الفصل الثامن و الثلاثون

75.3K 3.7K 163
                                    

# الفصل_الثامن_والثلاثون
# إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

أنا جانبك وهفضل جانبك للأبد...أنا قدرك
كانت متعلقة برقبته ، تشدد قبضتها لتحتمي بصدره لتبتعد مسافةً بسيطة فجأة ،انتابتها قشعريرة من هذه الكلمة ريثما أنه هو نفسه يرددها وبهذا الوقت !!
تطلعت به وكأنها ستغيب عن الوعي بعد دقيقة ، تلعثمت في القول ورددت:- قدرك !!
ابعد خلصة التصقت بجبينها ، رقة يديه على بشرة وجهها انعمت شيء بالقلب للتو تحدث ، أجاب بابتسامة صادقة :-
_ مستغربة ليـه ؟! مش أول مرة اقولهالك ! وبعدين أنا سمعتك وأنتي بتردديها دلوقتي...خايفة كده ليه يا للي ؟!
تنهدت بشيء من الراحة لم تعرف لما تسلل لها ، تعلقت برقبته كالطفلة مرة أخرى وقالت :-
_ كل حاجة حواليا بتخوفني الا أنت ، حتى الهدوء بخاف منه ، صوت الهواء ، وأي وش غريب عني بيخوفني...انا محتاجة أطمن لحد ما أبطل خوف..
حاصر جسدها بين ذراعيه بضمة قوية ثم قال بعد تنهيدة عميقة :-
_ أنا عارف أن اللي فات مكنش سهل ، بس دلوقتي خلاص كل شيء انتهى وبقيتي في الآمان...إلا لو كنتي خايفة مني بقى !!
قال ما قاله بشيء من المرح ظهر بصوته فنظرت له بعتاب وقالت :-
_ أنا ما خوفتش منك حتى وأنت بتحاول تقسى عليـا ، بس انا ما اتعودتش على الفرحة يمكن ، في فرق رهيب بينك وبينه يا وجيه ، فرق زي المر والعسل...
قال بهدوء رغم ما شعر به من غيرة لذكرها الماضي:-
_ أنسي يا للي ، انا بضايق لما بتجيبي سيرته ، لما احس أنك فكراه حتى لو بتكرهيه ، أنا ما اقبلش يقاسمني في تفكيرك حد !
رغما ابتسمت ، تحب نظرته عند الغيرة ، ونبرته صوته عند الغيرة ، حتى تنهيدته الغاضبة تبدو جميلة...
ابتعد بنظرته بعيدا عن عينيها ،تلك الماكرة تتسلى بغيرته ، وأن كان غاضبا من ذلك ، فتوجد ابتسامة أيضا بداخله من مكرها ، حبيبة الروح تثير جنونه ، يحب معها كل شيء..
فالرجل يثيره المكر الأنثوي ، يجذب رجولته وفكره ، شيء هام يُكمل زخرف الأنوثة بعينيه...
تلاعبت بمشاعره بنظرة عينيها المتسلية بابتسامتها الماكرة ربما أرادت أن تنأى عن فكرها تلك المكالمة الهاتفية...ومدى روعها منها...وقفت على أطراف أصابعها لتصل إلى أذنيه وهمست بنعومة تضعف ثباته :-
_ أنا لما قابلتك قلبي كان مقفول عمره ما اتفتح لحد ، ولما حبيتك كنت أنت أول واحد يسكنه ، صدق أو ما تصدقش ، انا ما اتجوزتش غيرك ، وأول جوازة حاسة أني فقدتها من ذكرياتي
شدد يده على خصرها بتملك وقال بقوة بقرب عينيها :-
_ يبقى ليه خايفة ، ليه بتفتكري ؟!
نظرت لعينيه بعشق وقالت :- خايفة لأني مش مستعدة لأي مفاجآت ممكن تفرق ما بينا ، ولأن بكرة مجهول ، خايفة لأني مش هقدر أعيش من غيرك لحظة واحدة...
اخفى ابتسامته وقال :-
_ المفروض كده أنك صالحتيني ؟!
عبست ملامحها وقالت وهي تبتعد عنه :- اوك ، اوك مش عايزة اكلمك !!
كادت أن تتوجه للشرفة حتى جذبتها يده والابتسامة العريضة على محياه وقال بهمس وبضمة قوية :-
_ لو ابتسمتي همد شهر العسل يومين كمان
قالت مبتسمة بسخرية :- طب لو ضحكت ؟
ضحك عاليا ثم قال :-كده تبقي طماعة فعلًا لأن ورايا شغل كتير مستنيني ، بس اكيد في أقرب وقت هسرق كده كام يوم من الشغل ونسافر في أي مكان تحبيه
ابتسمت له برضا تام ومحبة حتى وضع قبلة على رأسها وقال برقة :- بحبك
                              *******
**بمنزل كاريمان**
تلقت كاريمان اتصال هاتفي فاعتدلت في فراشها وأخذت الهاتف من جانبها واجابت :-
_ اتصل بيكي ؟ شوفتيه بعد الحفلة ؟
تأففت كاريمان من هذه الفتاة وأوامرها التي لا تنتهي فأجابت :-
_ ما اتصلش ولا بيرد على مكالماتي ، بفكر اروحله واطب عليه في شقته اللي بقت مكتب !!
فكرت شاهندة للحظات ثم قالت بعصبية :-
_ طب خليها بعد كام يوم كده عشان ما يشكش في حاجة ، بس الفيديو اللي اتسجل من غير صوت !! وكمان المفروض أن جميلة كانت معاه يعني اللي بينهم المفروض أنه اتسجل ؟!!
نفذ رباط الجأش وهتفت كاريمان بعصبية :-
_ بقولك ايه احنا الاتنين مصلحتنا واحدة يا عنيا ، يعني تتعدلي وانتي بتكلميني احسن اهد المعبد على دماغك !!
وبصراحة كده انا اللي كتمت الصوت وخليته صورة بس عشان ما يبانش كان بيقولي ايه وكمان انا قفلت الفيديو لما طلعت وبقية خطتك ما قولتليش عليها ، يعني ماكنتش أعرف أن خطيبته هتكون موجودة وهيتكلموا
هتغت شاهندة بغضب :- أنتي ناسية نفسك بتكلميني مين يابتاعة أنتي !! لو كنت بعمل كده فانا في الاساس قريبته وبنت ناس محترمة مش تربية شوارع !!
قالت كاريمان بسخرية واحتقار:- طب ماشي يابنت الناس المحترمة هنشوفك هتعملي ايه لما اوري عيلتك الفيديو اللي انتي بتتفقي فيه على جاسر وعمالة تخططي....مش بيقولوا في المثل من حفرة حفرةٍ لأخيه ؟! اهو أنا سجلتلك زي ما سجلتيله بالضبط ، انتي مش هتغلبي بنت الشوارع يابنت...الناس المحترمة!
نهضت شاهندة من مقعدها وهي ترتجف من الخوف لكشف أمرها أمام الجميع ، قالت بأسف :-
_ أنتي اللي نرفزتيني على فكرة ، عموما مش مشكلة الفيديو كفاية مش مهم صوت ولو أن لو خطيبته طلعت معاه في الفيديو وهما لوحدهم كانت هتبقى احسن كتير..
كاريمان متابعة سخريتها باحتقار :- ماهو من غبائك ، لو كنتي عرفتيني الليلة كلها ماشية أزاي كنتي وصلتي للي عايزاه ، كده اللي بينا خلص ومش عايزة اسمع صوتك تاني
اغلقت كاريمان الهاتف بتأفف ثم قالت بنظرات متوعدة :-
_ اللي بينا يا جاسر ده لعبتي أنا لوحدي ، محدش هيستفيد غيري أنا وبس
                               ******
بأحد المساجد في حي من أحياء القاهرة...بعدما ادى المصلين صلاة الظهر ورحل بعض النسوة من المسجد....جلست تقى "توتو" منزوية بأحد الأركان باكية بحرقة حتى أتت لها فتاة بخمارها الأبيض...كانت تشبه الأطفال في نظرات عينيها...ربتت على كتف تقى وقالت برقة :- بتعيطي ليه ؟
رفعت تقى رأسها ببطء وظهرت عينيها الحمراء من البكاء ، احتاجت للحديث ريثما مع أحد لا تعرفه ولا يعرفها ، تشتاق أن تعلن توبتها ، ربما كان الوقت متأخرا وهي على حافة الموت ، ولكن أن تبقى آخر رمق نفس بالحياة..فاستغفر الله
أجابت تقى بانهيار وندم :-
_ غلطت كتير أوي ، عملت حاجات بشعة ، كنت مستسهلة الذنب !! ذنب ورا ذنب لحد ما بقيت أشوف الغلط عادي !! أي غلط بقى عادي ، محستش بالندم عمري !
قالت الفتاة :- دموعك بتكدبك !! ما تجلديش نفسك..
هزت تقى رأسها بنفي وقالت باكية :- جيت بعد ما وقعت ، بعد ما بقى الموت قدام عيني في كل لحظة ، كان نفسي اجي وانا بقوتي من غير خوف يجبني
قالت الفتاة بابتسامة:- لسه فيكي الروح ، وندمانة ، وعايزة تتوبي بجد وجيتي لهنا بإرادتك ، خوف ومحبة...أنك لا تهدي الأحبة والله يهدي من يشاء...الله يهدي من يشاء
قالت تقى برجاء وتوسل :- يعني تفتكري ربنا يقبل توبتي ؟
الفتاة بذات الابتسامة:- ما أنا قلتلك ، الله يهدي من يشاء ، في ناس بتقابل ربنا وهي على معصية ، ما تابوش ، لكن وجودك هنا ودموعك دي بتقول أن ربنا عايزك وبيحبك...اخلصي النية في التوبة وقولي يارب...بقى اللي جابك هنا هيردك من غير ما يسمعك ويغفرلك ؟!
تقى بخوف ودموع :- طب لو مرضي وصلني للموت قبل ما اكفر عن سيئاتي ؟
اجابت الفتاة بلطف :- لحظة توبة حقيقية بعمر كامل من الغلط ، خير الخطائين التوابون...عايزة أقولك حاجة بصدق...يابختك لو قابلتي ربنا بعد توبتك...المهم دلوقتي أن توبتك تكون حقيقية ومترجعيش للي كنتي بتعمليه ابداً

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن