الفصل_الخامس

118K 4K 392
                                    

# إمبراطورية_الرجال

# الفصل_الخامس

في المصعد..دب القلق والأرتباك بأوتار نبضها فهي لم تعتاد على السير برفقة رجل حتى لو كان ذلك بمعقل العمل..ريثما أنه ذاك المغرور والوسيم أيضاً...لم تشهد عليها أنوثتها بمرة واحدة وهي تميل لأحدهم..بل كانت تخفي أي شيء يظهر معالم أنوثتها..حاولت أن تهدأ هذا الأضطراب وهي تقف بقربه وتقنع نفسها أنه مثل الجميع..بينما هو لم يجتهد في ذلك ، بل وكأنه ندم على قراره بإشراكها في خطة العمل بالموقع..زفر بغيظ حتى فتح باب المصعد للطابق الأرضي وخرج منه بخطوات رشيقة ولحظة تاه عن فكره رفقتها...دخل السيارة التي أصبحت مشتركة بينه وبين أبناء عمه حتى فتحت جميلة الباب الخلفي وجلست..رفع رأسه للمرآة العلوية وهتف بحدة:

- أنا مش شغال عندك !! انزلي واقعدي قدام

صمتت لبرهة حتى تتحكم بأعصابها ثم قالت بهدوء:

- ولولا الشغل مستحيل كنت اركب عربيتك ،لو سمحت اطلع خلينا نخلص.

ضيق عيناه بعصبية وتفاجئ بتقليلها من قدره ، وقال: تركبي عربيتي!! ليه هو أنتي فاكرة أن ممكن واحدة زيك كانت تركب عربيتي اصلا !! ده أنا قلقان لحد يشوفك معايا ، اصلك ما تعتبريش من ضمن البنات اساساً !!

ابتلعت كلماته بمرارة ولكنها حاولت أن لا تظهر مدى تأثرها بحديثه فقالت بذات النبرة المتظاهرة بالهدوء: لو سمحت امشي خلينا نخلص شغلنا ، احنا مش هنتخانق على الأماكن زي العيال الصغيرة!!

ضغط على أسنانه بغيظ وأشار له بحدة عبر المرآة:

_بعد كده تحصليني على الموقع ، أول وآخر مرة تركبي معايا

قالت بصدق : من نفسي كنت هعمل كده..اكيد وجودي دلوقتي مش بكيفي..بعد كده هكون عرفت العناوين وهروح بأي تاكسي..

انطلق جاسر بسيارته على أعلى سرعة وكأنه أراد معاقبتها...لم تبالي بما يفعله فقد غرزت كلماته شوك بثباتها انقض مرقد الهدوء..

***

**بمكتب رعد**

بدا وكأنه غارقاً بلحظات شاعرية مع فتاة قلبه ولكنه ينظر للكاميرا الحديثة التي أرسل في طلبها من الخارج منذ أسابيع..تفحص زوايا الكاميرا بدقة وإعجاب شديد حتى وكأنه ذهب عن فكره تلك الجالسة على أحد المقاعد تنظر له بغيظ..قالت رضوى من بين أسنانها :

_ خلصت مراجعة الملف وصلحت الأخطاء

نظر لها لدقيقة وكأنه يتذكر من هي حتى قال بلا مبالاة: طيب

سومته بنظرة مشتعلة من الغيظ وقالت: طيب ايه؟! حميدة قالتلي أن الملف اللي اراجعه لازم اتناقش معاك فيه !!

نفذ رباط الجأش ورماها بنظرة عصبية مجيبا: يعني أنتي هتعرفيني شغلي !! وبعدين اتناقش معاكي انتي ليه؟!

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن