الفصل الثامن و العشرون

91.6K 3.8K 192
                                    

# إمبراطورية_الرجال
#الفصل_الثامن_والعشرون
استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

قالتها وهي تنتفض وتضمه أكثر....تصرفها عفوي ولكنه أثاره واضعفه...ورق قلبه لبكائها...ضمها بقوة....تقريبًا كان سيخنق ضلوعها بين ذراعيه...حتى هدأ بكائها قليلًا...فابتسم
تابعت بتصميم وفجأة اشتد بكائها :-
_ ماتسبنيش أنا ماليش غيرك...
دفن رأسه بعنقها قائلا بعشق :- انا جانبك
صوته كأن أكثر دفئا وارباكا من أن تظل تبكي أو تتجاهل ...ابتعدت لترى نظرته...كانت نظرته مثلما تمنتها...أبت يديه أن تبتعد حتى جذبها إليه مرة أخرى...كان صوت دقات قلبها يكاد يكون مسموع وهو يقترب إليها..اقتحم الخطوة الفاصلة لأنفاسها...ولصوتها ، ولطرفات عينيها المرتبكة...
انتفض نبضها بقلب يقسم أنه يعشق هذا الرجل...لمسة يديه على ذراعيها تقل أنه لا يريد القسوة...انما يتوق للحب...يشتاق إليه مثلما تشتاق الروح للحياة... بعد دقائق
ابتعد خطوة صغيرة فقط حتى تستطع هي أخذ انفاسها المتلاحقة بقوة...دب فيه العشق وأعلنت عينيه ما يُخفيه....بينما صوته كي يصمت ولا يصرخ ويقل لها..أحبك بجنون...
لمس جبينه جبينها في توتر الأنفاس....قال بهمس وصوته بدا متهدج :- كان عندك حق لما قولتي أني مش هعرف أقسى عليكي...أنا فعلًا مش هعرف أقسى...مش هعرف اتظاهر بشيء مش جوايا...أنا عارف أنك مريتي بتجربة صعبة...اثرت في نفسيتك...ونص طريق الوصول ليكي أن أعترف أني ما اتجوزتكيش انتقام...
تبددت دفعاتها ، تسللت ابتسامة امتزجت مع دموعها ونبضها المرتجف...كيف تبتعد عنه بعد تصريحه هذا ؟! كانت تريد كلمة أحبك فأعطى لها ماهو أجمل...الآمان والطمأنينة..
قالت بصوت مرتعش :- طب اتجوزتني ليه ؟
طافت نظرته بحنان على عينيها ثم رفع أناملها لشفتيه بقبلة رقيقة....حتى ذهبت نظرته لعينيها مجددًا....قبّل جبينها بحنان ثم تنهد بكل ما يحمله قلبه من ميل إليها...قال بدفء هامسا بأذنيها :-
_ عشان لو مابتعرفيش تحبي....اعلمك
تسلل صوته الرخيم إلى أذنيها برجفة طافت جسدها بأكمله...وكأن المطر ينزلق عليها وجعلها ترتعد من البرد...ولكنه الآن دفء...رفعت نظرتها حتى عيناه...ظل ابتسامة مرت على شفتيها مع نظرة عتاب...تابع مبتسما :-
_بحب نظرة الشقاوة اللي بتبان في عنيكي لما بتضحكي...مابحبش الحزن اللي بيظهر وانتي بتبكي...
تدرجت ابتسامتها رويداً وهي تنظر له...لم تهرب بنظرتها بل أرادت أن تشبع قلبها من لمعات عينيه الحنونة...ليتابع بمكر :- كنت عارف من أول ما شوفتك أنك شقية...
علت وجنتها حمرة شديدة من الخجل ثم تساءلت بقلق :-
_ يعني مصدقني؟ مش هتسيبني ؟
صمت وقد تبدلت نظرته لشيء من الغموض...كيف يخبرها أنه يتمسك بقربها أكثر من أي شيء بحياته...قلبه يصدق أنها بريئة...رجفتها منذ قليل وكأن لم يمسسها رجل من قبل !! لا يمكن التظاهر لهذه الدرجة !! انما العقل كالقانون...يعترف بالأدلة فقط...لم يستطع اختراق ذلك الحاجز بين قلبه وعقله...ولكن شعوره يميل إلى صدقها...
أجاب بصدق :- أنا اعتبرت نفسي ضيف في حياتك....اقامتي معاكي متوقفة على قرارك أنتي...أول خطوة كانت ليا...بس الخطوة التانية لينا احنا الاتنين...
شدد يديه على خصرها وهمس بقرب عينيها قائلا :-
_ قربي خطوة وهقرب عشرة...
كان سيذهب مرة أخرى لثغرها حتى ارتفع صوت هاتفه...ابتعد وجيه بنظرات متسلية من الاحمرار الهائل على وجنتيها ونظر للهاتف بغموض...تبدلت نظرته للجدية فاستدار ليأخذ هاتفها من على شرشف الفراش بعدما تركته قبل أن تركض إليه...قال :-
_ هاخد تليفونك محتاج منه حاجة وهرجعهولك...
قالت بلهفة :- رايح فين ؟!
تسللت بسمة ماكرة على شفتيه وقال :- معايا اتصال مهم وضروري...ممكن اتأخر..
استدار واتسعت ابتسامته بخفاء من رؤية الغيظ بعينيها...
خرج من الغرفة بهدوء وتركها وحدها....ضيقت عينيها بغيظ...كانت تتمنع وهو الملتهف !! ماكر هذا الرجل وخطير !! فقد تبدلت الأدوار ولم يذهب إلا بعدما أرضى كبريائه !!
ورغم ذلك...ابتسمت بالتدريج...يستحق أن يُعشق ، بلحظة وكأنه البركان وبلمسة بسيطة منها تحول لذلك العاشق من جديد...هل يوجد شك بعد الآن كي لا تتأكد أنه يعشقها ؟!!
نظرت للرداء المُلقى على الفراش بخبث...قالت :- مافيهاش حاجة لو جربته...جوزي حبيبي اللي جبهولي
ابتسمت ابتسامة واسعة لأثر جملتها على مسمعها وبدأت ترتدي الفستان ببطء..
                       *************
*بمكتب وجيه بالقصر**
اجرى وجيه اتصال على آخر اتصال بهاتفها ليأت الأتصال بصوت يخبره أنه خارج النطاق أو مغلق !!
وضع الهاتف من يده فقد توقع ذلك ثم اتصل على ضابط الشرطة الذي تعرف عليه بأحد الزيارات العائلية منذ سنوات...قال وجيه :-
_ وصلتني رسالتك على التليفون بس كنت سايق معرفتش أرد...
قال الضابط رأفت بجدية :-
_ اللي وصلتله أن ده فعلا حصل بس اللي عمل كده مش اسمه حسام ، ده واحد مش عربي اصلا...المعلومات اللي وصلتني في الأول كانت بتقول انه هو حسام بعد كده حصل حاجة غريبة وكل حاجة بعدت الشبه عنه  بشكل غامض!! 
ضيق وجيه عينيه بذهول وقال :- أنا شوفت حسام بنفسي في فرنسا ، شوفته أول يوم وصلت هناك...
اجاب الضابط رأفت :-
_ ده اللي مخليني شاكك...لو اللي شاكك فيه صح يبقى حسام بيشتغل لحساب مافيا كبيرة ، هما اللي يقدروا يهربوه ويحطوا واحد مكانه بسهولة...محدش غيرهم يقدر يعمل كده...تحرياتي بتقول أنه رجع بالفعل من فرنسا بس مختفي !!
نهض وجيه من مقعده بعصبية وهتف :- ده دليل أن في حاجة وراه ، لازم نلاقيه ماينفعش يفضل هربان كده !! ده بقى بيهددها بالتليفون كمان !!
قال الضابط رأفت بلطف :-
_ ما تقلقش ، انا حطيت مراقبة على بيتك لأن الموضوع أكبر من مجرد انتقام واحد من طليقته...لازم أعرف هو فين ولو وقع في ايدي هعرف اخليه يعترف بكل شيء....
زفر وجيه بغضب وهتف :- ولو وقع في ايدي همحيه من على وش الدنيـا
قال الضابط بتحذير:-
_ لأ...لازم تمسك أعصابك اكتر من كده ، أنا عارف أن الموضوع مش سهل بس موته مش هيفيدنا بحاجة بالعكس...هو لو يقدر يعمل حاجة اكتر من التهديد مكنش اختفى...سيبلي الموضوع ده وانا هخلصه ويستحسن نتقابل لأن الكلام مش نافع في التليفون...
وجيه بمحاولة ضبط النفس :- حدد الميعاد والمكان
صمت الضابط لدقيقتين ثم اجاب :- بعد بكرة ، نتقابل في شركتك أفضل بلاش البيت أو مكان مفتوح...هجيلك الساعة ٣العصر بأذن الله
وافق وجيه على الموعد وانتهى الأتصال....
لا زالت الأمور غير واضحة...ولا زال التخبط في الفكر قائم...ولكنه منذ أن دخلت حياته ومملكته بهذا القصر وقد تبدد غضبه منها...تعهد فقط أن يجعلها تحبه...شعر بذلك وهي بين ذراعيه للحظات...
رجفتها تقل أنها تشعر ، ينبض قلبها بشيء!
لحظات من أجمل لحظات حياته على الأطلاق...لولا لمعات الخوف بعينيها لكان نال ما تمناه ولكنها خائفة...حبيبته خائفة من كل شيء...اشياء تبدو معلومة وأشياء تبدو غامضة بخوفها !!
تساءل في نفسه...هل يصعد إليـها ويروي قلبه بالأماني أم يتمهل ؟!
أيهما أكثر آمان بالنسبة إليـها ؟! عيناها تفصح بأشياء متناقضة...الخوف واللهفة ، الحب والحذر ، التردد والثبات !! ماذا يفعل ؟

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن