الفصل العشرون ج٢

93.3K 3.6K 128
                                    

#إمبراطورية_الرجال
# الجزء_الثاني_من_الفصل_العشرين

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

قالها بشراسة :- تتجوزيني ؟
تجمدت وهي تنظر له...ماذا قال ؟! ايعني ما يقوله ؟! فلا شيء يجعله يقل ذلك سوى....
نفضت افكارها فربما سمعت خطأ ، لربما تحدثت أمانيها بالقلب فأخطأت...نظرتها له مشتته ، مرتبكة ، حائرة...تخبره أن ينطق مجددًا ، أن يقل ما تشككت به...أو أرادت التأكد أولًا....كل شيء وكأنه توقف أمام عيناها إلا قلبها !! فقد لهثت خفقاته من الركض...بينما هو يرتجف من الفقد...فقد شعور يعرف أنه لم يمر على قلبه مرة أخرى...كان الجميع حوله...وكانت وحدها له الجميع....
أخذت أرق بقاع القلب حياة...أخذت بقعة خاصة لا يُختص بها سوى الأم...فأعطاها هذا الحيز دون أن تدري لتصبح هي كل شيء...
نظر لصمتها بوجوم...ظن أنها تفاجئت فصمتت ، وأن تيهتها هذه حيرة من الإجابة...بعض الإجابات تعطي الحياة أو الموت...فلو كانت تشعر لما احتارت...ليتها اعطت حتى لو إشارة ولكنها لم تفعل !! هكذا قال عقله !!
ابتلع ريقه بتوتر وندم للحظة أنه قال ذلك ، فإن رفضت فسينتهي بينهما ذلك الرباط المتخفي بالصداقة....كرر سؤاله ولكن نظرته مترجية وقلقة:-
_ تتجوزيني يا حميدة ؟ مش بتردي ليـه؟!! للدرجادي الإجابة صعبة!!
اسدل قلبه خفقاته بألم...إلى متى يظل الحب حبًا بعد الرفض ؟ راقب صمتها بحيرة وخوف بينما كان صمتها عظيم من الصدمة...
لم تتحرك عيناها بل ظلت على جمودها...تحاول استيعاب ما سمعته مرة أخرى....كررها !! فقد حررها من ذلك القيد حتى تصبح له للأبد...وكأنها فتحت صندوق الأماني...وانتقت منه اغلاها...
تحرك يا قلب واجعلها تنطق ، فيبدو على عيناه أنه يخبأ ما ظنته حلما بعيد....وظنت أن قلبه كالبلاد البعيدة بينما كان دائمًا الوطن دون أن تدري !!
واكتفت بحلمًا حن به صوته بينما القدر يخبأ ما هو أكثر من الأحلام...
واشاح الأوهام ليقل لها هو يحبك يا فتاة....دائمًا
كانت تجلس على المقعد بينما ثقل جسدها بعد الأغماء جعل المقعد يميل بها وآل الى السقوط جانبًا...
نهض بعصبية يكتم الألم داخله من عدم إجابتها حتى صدم برؤيتها هكذا فركض اليها خائفا....
      **مرت دقائق**
أشرقت عيناها...من حلماً لحلم يا قلب ابتسم...أول شيء طل امامها هو وجهه ذو النظرات الخائفة ، كطفل فقد يد أمه وسط الزحام ، يدفئها هذا الشعور الذي بثه فيها...أنها الملجأ...
لم تكن على مقعدها بل على أريكة تبعد عدة خطوات من مكتبها ،وهذا يدل أنه حملها !!
ابتلعت ريقها بخجل وهي ترتجف وتعتدل حتى قال بلهفة وقلق :-
_ خضتيني عليكي ياحميدة ، انا عقلي وقف لما شوفتك بتوقعي
ابتسمت ببطء مع تلألأ دمعة بعيناها ، هذا كثير على قلبها حقاً ، أن يحدث كله هذا دفاعاً !! قال يوسف بحزن وهو يعطيها كوب ماء :-
_ كنت مستني اجابتك ، بس
قالت حميدة بقوة ودموع :- بس ايه ؟!!
كأن احدًا سرق النبض منها ...قالت بنبرة عاتبة ، وقوية ، بها حب يعبر كل ظنونه فنظر إليها حائرا ، قال بنظرة عميقة :-
_ مش عايز أخسرك ، اعتبريني ما قولتش حاجة ، انا عايزك تفضلي جانبي وبس ،بأي حال وبأي شكل وبأي صفة ، خليكي جانبي..ماتسبنيش
لم يكررها مثلما تمنت !! اعتقد أنها سترفض !! كيف تخبره انها تخطت العشق !! هذا الطريق لن يفتح مجددًا إذا اغلق الآن ،نهضت منفعلة ، باكية ، هاتفة به بغضب لم يراه على وجهها يوماً :-
_ أنت أغبى انسان أنا شوفته في حياتي يا يوسف ، مش قادرة اتخيل انك كل ده وما....
صعب عليها الأعتراف...تراجعت في اللحظة الأخيرة ولشد ما أرادت أن تصفعه...توجهت لمكتبها وأخذت حقيبتها راكضة للخارج..
راقبها وهو يجمع شتات فكره ، ما معنى قولها !! هذه حرب لم يخوضها من قبل...انتفض من مقعده ليلحقها بينما هي كادت أن تهبط بالمصعد ، اوقف المصعد وهما بداخله بمفردهما....قال بلهفة عاصفة :-
_ أنا غبي وفيا كل الصفات الوحشة بس قوليلي أن اللي جه في دماغي صح ، قوليلي أنك بتحبيني زي ما بموت فيكي
هتفت به بعصبية :- أنت لسه ما فهمتش يا يوسف ؟!! وكنت محتار من اجابتي كمان ؟!! مش بقولك أنك غبي !!
جالت نظرته على عيناها الباكية ثم الى كل ملامحها الحبيبة وابتسم بعدم تصديق...وكأن الحياة قدمت له المنتظر حينما أحبته هي..
قال بابتسامة مقتربا لها :-
_ كنت خايف...خايف أقرب وأنا مش حاسس أني استاهلك ، محاولتش اظهر اكتر من صداقة عشان عارف نفسي ، لو قلتلك بحبك هفضل اقولهالك كل دقيقة ، كنت عايز اتقدملك وانا حاسس أني هقدر ابقى مسؤول عن بيت وأسرة ، مش عايز ابقى نسخة من أبويا...يعتمد على ميراثه وبس...أنا أول مرة اقول كده ،بس هي دي الحقيقة
يمكن دلوقتي حاسس أني هقدر على الأقل اقابل والدك ، هقولها تاني ،تتجوزيني ؟
ابتسمت بسعادة وهي تمسح عيناها من الدموع ونظرت له بمشاكسة قائلة:-
_ مش هرد عليك ، هحددلك ميعاد مع أبويا
اتسعت ابتسامته بسعادة وقال بمكر :- النهاردة
تعجب وقالت :- انت مستعجل بقى ؟!
غمز بعيناه بنظرة ماكرة وأجاب :- مش هرد عليكي ، هجاوبك بعد ما اقابل والدك ، تحبي اجيبلك ايه مع الشيكولاته وانا جايلكوا ؟
كتمت ضحكتها وقالت :- مافيش فايدة فيك !!
فتح باب المصعد وقال بذات المكر والابتسامة لم تفارق محياه :-
_ مش دلوقتي عشان يتقفل علينا باب واحد بس وغلاوتك لما يتقفل ما هيتفتح
ركضت للداخل بعدما ضج وجهها احمراراً فأرتفعت ضحكته عاليًا
                                 *****

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن