#الفصل_الثاني_والخمسون ج1
#إمبراطورية_الرجالاستغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤بهذا اليوم...
جميع الأقنعة وكأنها هدمت ! هُشمت ، قوة التصنع هدرت من داخلها...ماذا تفعل ؟ أغلقت للي باب غرفتها بالقصر ثم توجهت هبوطا على الدرج نحو الحديقة...تريد أن تستنشق بعض الهواء الحر...
مضت عدة دقائق حتى كانت تسير بجانب المسبح بالحديقة.....بدأت الشمس على المغيب واقترب موعد عودة زوجها.....نظرت لتلألأ مياه المسبح التي شبهتها بدموعها المختنقة حتى تحررت العبرات من عينيها....فجأة شعرت بخطوات خلفها تقترب....شعرت بخوف شديد وهي تستدير حتى وجدت نفسها تنجذب من يديها إلى صدر عريض قوي....كانت تعرفه حق المعرفة فرفعت عينيها الدامعتين بالتدريج لتلتقي بعينيه المبتسمة بمرح ، قال وجيه بابتسامة :-
_ جيت بدري النهاردة مخصوص عشانك ، بما أنك النهاردة كمان ما غلستيش عليا وانا في الشغل زي عوايدك !! عندك يومين غياب.
قالها واتسعت ابتسامته بمرح ولكنها وضعت رأسها على قلبه بدموع وكأنها تستنجد بهذا الظن والشعور.....
شعر وجيه بشيء غامض بعينيها فربت على رأسها بحنان واختفت ابتسامته قليلًا وهو يقول :-
_ كده شكلك زعلانة أوي ، في إيه ؟!
كادت أن ترفع نظرتها وتخبره ، عن كل شيء ، وتلقي بهذا الثقل على قلبها ولكنها تجمدت...وما النتيجة أن اخبرته....ابتعدت قليًلا وبدلًا أن تعترف بالحقيقة تظاهرت بالعصبية....قالت :-
_ في إيه يعني ؟! أنت بتزعلني وترجع تسألني في ايه ؟! ماينفعش تعرف من نفسك ؟
ابتلعت ريقها بمرارة وهي ترى نظرة الدهشة بعينيه ، قال بحيرة :-
_ أنا زعلتك ؟! امتى وعملت إيه ؟!
بأي شيء ستجيب !! كانت الاجابة صعبة ، وغير موجودة بالأساس...هربت نظرة عينيها لجهة أخرى وبدأت تخطو مبتعدة...تتبع وجيه ابتعادها بدهشة....
كأنها امرأة أخرى وليست حبيبته من تهتف هكذا ! لابد وأنه تصرف لدرجة فظة كي يجعلها تصل لهذه الدرجة من الغضب.....********
دلفت لغرفتها وعلى وجهها أمارات البكاء...الحسرة والألم حتى شعرت بخطواته على بالممر الخارجي وهي تغلق الباب...لم تكن على استعداد لمواجهته...نظرت أمامها بحيرة شديدة ثم وقعت عينيها على المنشفة....اسرعت اليها وتوجهت لحمام الغرفة بخطوات سريعة.....
دلف وجيه للغرفة وشملت نظرته المكان بينما انتبه لباب الحمام وهو يُغلق ....دلف لغرفته بهدوء تحت نظرته المسلطة على باب الحمام وخلع سترته السوداء ثم رابطة العنق.....تزين بالهدوء ريثما تخرج ويفهم ما يحدث.....
ظلت للي مدة تصل للساعة ، بدأ ينفذ صبره بغيظ من تأخرها....والحيرة تتملك منه أكثر فأكثر حتى قرر أن يطرق باب الحمام ويأمرها بالخروج...ولكنها خرجت بعدما نهض من مقعده....
وقف ينظر لقطرات الماء المتساقطة من شعر رأسها...وذات الرداء الذي كانت ترتديه منذ وقت ....توجهت للي للمرآة بمحاولة تجنبه حتى اقترب نحوها وهو يعد أنفاسه بتريث ويحاول أن يتحكم بأعصابه....وقف خلفها وهي تمشط شعرها متسائلا بنبرة حازمة :-
_ ممكن أعرف عملت إيه زعلك كده ؟!
اختنقت الكلمات بفمها ولم تجد إجابة مناسبة ، تابعت تمشيط شعرها بحركات عصبية ثم ابتعدت قائلة :-
_ مافيش حاجة زعلتني
الاجابة الوحيدة التي احتاجتها هي الابتعاد عنه....تعجب من عدم اكتراثها ونبرتها الجافة....كادت أن تأوي للفراش وتخلد للنوم حتى جذب معصمها اليه....أخذ نفسا عميقا ثم نظر لعينيها التي تنظر له كالهرة المرتعبة منه خوفا......فرفق بها قائلا :-
_ مش طبعك ولا طريقتك !! ، هو احنا اتعودنا من أول يوم جواز أن حد فينا يسيب التاني ينام زعلان ؟! انا جيت بدري النهاردة مخصوص عشانك وكنت هعزمك على عشا برا ، تقومي تعملي كده !!
ازدردت ريقها بصعوبة....قالت وهي تنظر له بدموع :-
_ مش لازم نروح مكان معين ، بس عايزة اخرج واتمشى معاك لأطول فترة ، حاسة أني مخنوقة.
مرر أنامله على جانب وجهها برقة وقال بحنان :-
_ اللي أنتِ عايزاه هعمله ، بس مش عايز أشوف دموعك دي مرة تانية ، أنا مش فاهم أنتِ ايه اللي مزعلك بالضبط بس هسيب الموضوع ده لما تهدي الأول وبعدين أعرفه...جهزي نفسك
رماها بابتسامة ودودة ثم توجه لحمام الغرفة ليأخذ دشا سريع....
********
**بشقة جاسر**
ادى جاسر فرضه وانتهى بالتسبيح فابتسمت له جميلة بعدما اعدت طعام العشاء ونظمته على المائدة وقالت :- ياريت تكون دعيتلنا
تظاهر جاسر بالوقار وأجاب وهو يقترب لها :- اكيد يا زوجتي العزيزة...ربنا يحنن عقلك عليا
جلست جميلة على أحد المقاعد بالمائدة وأجابت بتعجب :-
_ يحنن عقلي !! مش كانت قلبي ؟!
جلس جاسر على رأس المائدة ثم أشار للمقعد القريب منه لتترك جميلة مقعدها وتجلس بجانبه ففعلت ذلك...أجاب على سؤالها بمكر :-
_ أه عقلك....عقلك قاسي عليا بس قلبك حنين حنية بنت جنية ...
جميلة بسخرية من نبرته الماكرة :-
_ وأنا اللي فكرتك توبت من خبثك ده ! لسه مصطلحاتك القديمة زي ما هي يا جاسورتي
ابتسم جاسر بمكر يطوف بعينيه وقال :- جاسورتك ! احلى حاجة أني أنا توبت وأنتِ انحرفتي....اوعي ترجعي تاني لكائن البطاطس اللي كنتي عليه الأول ابوس دماغك...
جميلة بثقة :-
_ لا أنا عارفة كويس امتى أبقى فرفوشة وامتى ابقى كائن البطاطس ، وعموما ما تقلقش طالما اتجوزنا هبقى فرفوشة بس...
غمز بابتسامة ماكرة فبدأت تتناول الطعام وأشارت له ليأكل.....
أنت تقرأ
امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيم
Romanceاربع شباب هم ورثة عائلة من فروع استقراطية قديمة العهد..رسم كلاً منهما وجهةٍ لحياته خاصة به..بينما يأبى العم الأعزب والمسؤول عنهم بعد وفاة آبائهم في حادثة أن ينغمس كل شاب فيهم بحياته فيقرر أن يسلبهم من إرثهم عقاباً على استهتارهم..فتقذفهم الحياة للحي...