الفصل الثامن عشر ج١

87.3K 3.6K 182
                                    

# إمبراطورية_الرجال
# الجزء_الأول_من_الفصل_الثامن_عشر

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

***بشركة آل الزيان***

وضع الساعي فنجان القهوة على مكتب وجيه عقب إنتهاء الاجتماع  العام لأفراد الشركة ثم خرج بهدوء دون حديث عندما شاهد وجيه مشغولا ببعض الأوراق..
رفع وجيه الفنجان لشفتيه دون أن يغير اتجاه عيناه من على الأوراق ليتأت فجأة عيناها بين الأسطر ، طرفاتها وكأنها الكلمات تُقرأ بصمت..ضاق من نفسه ووضع الأوراق بعصبية على مكتبه..
إلى متى سيظل هكذا ؟! حتى في الأجتماع سرت بعقله ليجتاحه حنين الى رؤيتها...زحام العمل لم يبعدها عن فكره مثلما اعتقد!
ارتفع صوت الهاتف فرفع السماعة وأجاب:- الو؟
أجاب الطرف الآخر :-
معاك يا وجيه بيه ، بالنسبة للموضوع اللي أمرتني بيه قبل السفر فشغلهم ماشي كويس ، أنا بعتلهم كام زبون كده من بعيد والا ماكنش حد هيروحلهم أصلا ، دول لسه صغيرين أوي في السوق...بس معلش في السؤال..طالما طردتهم ليه بتساعدهم ؟!
تنهد وجيه بعمق فقط أطمأن عليهم وقال:- ما تنساش أنهم في الأخر والأول ولاد أخواتي يعني ولادي ، أنا عايزهم يشيلوا مسؤولية مش ادمرهم واخليهم يحبطوا ، عايزهم ينجحوا في شغلهم ويحبوا الشغل ولو وقعت مايضيعوش من بعدي ، الأب بيعاقب بإيد وبيسند بالأيد التانية...
قال الطرف الأخر:- عندك حق ، أنا أول مرة أشوفهم متجمعين كده وبيشتغلوا ، دول حتى سكنوا في حارة !!
ابتسم وجيه رغما بعدما اندهش بعض الشيء وقال:-
_ كده تمام..كل شيء ماشي صح..بعد ما تمر السنة هيعرفوا قيمة القصر والشركة والشغل...هيرجعولي زي ما أنا عايزهم وساعتها ايديا هتكون مفتوحالهم..خلي عينك عليهم ولو في أي حاجة اتصل بيا فوراً..
الطرف الآخر:- تمام...
انتهى الأتصال ووضع وجيه سماعة الهاتف مع شوق آخر سرى بقلبه لصغاره...نعم صغاره وسيظلون هكذا بعيناه...وكأن قدره أن يفقد أحبائه!!
                                   ******
بالمساء...
وعقب إنتهاء العشاء..جلس الفتيات الأربعة أمام التلفاز...كل واحدة منهنّ شاردة بخاطرها...فقالت حميدة بابتسامة :-
_ هو اللي بيغير ده يا عيال بيبقى شكله ايه؟
تمددت سما على الأرض ووضعت ساقا على ساق وقالت بسرحان وابتسامة بلهاء :- بيزعق..بيشخط فيكي كده..ويرجع يصالحك..الغيرة تحسي كده أنها بطعم الشطة
قالت جميلة بحيرة:- طب واللي بيحب..بيبقى شكله ايه؟
أجابت سما وهي تهز قدميها بأندماج :- متشحتف..متشحتف دايمًا على اللي بيحبه..رايح بيسأل علـيه ،جاي بيسأل علـيه..
نظرت رضوى لهنّ بتعجب وقالت:- مالكم سرحانين كده؟!
ضربتها سما بمرح بقدميها على ساقها وقالت:- انتي خنفسه يابت ، الا عمرك ما حبيتي كده ولا سرحتي جاتك القرف ، اللي جوه ده مش قلب دي طاسة زيت سمك
رضوى بسخرية :- ليه هو أنا هبلة زيكوا ؟! انا ممكن اعجب بحد آه لكن الحب ده مشواره طويل معايا ، أنا نفسي احقق احلامي الأول ،مش عايزة الاقي نفسي فجأة في بيت بين واحد وعيال وطبيخ وغسيل ومسح!! انتوا تفكيركم عادي انما أنا غيركم...
سما بمكر:- يعني بذمتك مافيش حاجة كده ؟!
