الفصل السادس و الأربعون

81.3K 3.4K 137
                                    

#الفصل_السادس_والأربعون
#إمبراطورية_الرجـال

استغفر الله عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون..
اللهم صلِ وسلم وبارك على محمد ...٣مرات
سبحان الله ، الحمد لله، ولا حول ولا قوة الا بالله
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

طـل ضياء القمر على شرفة غرفتـه..وتسلل الضوء منها بين النسمـات....نسمات تخللت أنفاسـه وهو يقف شارداً ناظرا أمامه للاشيء !!
ماذا تفعل بنا الحياة؟!
لماذا الحياة ترفض جميع اختيارتنا وتُبعدنا عن كل ما أردناه رغم أنها تضعنا بذات الطريق بعد ذلك !!
يُحبها...غارق تمامـًا في هذا الأمر...ولكنه لن يستطيع أعلان الموافقة على الاقتران بها...رغم أن قلبه يقفز فرحاً !!
هي من وضعت هذا الحاجز بينهما أم هو ؟! ربما كانوا سويًـا على خطى متعرجة بعثرت الأماني المخبأة بينهما دون إعلان مسبق للحب..
ولكنه غير قادر على الرفض أيضاً ! وكيف يقول لا لقربها ؟!
هو رجل...الرجال مشاعرهم تختلف عن الأنثى...لا ينكر أمام نفسه أنه يتلهف للقرب ، لقربها هي وليس غيرها...لابتسامة خجولة...لكلمة تجعلها تحمر خجلا...لهمس صوتها بجانب أذنيه...لعناق طويل بعد عتاب..
تبدو هذه الخواطر بعقله تخصها فقط...
لا يرى بخاطره وجه غيرها يشاركه جميع أحلامه...فتاة كالطفلة ولكنها بعثرت ثباته أمام قوته وكبريائه...
واحياناً يجعلنا الشوق المختبئ في حظر عن الموافقة أو الرفض...عن إعلان المسامحة أو الفراق...عن كل ما نريده ولا نستطيع قوله..
يبدو أن الحب حتى العذاب يبتسم فيه عشقاً....
كان ضوء الغرفة مغلق وهو يقف أمام باب الشرفة في الظلام...يكتفي بضي قمر الأحلام أمام عينيه...حتى أنتبه للضوء ينتشر حوله فأستدار بنظرة منزعجة ليرمقه جاسر بابتسامة ماكرة كعادته وقال :-
_ الـــف مبروك يا آسر
دلف الشباب أيضا وقال يوسف بحماس :-
_ احلى حاجة أن فرحنا كلنا هيبقى في يوم واحد ، كنت بتمنى كده من زمان بصراحة..
اقترب رعد إلى آسر الذي عاد لشروده ووضع يده على كتف آسر بلطف وقال :-
_ لو جتلنا هدية نفسنا فيها من زمان وقومنا وسيبناها يبقى ما نرجعش نزعل لو ضاعت مننا ، ممكن نكون زعلانين شوية بس المهم مانخليش زعلنا ينسينا احلامنا...وينسينا بكرة
ارتبكت نظرة آسر بعدما فهم مغزى حديث رعد ، لم ينظر إليه ، فقال جاسر بخبث :-
_ واحنا احنا هنتكلم بالألغاز ليـه ؟! هو زعلان منها دلوقتي بس اتحداه أن بعد الجواز هيفضل كده ! دي لو قالتله بحبك في ودنه هيتوه !
انخرط يوسف في ضحكات عالية بينما ظل آسر في صمته....استند رعد على الحائط بظهره ووضع يديه بجيوب بنطاله الرياضي وقال بابتسامة شاردة :-
_ اللي يلاقي نصه التاني ويضيعه يبقى غبي....اللي يلاقي انسانه يلاقي فيها قوته وضعفه ويسيبها يبقى هيندم طول عمره...
الزعل والخناق والكبرياء خلى ناس كتير تبعد ، وتعند ، رغم أن كل مشكلة ممكن تتحل بالمسامحة والود ، بالأحترام والحب...
تعرفوا....انا لسه فاكر نظرة أبويا وأمي زعلانة منه ، فاكر برضو نظرته لما بيصالحها...كان هو دايمـًا اللي بيصالحها حتى لو هي اللي غلطانة !
جاسر بإعتراض :- يعني تبقى غلطانة وأنا اللي اتحايل !! لا ياعم انا بحب أسيطر !
ابتسم رعد بسخرية:- سيطرة !! أنت فكرك السيطرة بالشخط والنطر ؟!
السيطرة أنك تمتلك روحها وقلبها...تخليها تخاف على زعلك ما تخافش منك ! يبقى ليك رصيد مسامحه لو غلطت...أصلك بشر وهتغلط اكيد...
يوسف بابتسامة صادقة :- أنا بحب كلامك يا رعد...كمل

امبراطورية الرجال ... للكاتبة رحاب ابراهيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن