الفصل الواحد و الثلاثون

99K 4.3K 444
                                    

# الفصل_الواحد_والثلاثون
#إمبراطورية_الرجـال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

_ أحب أعرفـك....خطيبتي
قالـها آسر بما لا تهوي نفسـه ولكنـه أراد إبعادها عن عثراتـه النفسية المعقدة....وكأنه مثل وقود الحطب...كلما توهجت ألسنة لهيبه كلمـا أصبحت ثنايـا قلبـه هشيماً تذروه الريـاح..
كانت قريبة حد الانتبـاه لمقصد ارتفاع صوتـه...
كانت أرق من أن يصفع قلبهـا بالغدر والهجـر...
كالطفلة التائهـه في متاهـات قلبـه...ونهشتها ذئـاب حصونـه...
انتفض جسدها بلحظة...وبلحظة أخرى تجمد القلب عن النبض...
ماذا يقل ؟! وماذا فعـل بهـا؟! ولمـاذا التخلّي؟! 
ورغم ذلك اتسعت حدقتيها بمحاولة تكذيب أذنيها ، وعينيها....بمحاولة أن تجد أي شيء يسرقها من المشهد...وحمدت أن ما تبقى من السهرة سوى سواهم ورحل المدعوّن..
ركضت نظرات الفتيات إليـها فركضت أقدامهنّ بعد ذلك...تركت حميدة يوسف يقف مذهولًا بما سمعه وتوجهت إلى سمـا مباشرةً ودون تردد...فعلت ذلك كلًا من رضوى وجميلة ليحيطوا بهـا بدعم...
نظراتهنّ معلقـة عليـها بقلق شديد ولا مجـال للحديث..
قـال يوسف على نفس ذهوله :-
_ خطيبتك !! خطبت امتى ؟!
أجاب آسر وود لو يُلقي نظرة على من تقف باتجاه اليمين تنظر له كأنه آكثر ما فقدت بالحياة...كره بنظرتها ضعفه...نظرتها التي إذا طالت هكذا سيترك الجميع ويأخذها للبعيد.....وهذا ما يُخيفه....قال:-
_ اتفقت معـاها من فترة وقريب هتبقى الخطوبة رسمي...
تطلعت حميدة بوجه سما الذي شحب كالأموات...أصبح دون دماء...وقالت بصوتٍ خافت وهي تتمسك بذراعيها :-
_ يلا نطلع فوق...يلا يا بنـات
قالت جميلة بحيرة وأعين متوترة على سما :-
_ طب وليلتك يا حميدة ؟! ده يدوب___
قاطعتها حميدة بتصميم :- يلا نطلع مش وقتـه...
نظرت لسما بألم وقالت :- يلا يا سمكة...أنتي خسارة في الغبي ده أصلًا..
نظرت رضوى بأحتقار إليه وتمتمت :- نفسي أضربه قلمين يفوقوه !!
نشب القهر بعينيها حتى جعلها الألـم تحبس الدموع بعينيها من هول الصدمة....وكأن الدمـوع تنهمر للداخل على ممر القلب باكية...ولكن ايديهنّ لم تستطع تحريكها ولو أنشاً...

تطلع بـه يوسف بنظرة غاضبة وفهم ما خلف هذه المسرحية السخيفة قال بعصبية :- لينـا كلام تاني يا آسر...أسف مش هقدر اباركلك
نظرت "شاهي" لآسر بدهشة وقالت :-
_ كنت فاكرة أن الخبر هيسعدهم عن كده
قالت ذلك بنبرة مدللة ودفعت خصل شعرها المصبوغ للخلف بتغنج....أجابها دون أن ينظر إليـها وظلت نظرته بعين يوسف المتحدثة بصمت وقال :- مفاجأة يا شاهي ، اصلي ما قولتش لحد...تعالي أعرفك على الباقي..
استدار آسر ومعه خطيبته "شاهي" باتجاه رعد الذي كان يقف بقرب الفتيات بنظرات عنيفة وكم ود لو يصفعه على غبائه...
انتفضت عينيها من الدموع حتى مرت على وجنتيها...مر أمـامها وتحاشي النظر إليها...حتى وقف أمام رعد وقال :-
_ أنت كمان مش هتباركلي ؟!
نظر إليه رعد بانفعال وقال على مضض دون ان ينظر لمن معه :-
_ أباركلك على إيه ؟!!
رد آسر بعصبية :- يعني ما سمعتش ؟!!
صمت رعد بنظرة متمعن لآسر ثم تركه ووقف خارج الشقة...استند بظهره على حائط السلم الخرساني وراقب المشهد من بعيد وهو يتمتم الشتائم...
لم يكاد أن يستدير حتى وجد آسر الحائط البشري المسمى بجاسر يقف وكأنه سيقاتل احدهم....
قال جاسر بهدوء لا ينبئ بالخير :- تعالى ورايـا ، عايز اتكلم معاك شوية
كاد يعترض آسر حتى هتف جاسر بمقاطعة وحسم :- قلت تعالى ورايا ، ومتختبرش هدوئي اكتر من كده...
أشار جاسر ليوسف بالبقاء قائلا :- خليك أنت يا يوسف
نظر يوسف لسما بشفقة واجاب :- لأ جاي وراكوا
همس آسر لشاهي قائلا :-
_ طب خليكي أنتي هنا وأنا هخلص واجيلك
اعترضت شاهي بتأفف. هي تنظر للمنزل البسيط المتهالك وقالت :-
_ هنا !!  مستحيل افضل هنا طبعاً
رمقها سقراط بكره وقال ساخرا بتمتمه حتى لا يحدث مشاجرة :- وماله هنا يا شعر عيرة ؟! جاتك القرف
قال آسر بنفاذ صبر :- طب استنيني في العربية..
اومأت شاهي بالموافقة ورحلت معه من منزل الاسطى سمعه...
ما تبقى سوى الفتيات بينما شاهد والد حميدة ووالدته المشهد بتعجب وشك...همست الجدة حميدة لأبنها قائلة :-
_ هما مالهم زعلوا كده ليـه المفروض يفرحوا ! ومال البت سمكة هتقع من طولها كده ؟!
نظر سمعه نظرة طويلة على الفتيات وهتف بأمر :-
_ خدي البنات واطلعي فوق يا حميدة دلوقتي...
قالت حميدة بتوسل لسما :- ابوس ايدك يلا بينا واعملي اللي انتي عايزاه بلاش السكوت ده..
اخفضت سما رأسها بانكسار ثم اغمضت عينيها وهي ترتجف ، نظر الفتيات الثلاث لبعضهنّ بخوف من رؤيتها هكذا حتى استطاعوا ان يأخذوها للخارج حتى غرفة السطوح...
                                             ***********
**بمنزل الشباب**
وقف الثلاثي ينظرون لآسر بنظرات منها الغاضب ومنها الشرس....عقد آسر ساعديه أمـام صدره بثبات قائلًا :- أنا شايف أني ما_____
قاطعه جاسر بصفعة مدوية على وجهه...نظر يوسف ورعد له بصدمة ولم يعتقد احدا فيهم أنه غضبه سيصل لهذه الدرجة....تحسس آسر موضع الصفعة بنظرة خطيرة لجاسر وهتف :-
_ هو أنت فاكر أني مقدرش اردهالك ؟! أسف أني كنت بحترمك قبل كده
انتفضت عروق عنق جاسر من الغضب...لا يدري أن كان غضب من نفسه او من ذلك الأحمق فقال بعنف :-
_ أنا اللي ندمان أني في يوم كنت شايفك احسن مني ، كنت فاكرك بتفهم لكن طلعت غبي ، غيرك بيتمنى نص فرصة لحياة مفتوحة قدامك بمنتهى السهولة وانت اللي رميتها بإيدك ولا فاكرني مش كاشفك وعارف اللي بتخبيه عننا...
ورايح تخطب مين ؟! شاهي ؟!! تحب أقولك خطيبتك كانت مع مين الاسبوع اللي فات ولا متحبش ؟! وتحب اقولك هتكون مع مين بكرة ولا مش عايز ؟!
قال يوسف وهو يمنع جاسر عن الاقتراب من آسر مجددا :-
_ أنا برضو مستغرب ، شاهي كلنا عارفينها وآسر اكتر واحد كان بيكرهها اشمعنى دلوقتي خطبها ؟!!
زم جاسر شفتيه بشراسة وقال :- مكنتش أعرف انك واطي للدرجادي ومعندكش كرامة...عمي كان عنده حق لما طردنا لأننا مانستحقهوش ولا نستحق يكون عمنا وهتكلم عن نفسي الأول ، أنا ما اشرفش حد
رعد بحيرة :- اوعى تقول أنها تابت ؟! مش منظر واحدة تابت خالص !!

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن