# إمبراطورية_الرجال
# الفصل_الثاني_والعشروناستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ظل لوهلة شارداً بالفراغ أمامـه...نظرته منتصرة...خطة محكمة....وفخا سقطت به....
كان دائمًا ماهر في القاء حجر النرد على جسد اللعبة ويتركها غارقة بالفكر.... لا تفكر في ربح الجولة مثلما تريد مجابهة هذا الغرور والتحدي الشرس المتلمع بعينيه الحادة....
انتظرت السكرتيرة اجابة وجيه حتى قال بهدوء غامض:-
« دخليها بعد ربع ساعة »
رفعت السكرتيرة حاجبها باستغراب...إذ كان لا يرفض مقابلتها فلماذا يأخرها وهو الذي يُعرف عنه شدة احترامه لوقته وللآخرين أيضاً...
خرجت السكرتيرة من مكتبه دون نقاش فعملها يقتصر على الموافقة فقط وليس إبداء الرأي....
****
جلست "للي" على مقعد بسيماء وجه غاضبة وكان مقعدها يواجه مكتب السكرتيرة بعدما أخبرتها بالانتظار...وشيء بداخلها يحمد تلك الدقائق التي ستجعلها تستجمع قوتها حتى تستطع مواجهته....
وشيء ثائر من الألم ضائق لتأجيل مقابلته فيبدو أنه لا يتلهف لرؤيتها مثلما تشعر هي وحتى لو انكرت ذلك....
بينما وجيه لم يظل قلبه على هدوئه منذ أن علم بوجودها هنا....بمملكته!!
هذه الدقائق ليست فقط كي يشعرها بأقلتيها بينما ليحاول بث قلبه بالكراهية بدلا من العشق كي يستطع تحديها والانتقام منها....
اغمض عينيه بقوة وصرخ صوت الكبرياء بقلبه واعترض على تمايل القلب على نغم اوتار العشق والشوق إليها....
مرت الدقائق.... أشارت السكرتيرة ل "للي" كي تدخل لموعدها مع مالك الشركة.....
استاءت للي من نفسها، ولمجيئها، ولقلبها الذي وكأنه يقفز فرحاً لرؤيته.....بللت شفتيها بأطراف لسانها بخفة ثم ابتلعت ريقها بتوتر حاد وهي تمضي باتجاه المكتب...بدت الخطوات سريعة وبطيئة!! وبدا وجودها هنا ك درب من الجنون....
ترددت وهي تلمس مقبض الباب مائة مرة قبل أن تفتح وتلقي مصيرها بين يد هذا الرجل القاسي....
ضيق عيناه لدى دخولها وهو يقف أمام مكتبه طويلاً بهيبته المعتادة التي تشعل هالته بالسيطرة والتحكم.....
وكأن الأيام التي تمضي علي عمره تضع سحرها بعيناه...لم يكن اسوء من أن تراه يقف هكذا....عزمت أن تظهر له فيض من القسوة ولكن يعرف كيف يصوب ضربة ناجحة بكل دفعاتها...
وقفت للحظة تتطلع بعيناه بإرتباك هائل...أطرفت عينيه وغطت أهدابه القاتمة الطويلة ما يلتمع خلفهما وما تعكسانه من افكار خبيثة ماكرة....
ابتسم وجيه بسخرية وقال :-
_كنت عارف أنك هتجيلي قريب...فهمتي الرسالة بذكاء !!
توجهت للي إليه بشيء من الكبرياء قد استمدته من قساوته وسخريته اللاذعة...أجابت وحاولت أن تجابهه في السخرية :-
_ فهمت وجيتلك يا وجيه ، مش ده اللي أنت عايزه ؟!
اتممت جملتها وهي تقف أمامه متحدية بعينان اخفت فيهما أي الم ولو مؤقتاً....تهكمت نبرته وقال بحدة :-
_ لو اللي أنا عايزه مجرد وجودك فأنتي عارفة أنك بالنسبالي ولا شيء ، لكن لما تفكري تقربي لحد يخصني تبقي قضيتي على نفسك....ضعف وغباء منك لما تفكري تنتقمي مني تقومي تستخدمي ولاد اخواتي ، كان اشرفلك تتحديني وتحاربيني بدل الاساليب الرخيصة دي !!
صدمت من حديثه ومن التعابير الهازئة التي تملأ عيناه.....كيف له بكل ذلك الجبروت الذي يتحدث به ؟! وكأنها ألد اعدائه !!
أجابت بعصبية وصوتٍ عالِ :-
_ الأساليب الرخيصة مش أنا اللي بستخدمها...فكر مين اللي استخدم اسلوب رخيص ورخص نفسه معاه...
اقترب لها بنظرات أعين مشتعلة غضب وقال بتحذير:-
_ لعلمك...أنا عندي اساليب تانية كتير تخليكي ما تناميش الليل ، لو ناوية تكملي في اللعبة الغبية بتاعتك وتتحديني يبقى حكمتي على نفسك حكم أنتي مش اده...
هتفت للي بغضب :-
_ أنت ايه ؟!! ولعبة ايه اللي بتتكلم عنها ؟! أن كنت جيتلك النهاردة فعشان فهمت من كلام البنات قصدك ولأنك عارف أن الكلام هيوصلني ، الكلام وصلني مش لأني متفقة معاهم ، لأني اتعرفت عليهم من ايام قليلة وحبيتهم واعتبرتهم أخواتي ، انا لسه عارفة أنك عم جاسر ويوسف امبارح بليل...
ضيق وجيه عيناه باستهزاء لتتابع للي بعصبية :-
_ عارفة أنك مش هتصدقني لكن هي دي الحقيقة ، لو كنت رافض جوازاتهم عشان يعرفوني فأنا هبعد عنهم للأبد ، ليه بتحملهم حاجة مالهمش ذنب فيها ؟!!
أجاب وجيه بقوة وهو ينظر لعيناها بغموض :-
عايز اوجعك...أنا مبسوط بالدموع المحبوسة اللي في عنيكي دي ، وأي شيء يوجعك هعمله....
جرت دمعة من عيناها بنيران قلب تتقد مع كل نظرة ساخرة محتقرة من عيناه....حتى قال بقسوة وشراسة:-
_ أنا بحتقرك يا للي ، يمكن مكرهتش في حياتي حد ادك...نظرتي ليكي مش اقل من نظرتي لأي عاهرة ممكن تعمل أي حاجة عشان توصل لهدفها...
لم تستطع لجم غضب أكثر من ذلك فرفعت يدها لتصفعه حتى سبقها ولوى معصمها اسفل ظهرها ووجه على مقربة من وجهها ، قال بسخرية :-
_ لو فكرتي تعمليها تاني وترفعي ايدك يبقى حكمتي على نفسك حكم قاسي أوي مش هتقدري عليه...
التوت وهي تحاول الابتعاد عنه حتى نظر لعيناه القريبة منه وكم تمنى لو كانت زوجته الآن ليشفي شوقه المحموم إليها وقال بنظرة تلتمع بشيء مجهول :-
_ انا موافق اني اسلملهم ميراثهم حتى لو اتجوزوا البنات بس بشرط
ابتعدت للي وهي تبكي وتتفحص معصمها بألم...قال وجيه بغموض ولم ينتظر استفسارها :- تتجوزيني
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...