مرَّت الأيام كمَا ينبغِي لهَا أن تمُر ، كان الضَغط الدراسِي يزيدُ يوماً بعدَ يَوم حتَى أنها لم تكُن تجِد الوقتَ الكافِي لإستكشَاف المدينَة إلا بضعَ نزهَات قصِيرة معَ هِند وعائِشة
أحياناً إلى المتاجِر القريبَة أو إلى بعضَ المقاهِي والمطاعِم العربيَة في شارِع ويلمسلُو الممتد عبرَ طريق إكسفورد إلى وسَط المدينَة ، في تلكَ الفترَة إستطاعت جذب الكثير مِن المسلمين المتواجدِين في الجامعة من مختلَف التخصُّصات بمساعدَة من هِند وطرحّت لهُم فكرتهَا التي جوهرها عكس جمَال الإسلام وأخلاقيتهُ السمحَه بعيدَاً عن التطرُّف والإرهَاب الذي يربِطه به سُكان المنطقَه ككُل ، لاقَت فكرتهَا قبولاً لدى الجاليات العربيَه المتواجِده بمانشستَر ، فتطوّع بعضهُم بتوفير الكتُب المُترجمة اللازمة وآخرون بطباعة المنشورَات بمكتباتهم ، إلا أنه كانَت تقِف أمامها عقَبه واحِده فقط لتبدَأ في تنفيِذ فكرتهَا على أرض الواقِع وهِي التصرِيح القانُونِي من الجامِعة حيثُ وصلَ بها الأمر إلى التحدُّث مع رئيس الكُلية روبرت ستيفنز طلباً لتوقِيعه على الموافقَه ، كانَت في تلكَ الفترَة تتطلِّع على أخبار المسلمِين وقرارات الحكومات الأوربيه في حقهِم عامةً ، وأحوالهُم في بريطانيا خاصةً ، بالرغم من أنها أكثر الدول الأوربيه أماناً للمسلميِن إلا أن الساحه السياسية لم تكُن تخلو من بعض النكزات على الإسلام وأتبَاعه
ـــــــــــ
الثلاثاء | 23 مايو 2017
كانَت تعلمُ جيداً أنه لن يكونَ يوماً عادِياً كسائِر أيام السنه ، رُبما ستسمَع الكثِير من الشتائِم والكلمَات البذيئة بعدَ حادثة التفجِير الإنتحارِي التي قامَ بها أحد الإرهابيين فِي حفل نجمة البُوب أريانا غراندِي وسطَ جمهور يبلغ عدده قُرابة ال 20000 شخص ، لكنها قررت الذهَاب على كلِ حَال ، ولما عليها الشعُور بالذنَب لمجرّد كونها مسلِمه دون أن يكون لها يَدٌ في الأمر أصلاً ، كانَ جَاك وبعضاً من أصدقائه ومناصرِيه الذين يجمعهُم الكُره الدفين تجاه الإسلام يحملُون لافتَات كُتب عليهَا عِبارات نحو
(you are terrorist |أنتم إرهابيُون)
(Get out from our home|أخرجوا من بلادِنا)
وما إن دخلَت إلى الحرَم الجامعِي حتَى توجَه جَاك نحوهَا غاضِباً وملوِحاً باللافته التِي كان يحملهَا لكنهَا إستمرت في طريقهَا بإرتباك.. إلى أن دلفَت إلى إحدى القاعات القرِيبه
ــــــــــ
الريَاض:
عبد الله : والله قلبِي ما مطمِن ، مانشستر اليومين دي جايطَه ، خايف عليها
أم فهَد : (قُل لَن يُصيبكُم إلا ما كتَب الله لكُم..) ، ربَّك هو الحافِظ ، بإذن الله ما يصير لهَا إلا الخِير ، بعدِين فهَد أخد إسبوع إجازة وبسافِر لسارَه عشان يبغَى يصوم معاهَا أول أيام رمضَان أكيد بيروح لهَا وبطمِنك عليهَا
عبد الله : الله يجيب العواقِب سلِيمه
أم فهَد : والله رمضَان من دونهُم ماله طعَم
قاطعهَا بصوت جاد : إيش رأيك نروح لهُم..؟
ــــــــ
بعد يومِين :
منتزَه وايت وُرث |مانشستر
على مسافَه غير بعِيدة من الحرم الرئيسي لجامعة مانشستَر جلسَت رُوح وبعض مِن الزُملاء الذين تعرفت بهِم مؤخراً .. فِي باحَة المُنتزه
رُوح : بما إنو كلنا بنتكلم عربي فااا حخاطبكُم بلهجتي ، أوكي؟
وافقها الجمِيع
إبتسمت ثم واصلت : طيب ؛ الحمدُ لله الوضِع شبه هادئ الأيام دي ، خاصّةً بعد ما أطلقوا صرَاح ال22 شخص الكانُوا مشتبهين بأمرهم في التفجِير وبكدَه لا مسلمين ولا غيرو متهمِين بالحاصل ، خلونا في موضوعنا الأهَم واللي هو إنو بُكره رمضَان بإذن الله وحنبدأ شغلنَا التوعوِي من هنا ؛ ما تنسُوا تجيبوا المنشوُرات والبطاقَات العملناها ، وطبعاً الحمدُ لله الجامعَه أدتنِي التصرِيح بتَاع مبادرتنَا (peace upon you |السلامُ عليكُم) أمبارح ونقدَر نظهِر نفسنا ونمارس نشاطاتنا بدون قيُود
قامَ بعضهم بالتصفِيق وآخرون بالتصفير إثر سماعِهم لهذَا الخبَر ، إذ أنه عادةً لا تسمَح الجامعَة بقيام الجمعيات التِي تتبَع لفِكر معيّن خِشيةَ أن تكون تابعَه لخليَة مُتطرِفه أو يكون لها تأثيراً سلبياً على الطُلاب
قاطعتهَا إيمَان بلهجتها المصرِية : أنا بفكّر إننا نلفت إنتباهُهم ونعمَل فِطار جماعِي في واحدَه من سحات الجامعَه ، كلّ واحِد فينا يطبِخ وجبه من البلد اللي جايي منو ، ونكتب بوستَر فيه دعوَه حلوه كده ونحطُو في البورت بتاع الإعلانَات
راكَان : والله الفِكرة وااييد حلوه ، وإذا بتنفذونها أنا بسويلكُم مجبوس دجاج
تبعنه مُنى : وأنا بطبخلكُم ورَق عِنب
صافِي : بشترِي كِبّة من المطعَم الشامِي
آلاء : حأسوِي ليكُم عصِيدة ومعاها حلُو مُر
ثُم تتالت الإقتراحات من المتطوعِين في تقدِيم شتَى أنواع الوجبَات ، وإتفقُوا على فعالِيات يَوم غَد وكيفَ سيطرحُون أنفسهم على ضيوفهُم من البريطانيين ومن الجاليات الأخرى
يتبع......