#الفصل_التاسع_والأربعون الجزء الأول من الحلقة
#إمبراطورية_الرجـالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤بغرفة شِبه مظلمة...تشبه غُرف السجون !
نوافذها من الخشب المُجمع من عدة قطع متهالكة...كانت سما جالسة على الأرض مقيدة من يديها وقدميها بجانب تلك اللاصقة اللعينة على فمها...نظرات الهلع لم تهجر حدقتيها وتتناوب نظراتها بين المُلقى مغشياً عليه بجانبها وبين ذلك الذي يجلس على مقعد على بُعد عظة خطوات بسيطة....
عينيه تقطر شرر وتوعد...كأن بينهما ثأر قديم !! منذ أن قيدها واطاح بضربة غادرة على رأس آسر وهو يجلس ناظرا لهم بنظرة منتصرة....لا تخلو من الشماته....حرك المسدس بقبضته وقال بسخرية :-
_ حتى الظروف خدمتني أني اجيبكم لحد هنا بمنتهى السهولة...لا كنت متفق مع السواق...ولا كنت عارف أن العربية هتعطل !!
بس حتى لو كنتوا فضلتوا في الفندق كنت هخطفكم....آسر مش أذكى مني...
رمته سمـا بنظرة عنيفة من الكره والاحتقار وهزت رأسها بقوة....تريد الصراخ بوجهه ولكن تلك اللاصقة تمنعها من الحديث.....نهض "خالد" من مقعده وتوجه إليهـا حتى اقترب واطلق سراح شفتيها للحديث بإزالة اللاصقة ، تجعدت ملامح سما بألم للحظات...القى اللاصقة بعيدًا بإهمال ثم وقف بثبات قائلًا :- عايزة تقولي إيه سمعيني ! بس إياكِ تغلطي وماتنسيش أنك تحت رحمتي أنتِ وحبيب القلب !!
ختم حديثه بنظرة شرسة وصوت حاد....صرخت به سما بغضب :-
_ عمري ما هكون تحت رحمتك واللي أنت عملته مش هيعدي بسهولة....ماتنساش أنك ماضي على شيك يخرب بيتك ويسجنك !! أنا مصدومة !! لما كنت متخدر كان ليك عذرك انما دلوقتي عذرك ايه !! أنت انسان مريض ولازم تتعالج قبل ما تدمر نفسك !!تطلع بها "خالد" للحظات...أصابت الهدف ومكمن علته.....مضى الى مقعده وجلس وبدا عليه الوجوم والصمت....وتعجبت سما من ذلك فقد ظنت أنه سيثور من حديثها !!
انسحبت نظرة خالد إلى "آسر" المغشي عليه وقال بنظرة ضائعة :-
_ اللي أنتِ ماتعرفيهوش أني أنا وآسر كنا أعز صحاب...كنت بحبه زي أخويا...مكانش ليا صاحب غيره...بس كرهته لأنه كان السبب في شرخ كبير بعد بيني وبين أهلي....
بالنسبالهم كان هو الأفضل والأحسن...حاولت أثبت نفسي بس معرفتش عشان كده كرهته....لأني معرفتش ابقى زيه....
موضوع الشيك مفرقش معايا على اد ما فرق أني احسسه باللي حسيته أنا من سنين....
سما بعصبية :- وآسر ذنبه ايه ؟! بتنتقم منه ليه ؟!
صرّ "خالد" على أسنانه بعنف وقال:-
_ لأنه كان عارف اللي بيحصل وبيتعمد يبين نفسه عليا قدامهم ، يقلل مني في كل شيء....
هزت سما رأسها برفض وقالت بألم :-
_ وليه مفكرتش أنه لجأ ليهم لما اتحرم من ابوه وأمه؟! مكنش عايز يحس أنه يتيم وقربه ليهم كان احتياج ويتم !!
نهض بحركة غاضبة وهتف بعنف :-
_ مش عايز اسمع تبريرات ماتهمنيش !
رمقها بنظرة نارية قبل أن يخرج من باب الغرفة صافقاً الباب خلفه.....ظلت سما لثوان تكلع اتجاه الباب حتى تحركت زاحفة بصعوبة ولكنها قاومت حتى اقتربت لآسر ونظرت له بدموع وخوف.....قيد يديها منعها من لمس وجهه لتحاول ايقاظه حتى يفيق....وتمنت أن الضربة لم تسبب خطرا على رأسه وتكن كدمة سطحية.....قالت واقتربت لوجهه :-
_ آســر....فوق عشان خاطري...آســــر
ظلت تناديه وهي تبكِ وعاجزة تمامًا عن فعل أي شيء ، أغمضت عينيها بدموع منهمرة وقعت على وجهها بقوة ثم ارتمت على صدره ببكاء وهي تتوسل ربها كي ينقذهما من هذا الموقف.....ضربات قلبه تبدو منتظمة !!
رفعت رأسها حتى عنقه واجهشت مجددًا بالبكاء وهي تردد اسمه كثيرًا....
كان صوتها يبدو بعيدا بعيدا عن سمعه.....
حتى بعد دقائق بدأ يحرك جفنيه بصعوبة شديدة وتمتم باسمها !!
ظلت دقيقة صامته بجمود حتى رفعت رأسها بقوة تتأكد مما سمعته لتجده بدأ يفيق بالفعل....ابتسم بين دموعها ورددت اسمه :-
_ آسر....حبيبي عشان خاطري فـــوق
حرك رأسه ببطء ثم انفرج جفنيه بنظرة تائهة لوجهها الباكي وقال بحروف متقطعة :- سمــا
هزت رأسها بقوة وهي تبتسم وعينيها تضاد بسمتها :- ايوة أنا سما...أنت كويس ؟!
قاوم ثقل جفنيه وقال بالكاد :- آه
وطأن ثقل سقط من على كاهلها فارتمت رأسها على عنقه قائلة بدموع :-
_ كنت هموت من الرعب عليك....أنا مقدرش أعيش من غيرك أنت عمري كله....آسر أنا بحبـك
وكأن قلبه لم يثمل ولم يتيه بل انتفض بداخله من أعترافها....طافت ابتسامة بطيئة ومتعبة على شفتيه ثم بدأ يستعيد وعيه وما حدث يمر بعقله.....اتسعت عينيه بالتدريج ونظر حوله ليقل بأنفاس متسارعة :-
_ حصل ايه !! احنا فين ؟!
شعر بقيد جسده فتملكه الغضب والجنون حتى رفعت سما رأسها وقالت :- خالد اللي عمل كده....ضربك على راسك وكتفنا احنا الاتنين وجابنا هنا ، بس مش عارفة احنا فين !
انتفض جسد آسر من مكانه وجلس بنظرة نارية شرسة وهو يحرك يديه المكبلة خلف ظهرة بغضب....حركته المنفعلة جعلت رأسه يدور ولكنه كافح حتى لا يتيه مجددا.....قال لها بنبرة آمرة :-
_ حاولي تفكي ايديا بأي طريقة....بســـــرعة
ارتعش جسدها وهي تتحرك خلف ظهره حتى خفضت رأسها وبدأت تحرك الأخبال المعقدة على معصمه بأسنانها....كان الأمر مؤلم ويحتاج لكثير من المجهود والمصابرة....استطاعت فك عقدة واحدة فقط بينما تملك آسر ثورة جنون الغضب وبدأ يحرك معصمه بقوة حتى وسعت العقدة واستطاع سحب أحد يديه وهكذا نجح بالخطوة الأولى وأهم خطوة أيضا....بعد لحظات كانت تحرر تماما من القيد وحرر سما أيضاً وكاد أن يقف حتى
انتبه لصوت أقدام آتيه فتظاهر بالقيد ووضع يده خلف ظهره حتى دلف "خالد" للغرفة.....فعلت سما مثل ما فعل آثر ولكن تبدو عقدة قدميه واضحة أنها تحررت من وثاقها!!
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...