الفصل التاسع و الخمسون ج٢

66.1K 3K 381
                                    

#الجزء_الثاني_الفصل_التاسع_والخمسون
#إمبراطورية_الرجال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

منذ أن علمت عائلة الزيان بما تحمله في رحِمها زوجة كبيرهم "وجيه الزيان" وهم يوفرون لها جميع سُبل الراحة والهدوء بينما تبعها "حميدة" بشهر واحد فقط وأخبرت الجميع بحملها أيضاً.....
ذلك الشيء الذي جعل يوسف لا تفارقه الابتسامة طيلة اليوم...كأنه وجد شيء لطالما بحث عنه وهو صغير يخصه ، من دمه...
كان يشرد كثيرا ويتخيل كيف سيتعامل معه عندما يأتي ، وكيف سيكون له صديقا واخ وليس فقط أب له....سعادة كامنة بمنطقة الأبوة بداخل الرجال لا يُمكن نُكرانها....

***مرت ثلاث أشهر***
أصبحت فيهم "لِلي" على مشارف شهرها الرابع بينما "حميدة" ستكمل شهرها الثالث بعد عدة أيام....
بصباح هذا اليوم اجتمعت العائلة حول مائدة طعام الفطار صباحاً...يتشاركون الطعام مع الابتسامات والمشاكسة لتقل سما بابتسامة مرحة لحميدة :-
_ نويتي تسمي البيبي إيه يا حميدة ؟
ابتسمت حميدة وتوقفت عن تناول طعامها المخصص لحالتها الصحية بفترة الحمل وكادت أن تقول شيء حتى قال يوسف بابتسامة واسعة وهو ينظر لعمه وجيه الذي يترأس مائدة الطعام وعلى جانبه الأيمن زوجته لِلي....قال :-
_ هسمي...وجيه
هتف بقية الشباب بغيظ في ذات اللحظة وقالوا بعصبية:-
_ نعـــــــــم يا أخويا ؟!!!
صمت يوسف بنظرة متوجسة من نظراتهم المغتاظة وتمتم بقلق :-
_ إيه ؟! الاسم جميل وأنا بحبه !
كتم وجيه ضحكته وتابع تناول طعامه بغمزة ماكرة لزوجته التي كادت أن ترتفع ضحكتها ولكن تحكمت بها بالكاد من مرأى الشباب وغيظهم من يوسف....قال جاسر بغيظ :-
_ ما أنا عارف أنه جميل يا بــــارد !! أنا الكبير فيكم والأولى بالاسم ده ، لما اجيب ولد هسميه وجيه ولو سميت وجيه يا يوسف هغطسك في حمام السباحة في البرد اللي احنا فيه ده عريان....اصرف نظر احسنلك
عبس وجه يوسف بضيق بينما قال رعد بنبرة تحذيرية لهما :-
_ لا أنت ولا هو ، أنا طول عمري مريح عمي وماتعبتهوش معايا وانا اللي هسمي وجيه واللي هيتكلم بسلك الشاحن وهعلقه في شباك اوضته....ما تختبروش صبري عشان لنا بتعصب ببقى غشيم ويتخاف مني...
قال يوسف بقلق وهتف :- ما تتكلم يا عمي ؟!
ابتلع وجيه ما بفمه بالكاد وقال مبتسما :-
_ أنا مش عارف أقول إيه بصراحة...مش عيب تبقوا كبار وعقلين كده وتتخانقوا على اسم ؟!
قال آسر بحسم لهما جميعا :-
_ انتهى الأمر يا يوسف....الاسم ده يخصني أنا ، مافيهاش نقاش دي معروفة !
هتف يوسف بعصبية تشبه عصبية الأطفال :- يـــــا عمي !
نهض جاسر وهو يضم شفتيه بقوة وقال مشيرا لهما بتحذير شديد :-
_ ما تتحدونيش احسن، ما تخلونيش أرجع البلطجي بتاع زمان وافرض سيطرتي عليكم...
نهض رعد بنظرة متحدية ونظر لجاسر قائلا :-
_ انت عمرك ما سيطرت عليا !! ده انا كاتم أسرارك الدنيئة !
نظرت جميلة لجاسر بتقطيبة بعدما كانت تضحك في خفوت مثل باقي الفتيات فرمقها جاسر سريعا وتراجع بقلق قائلا لها :-
_ بيهزر يا روحي....
نظر لرعد بغيظ وقال وهو يلكمه كأنه يمزح:-
_ خد الاسم يا حبيبي ....خده بدل ما تاخد بإيدي في خلقتك
ابتسم رعد بانتصار فجلس جاسر ناظرا لجميلة وهمس :-
_ يابت....يابت ده أنتِ من غرست بمخالبي الزهورُ ! اتصدقي قول الحمير وتتركي قسم الصقورُ ؟!!....الصقور دي عايدة على جاسر...انا يعني.
قالت جميلة بسخرية :-
_ صادق ! ده أنت تمثال للصدق والمصداقية والانسانية !!
قال متساءلا بنظرة ضيقة :-
_ اعملك ايه عشان تثقي فيا؟! اجيبلك جمعية حقوق الانسان ؟ يمكن قلبك يلين !
ابتسمت رغما وقالت وهي تتابع طعامها في هدوء :-
_ بقى أنا قلبي قاسي ؟!
قال مبتسما بمشاكسة :- ساعات وساعات !

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن