الفصل الثالث و الثلاثون

93.1K 3.8K 197
                                    

# الفصل_الثالث_والثلاثون
# إمبراطورية_الرجـال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

نظرت سما حولها ولاول مرة تشعر بالوحدة والفتيات معها...شعر بوخزة ألم بقلبها حتى أتى أمامها خالد فجأة ومعه كوب آخر من العصير ووجهه اليها قائلا بابتسامة :- اتفضلي العصير  ، انتي ضيفتنا
رفضت بتهذيب حتى اعطى خالد الكوب لأحد الخادمات التي تمر بالمشروب.....قال متساءلا :- شوفتك واقفة لوحدك ، ماهونتيش عليـا
لم يروق لها كلماته فقالت معتذرة :- بعد اذنك
همت بالابتعاد حتى أوقفها باعتذار :- أنا أسف مش أقصد....
صمت للحظات وهو يتفحص نظراتها الغامضة والتائهة قائلا :-
_ أنتي بتدرسي ؟ نتكلم في أي حاجة على ما العروسة تيجي
هزت سما رأسها بالنفي فتابع :- بتشتغلي ؟
أطرفت عينيها بألم ويبدو أن حتى الغرباء سيذكرونها به فأجابت :-
_ كنت بشتغل ، بس سيبته
ابتسم خالد بمكر ثم اخفى ذلك سريعا وقال :-
_ طب إيه في عرض فرصة....أنا لسه بادئ شغل في شركة عمي وجيه الزيان...بشتغل بقالي اسبوع تقريبًا ، محتاج سكرتيرة...إيه رأيك ؟
كادت أن تجيب حتى قطع حديثهما آسر بشراسة :-
_ العرض مرفوض يا خالد ، لأنها سكرتيرتي
استدارت سما خلفها بصدمة من وجوده حتى تقابلت نظرتها مع نظرته العاتبة بألم عاصف من وقوفها مع هذا الغريب عنها....تطلعت به للحظات ثم قالت فجأة دون لحظة تفكير :-
_ العرض مقبول يا استاذ خالد...هشتغل معاك في شركة الزيان

تطلع آسر بصمت بها...ولكنه صمت لا يُستهان به فكأنما يأخذ أنفاسه ليثور !! ود لو اقتلعها من بين الحضور ليأخذها بعيدا عن كل ما يدور....فأن غضب بقيت ، وإن ثار بقيت ، وإن رق...عشقت.
ولكنه لا يملك حقه بالآمر عليها...
قال معتقدا أنها ربما تتراجع :-
_ طب وبالنسبة للعقد اللي حضرتك مضياه ؟! وبالنسبة للشغل اللي المفروض تخلصيه الأول وتستني على ما يجي حد بدالك ؟!
مش دي شروط أي شغل والمفروض تحترميها ؟!
انتظرت قليلا قبل أن تتحدث...تهرب من نظراته التي بها تصميم واصرار على بقائها !! ألهذا الحد موله بعذابها النفسي بالبقاء؟!
أجابت بحسم :-
_ أنـا قررت ومش هتراجع ، مش هشتغل معاك !!
شعر خالد بشيء غامض يلف الاجواء بينهما !! ربما عداء مبرر لسببا ما فهو يعرف آسر وثورته أثناء الغضب....تدخل قائلًا بلطف :-
_ انت مكبر الأمور يا آسر !! ممكن في يومين تجيب سكرتيرة تانية دي شركة الزيان مليانة موظفات !!
وكمان أنت ممضيها على عقد ليه بالاستمرار في الشغل لمدة محددة مش غريبة دي ؟!
انتقلت نظرة آسر بأنفعال نحو خالد وأجاب :-
_ الاجابة على السؤال ده مش هتفيدك بحاجة يا خالد لأن دي كانت شروط اساسية في اللي هيشتغلوا معانا في المكتب...
تفهم خالد ذلك وقال بشيء من المرح :-
_ طب هي وافقت تشتغل معايا خلاص مارحتش عند حد غريب ، اظن في استثناء ليا..
ضيق آسر عيناه بغضب نحو خالد وقال مزمجرا :-
_ هو مش أنت كنت مشيت اصلا من الشركة !!
اجاب خالد ببساطة :- ورجعت...مش كنت بتنصحني دايمًا وبتديني محاضرات في الاستقامة والعقل !!
شعرت سما بدفعاتها تضعف تحت نظراته المسلطة عليها كسيوف تنغزها حتى تفيق...قالت وهي تستعجل ذهابها :-
_ بعد أذنكم....
تركها آسر تبتعد رغم يداه التي كادت أن تمنعها بقوة...انسحبت نظرته لخالد مرة أخرى وقال بنبرة اتضح بها بعض التهديد :-
_ ماتنساش أنها سكرتيرتي يا خالد ومش هتسيب الشغل قبل المدة المحددة...
كاد أن يذهب آسر حتى تفاجئ بوجود "شاهي" أمامه وهو من حذرها من المجيء حتى لا تفسد الأمور أكثر بحضورها...وقفت شاهي برداء يظهر من جسدها أكثر مما يخفي ويبدو من زينتها أنها تعمدت أن تبدو بهذه الطلة المغرية....اقتربت لآسر وقبلته من خده ونظرتها مثبته على خالد الذي رمقها بسخرية واحتقار ثم قالت :-
_ وحشتني يا بيبي من سهر امبارح ، مقدرتش استنى وجيت على طول...مع أن سمر ما عزمتنيش
رفع خالد حاجبيه بتعجب من هذه الحميمية التي تتعامل بها مع آسر الذي لم يثنيها وينأى عنها مثلما كان يفعل دائمًا مع الفتيات !!
تحدث آسر بنظرة محتقنة من الغضب وقال :-
_ أنتي جيتي هنا ليه ؟ مش انا محذرك ماتجيش ؟!!
اقتربت خالد وقد بدأ يفهم اللعبة بمكر للتابع شاهي تغنجها اكثر وقالت بدلال ويدها مستندة على كتفه :- بقولك وحشتني وكان نفسي اشوفك....
قال خالد بسخرية :- معندكش حق يا آسر تزعل !! بس ايه اللي غيرك ياعم العاقل؟!!
أجابت شاهي ورمت كيدها في جملة بنظرات منتصرة :-
_ مش تباركلي....آسر خطبني وهنتجوز قريب أوي...
ظل خالد ينظر لدقيقة لوجه آسر الممتقع غضبا ثم اطلق ضحكة عالية وقال بسخرية :- مبروك يا آسر ، زين ما اخترت بصراحة ، اخترت اللي فيها كل المواصفات..
تابع ضحكاته وهو يبتعد مشيرا له بالتحية لتصر شاهي على اسنانها بعنف وعصبية وقالت :- ماشي يا خالد ، انا هعرفك مين شاهي..
دفع يدها عن ذراعه بعنف وقال :-
_ مش هنكر أني استخدمتك وسيلة بس للأسف...قللت من نفسي لمجرد أنك بس وقفتي جانبي...
قالت شاهي بغضب:- انا مجبرتكش على حاجة أنت اللي جيتلي ،
وكمان أنت___
قاطعها بحزم وعصبية :- المسرحية انتهت والستارة نزلت ، ياريت تتفضلي من غير مطرود محدش عزمك أصلًا !!
ضغطت شاهي على حقيبتها الصغيرة بغيظ وابتعدت بنظرات تتوعد للجميع...
                                ******
بأحد غرف الفيلا.....
جلست الأم بجانب فراش ابنتها "نور " المستلقية بحالة شبيهة بالغيبوبة دون حول لها ولا قوة...قالت ابنتها الأخرى التي وقفت تزفر بضيق امامهن :-
_ يا مامي سمر في الطريق مش معقول هنفضل كده جنب نور ونسيب سمر لوحدها !!
مررت الأم " الدكتور عايدة" يدها على رأس ابنتها بحزن وقالت :-
_ روحي أنتي وانا هفضل جنب نور ، كفاية اللي سمر عملته
لوت " شاهندا" فمها بسخرية واقتربت لأمها قائلة :-
_ سمر اصلا ماتعرفش أن نور بتحب يوسف وبعدين كويس أنها عزمت خطيبته وهتشوفي بنفسك هعمل فيها ايه هي وخطيبة جاسر...
اجابت الأم بيأس :- وهيفيد بإيه !! المصيبة أن مرض نور نفسي !! يعني لو يوسف اتجوز ممكن بنتي يحصلها حاجة لاقدر الله ...
شاهندا بتأفف ونفاذ صبر :- ما تقلقيش ،اصلا انتوا هتسافروا لبابا أمريكا بعد اسبوعين ، السفر هيساعدها تنسى..
هزت الام رأسها بقلق واجابت :- ياريت نور تنسى ومتحاولش تنتحر تاني ، روحي انتي وهاجي وراكي بعد شوية..
ذهبت شاهندا من الغرفة وهي تتمايل برداءها القصير بدلال وشعرها الذي يتمايل على ظهرها بغنج...
                                   *****

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن