي إعترتهُما ثم دخَل عليها ، كانَت واقفه وقَد أعطته ظهرهَا ، تنحنح ثمَ نطق بصوتٍ خفِيض : سلامُ عليكُم
ما إن سمِعت صوته حتَى إزدادت ضرباتَ قلبهَا بجنون ، إلتفتت إليه بإرتبَاك ثمّ نظرَت في وجهِه بثباتٍ لا تدرِي من أينَ جاءت بِه ، وخفضت بصرهَا بسُرعة ثم ردَّت بحيَاء : وعليكُم السَّلام
إتسعَت عيناهُ من الدّهشَه ، لم يعد يشعُر بأطرافه ولا بقلبِه ولا حتَى بوجوُد عقلِه ، كانَ كلّ ما يحدث في تِلك اللحظة أقرّب للخيال من الحقِيقَه ، وفوقَ دهشتهِ بجمالها صُعقَ تَماماً عندمَا رآى وجههَا مجدداً ، أيُعقَل أنها تلكَ الفتاة من المدرسَة الثانوِيه ، يبدُو الأمر مستحيلاً بعضَ الشَئ ، ولكِن ما الذِي يفسِر سبب شعورِه الدائم بالإلفَه تجاههَا وكأنه قد إلتقاهَا في زمنٍ ما..؟ ، ذاتَ العينَان البُنيتان والنظرَه الحادّه ، الثَغر الصغِير ، الخصلات البنيَه الداكِنه
الآن قَد إكتملَت الصورَه أمامهُ
إكتمالاً حقيقياً وملائكياً هذِه المرّه
تلكَ الصوره التي علقت بذاكرتهِ بنصفٍ مبتُور
وهاهو الآن يرى النِصف الآخر من وجهِ من جعلَت قَلبه يخفقُ ويرتبِك بنظرَةٍ واحِده منها ، ومَن سلبَت عقله وفِكرهُ حتَى من قبلِ أن يراهِا
وطوَال تلكَ المُدّة امرأةً واحِدةً فقط قد سرقَت عقلَه وقلبَه معاً
ولكن كان آخر ما قد يخطُر على باله أن حبيبتهُ في الجامِعة وسارقِة قلبه على رصِيف الثانوية هي امرأةٌ واحدِه ، ورُوحاً واحِده ؛ إسمهَـــــا رُوح.
#تمت_بحمد_الله