اجابت رضوى بصدق :- تقصدي رعد يعني؟! بصراحة مش هنكر أن فيه كتير من مواصفات فتى احلامى بس مقدرش اقول أني حبيته !! أنا مش بحب بسرعة كده زيكوا ، حتى لو عاجبني بس برضو مش حب..
اعتدلت سما وهافت بالفتيات :- أنا مش هلبس البتاعة المعفنة اللي اسمها النضارة دي تاني ، مش هروح بيها الشغل
حميدة بحيرة :- مديالكم شكل جد ، أخاف لو رجعتوا لطبيعتكم يطمعوا فيكوا ، بالنسبالي والله لو قلبت رقاصة يوسف مش بيشوف غير الأكل وهو اصلا زي الاطفال مافيش خوف منه..
قالت سما ساخرة:- بالعكس يا غبية ، تعرفي رغم أنك بتشتغلي معاه اكتر من سنة بس لسه مافيهمتهوش صح ، أنتي اللي عودتيه على شكلك ده ، أنتي اللي حسستيه من البداية أنه بيتعامل مع راجل..
لوت حميدة شفتيها بضيق وقالت:- كنت أعمل ايه يعني؟!
قالت رضوى :- أول حاجة تعمليها تقلعي قعر الكوباية دي ، في اختراع اسمه عدسات
قالت جميلة بدهشة:- يعني تلبس ضيق وتبقى متبرجة عشان تعجبه؟!
اجابت سما بغيظ:- هو أنا بقولها انحرفي ؟! لكن مافيش عقل يقول أننا نخلي مظهرنا بالمنظر الزفت ده؟! اظن جميلة هتشيل النضارة في خطوبتها ولو لبستها بعد كده هيبقى شكلها غريب وبصراحة بقى انا عيني بقت بتوجعني منها وحاسة أن نظري هيضعف بجد
قالت رضوى بقوة:- بقولكم ايه ، أنا شايفة أن كل واحدة ترجع لطبيعتها ، مش حلو اننا نوحش نفسنا ، احنا بس هنرجع لطبيعتنا العادية ، بنات عادية...
قالت سما بموافقة:- ايوة ، ده اللي بقوله
صمتت جميلة بشرود بينما قالت حميدة :- خلاص ماشي ، بس الاحسن ننفذ الكلام ده بعد خطوبة جميلة..
سما بتصريح:- أنا مش ههحضر الخطوية وانا لابسة النضارة
وافقتها رضوى:- وانا كمان زهقت منها ، كفاية كده
قالت جميلة بتفهم :- كلنا هنرجع لطبيعتنا يوم خطوبتي...
هزت حميدة رأسها بموافقة ولم تجد مر من الأنصياع...
                                  *******
**بمنزل الشباب**
ظل يوسف ناظرا للتلفاز الذي يقدم برنامج إعداد طعام...قال بابتسامة:- الأكل شكله يفتح النفس..
بينما باقي الشباب جالسين بإرياحية على المقاعد القديمة بالمنزل...نهض رعد بعدما انتشل نفسه من موجة شرود عالية وهتف بالشباب:- أنا عايز أعرف دلوقتي حالا..يعني ايه حب؟!
أشار له يوسف وأجاب بتنهيدة وهو يأكل قطعة من الخبز:-
اممممم...الحب...الحب يعني تجوعوا في نفس الوقت ، وتحبوا نفس الأكل ،وتصحيك بليل وتسألك..اتعشيت ياروحي؟ الحب فيه حاجة من الطبيخ..
اغتاظ رعد من اجابة يوسف وهتف:- أنت ما تتكلمش خالص...كل كلامك بحسه بالكاتشب الحامض
تذمر يوسف وعاد انتباهه للتلفاز بابتسامته ، قال آسر بسخرية:- هو في حاجة اسمها حب أصلا؟! انت بتسأل اسئلة غريبة!!
زم رعد شفتيه بغيظ ثم قال:- هتفضل تفكر كده لحد ما تعجز وتلاقي نفسك لوحدك يا عقد!!
أجاب آسر بحدة:- الجواز شيء والحب شيء...حتى لو في حب ،أنا مش هتجوز واحدة بحبها..
ترك بعض الأوراق من يده بعصبية ودلف لغرفته...ابتسم جاسر لنظرة رعد المتوجهة اليه وقال بمكر:- انا لو جاوبت وشك هيحمر..بلاش أنا
ابتسم رعد وقال:- كنت عارف أن دي هتكون اجابتك يا سافل ، عموماً خلاص..
                                  *****
وقفت للي بشرفة منزلها تتنهد بشعور ممزوج بين الشوق والحزن والعتاب...انتبهت لهاتفها ويبدو انه رقم دولي فأجابت :- الو؟
قالت سها بصوت هادئ:- حمد الله على سلامتك يا للي ، مرضيتش اتصل بيكي امبارح عشان السفر وكده
قالت للي وقد اعادها صوت سها ذكريات ما حدث وأجابت:- الله يسلمك يا سها..انا كويسة الحمد لله..
قالت سها :- ربنا خادلك حقك ، شلة الفساد اللي كنتي تعرفيهم عرفت أنهم وصلوا فرنسا أصلا بطريقة غير شرعية واتمسكوا وبيتحقق معاهم ، انا مش راضية اتواصل معاهم عشان ما يجبوليش مشاكل بس عرفت من صديق هنا بالصدفة ولسه الزفت حسام بيتحقق معاهم والدنيا مقلوبة عليه هنا..
للي بدهشة:- طب أزاي وجيه يعمل كده ؟! مش معقول يسيبهم بعد ما جابهم لفرنسا؟!
اجابت سها بهدوء:- اللي يخليه يجيبهم مخصوص عشان يعملك فخ ، يخليه يسيبهم برضو ولا كأنه يعرفهم وماتنسيش أنهم اشتركوا معاكي في المقلب الأولاني يعني الانتقام مش منك أنتي لوحدك..
شعرت للي بالسخف من كل شيء فقالت:- سها ...ما تفتحيش الموضوع ده تاني لو سمحتي ، وياريت لو قدامك حل للبنات عشان يرجعوا اعمليه فورا...ربنا يهديهم
قالت سها بصدق:- أنا كلمت فعلا حد واثقة فيه عشان يساعدهم ، لكن هفضل بعيد عنهم انا مش عايزة مشاكل...
قالت للي بتفهم :- كده تمام..
                                     *******
مر الأسبوع...بشكل بطيء على جميلة ، مثلما مرت الأيام السابقة لم يكن ثمة تجديد...ورغم شعورها بالخوف الا أنها اشتاقت لرؤيته ، وتعجبت لما لم يحاول رؤيتها بعد آخر مقابلة؟! هل هو غاضب، يأس ، أم ندم؟!
بيوم الخطوبة .....
تجمع الفتيات حولها بغرفة حميدة بمنزل والدها سمعه لتقل سما وهي تنظر لوجه جميلة بمساحيق تجميل غير متجانسة الألوان:-
_ ايه النيلة ده !!
اغتاظت جميلة منها وأجابت:- ماهو حلو اهو؟!
حميدة وهي تتفحص وجه جميلة :- هو مش وحش ، ومش حلو
هتفت رضوى وقالت:- وشك مجير ، الكحل مالوش عشرين لازمة وقديم وسايح ، وبعدين ده لون روچ بذمتك ؟!
قالت جميلة وهي تنظر للمرآة بضيق:- ياريتني جبت حد زوقني
هتفت حميدة بغيظ:- ما انا اتحايلت على عليكي وانتي لا لا لا
جلست سما بحدة:- طب هنعمل ايه؟! ده الناس برا وكلها شوية والمفروض جاسر وولاد عمه يجوا ، مش هنحلق نجيب حد دلوقتي !! والمفروض احنا كمان نتنيل نتزوق...اقووول عليكي اايه يا جميلة..
اطرق سقراط باب الغرفة فذهبت رضوى لتفتح الباب حتى دلف لخطوة واحدة بالداخل وقال:- كويس أني لحقتكوا قبل ما تطلعوا ، استنوا هعرفكم على بونبوناية الحارة..ادخلي يا للي
دلفت للي برداء سهرة فضي اللون وبكامل اناقتها ، شهق الفتيات من الفتاة التي يبدو وكأنها خرجت من أحد اساطير قصور الأميرات الفاتنات...تعجبت للي من نظراتهن وقالت بابتسامة ونظرة يشوبها الحيرة:- الف مبروك
                                  *********
حد باصصلي في الحلقة دي والله 😭😂 نمت وصحيت من ساعة 😡 ده الجزء الأول من الحلقة ولسه في الجزء التاني وهيكون أطول من ده مرتين 😊❤
تفتكروا بقى للي هتباركلهم وبس ولا هتعمل ايه؟

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن