الفصل السابع و الخمسون

82.5K 3.5K 345
                                    

#الفصل_السابع_والخمسون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

حاولت رضوى أن تبتعد ولكن خوفها من الاقتراب من الموجة الغارقة اوقفها لتجد يد رعد تجذبها بقوة حتى احاط خصرها بذراعه...نظرت له بتوتر وارتباك ولم تستطع قول شيء....لم يترك تقل الكثير فسحبها للشاطئ بسرعة عالية ورشاقة يُحسد عليها !
لم تستطع الوقوف على قدميها فور خروجها من الماء فوقف رعد يلتقط أنفاسه وهو ينظر اليها ثم بعد لحظات وجدتها نفسها محمولة بين ذراعيه فجأة !
حملها حتى دلف للكوخ بخطا غير سريعة ثم وضعها على الفراش بنظرة تتعنق بوجهها وكأنه يحاول أن يصدق أنها بخير....قالت بارتباك وتلعثم :-
_ كنت...كنت
لم تتابع فقد ضمها اليه بقوة قائلا بعد تنهيدة طويلة :- كنتِ هتضيعي مني ! طالما مالكيش في العوم بتنزلي البحر ليه !
قالت بحرج :- بعرف بس مش اوي...ومكنتش ببعد عن الشط بس النهاردة كان في موجة شدتني وكنت هغرق...
نظر رعد لها للحظات وقال فجأة دون سابق انذار :-
_ أنا ما قولتهاش قبل كده لأي حد...ولا حتى ليكِ....بس يا رضوى أنا بحبك

وقفت نظرتها على عينيه للحظات بلمعة تخترق عالم آخر بأمل جديد...كانت الكلمة على مسامعها جميلة ،ودودة ومحببة بينما لا زالت مخاوفها من كل شيء تتخلل آمالها....ابتعدت عينيها عنه في بطء ونظرت للفراغ بشرود فتأمل لنظراتها التائهة للحظات وقال بقوة:-
_ أنا عايز أعرف ايه اللي مخوفك ؟ ليه كل ما أقربلك بتبعدي ؟! وليه مش عارفة تطمني مع كل محاولاتي ؟ الوضع ده ماينفعش يستمر !!
قاطعتها بدموع ارجفت جسدها وضمت قدميها واسندت رأسها عليهما في ألم وقالت :-
_ أنا بخاف من كل حاجة ، خوف مش طبيعي ، كل حاجة واي حاجة مابعرفش انساها ، بداية من صغري لما كان عندي ٤سنين ، اتنقلت من بيت لبيت واتضربت واتبهدلت كتير لحد ما خالتي بهية لقيتني وربيتني ، رغم أني كنت طفلة بس فاكرة حاجات كتير....وصاحبتي اللي حكايتها أشبه بحكايتي وطلع في الاخر عايز يوصلها بس !!
تخيل تحب حد وتوصل في حبك ليه أنك معندكش احتمال ولو بسيط أنه بيضحك عليك...يطلع في الاخر مكنش بيعمل حاجة اكتر من انه بيضحك عليك !!! صاحبتي ادمرت وجالها جلطة مش عارفة تفوق منها لحد دلوقتي وترجع زي الأول....أنا خايفة لتعمل معايا كده
نظرت له بقوة وانخرطت في موجة قوية من البكاء وهي تقل ذلك ثم تابعت بارتجاف شديد:-
_ كنت محتاجة لأهلي أوي ، يبقوا جانبي ، بس كبرت لقيتني لوحدي ماليش حد ويتيمة ، عارف يعني ايه تبقى طفل يتيم مالكش حتى حق تقول جعان وعايز تاكل ؟! مالكش حق تطلب أي شيء !!
اتعلمت أخاف ، اخاف من الناس ، وابعد عنهم ، لأن قليل اللي طبطب عليا ، لما قابلت حبيتك أوي بس خوفت حتى ابينلك تطلع بتضحك عليا...مش حمل أني اتكسر وأنا اصلا قلبي مكسور من صغري... تقدر تقول أني_____
هذه المرة كان مقاطعاً ولكن بجذبها وضمها بكل قوته وقبل رأسها كثيرا ...تنهد بقوة وهو يضع رأسها بصدره فكثر بكائها وهي تتمسك به...قال بحنان وهي بين ذراعيه :-
_ اقسم بالله أنا معرفت يعني حب غير لما عرفتك....حاجة فيكِ قالتلي أنك هتبقي حته مني ، هو تفتكري لو بس عايز اوصلك كنت هصبر عليكِ كده ؟! كنت هقبل بالوضع ده لمجرد احساس تافه ارضي بيه غروري؟!
يارضوى أنا بحبك ...عارفة يعني ايه ؟
يعني سندي ودنيتي وأم ولادي ، لما اسيب كل حاجة وما افكرش غير فيكِ أنتِ بس وتبقي شغلي الشاغل..
رفعت رأسها قائلة برجاء وعينيها غارقة بالدموع :-
_ يعني أنت بجد بتحبني ومش هتسيبني ؟ مش هلاقي نفسي لوحدي تاني ؟
قبّل جبينها ببطء ثم نظر اليها بابتسامة وقال بنفي :-
_ انا ماسك فيكِ بإيديا وقلبي ، لو بعدتي خطوة هخنقك قرب...بس قولي كلمة بحبك تاني ابوس ايدك...
ابتسمت وهي تمسح عينيها من الدموع وتعلقت برقبته بذراعيها وقالت بقوة :-
_ أنا بموت فيك مش بحبك بس...
ربت على ظهرها حامداً شاكراً...وردد كلمة أحبك مراراً وتكراراً بكل قوته...ابتعد قليلا ونظر اليها بمكر وقال بابتسامة :-
_ غيري هدومك المبلولة دي لحد ما احضرلك الفطار....
نهضت بابتسامة واسعة وهي تشعر أن الحياة اخيرا ابتسمت لها واخذت احد الملابس من الخزانة واسرعت للحمام لتبدل ملابسها....راقبها رعد بابتسامة ماكرة ثم نهض ليبدل ملابسه واستطاع ذلك قبل أن تخرج هي من الحمام.....
تزجه لزاوية المطبخ واعد طعام سريع فخرجت رضوى بوجه مشرق مبتسم وهي ترتدي رداء اشبه بالعباءة ولكنه قصير جعلها تبدو أقرب في مظهرها للأطفال...ضحك بخفة وجذبها من يدها لتتناولها طعامها....
شاكسها خلال الطعام وتبادلوا الضحكات ثم نهض ليضع الاطباق الفارغة في حوض المياه وشاركته في ذلك....بعد الانتهاء اتجهت لمقعد لتأخذ المنشفة تجفف يدها ثم استدارت لتصطدم به يقف ناظرا لها بثبات وابتسامة اربكتها....قال بهدوء ماكر :- رضوى...
ازدردت ريقها بتوتر وابتعدت بنظرها عنه في ارتباك وحياء....أضاف بنبرة تحمل حنان شديد وقال :- لسه خايفة ؟
هزت رأسها بابتسامة خجولة وهي تنظر للأسفل بإشارة النفي.....
كانت اجابة على سؤال خفي لم يريد قوله مباشرة...وأجاب عليها وكانت اجابته ترضي الله ولا تعصيه....
وجمع الله بينهما في حلاله بخير وألفة ومودة...
                           *************
انتهى يوسف من أجراء الأشعة وترك المستشفى بموعد المجيء غدًا مبكراً لإجراء بعض التحاليل الطبية.....
غادر المشفى متوجهاً لموعداً هاماً لـ "جون" في مشفى آخر بالمدينة....

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن