الأربِعاء |31 مايو 2017
لندَن:
أغلقَت المصحف بعد إنتهاءها من وِردها اليومِي ورفعت كفيهَا داعِية ، همسَت لها سارَه التي كانَت تطالِع أحدى الصُحف : يُما لا تنسينِي من دعواتِك
إبتسمَت :والله يا بنيتِي بدعيلِك كُل يوم ، ربنَا يرزقِك بالذرِيه الصالحه وتتهنِين بشوفتهُم يا رب
ردّت عليها بنبرَه حزينه : اللّهُم آمين ، صراحه يا يمه هاذي أكتَر دعوة أحتاجهَا
قاطعتهم رُوح موجِهة حديثهَا إلى سارَه : أشوفِك تشترِين الصحُف يومِياً
سارَه : إيه .. أكيد لازم أعرف وِش حاصِل في البلَد ، تعالي شوفِي هالخبَر
جلست بجوارِها : أي خبَر!
سارَه : هذا مقال كتبه واحِد إسمه ديفيِد ساندرسين يدعُو فيه المسلمات للتخلِّي عن إرتداء النِقاب ، ثم مررت أصبعها على أحد الأسطُر : تخيلي بس حتى إنه كاتب هِنا : "إن السياسة البريطانية المرمُوقة تأمل أن يختفِي النقَاب في بريطانيَا خلالَ 20 عاماً" ، مدري ليش متضايقيِن منه ، اللبس هذا حريَة شخصيَه .. مش هذا اللي يقولونه هم..!
سرحَت بخيالهِا بعيداً ، هذَا الخبر أرجعها إلى حادثة الإختطاف التِي حصلت قبل يومِ أمس ، لم تخبِر أحداً وقد إسترجت فهَد أن يتكتُم على الأمر حتَى لا يمنعها خوف والدهَا عليها من متابعَة الدِراسة
خاطبتهَا مُغيِّرة لمحوَر النقَاش : أفتحيلنا قناة mbc1 أبغَى أشاهِد برنامِج أحمد الشقيرِي الجديد
سارَه : تقصدِين خواطِر ..؟
رُوح : نوو ، إسمَه "قُمره"
سارَه : إسمَه مُلفِت ، خلنَا نشُوف
طرَق نايِف البَاب .. ثم تنحنح ، قامت رُوح بتغطِية وجهها أولاً وبعدها صاحت له سارَه : أدخُل يا نايِف
وقف على البَاب : لا طالع بس أبغى أشوف رأيكُم بالأول ، إيش رأيكُم أوديكُم بالمساء لهارودز لندن تتسوقون ..؟
نظرَت إلى رُوح ثمّ إلى والدتهَا : أكِييد
ـــــــــــ
بعدَ مرور إسبوعين:
التاسِعة صباحاً:
نايِف : أحس البيِت بقى مهجُور
تضحَك : إيه والله ، كنا مستانسين بوجودهم ، والحين كُل واحِد فيهُم راح على مكان
نايِف : اليُوم راح أداوم بوقت متأخر ، إيش رأيك نطلع جولة سياحيَه ، إذا تقدرِين طبعاً معَ الصوم وكِذا أخاف ترهقِين نفسِك؟
إبتسمَت : لا أكيد ماف أي إرهَاق ، بس تودِيني حديقة الهايد بَارك..؟!
نظر إلى ساعتهِ : أوكي دام تبغين تزورينها .. يلا روحِي بَدلِي وخلنَا نلحِق على مشهَد تبديِل الحراس الملكييِن في قَصر باكنجهام
ردّت عليه بحمَاس : إيش رأيَك تكلّم أموول وزوجهَا يروحون ويانا..؟!
أجابها بإبتسامه : أوكي .. ليش لا
ـــــــــــ
أمام مبنَى كيلبرون بالجامعَة:
تنهَدت بتعَب ثم تحدثت إليهم بلهجة سعُودية : يااااربي ، ما كُنت أدرِي إن دراسَة الماستَر بالصعُوبة هاذِي
راكَان : الماستَر عموماً صعَب ، وفي جامعة مانشستَر أصعَب شويتيِن ، صح إنِي لسه أدرس بكالاريوس بَس رفيجِي يحضِّر ماستَر صيدلَه ، ودايم مضيِّق خلقِي بشكاوِيه وسوالفَه اللي ما تنتهي عن دراستَه وصعوبتها
قاطعتهُم إيمَان موجِهة حديثها لراكَان : ما تنساش تجيِب الأوراق المطبوعة اللي كتبناهَا أمبارِح من المكتبه علشان نتدرّب عليها بعدين
راكَان : إن شاء الله
حيّتهم رِيما من بعيِد ثم إنضمت للجلسَه
، ريما تحمِل الجنسية البريطانيه لكنها تتحدّث العربيه لأنها من أصول لبنانيه ، مسلمَه ومقيمة بليفربول ، إنضمَت إلى المُبادرة مؤخراً وكانت سبباً رئيسياً في زيادة عدد المسلمين البريطانين المنضمين للمُبادرة
ريمَا : مساء الخِير ؛ كيفكُم اليوم؟ ، كيف فِيني أساعدكُن ..؟
ـــــــــ