الخاتمه ...
ماوجدت تعريف للسعاده سوى الرضا ...لم ينتبه للطرقات بباب المكتب و لا دخولها بفنجان القهوة مع طبق كعك واقفه امامه الى ان وضعت الفنجان بهدوء امام الاوراق التي يتظاهر بقراءتها بتركيز لايملكه .. رفع رأسه ببطئ لها ليراها تقف تنظر له بحنان وحب عاتبه على تقصيره بحق صحته..
( حبيبي لا يجوز ان تبقى طول اليوم هنا بدون أكل .. غدا لديك يوم شاق ارجوك على الاقل تناول هذا ) اشارت له على الطبق
شبه ابتسامه زحفت لملامحه رفع يده ليشير لها ان تقترب منه ... المكتب المكان الوحيد الذي يريحه كأن جده بعده هنا .. صورة جده مع القهوة وسجاره يجلس مع كتاب محفوره بعقله منذ الصغر ..
لم تتردد لحظه فسارت خلف المكتب وجلست بحضنه بينما تحيط بذراعيها رأسه لتسنده على صدرها
بقيا لدقائق فقط ساكنين الى ان كسر الهدوء حسام بصوت منخفض متعب
( اشتقت له ... لااصدق انه ماعاد موجود بيننا وكأنني بكابوس واريد الاستيقاط منه )
تعلم كم هو مقرب من جدهم لكن لم تتخيل انهياره بهذه الصورة .. صحيح هو يقوم بواجباته بتقبل التعزيه ويساعد بكل شئ لكن ما ان يبقى لوحده ينعزل هنا ولايأكل شئ .. اخذ اجازة ليومين من الشركه بسبب وعكه صحيه اصابته تارك أيمن يتكفل بالعمل لوحده
( تعوذ من الشيطان وانهض هيا ففاروق وايه اشتاقوا لك... كلنا نفتقده ولكنك تؤذي حالك هكذا ... حسام عليك ان تكون كما عهدك جدي قوي لاتنسى ان علينا غدا ان نقابل المحامي من اجل الوصيه ..ثم صلاح سيصل غدا )
تنهد بارهاق حقيقي وهو يسمعها ...
صلاح لم يعرف بالخبر سوى البارحه بسبب تغيره لمكان عمله فرجع حسام يبحث عنه حتى وجده مرسلاً له الخبر
وقضيه الوصيه هذه لم يعلم بها احد حتى هو لم يعرفها ...
لايصدق ان اسبوع مضى على وفاه جده ... الرجل الذي رباه ومنحه كل شئ ...
نهضت لتمد يدها له ليتبعها لغرفتهم فهي محقه غدا سيكون مرهق له ....ما ان خرج من المكتب كان صلاح للتو دخل للبيت بحقيبه صغيره فهو ترك كل شئ وفعل المستحيل ليصل اليوم ..
استمر ينظر له باستغراب من تغير شكله ...
لم يكن هذا اخوه الذي يعرفه ... ملابسه متواضعه و ذقنه لم يحلق كما ان بشرته تحولت لسمراء وهذا زاده وسامه .. شئ به لم يكن مثل صلاح المتألق كأنه تحول من شاب عابث الى رجل
اوقع الحقيبه من يده بدون ان يهتم ثم سار بخطوات سريعه نحو حسام كطفل يحتاج للمواساه بينما هبه فهمت من نظره حسام ان تنسحب من وقفه الاخويين
( جيد أنك رجعت .. احتاج لك هنا معي ) قالها حسام بصدق
أبتسم صلاح بحركه خفيفه .. اشتاق لاخوه .. الغربه جعلته يدرك معزة اهله بقلبه ..
ربت حسام على كتفه لصلاح وهو يدعوه لكوب من الشاي ......لم يقدر ان يرفض رغم ارهاقه .. لا بل ارهاقهما سويا لكن كانا بحاجه لهذه الجلسه ليتصافيا بحديث شمل الكثير من ماقيل وما خفي ..الكل اجتمع بنفس المكتب لجدهم بينما المحامي يجلس بالوسط تاركين كرسي الجد بدون ان يتجرأ احد على مسه كأن روحه تراقبهم ..
بقى صامت وحزنه كحجر يكتم على صدره بكل نفس ... لم يتألم بموت والده كما يفعل الأن بالواقع عندما مات ابوه كان الأمر طبيعي ...
خسر أب تبناه ولم يلحق ان يتهنى بقربه رغم ماجمعهم من وقت ثمين .. لم يعرف كم هو يحبه و يهتم به سوى بعد ان فقده .. ذكرى اتصال حسام به وكيف تلقى الخبر ماحصل بعد ذلك كانت ذكرى تحيط بها ضباب ...
استغرب طلب حسام لحضوره لهذا الاجتماع مع المحامي لكن امتنان فاض به انهم لم يقصوه من مسأله عائليه كهذه ... هم لايفهمون بهذه المبادره كم تأثر وزاد تعلقه بهم حتى بدأ يخاف فعل اي شئ ويخسرهم ..
أنت تقرأ
يامن اسرتي الفؤاد ترفقي
Romanceأحبيبني كما انا ولا تتمردي على القدر فأن اقدارنا تشابكت... فلا تترددي ولا تضيعي الوقت...الحب لم يكن هكذا بيوم يامن عشقت عليك امتلال القلب قبل ان تستبد ..ترفق..تمهل..اصبر علي واحتمل وأفهِمني باي حق... ما اقوله لايحتمل الرفض بأي حق تسألين ..هل تعبثين...