#الفصل_الثامن_والخمسون
#إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلَ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤فتحت عايدة باب غرفة يوسف وأشارت لوجيه وأسر أن يرتدوا الكمامة الطبية....لم يكترث لتوجيهاتها وجيه وهو ينظر لأحب انسان الى قلبه وهو يرقد هزيلا ضعيفا شاحباّ.....المرض يظهر عليه ولكنه لم يدرك للآن أن ما يظهر عليه تابع لحالته النفسية طيلة الأيام الماضية....
نظر يوسف بصدمة له وحاول أن يعتدل ولكنه لم يستطع النهوض بسهولة لثقل جسده من العقاقير المخدرة.....
هز وجيه رأسه برفض هذا المشهد أمامه....ركض اليه مع هتاف عايدة بتظاهر الخطر بينما لم يعبأ وجيه لأي شيء....اخذ يوسف بين ذراعيه بضمة قوية ولأول مرة يختبر وجيه هذا القدر من الدموع وهو يضم يوسف بكل قوته ويردد :- ابني...انسابت دموعه التي نادرا ما كانت تزور خديه وهو يشدد ذراعيه حول جسد يوسف الذي بدا ضعيفاً ويظهر أعراض المرض عليه بقوة...تجمد يوسف للحظات من المفاجأة الذي لم يخرج منها منذ دقيقة تقريبـًا حتى حاول أن يبعد عمه عنه بدموع طفرت على وجنتيه رغما عنه....كأنه أصبح وباء يخشى على أحبائه حتى من نفسه....قال بصوت ضعيف :-
_ ابعد عني يا عمي....أنا تعبان وممكن أعديك...و
قاطعه وجيه بأشارة من سبابته بعدما ابتعد قليلا ونظر اليه بشوق....قال بصوت متهدج من الدموع :-
_ اوعى تقول أنك تعبان تاني قدامي...أنت هتخف وهتبقى كويس ، ليه فضلت هنا ومعرفتش حد !! ليه يا يوسف ليـه ؟!
ابتلع يوسف ريقه الجاف تقريبا وقال وعينيه تذرف الدمع :-
_ كان عندي أمل أني أخف وارجع لكم من غير ما تشوفوني بالحالة دي ، كنت فاكر أن الموضوع يومين وتعدي لكن كل يوم صحتي في النازل لحد ما بقيت خلاص...أنا خلاص ياعمي...يمكن بعد أيام اودعكم ، ده نتيجة التقارير الطبية اللي بتتعملي كل يوم...خلاصضمه وجيه مرة أخرى وأغمض عينيه بغصة حارقة بحلقة من فرط الألم ومرارة بالقلب عالقة ومتيبسة عن الفرار....هز رأسه رافضا ما يسمعه وعينيه تنطق الحزن بالدمع...من يستطع أن ينتظر موت صغيره وهو مكتوف الأيدي؟!
قال بتصميم وتأكيد :-
_ما تقولش كده....هتقوم بالسلامة وبكرة افكرك ، أنا هفضل جانبك لحد ما تقوم بالسلامة.....لو هصرف عليك اللي ورايا واللي قدامي انا موافق...
هتف آسر بصوت مرتعش من البكاء وهو يرى يوسف الذي لم تكن تفارقه الابتسامة والمرح بهذا الضعف وقال :-
_ تقوم بالسلامة وحسابك معايا بعدين على بعدك عننا..
نظر يوسف له بألم حتى اقترب منه آسر وخطفه من ذراعي عمه وضمه بقسوة قائلا بعصبية ودموع :-
_ ماتزعلش مني ، انت حته مننا كلنا يا غبي ، جالك قلب تتحمل ده كله لوحدك أزاي؟! كلنا لازم نبقى جانبك في المحنة دي...
اطرفت عين يوسف بدموع وقال بضعف :-
_ مكنتش عايز اعذبكم معايا ، كل لحظة بتمر عليا صعبة ، محبتش اغير الصورة اللي في خيالكم ليا بصورة واحد مريض مستني موته بين كل لحظة والتانية....سيبوني وامشوا وابعدوا عني ارجوكم...
هتف آسر بغضب وعينيه حمراء من البكاء فأقتربت "عايدة" إليهم في نبرة تحذيربة :-
_ على فكرة قربكم منه كده غلط وخطر عليكم ، بعد الزيارة تعالوا معايا في تحليل كده سريع هنعمله احتياط...
التفت وجيه بعصبية والقى الحديث بوجهها بدهشة :-
_ ليه ما اتصلتيش بيا وقولتيلي ؟! طب هو حتى لو رافض يعرفنا ليه تسمعي كلامه !! لو أبنك مكان يوسف كنتي عملتي ايه ؟!
التمعت عين عايدة بدمعة سرعان ما اخفتها وقالت :-
_ عندي نور مكان يوسف وحالتها أخطر منه كمان ، لكن دي كانت رغبته
اكد يوسف قائلا :-
_ دي الحقيقة يا عمي...أنا خليتها توعدني انها ما تكلمش حد ولا تعرف حد أني هنا لحد ما اطلع سواء طلعت حي أو ميت...
نظر وجيه حوله وقال :-
_ انا هنقله لأكبر مستشفى هنا في لندن....مش حاسس أن هنا رعاية كافية لحالته وهو معزول وكأنه مسجون بالشكل ده !
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...