الفصل الحادي و الخمسون ج١

79.2K 3.4K 115
                                    

#الفصل_الواحد_والخمسون ج1
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

تنهد بجانب اذنها قائلًا بقوة :-
_ ماتخيلتش للحظة أنك تبقي لغيري...أنتِ دخلتي حياتي عشان تكوني كل حياتي....أنا مجنون بيكِ.

ابتلعت ريقها بارتباك وتوتر من قربه ، وهمس نبرته فقالت وهي تبتعد :-
_ هي الشنط هتيجي على هنا ولا على فندق اسكندرية ؟
اتجهت حتى نافذة الغرفة المفتوحة...هربت من نظراته المتطلبة ، تعرف أن ما يريده حق حقه ولكنها غمرت بخجل شديد.....تطلع بها لدقيقة بصمت....ابتسم لحيائها وتفهم سبب هذا التوتر التي تعلنه عينيها ، ربما ما حدث منذ الأمس ضغط على أعصابها لتظهر قلقة لهذا الحد.....اقترب منها خطوة بعد خطوة.....اذدردت ريقها وتلمست أذنيها وقع خطواته المقتربة حتى وضع يديه على كتفيها برقة...قرب وجهه لجانب وجهها هامساً بصوتِ اربكها وقال :-
_ أول ما نوصل للفندق بكرة هتلبسي فستان الفرح تاني...كان حلو أوي عليكِ بس كان ناقصه ضحكتك يا حبيبتي.
اشرقت شفتيها بابتسامة مطمئنة ، هدأ اضطراب قلبها...رأف بهـا....كانت تريد بعض الوقت لتستوعب كل ما حدث خلال الساعات الآخيرة....ريثما أنها تشعر بإرهاق شديد...استدارت له ببطء حتى انتبهت لمرح بعينيه يخبرها أنه يقرأ افكارها حتى العمق....
يخبرها أنه يحب حتى بالأنتظار...تابع بابتسامة :-
_ كده مش هنحتفل بعيد جوازنا في تاريخه...هنأجله يوم...تعرفي يا سمكة أنا كنت بتغاظ منك لما بتهزري كتير
نظرت له ببعض الضيق وقالت بإعتراف :- عارفة أني كنت خفيفة ومش راسية ، الأيام اللي فاتت علمتني كتير
تطلع بعينيها بنظرة هادئة واستطرد :-
_ كنت خايف أنك تكوني مع كل اللي بتقابليه كده ، أنتِ اللي خلتيني أشك من البداية بس خلاص أنا مش عايز افتكر اللي فات....خلينا في اللي جاي
قالت بملامح عابسة :-
_ يعني دلوقتي مش عايزني اهزر معاك ؟!
ابتسم بنظرة ماكرة وأجاب :- لأ طبعاً في فرق....دلوقتي أنتِ مراتي ، يعني الفرفوشة واللمضة اللي جواكي تبقى معايا أنا وبس....اظن أنك جربتي غيرتي !
ابتسمت عندما لاحت الذكرى بخاطرها وقالت :- عمري ما هنسى
رفع يده اليمنى ومررها على رأسها بقبلة على الجبين ثم قال :-
_ اكيد لسه جعانة....الأكل شوية وهيوصل
هزت رأسها بموافقة....ثم قالت وهي تنظر لرأسه المجروح :-
_ لازم نروح لدكتور يشوفلك الجرح ده
مرر يده على رأسه وقال بلطف :- مش بينزف ما تقلقيش ، جرح سطحي ، هبقى اشوف الموضوع ده بكرة لما نروح اسكندرية ، المكان هنا باين مافيش دكتور قريب فيه...
انصاعت للأمر ولكن بتوتر وقلق...
                       **********

  **بشقة جاسر**
جلست جميلة أمام شاشة التلفاز تنتقل بين القنوات التلفزيونية حتى ظهر فيلم سينمائي بمشهد تتمايل فيه راقصة بملابسها الخليعة.....
ابتسم جاسر بتسلية ونظر لجهة أخرى حتى انتقلت جميلة سريعا لقناة أخرى بامتعاض......لاحظت ابتسامته فقالت بسخرية وغيظ :-
_ بتضحك على ايه ؟! عجباك أوي !!
اخفى ابتسامته الا قليلًا من المرح تمايل بعينيه وأجاب مستقبح بزيف :-
_ أنــا ؟!!!
هزت رأسها بغيظ :- آه أنت اومال أنا !
نفى بشدة رغم ضحكته التي كافح ليخفيها :- اوعي الشك يدق باب قلبك ياروحي....ده أنتِ متجوزة واحد نسمة....الأدب جاسر ، أو قلة الأدب مش متأكد
ظهرت ضحكته عالية فنهضت وهي تلوي فمها بنظرة لا مبالية وقصدت التمايل بعض الشيء في سيرها....
انتبه لخطواتها فضيق عينيه بابتسامة وقال بمرح :- جوجو ....بت يا جوجو ، أنتِ انحرفت ولا ايه ! طمني قلبي
استدارت وتظاهرت بعدم الاكتراث وأجابت :- نعم ! وبعدين ايه جوجو دي!
اقترب اليها بنظرة ماكرة وابتسامة واسعة تظهر نواياه :-
_ بدلعك ياحبي....طول ما أنتِ كده هقولك أشعار  ، الدلع لمستحقيه يا روحي...
قالت بغيظ :- يعني مكنتش استحقه ؟!!
قال بضحكة عالية :- ساعات وساعات
رفعت حاجبيها تعجباً فأضاف بخبث :-
_ فكي التكشيرة بقى بهزر معاكِ ، أنا اصلًا مش مصدق أن واحد كان منحرف وسافل وقليل الأدب زيي يتجوز واحدة محترمة ورقيقة....طول عمري حظي قمر...
اتسعت عينيها لعصبية من جملته فأدرك ما قاله وعلى عكس المفترض فقد ارتفعت ضحكته عاليًا حتى ابتعدت عنه واتجهت للغرفة بخطوات سريعة ونظرات غاضبة.....اسرع خلفها ولم يجعلها تغلق الباب بوجهه بل أغلق عليهما......
                                                    ********
في الصباح....
استيقظت سما بكسل شديد ورفعت رأسها ببطء لتجد أنها كانت تسند رأسها على صدره...يديه تُحيطها بأمان ورعاية....
طافت ابتسامة جميلة على ثغرها....هدوء واضح على محياه ولأول مرة تراه...
الاستقرار بين المحبين يضيء الأيام بالراحة.....يجعلنا بأنتظار الآت متشابكين الأيدِ....
اسندت معصمها على صدره وتلاه وجهها وظلت تنظر له للحظات ، كل نظرة وكأنها طاقة شوق تهتف بحاجتها لنظرة أخرى....حتى يقول القلب كفى...ولن يقول كفى !!
ابتسمت بمحبة تتمايل بمؤق عينيها ، وعلى شفتيها ، وودت لو تيقظه بمشاكستها ولكن رفق القلب به وتركه ليستريح....

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن