#الفصل_السادس_والخمسون
#إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤بقرب حلول المساء....هبطت الطائرة بالعاصمة البريطانية "لندن" وتزاحم الوافدون بمطار هيثرو....
استقل يوسف سيارة أجرة واخبر السائق بلغة انجليزية ممتازة عن عنوان الفندق الذي تم حجزه منذ يومين...
جلس يوسف وهو ينظر من خلال النافذة للسيارة الأجرة التي نهبت الطريق سيرا وبدأت نوبة من السعال تهجم على رئتيه فجأة....التقط يوسف أنفاسه بأعين تلتمع.....نظر السائق عبر المرآة له بنظرة غريبة ثم تابع طريقه بنظرات متشككة....
لم يكترث يوسف كثيراً للأمر فهذا طبيعياً مع تغير الهواء والطقس من بلد لبلد أخرى...مر الوقت حتى وقفت السيارة أمام بوابة الفندق الذي زينت واجهته بلوحة معدنية يُنقش عليها اسم الفندق بلغتي الانجليزية والفرنسية...
ترجل يوسف من السيارة وانهى حساب السيارة وغادرت.....دخل الفندق وهو يجر حقائبه ليستقبله عامل الاستقبال ببسنة رسمية وترحيبية وبعد نقاش دام لدقائق اعطاه العمال مفتاح الغرفة المحجوزة وأشار لعامل خدمة ليذهب معه لحمل الحقائب....
** بداخل الغرفة.**
جلس يوسف على مقعد مواجه لشاشة تلفاز سوداء وخلع عنه سترته السوداء الثقيلة بعض الشيء ثم بدأ يخلع حذائه ليأخذ دشا سريعا للأنتعاش قبل تناول الطعام....
اقترب من حقيبته وبدأ يخرج من الملابس وينظمها بداخل الخزانة حتى انتهى بعد دقائق من شعور الأرهاق البادي على وجهه...
احتفظ فقط بقطعتين أحداهما بنطال أسود رياضي والأخرى تيشرت أبيض بأكمام يبدو مناسبا للجلوس مسترخياً بعض الوقت قبل عناء المقابلات الرسمية والمناقشات حول العمل والعقود التجارية...
اتاه اتصال داخلي من الفندق من هاتف الغرفة وكان الاتصال يخص وجبات الطعام المرسلة فأختار يوسف نوعين من الأطباق مع طبق خضراوات طازجة مقطعة وتم انتهاء الاتصال على ذلك....توجه مباشرة الى حمام وبيده القطعتين من الملابس ومنشفة نظيفة خاصة به قد وضعتها حميدة بنفسها....نظر يوسف للمنشفة وتذكر زوجته الحبيبة التي يتذكر جيدًا دموعها وهي تضع هذه المنشفة ضمن ملابسه وما سيحتاجه...ابتسم بشوق عميق وقال :-
_ وحشتيني أوي يا حميدة....عموما كلها كام يوم وارجعلك تاني يا حبيبتي...
تقدم بخطواته اتجاه الحمام وبدأ الاستحمام...
************
بمنزل الفيوم....
وقف وجيه بنظرات محتقنة بالغضب ينظر لزوجته وهي تجري اتصال على هذا الحقير المسمى ب "راشد"
إلى متى سيطيل هذا الأمر ويُفرض عليه واقع رغما عن أنفه حتى تنتهي تلك المهزلة ؟
نظرت لِلي له بنظرة راجية حتى يتحلى بالصبر قليلا وسماعة الهاتف على أذنيه تنتظر اجابة الطرف الآخر....أجاب راشد بعد وقت حتى تثنى له الابتعاد عن زوجته "جين" وولج لمكتبه سريعاً واغلق الباب ثم أجاب....
تبدلت نظرة للي للجدية وقالت :-
_ أنا ليان
ابتسم راشد وهو يجلس أمام مكتبه وقال بمكر :- حافظ صوتك ! بس حيرتيني معاكِ يا عروسة البحر !
ابتلعت للي ريقها وهي تنظر لوجيه بقلق أن يكن انتبه لما قاله راشد فوجدته حال حاله من الغضب....أجابت بثبات :-
_ وجيه قالب الدنيا عليا ، كل ما اروح لمكان ما الحقش اقعد فيه والاقيه قريب مني وأهرب بالعافية من بين ايديه...مش بلحق حتى استقر في مكان واقولك عليه...والاحسن تكون بعيد لحد ما اتطلق..
صمت راشد لدقيقتين وكان في صمته بعض القلق والحيرة لـ للي فقال :-
_ مبقتش بعرف أصدق حد ، اللي هيخليني أصدق هو طلاقك رسمي...وبالنسبة للمواعيد اللي بتديهالي ولتطلع فشنك في الأخر لو كانت كذبة ولعبة منك أنا هعرفك أزاي تكذبي...ما تفتكريش أني مقدرش اوصلك ، بس سايبك بمزاجي ، عايزك تجيلي بمزاجك ولمزاجك...
قال ما قاله بضحكة ماكرة بينما حاولت للي امتصاص غضبها والتحكم به حتى انتهاء المكالمة ولا تتسبب في اتقاد غضب وجيه أكثر فقالت بهدوء :-
_ انا بعت لوجيه رسالة تانية أنه لو مطلقنيش هرفع عليه قضية ، يعني هو مضطر يطلقني عشان سمعته ، بس هو مش هيصدق غير لو وكلت محامي بالفعل ووصله الخبر بنفسه...
راشد بتعجب :- ومستنية ايه ؟!
وضعت للي يديها على أول الخيط فقالت :- المحامي محتاج تكاليف كتير ، كل فلوسي صرفتها على السنتر الجديد بتاعي وبعدين قفلته لما اتجوزت...ومافيش امكانية حتى أني ابيع حاجة دلوقتي والموضوع هياخد وقت....الفلوس اللي معايا يدوب تكفي وجودي في فندق على ما المشكلة تتحل واتطلق...
تنفس راشد ببسمة ماكرة وقال :- وليه تصرفي فلوسك اصلا !! عندي الفلوس وعندي المحامي...وعندي المكان اللي تقعدي فيه معززة مكرمة...
اشتد المكر بعينيه بينما وقفت غصة متكورة بحلق للي وتسارعت انفاسها برجفة....بينما عرضه على يقين انه يؤل الى اغراضه الشهواتية ولكن في حقيقة الأمر هذه فرصة كبيرة ستخدمها وأن صحت ستضرب عصفورين بحجر واحد.....قالت دون تردد :- موافقة
رفع راشد حاجبيه بمكر شديد وقال :- اهو كده صدقتك...حضري نفسك بكرة ونتقابل في ......
قاطعته قائلة :- في نفس المطعم اللي اتوعدنا فيه قبل كده الساعة ٥مساءً...بس هتوديني فين ؟
وافق راشد بترحاب شديد وأجاب :-
_ شقة التجمع ...ما أنتِ عارفاها...حضرتي مع حسام حفلة هناك
وافقت للي سريعا وانتهى الاتصال....اغلقت الهاتف فهتفت وجيه بعنف :- موافقة على ايه ؟ قالك ايه انطقي !
ازدردت للي ريقها بخوف وهي تنظر له ...ماذا تقول ؟!
نهضت من مقعدها ووقفت أمامه بنظرة راجية وقالت :-
_ نتكلم بهدوء عشان خاطري...أنا عارفة أن اللي ناويه عليه صعب عليك لكن....
جذبها وجيه من يدها وهزها بعنف وعينيه تقدح شرر وصاح :-
_لكن ايه... تقصدي ايه بالضبط ؟!
طفرت عينيه دموع وهي تخبره بينما انتفضت الشراسة بمقلتيه وهي تتحدث عما قالته لراشد....دفعها وجيه بعيدا عنه بنظرة شرسة واسودت عينيه من العنف...وهتف :-
_ مستحيل...لو ده حصل هطلقك بجد ...مش هتفضلي على ذمتي يوم واحد كمان !
اقتربت له وهي تبكي بقوة وقالت بضعف :- مش هبقى لوحدي صدقني...يا وجيه اسمعني للآخر عشان خاطري....
رماها بنظرات نارية عنيفة ثم ذهب من امامها مغادرا الممر امامها بالطابق الثاني.....ابتعد خطوات فاسرعت خلفه لتوقفه ولكنه دفعها لتبتعد عنه وقال بغضب :- كلمة واحدة كمان وهتبقي طالق بجد...
تركها تقف متسمرة بمكانها حتى استندت على الحائط وانخرطت ببكاء شديد...نوبة ضعف هائلة انتابتها بابتعاده وغضبه...تقوى على الجميع وهو بجانبها...حلست على الارض تضم قدميها لصدرها واسندت رأسها عليهما ولا زالت على حالة البكاء الشديد .....كانت تمتمت الكلمات وعي تبكي بقوة لتجده صوته أمامها فجأة وكأنه عاد بعد غياب سنوات !!
_ للي
رفعت رأسها سريعا اليه لتجده ملامحه اصبحت أكثر رفق ولين...نظرت له بعتاب وأعين مليئة بالدمع ليجذب يدها حتى اوقفها وخطفها الى صدره بضمة عنيفة....كانت انفاسه سريعة لحد غير مسبوق وكأنه يجاهد شيء شديد لا يستطيع تحمله....مرر يده على رأسها بحنان وقال بأذنيها بصوت اجش اقشعر له بدنها :-
_ أنا أسف....بس اللي أنتِ قولتيه فوق طاقتي اتحمله...أنا كنت رافض حتى تقابليه تقومي توافقي على اللي قاله !
دفنت رأسها بصدره بقوة حتى استطاعت أن تتحكم بدموعها بعض الشيء ونظرت اليه بقوة قائلة :- ما سمعتنيش للآخر...انا مش هكون لوحدي...قراره ده زي ما يكون حفر قبره بإيده...هنوصل لچين ميعاد المقابلة تاني واكيد هتراقبنا لحد ما نوصل للمكان اللي هيوديني ليه...غير كده الضابط رأفت هيكون مستنينا هناك واكيد هيعرف يدخل الشقة بطريقته...دي فرصة عشان نكشفه.
زفر وجيه بحمل ثقيل ينخر قلبه وكبريائه ولم يجيبها بينما كانت عينيه تعانق عبراتها بعشق ووعد أن لا أحد سيتطع الاقتراب منها مهما حدث.
************
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...