الفصل الخمسون

84.8K 4.6K 270
                                    

#الفصل_الخمسون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

بالطريق المجهول....
أشار آسر للسيارة التي أنتبه لصوت قدومها بالطريق....توقفت السيارة وخرج من نافذتها رأس أنثوي صغير لإمرأة يبدو أنها لم تتعدى الثلاثين من عمرها...تساءلت المرأة بلطف :- اقدر اساعدكم بحاجة ؟
نظرت سما لآسر بشيء من الغيرة نظرا للجمال التي تتسم به فتاة السيارة وسبقته قائلة :- ممكن توصلينا معاكِ ؟ عربيتنا عطلت ومش لاقيين مواصلة هنا !!
ترك آسر الأمر بابتسامة استطاع أخفائها....كانت سمات الغيرة تتضح بعينيها...فأن الغيرة فاكهة طيبة المذاق كلما أشتد لذع مذاقها..قل الاستمتاع بها...ولكنّ غيرتها كانت محببة لنفسه....
طفولية بعض الشيء....
الغيرة..أثبات المحبة دون أعتراف....دون كلمة أحبك
فكانت نابعة منها بنسمة قريبة لزهور قلبه الذي تفتحت لها فقط.....أجابت الفتاة الأخرى بموافقة :-
_ مافيش مانع...أنا مش هقدر أوصلكم للآخر لأني رايحة لناس قرايبي على بعد ساعة بالعربية من هنا...لو موافقين تعالوا معايا
قال آسر وهو يجذب يد سما إلى السيارة :-
_ موافقين طبعاً....المهم مكان يكون فيه معمار اقدر اتصل فيه بالفندق...
فتح باب السيارة واشار لسما بالدخول فجلست بالمقعد الخلفي وجلس بجانبها.....استدارت الفتاة بابتسامة لطيفة وبيدها هاتفها قائلة :-
_ تقدر تتصل بالفون بتاعي مش لازم لما توصل الفندق...أتفضل
أخذ آسر الهاتف منها بنظرة أمتنان وشكر فرمقته سما بغيظ.....
دبت الحركة بالسيارة ومضت تنهب الطريق سير.....
بعد دقائق قليلة انتهى آسر من الاتصال بالفندق الذي تركه ليخبر سائق العربة الخاص بالفندق أنهم بخير وعليهم أن يرسلوا الحقائب الذي تركوها بالسيارة قبل الخطف الى فندق الاسكندرية ثم املاهم العنوان بالتفاصيل.....
اعطى الهاتف لصاحبته بكلمات شكر صادقة.....همست سما باستفهام :-
_ هنوصل اسكندرية أزاي واحنا مش معانا فلوس ؟!
أجابها وقد أحاط كتفيها بذراعه بشيء من التملك :-
_ لحسن الحظ ان المحفظة بتاعتي فضلت في جيبي وما وقعتش ، وكمان فيها الـ credit card
نظرت سما بابتسامة وقالت بحماس :- عامل باقة يعني...جــــــدع
نظر لها لدقيقة بمحاولة أن يستوعب أجابتها ثم ابتسم لتتسع ابتسامته الى ضحكة جاهد ليكتمها وقال :-
_ آه باقة اجدع ناس...بـ سبعة جنيه وربع ، هغرقك دقايق وفليكسـات
ظهرت أسنانه البيضاء بابتسامة عريضة فرمقته بتوجس وقالت :-
_ هو أنا قلت حاجة غلط ولا إيه ؟! هو مش الكريتيت كارت ده كارت شحن ؟
نظرت له بعينيها الواسعة تنتظر الأجابة فارتفع صوت ضحكته رغما عنه وردد جملتها :- كريتيت كارت !
قالت سما بتصحيح :- يبقى شحن على الهواء...اه كده صح
مرر آسر أصبعه على ارنبه أنفه وتحكم بضحكة مرة أخرى ريثما أنه لمح الفتاة التي تقود السيارة تكتم ضحكتها ويبدو أنها انتبهت للحديث....قال بهزة من رأسه وموافقة :- آه بشحن على الهواء...أصلي ببقى حران وأنا بتكلم في التليفون....واسكتِ بقى
نظر لها بابتسامة عريضة رغم نبرته التحذيرية فقالت بثقة :-
_ دايمًا بتكره اللي فاهمك...الله يمسيكي بالخير يا ابلة توحة
تحدث آسر بابتسامة وقال :- دي مدرسة الانجلش بتاعتك ؟
نفت سما ثم أجابت بفخر :- لأ.....التدبير المنزلي...مش عارفة افتكرتها ليه دلوقتي...يكونش جعانة ؟  اوف كورس
ابتلعت آسر ريقه وقاوم موجة من الضحك فقال :- ده تمامك في الانجلش ؟!
اجابت سما بتأثر :- دي آخر حاجة مستر بهنسي كتبها على السبورة قبل من مايشد في شعره من ذكائنا...ذكائي انا تحديداً...يــــاه...فكرتني بأيام ماشوفتش فيها الفصل قد ما اتذنبت في الحوش...حوش اللسكول بتاعتنا....المدرسة يعني لو مش فاهم
وضع آسر راحة يده على فمها وقال بابتسامة واسعة :-
_ أبوس ايدك كفاية كده...
سهمّت طرف عينيها ليديه على فمها....ونظرته القريبة منها....تبدل مرحها للأرتباك الشديد...لقربه الخطر...
تطلع به ببسمة حنونة...لوعد تاق ان يتفوه به...ووعد أن تظل حبيبة عمره بأكمله...ولهفة من نوعٍ خاص التهبت بها عيناه...
فتبدل المرح سكون منبعث من نظراتهما....من هدوء ما بعد العاصفة..من قوة نظرة قالت أحبك بصمت...فكانت أقوى من جميع الأحاديث..
                                   *******
**بقصر الزيان **
خرجت "للي" من نوبة بكاء جعلت عينيها شديدة الأحمرار...ولأول مرة تحمد تأخر زوجها بالعمل.....جلست بغرفتها بجانب الهاتف بعدما بحثت طويلا عن رقم الضابط "رأفت" بأجندة الهاتف....أجرت اتصال على الرقم حتى أجاب رأفت بعد قليل :- الو...مين معايا ؟
اذدردت للي ريقها بصعوبة وقاومت دموعها حتى تستطع التحدث فقالت بتلعثم :- أنا للي...حرم وجيه الزيان..
تعجب الضابط من اتصالها به وقال في قلق :- اهلا بيكِ... حصل حاجة تاني ؟!
ارتاحت بعض الشيء لفتحه هذا الامر فقد سهل الأمر عليها بالشرح فقالت :- وجيه كلمني عن مساعدتك في موضوعي....عشان كده اتصلت بيك وطالبة مساعدتك مرة تانية لأني في مصيبة ، وخايفة أقول لوجيه لأني عارف هيكون رد فعله ايه....
قال الضابط بثبات :- اتفضلي قولي اللي عندك وما تقلقيش
بدأت "للي" الحديث وروت كل شيء عن تلك المكالمة الكارثية.....حتى ختمت حديثها ببكاء وقالت :-
_ خايفة أقوله ولازم أقوله....بس لو قولتله معرفش الأمور هتوصل لفين خصوصا أن راشد ده مجرم ، اكتر من حسام بكتير..
رد الضابط بعصبية :- حسام ده حقير بشكل مش طبيعي...يخصك في وصيته على أي اساس !!
قالت للي وهي تحاول التحكم قليلا بدموعها :-
_ ماهو عشان مابقاش له سلطة عليا أو أمر...عمل وصية قبل ما ينتحر بأن في ورق ومستندات تخص راشد وأخو مراته توديهم في داهية...المستندات دي مع حد مجهول يعني راشد مستحيل يوصله أو يعرف هو مين....وبكده راشد مش في ايده حاجة غير أنه يضغط عليا أطلق من وجيه وينفذ شرط حسام عشان المستندات ما تتسلمش للشرطة ويتقبض عليه....منهم لله
تمهل الضابط رأفت في الرد ثم قال بعد لحظات :-
_ يعني لو ما اتنفذش الشرط... المستندات هتتسلم للشرطة....طب تمام !
نهضت للي بعصبية وقالت :- تمام ايه !! راشد هددني لو ما اتطلقتش هيموت وجيه !! أنا مستحيل أعرض جوزي للخطر خصوصا أني متأكدة أن راشد مابيهددش وخلاص...طالما قال كده يبقى هينفذ بمنتهى السهولة ومتنساش أن الموضوع مرتبط بيه هو شخصيا وبأمانه يعني أنا في كارثة حقيقية....
زفر الضابط رأفت بضيق ثم قال :- طب سبيلي الموضوع ده وهرد عليكِ بأسرع وقت....ممكن مايكونش في مستندات أصلا وحسام لعب لعبة قذرة وانتحر...
للي بنفي :- ما اظنش...حسام في الفترة اللي اتجوزته فيها كان دايمًا بيشيل أوراقه في خزنة سرية....كنت ساعات بسمعه بيضحك ويقول أن مسيره هيقضي على راشد....لما اتطلقت منه سبتله البيت طبعا واتنازلت عن كل شيء...واكيد هو مش غبي عشان يسيب الورق ده في شقته لسه !

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن