# الجزء_الثاني_من_الفصل_السادس_والثلاثون
# إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤هربت بعينيها حتى كررها جاسر برجاء فهزت رأسها بالايجاب ، هتف ببسمة واسعة :- اقسم بالله أنا بعشق أهلك واحد واحد..
تسحبت الابتسامة إلى شفتيها ببطء من أشراقة شفتيه بابتسامة واسعة بعدما كانت ذابلة حزينة...قالت وقد تحكمت بسعادة خفية طافت بعودتها إليـه :-
_ روح ارتاح زي ما قولتلك ، شكلك مرهق
تنهد براحة تامة..بسعادة مفرطة ، بلون زاهي للحياة أمام عينيه ، وأنها أصبحت تدعم ، وتمد يديها لعونه ، تخشى الفراق مثلها مثله...قال بابتسامة ونظرة تنبض بالعشق :-
_ انا كده ارتحت...الحمد لله
قالت بابتسامة :- للدرجادي وجودي مهم في حياتك ؟
لماذا دائمًا المرأة رغم أنها تعرف الأجابة تصر على السؤال ؟!
تصر أنها تعرف حقيقة هي على علم بها مسبقاً !!
ربما لأن الأهم من الأجابة هو الثبات عليها...ولأنها تختبر أن كان لا زال العهد باقِ أم تخلل الأنشقاق ؟
أجاب بصدق :- أنتي وجودك بقى بالنسبالي زي الهوا اللي بتنفسه ، بقيتي آخر أمل ليـا ، يمكن مش صح أننا نزرع كل أمانينا في شخص بنحبه ونخليه روح أي ضحكة وابتسامة بنحس بيها.....بس مين فينـا بيختار اتجاه دقات قلبه ؟! مين بيختار روحه ؟!
قلوبنا بتسلم للحبايب كل شيء حتى الآمان والخوف...انا من غيرك بحس أني خايف مش هنكر..
جميلة بارتباك وبسمة خفية :- خايف !!
اكد جاسر بنظرة عينيه قبل أن ينطقها :-
_ اكيد خايف ، أنا عايز أتوب ،وابقى محترم وكويس ، عايز لما اسمع كلمة الموت ما احسش أني مرعوب من كل حاجة غلط عملتها ، عايز ما اكرهش نفسي اكتر من كده...يمكن قبل ما أحبك حبيت فيكي الدنيـا اللي اتمنيتها في أشد لحظة ضعف مرت عليـا ، دايمـًا كنت بحس أني نفسي ابكي بس كنت بستضعف نفسي وأقول لأ اجمد...البكا مش للرجالة..
بس عرفت أن البكا وقت التوبة قوة ، قوة نفسي الاقيها..
انا بدور على نفسي من زمان أوي...رق قلبه إليـه ، تبدو نظرته صادقة ، ونبرته صادقة ، ودمعة جاهد كي يخفيها حتى هذا الجهاد يظهر بعينيه لا ريب فيه..
قالت برقة :- يبقى خليني ادور معاك على نفسك ، يمكن نلاقيها مين عارف !
اجاب مبتسما بمحبة:- لقيتها لما لقيتك ، كل اللي بطلبه منك تفضلي جانبي ، ماتسبنيش لشيطاني ، خليكي القوة اللي ما بتخلنيش انحني...
اشتد ارتباكها ثم تظاهرت بالثبات تحت نظرات عينيه الدافئة وقالت :- احنا كده هننسى الشغل !! ، ارتاح النهاردة وأنا هخلص الشغل بدالك ونبدأ من بكرة مع بعض..
صحح جاسر بنظرة عذبة:- لأ...هنبدأ من النهاردة مع بعض ، ولآخر عمري يا أحلى ما في عمري..
*****
**بمكتب رعد** بقلم رحاب إبراهيمكانت تتحاشى النظر إليـه بينما كان يرمقها بابتسامة واسعة بين الحين والآخر....
نهض من مكانـه حتى خطا إليـها وقال :-
_ عندي تصوير النهاردة وهمشي بعد ساعتين
رفعت رأسها إليـه بضيق فاتسعت ابتسامة بمكر واستطرد:-
_ زعلانة...باين عليكي زعلتي !!
هزت كتفيها بضيق والتوت شفتيها بمقت وقالت متظاهرة بالامبالاة :- وهزعل ليه يعني ؟! ده شغلك !!
سحب مقعد وجلس قبالتها ممددا ساقيه بثقة وقال :-
_ طب احلفي انك مش زعلانة اني همشي
اجابت بغيظ :- سيبني اشتغل !
ضحك بمرح ثم اضاف :- طب أنا مش هكدب عليكي ، انا فعلًا همشي بعد ساعتين بس مش عشان التصوير
ضيقت عينيه بتعجب وحيرة :- اومال عشان إيـه؟!
اجاب مترقبـًا رد فعلها :- برتب كل اللي هنحتاجه في الرحلة ، مش قدامي غير شهر
فغرت فاها !! فأشتدت تسلية عينيه ومكرها فقالت بذهول :- هنحتاجه !! تقصد أنت ومين ؟!
ظل صامتا لدقيقة وهو ينظر لها بابتسامة ماكرة ثم أجاب ببساطة :- أنا وأنتي طبعاً ، بجهزلك شوية حاجات كده على ذوقي متأكد انهم هيعجبوكي...بتحبي اللون الفيروزي ؟
اتسعت عين رضوى وارتجف جسدها فجأة حتى سقطت الملفات الورقية من يديها بالخطأ...هبت واقفة وهي ترتجف تقريبًا ولكنها تظاهرت بالضد وهتفت به بعصبية :-
_ وأنت كنت خدت موافقتي عشان تقول كده ؟! ده أنت لسه قايلي امبارح ؟!
نهض من مقعده بهدوء فقد توقع ثورتها ، وقف أمامها بابتسامة صادقة وقال :-
_ في حاجة جوايا بتقولي وبتأكدلي أنك موافقة بس خايفة ، خوفك ده على فكرة هيستمر ومش هتعرفي تاخدي قرار وهافضلي في الحيرة دي ما بين اللي انتي عايزاه وبين شيء أنا مش عارف اوصله...أنتي خايفة بس مش عارف أن كنتي خايفة مني أو خايفة من حاجة تانية..
ادمعت عينيها فجأة !! كرهت أن تكن أمامه عارية التفكير هكذا !! حتى قال برقة وصوت أقرب للهمس :-
_ رضوى ما تعيطيش...حيرتك مش هتعرفي تخرجي منها وانا مش هفضل واقف بتفرجي عليكي وأنتي كده ، انا نيتي كلها خير من ناحيتك ولو جوايا ولو ١٪ شر ليكي اتمنى ما تكونيش من نصيبي لأنك تستاهلي كل خير....
شوفت في عنيكي فرحة مدارية لما طلبت ايدك ، فرحة خايفة تنتهي !! أو خايفة تصدق نفسها !
كل حيرتك وراها خوف ، وقلق ، يبقى أنا هاخد الخطوة دي عنك كمان...
قالت بتردد وتلعثم وهي تتحاشى النظر اليه :-
_ خطوة ايه ؟!
همس بنبرة ماكرة :- هخطفك
نظرت اليه بصدمة حتى ابتسم بمكر وتابع :- هخطفك من خوفك ، ومن حياتك لعمري...هخطفك لسنتوريني
******
راقبها يوسف باهتمام حتى انتهت حميدة من العمل على الحاسوب...قال بتساءل :-
_ قريتي الأجندة ؟ اوعي تقولي أنك مش قريتي منها حاجة لسه ؟!
قالت بمراوغة كي تستفزه :- لسه
زم شفتيه بغيظ ثم نهض من مقعده لأريكة من الجلد الأسود المخصص للمكاتب وعلى بُعد عدة خطوات من مكتبها...اعلن غضبه وضيقه بهذه اللافته فتركته بابتسامة حتى تنهي الاوراق بيدها....
مر ما يقرب من خمسة عشر دقيقة قد انهت بهم كافة الأوراق ثم رفعت رأسها لتكتشف أنه سبح في غفوة والقى رأسه جانبـًا على المقعد...نهضت من مقعدها واقتربت إليه لتوقظه...شعرت ببعض الخجل وهي تقترب إليه ريثما أنه يملأ الاريكة بجسده الطويل....اقتربت خطوة واحدة ثم بدأت توقظه بهزة من يدها حتى فتح عينيه بعد قليل بابتسامة رقيقة ....تساءلت بضحكة :-
_ في حد بينام في الشغل كده يا كسول ؟!
فرد ذراعيه بكسل وقال :- معلش أصل فضلت سهران امبارح كتير مستني جاسر وآسر على ما وصلوا البيت متأخر...كنت قلقان عليهم..
قالت بمرح :- فكرت زعلان مني !
نهض وهو يبتسم وأجاب :- طب ما أنا زعلان منك !! حلمت بيكي وكنت زعلان ورغم أن انتي اللي غلطانة بس صالحتك ، حلم قمر
نظرت له بغيظ وفهمت ما يرمي اليه فعادت لمكتبها بتعابير جدية وقالت :- فوق كده عشان ورانا شغل كتير
قال يوسف بمكر :- شوفت ابتسامتك يا خبيثة !
اتسعت ابتسامتها رغما وقالت مجددا :-
_ والله أنت اللي طلعت خبيث وشكلي اتخميت فيك !!
يوسف بضحكة :- حظك بقى
******
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...