#الفصل_الخامس_والخمسون
#إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
بأحد القرى السياحية.....
كان مضى على مجيء يوسف وحميدة لهذا الفندق يومين لقضاء عطلة شهر العسل...انتبه يوسف صباحاً لطرق على الباب فتوجه إليه بخطوات واسعة حتى فتح الباب وظهر وجه أحد العمال من خدمة الغرف....قال العمال برسمية :-
_ صباح الخير...الفطار يا فندم
أخذ يوسف منه عربة المأكولات الخفيفة وتحدث معه قليلًا حتى غادر العامل.....اغلق يوسف الباب وجر العربة إلى الشرفة المطلة على البحر....نظر لغرفة النوم بابتسامة ثم توجه اليها....خرجت حميدة من الحمام بعدما اغتسلت قليلًا ووقفت تمشط شعرها أمام المرآة ورغم ذلك لا زالت عينيها تضم الكسل وتتحرك ببطء...دلف يوسف للغرفة وظل ينظر لها لبضع ثوانِ حتى لاحظته حميدة وقالت بابتسامة :-
_ بتبصلي كده ليه ؟
وضعت المشط من يدها حتى تفاجئت بيده التي تجذبها اليه في لهفة...تطلع بعينيها بعشق وهمس:-
_ مراتي وبموت فيها...بلاش ابصلها ؟ ولا تحبي ابص برا !
ابتسم بمشاكسة حتى لكمته على كتفه بغيظ وقالت بتحذير :-
_ تقدر ؟!
هز رأسه بنفي وأجاب بمحبة :- لأ ما أقدرش...مش هلاقي زيك تبقى غالية أوي كده...
ابتسمت تدريجيا ولا زالت تنظر له بقوة...ليهمس بأذنيها بشيء جعلها تبتسم ابتسامة خجولة ثم قالت بجدية :-
_ هنتفسح ولا هنفضل هنا !
صمت لدقيقة بإشارة التفكير ثم قال مقترحا :-
_ تحبي نروح سينما ، أو أي مكان تاني....ولا تسبيلي المهمة دي
أجابت مبتسمة بمرح :- سيبتلك المهمة دي ، أنا مجيتش هنا قبل كده ومعرفش اروح فين...
كاد أن يتحدث يوسف حتى ارتفع صوت هاتفه فنظرت حميدة بتعجب وتساءلت :- أنت فتحت تليفونك ؟!
تحرك يوسف اتجاه الطاولة واجاب عليها :- فتحته النهاردة...اتصلت كتير على آسر لكن تليفونه مقفول...فسيبت الفون مفتوح يمكن يتصل بيا..استني أشوف مين بيتصل...
أجاب يوسف بنبرة صوت جدية وبدأ يقطب جبينه قليلًا وهو يستمع للمتصل ثم قال :- هحاول اوصله
الطرف الآخر :- " جون مايك" دخل المستشفى فجأة وحالته الصحية ماتنفعش خالص يجي مصر...الحل البديل أن مستر وجيه يسافرله لأن ماينفعش الاوراق دي تتسلم لحد تاني وحتى ما ينفعش تتبعت على الأيميل لأن كده برضو هيكون ناقص مقابلة بقية العملاء في لندن...مستر وجيه محدش عارف هو فين بقاله يومين ومش عارفة أوصله والشغل كله واقف على رجوعه...
زفر يوسف بضيق وقلق ثم قال لسكرتيرة مكتب عمه :-
_ اكيد في سبب ورا اختفائه ، لو ما وصلش هسافر أنا يا نيرمين ....مع السلامة..
اغلق يوسف الأتصال فاقتربت له حميدة بتساؤل :-
_ في ايه يا يوسف ؟!
تبدلت ملامح يوسف من الهدوء للقلق الواضح واجاب :-
_ عمي وجيه اختفى ومحدش عارف هو فين وفي سفرية شغل ولازم يسافر...مش مهم السفرية...المهم يكون هو بخير...
توتر نظرة حميدة وقالت :- طب اتصل بالقصر وشوف هو فين !!
هز يوسف رأسه بموافقة وقال وهو يجري اتصال بالخط الأرضي الخاص بالقصر :- هعمل كده فعلا ...
أجاب أحد الخدم بالقصر وتحدث معه يوسف لعشر دقائق ثم انتهى الاتصال....ازداد القلق داخله وقال :- كده الامر مش طبيعي...مرات عمي مشيت الأول وبعدها هو اختفى وغالبا راحلها ...بس ليه ما رجعش !!
حميدة بخوف :- ربنا يستر
نظر يوسف للهاتف للحظة وتذكر شيء....قال :-
_ في رقم خاص بينا انا وولاد عمامي وعمي وجيه...بس الرقم ده نادرا أوي لما عمي بيفتحه ،هتصل بيه يمكن يكون شغله...
بحث يوسف عن الرقم للحظات حتى وجده بقائمة هاتفه...اجرى اتصال عليه وتمنى أن يكن خط الاتصال متاح....حين وجده يعطي الخدمة تنفس بأمل حتى أجاب وجيه بعد قليل ويبدو أن بالسيارة من صوت الهواء والسيارات حوله....قال وجيه :-
_ ايوة يا يوسف معاك
قال يوسف بلهفة :- أنت بخير يا عمي ؟ طمني عليك
رد وجيه بهدوء :- أه بخير الحمد لله....ما تقلقش
قال يوسف بتوضيح :- طب الحمد لله...سكرتيرتك اتصلت بيا وقالتلي أن جون مايك في ازمة صحية ومش هينفع يجي مصر...لازم أنت تروحله بنفسك وتجتمع مع بقية العملاء للعقود..
اطرق وجيه على عجلة القيادة بعصبية وقال :-
_ مش وقته خالص !! مش هينفع أسافر نهائي...
يوسف بقلق :- أنا مش فاهم حاجة...انت قلقتني عليك
شرح وجيه الأمر كاملا واستغرق منه الأمر قرابة النصف ساعة....ليقل يوسف بغضب :-
_ راشد صبري !! اللي طول الوقت بيتكلم عن النزاهة طلع مجرم !!
وجيه بسخرية :- ما تستغربش ، أنا شوفت من عينته كتير شيء مش جديد....المهم دلوقتي انا ماينفعش اسيب لِلي ، وماينفعش أسافر....حاول تتواصل مع جون يا يوسف وتتكلم معاه...
يوسف :- ماينفعش اتواصل معه تليفون لأن جون صديق وعميل لشراكتنا بقاله سنين وكون أنه مريض هيبقى شكلها وحش لو اتصلت بيه واجلت المشروع...بص يا عمي أنا هسافر بنفسي على ما أنت تحل مشكلتك...
وجيه بأسف :- أنت في شهر العسل يا يوسف ! هينفع تسافر؟...انا مرضيتش أقولك كده...
تفهم يوسف الأمر وقال :- لا مافيش مشكلة....كام يوم وهرجع...ماينفعش حد غيرنا يسافر لجون....خلي بالك من نفسك يا عمي وما تقفلش الخط ده عشان أقدر اوصلك واطمن عليك..
قال وجيه بمحبة :- ربنا ما يحرمنيش منك يا يوسف...توصل بالسلامة بأذن الله..هكون على اتصال معاك لحد ما توصل تاني....
تحدث يوسف قليلا ثم انتهى الاتصال.....تنهد ببعض الراحة ليجد حميدة تنظر له بصمت....تطلع بها بنظرة اعتذار وقال :-
_ أسف يا حبيبتي لكن...
قاطعته حميدة بوجه لا تعابير له وقالت :-
_ يلا يا يوسف عشان نفطر..
تحركت من أمامه فجذبها من رسغ يدها وضمها بحنان قائلا بأسف :-
_ من حقك تزعلي بس لو عرفتي اللي حصل هتعذريني...
قالت بضيق :- مش عايزة ادخل في مشاكلكم وابقى حشرية...كفاية أني اطمنت لما عمك رد عليك وانه بخير هو وللي...لكن أنت ببساطة اقترحت أنك تسافر وكأنك زهقت مني ! لو زهقت قول..
التمعت عينيها بدموع فقبّل جبينها بعشق قائلا بابتسامة هامسا :-
_ أنا زهقت !! ده لو بإيدي أعيش جانبك العمر كله ما اتحركش...لكن الحياة مش كده يا حميدة...والسفر جه غصب عني وعمي ماينفعش يسافر دلوقتي....أسبوع بالكتير وهرجع...غير كده انا مش قايم مسافر بكرة !! ده لسه التذاكر واستعدادات السفر...
نظرت له بألم وقالت :- خدني معاك وهكون مبسوطة...مش هعمل صوت خالص ومش هتحس بيا...آه والله
ابتسم وهو يقربها اليه وقال :- لو الباسبور بتاعك كان جاهز مكنتش هستنى لما تقولي كده بس للأسف معندكيش باسبور اصلًا....وبعدين بقى فكي التكشيرة دي ونفرح لنا يومين قبل ما اسافر واشبع منك...أنا بحبك اكبر من قلبي يا حميدة....ماتنسيش ده...خليكِ فاكرة أنك كنتِ دايمـًا احلى ما في عمري...
ابتلعت ريقها بوخزة خوف وقالت بنظرة قلقة :-
_ بتقول كده ليه يا يوسف ؟!
همس بأذنها بمكر :- بصالحك...
طفرت دمعة من عينيها وتعلقت ذراعيها برقبته بضمة قوية... دقة قلب تسارعت بخوف اجتاح سكناتها وبقاعها المطمئنة...
***********
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Roman d'amourاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...