#الفصل_الواحد_والخمسون ج٢
#إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
سانتـــوريني.....
على بُعد ١٠كم من مدينة فيرا عاصمة الجزيرة الأشهر..يقع شاطئ "كماري" ذو الرمال السوداء...وهو الأشهر بين شواطئ الجزيرة..
تتلاطم الأمواج تحت أشعة الشمس الدافئة وكأنها تمرح كالصغار بينما هجرت العواصف تلك الفترة الموسمية من العام....
هناك عائلات يلتفون أسفل مظلة تضم بظلها مساحة مقاعدهم بينما يركض آخرون إلى الشاطئ في مرح....اجساد الرجال والنساء من الغرباء جعله تنظر بعيدًا بحياء....تسير بجانبه على استحياء وبقبضة يديه...
خشيت أن يلتفت إلى أحدى الفاتنات ويتركها هي ، وهي تلك الفتاة البسيطة ، السمراء الشرقية ولكنها لا تدرك سحر الشرق بالغربة....
سمرائه مرتبكة...
يديها ترتجف بقبضته...
حياء أم كبرياء ؟!
أن ظنت أنه سيلتفت لأحداهن العاريات فستكن حقــًا غبية...
بعض الرجال لا تجذب انظارهم العاريات ، بل يجد عمق الأثارة في التستر....بماذا تخبأ تلك العذراء الخجول من فتنة ودلال....
بخاطرة ماكرة يعرفها الرجل الذكي بأن كلما احتشمت الفتاة كلما ادخرت فتنتها لرجلًا واحد فقط...
رجل قلبها وعمرها حتمـًا ، محظوظ من حظى بإمرأة محتشمة تعرف متى تكشف عن فتنتها بما يرضي ربها...لتكن له الجنة التي شيدت لأجله من صالح أعماله ليتنعم باقي العمر بها
ضم أنامل يدها بقوة...لافتة حنون يقصد بها الدعم ، بأنها وحدها لا غيرها ، علها تبتسم ولو قليلًا ، أو يهدأ ارتجافها ، ويطمئن قلبها الغالي..
كادت أن تتعثر فوقفت فجأة تنظر لحذائها ذو الكعب المتوسط وهو يتأرجح على جانبيه !! نظر رعد للحذاء بتعجب لتقل رضوى بضيق :-
_ الجزمة كعبها اتكسر ، الشط هنا صعب جدًا
حديثها كان صحيح فالشاطئ يصعب السير عليه إلا بحذاء مائي مخصص للمقاومة...لم يعنفها رغم شعوره بالغيظ منها فما ينوي عليه يبدو أنه سيتأخر بعض الوقت...نظر حوله قائًلا:-
_ في هنا محلات نقدر نشتري منهم حاجة مناسبة ، ما تقلقيش أنا هتصرف..
ابتسمت بأمتنان لتفهمه فضاع غيظه وبادلها ابتسامتها بهدوء....جميلة هي وهي تبتسم فيضيء غمازتيها مع سحر لون بشرتها الحنطية المخملية !
أخذها لجهة التسوق الخاصة بالزوار الأجانب وابتعد عن الشاطئ....بعد مُضي بعض الوقت وقد جلست رضوى بداخل متجر كبير للأحذية يضم أشهر الماركات العالمية تنازليــًا مع الأقل....أتى البائع ومعه حذاء برقم مقاس قدميها فأخذه رعد منه وتحدثه معه قليلًا....الغريب أن البائع نظر لرعد بنظرة غريبة ساخرة من تحكم الشرقي بإمرأته وغيرته لهذا الحد....ابتعد البائع عن المكان بينما انحنى رعد وبدأ يضع الحذاء بقدميها برفق....تجمدت للحظات وهي تراه يجثو أمامها وتقترب أناملها من قدميها حتى سرت الدماء لعروقها عند لمسة أنامله....
كان يتصرف بتلقائية وتهذيب حتى لاحظ احمراره خديها الشديد إثر لمسته فابتسم بتسلية وراق له بمكر هذا الخجل...فماذا لو ...
قطع سير تفكيره الماكر ليتابع ما يفعله حتى انتهى بعد دقائق....قال :-
_ ها إيه رأيك ؟ على مقاسك ولا ايه ؟
ابتلعت ريقها بالكاد ونهضت لتعاين الحذاء بعدة خطوات ، الحذاء بلا ارتفاع عند الكعب ورغم ذلك شعرت بدوار فجأة !!
مرت لحظات سريعة حتى قالت دون تأكيد مما ترتديه :-
_ تمام....مناسب
انهى رعد دفع فاتورة الحذاء سريعاً ثم عاد اتجاه الشاطئ مجددًا....
خطواتها تبدو مريحة أكثر بهذا الحذاء وأكثر خفة من حذائها السابق...ظلت تسير بجانبه وتجاذبوا أطراف الحديث الذي كان يشوبه الصمت ببعض الأوقات....
كانت تسير بالقرب من مظلات تتباعد المسافة بين بعضها البعض كلما سارت حتى اختفت تدريجيًا وبقى الصمت بينهما وحولهما...
لاح من بعيد وعلى بُعد أمتار كثيرة كوخ مُخيم صيفي....يبدو وكأن المكان قد هجره البشر فجأة !
أشار رعد لجبل بعيد وقال بحماس :-
_ السحر هيبتدي من بعد الغروب...مستنيه
ازدردت رضوى ريقها بقوة بعدما شعرت أنه يقصدها هي بكلمته الأخيرة..
ابتسم بتسلية وتابع سيره حتى حرر يدها ليحتل خصرها بيده مسيراً بالطريق وكأنه يدعمها كي لا تسقط !
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...